مئات آلاف القنابل ألقاها العدوان على محافظات الجمهورية

83 % من الأراضي اليمنية ملوثة بمخلفات الأسلحة المحرمة دولياً وغالبية ضحاياها من النساء والأطفال

 

 

• تقارير دولية تثبت استخدام العدوان ذخائر عنقودية ذات صنع بريطاني وأمريكي
إدخال منظومة جديدة يمنية الصنع للكشف والتعامل مع الألغام والمتفجرات بقدرات ومواصفات متطورة

 

القنابل العنقودية إحدى الجرائم الشنيعة التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن منذ خمس أعوام وحتى الآن، فمخلفات العدوان من قنابل عنقودية وصواريخ و ألغام وغيرها من المخلفات المحرمة استخدامها دوليا والتي يشنها على مساحات كبيرة من الأرضي اليمنية بطريقة ممنهجة ومقصودة جعلت من اغلب المحافظات موبوءة بهذه المخلفات ليخلق بذلك أكبر كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين, وتحصد حياة الآلاف من الأبرياء وتتسبب بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين غالبيتهم من النساء والأطفال, ليثبت بذلك وحشيته وبربريته التي تعكس حقده الدفين والبغيض على شعب ووطن بأكمله ويعبر عن سقوطه الأخلاقي والإنساني والنهج الإجرامي الذي يتبعه في عدوانه .

الثورة / ساري نصر

انتشار واسع

اليمن كانت تخطط لإعلان خلوها من الألغام في مايو عام 2015م لكن ما حدث في تاريخ الواحد والعشرين من مارس من عدوان وكارثة كبرى نسفت كل الجهود المبذولة وأعادت المركز للوراء عشرين عاماً وأصبحت كل المناطق التي تم تطهيرها ملوثة من جديد بل حتى المحافظات التي كانت مصنفة كخالية أو تم تصنيفها مطهرة أصبحت ملوثة, حيث أشار تقرير اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام إلى أن نسبة انتشار الألغام على أراضي الجمهورية اليمنية منذ بداية العدوان بلغ 83 % مقارنة بما تم مسحه عام 2014م، وأن المحافظات الأكثر تأثراً من الألغام والقنابل العنقودية هي مأرب – الجوف –صنعاء-أبين-حجة-عمران-صعدة-الحديدة , مشيرا إلى أن اليمن تحتاج إلى أكثر من عشرين سنة لرفع ما خلفه العدوان من متفجرات وقنابل وصورايخ ’ كما كشف عن أن ما يقارب 13 نوعا من القنابل العنقودية معظمها صناعة أمريكية وبريطانية ألقيت بواسطة طيران العدوان, وأن محافظات صعدة وحجة التي هي أكثر المحافظات اليمنية تعرضاً للغارات الجوية بالقنابل العنقودية منذ العام 2015م.

تقارير وإحصائيات

وفي إطار الإحصائيات حول عدد القنابل العنقودية التي ألقيت على اليمن قال المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام أن 140 ألف قنبلة عنقودية ألقاها العدوان السعودي الأمريكي وحلفاؤه على محافظات صعدة وحجة وعمران ومأرب منذ مارس 2015م وحتى ديسمبر 2019م, مشيرا في بيان صادر عنه إلى أن تحالف العدوان ألقى قنبلة نترونية تسمى (أم القنابل ) على فج عطان كما استهدف أحياء في أمانة العاصمة بقنابل عنقودية, مضيفا أن العدوان أقدم على استخدام أسلحة محرمة دوليا واستهدف أماكن سكنية ومرافق خدمية حكومية وأراضٍ زراعية واسعة شملت محافظات الجمهورية “. وقال ” نحن كمركز للتعامل مع رفع مخلفات الألغام والقنابل التي ألقاها تحالف العدوان السعودي والتي تحمل صناعة أمريكية وبريطانية وتعتبر هذه الدول من ضمن دول العالم التي تعهدت بعدم استخدامها أو تزويدها لأي بلد، فإنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني, موضحا أن فريق العمل الميداني التابع للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام قام بالتعاون مع خبير دولي في نزع ورفع مخلفات العدوان, مشيرا إلى أنه تم مسح مساحة 400 ×400 متر في قرية فج عطان التي ألقي عليها قنبلة نترونية تسمى (أم القنابل) وتم إخراج خمسة أطنان من مخلفات القنابل الملقاة من قبل طائرات العدوان السعودي الأمريكي. ولفت البيان إلى أنه تم إلقاء ما يقارب 140 ألف قنبلة عنقودية في كل من محافظة صعدة وحجة وعمران ومأرب منذ بداية العدوان حتى ديسمبر 2019م.. مشيرا إلى أنه تم رفع ثلاثة أطنان من مخلفات القنابل التي ألقاها طيران العدوان بمديرية حرف سفيان, مبينا أنه تم استهداف حي الكويت وشارع الرباط ومنطقة السنينة والدائري بالعاصمة صنعاء بقنابل عنقودية باعتراف ة العدوان وتم انتشال اثنين أطنان من تلك القنابل. وذكر البيان أن العدوان السعودي الأمريكي استخدام قنابل كيميائية وقنابل عنقودية على صنعاء, وفسفورية وعنقودية في محافظات مأرب وحجة وصعدة وما زال فريق العمل التابع للمركز يحاول انتشالها، إلا أن استمرار العدوان حال دون تمكن الفريق من القيام بالمهمة, وحمل المركز العدوان السعودي الأمريكي وحلفاؤه المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب اليمني وإلقاء القنابل المحرمة دولياً, موكدا أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وسيتحمل العدوان السعودي وحلفاؤه تبعات المقاضاة في المحاكم الدولية. إلى ذلك تشير آخر التقارير الإحصائية الصادرة عن وزارة الدفاع إلى أن طيران العدوان السعودي الأمريكي أسقط على اليمن نحو 6000 قنبلة عنقودية وصاروخ محرمة دوليا استهدفت منازل المواطنين ومزارعهم في مختلف المحافظات, منها 5914 قنبلة عنقودية وفسفورية إلى جانب استخدامه 2951 قنبلة ضوئية و3921 قنبلة صوتية ناهيك عن إسقاط طائرات العدوان عشرات القنابل الفراغية وجميعها محرمة دوليا نظرا لتأثيرها الخطير على حياة وصحة المدنيين والتجمعات السكانية المدنية وخاصة النساء والأطفال.

اعتراف سعودي ودعم بريطاني أمريكي

العدوان السعودي اعترف باستخدام قنابل عنقودية محرمة دوليا في عدوانه على اليمن وهذا نقلته وكالة الأنباء السعودي على لسان المتحدث باسم تحالف العدوان أن هذه القنابل استخدمت لضرب «أهداف عسكرية شرعية» حسب زعمه وأنه كان استخداما محدودا لقنابل عنقودية من طراز BL-755 بريطانية ضد أهداف عسكرية شرعية للدفاع عن مدن وقرى سعودية تعرضت لهجمات مستمرة من قبل رجال الجيش واللجان الشعبية وأنه سيتم إيقاف استخدام هذه الذخائر في الحرب على اليمن, ليأتي هذا التصريح كاعتراف صريح وعلني لمدى الإجرام الوحشي الذي وصل إليه هذا العدوان وارتكابه لأبشع المجازر بحق شعب بأكمله. من جانبه، قال مايكل فالون، وزير الدفاع البريطاني ، إن السعودية أكدت إسقاطها ذخائر بريطانية الصنع اشترتها في الثمانينيات من القرن العشرين لكنها استخدمتها أثناء عملياتها العسكرية الحالية في اليمن, مع حظر القانون البريطاني بيع القنابل العنقودية منذ عام 2010م لما تشكله من خطر على المدنيين من خلال إسقاط قنابل صغيرة تمتد تفجيراتها على مساحات كبيرة, مضيفا أن بريطانيا لم تورد قنابل عنقودية للسعودية منذ عام 1989م لكنه قال إن التحقيقات التي أجراها الجانب السعودي كشفت عن استخدام قنابل عنقودية بريطانية الصنع أثناء العمليات العسكرية للتحالف, في حين قال حزب العمال المعارض إن تأكيد استخدام قنابل عنقودية بريطانية الصنع في الحرب على اليمن يثير “قلقا عميقا”.

توثيق دولي

فيما أكدت تقارير منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان لها عن وجود أدلة ذات مصداقية على أن العدوان السعودي استخدم ذخائر عنقودية محظورة من صنع الولايات المتحدة في غاراته على اليمن”، وأشارت إلى أن هذه القنابل تعرّض حياة الناس للخطر، مؤكدة أن السعودية والولايات المتحدة تضربان عرض الحائط بالمعيار الدولي الذي يحظر استخدام الذخائر العنقودية, وتؤكد التقارير أيضاً أن هناك المئات من أطفال اليمن قتلوا بأسلحة محرمة وجديدة الصنع أي أنها صنعت خصيصاً لقتل أطفال اليمن.. كما وثقت منظمة العفو الدولية عدة مرات استخدام السعودية للقنابل العنقودية في اليمن، وتحديداً في المناطق السكنية ما يشكل انتهاكا للقانون الدولي ولقوانين الحرب التي تحرم استخدام هذا النوع من الأسلحة في المناطق المأهولة. من جانبها سجلت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والمستشفيات الكثير من الإحصائيات حول تلك الأسلحة الفتاكة كما طالبت العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية اليمنية بإجراء تحقيقات دولية “محايدة” لكشف حقيقة محتويات صواريخ الدمار والموت التي ضُربت بها مناطق يمنية عديدة وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، حسب تلك المنظمات. مشيرة إلى أنها تسببت في قتل وإصابة عشرات المدنيين جراء الغازات السامة المنبعثة من الصواريخ التي سقطت على تلك المناطق فضلا عن الحروق والتشوهات الخلقية.

جهود حثيثة

وفي إطار الجهود الحثيثة التي تقوم بها حكومة الإنقاذ من أجل مواجهة خطر هذه القنابل والحد من انتشارها والقيام بانتزاعها من منطلق الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة تعمل اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام لرفد الميدان بسريتي نازعي ألغام بعد تأهيلهما وتدريبهما وبما يمكِّن اللجنة الوطنية من القيام بدورها في مواجهة التحديات والحفاظ على أرواح المواطنين خاصة وأن الأراضي اليمنية أصبحت موبوءة بالقنابل العنقودية وخاصة المزودة بأجهزة استشعار, أن قيادة الدولة تولي جانب التعامل مع الألغام ونزعها والتخلص منها اهتماما خاصا من منطلق الحرص على حياة المواطنين وحماية القرى والمدن كما أن هناك توجهات للقيادة بإنشاء معاهد ومراكز وكليات متخصصة للتعامل مع الألغام والتوعية بمخاطرها وأضرارها والإلمام بالتشريعات التي تنص على عدم استخدامها.

منظومة كاشفات محلية الصنع

وقد كشف المركز الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن خلال الفترة السابقة عن إدخال منظومة جديدة للكشف والتعامل مع الألغام والمتفجرات يمنية الصنع, حيث أشار الشاب إياد يحيى المنصور مخترع جهاز «المنصور 16 بي آي» في معرض المعدات والأجهزة الخاصة بالكشف والتعامل مع الألغام والمتفجرات إلى أن جهاز المنصور الكاشف للألغام والمتفجرات يستطيع منافسة الكاشفات والماسحات الخارجية، حيث أن جهاز المنصور قادر على كشف الألغام الكبيرة المضادة للدروع عن عمق متر إلى متر ونصف وكذلك الكشف عن الألغام الفردية والقنابل والصواريخ، وقد دخل هذا الجهاز الخدمة ويتم استخدامه في الميدان خلال تنفيذ المهام, كما قام المخترع إياد المنصور بتقديم شرح عن سيارة كشف الألغام القادرة على فتح الثغرات والطرق بمختلف أنواعها والتي لازالت قيد التجربة والتطوير، بالإضافة إلى تقديم شرح لجهاز الماسح الأمني للشخصيات والذي يتم استخدامه في المطارات والفنادق وفي العديد من المرافق الحكومية والأمنية للكشف عن أي مواد متفجرة أو أسلحة لدى الأشخاص.

قد يعجبك ايضا