في يوم عيد الأم:

أمهات الشهداء.. عناوين بارزه في التضحية والفداء

ماضون على درب أبنائها فحياة الوطن عزيزة علينا وأغلى من حياتنا

الشهداء شرَّفوا أسرهم وهم أحياء وشرفوهم وهم أموات

تبقى أمهات الشهداء عناوين بارزة للتضحية والفداء من أجل الدين والوطن ومحطات مضيئة لاستلهام القيم والمثل السامية التي يحتاجها المجتمع عند مواجهة المحن والشدائد
وخلال العدوان الكوني على اليمن أثبتت المرأة اليمنية التي قدمت أغلى ما تملك دفاعا عن وطنها وعن المبادئ العظيمة أنها عظيمة وجديرة بأن تكون نموذجا يحتذى به في كل شؤون الحياة..
هذه المرأة التي تواجه نبأ استشهاد فلذة كبدها بإطلاق الزغاريد والابتهاج والشعور بالسعادة كون ابنها أو زوجها أو أخوها التحق بموكب الشهداء الخالدين.. ما هي إلا مدرسة عظيمة لنشر أعظم المبادئ والقيم الفاضلة، فأمام تضحياتها الجسام لاشك ستبقى عظيمة في عيون أبناء المجتمع الذي بات يشعر بأن ما ينعم به من أمان وسلام وما يحققه الوطن من انتصارات كبرى أمام الغزاة والمحتلين ما هو إلا ثمرة من ثمار الدماء الطاهرة لأولئك الأبطال الميامين.
الأسرة/ زهور عبدالله

لن نستطيع إيفاء أمهات الشهداء حقهن فهن اللواتي ضحّين بفلذات أكبادهن لنحيا أعزاء، ولولا دماء هؤلاء الشهداء لما عشنا اليوم في أمن وأمان، ولكن يبقى وفاؤنا للشهداء وعزاؤنا لأمهاتهم ألاّ نفرط في ما استشهدوا من أجله وأن لا نضيع البوصلة وأن نحفظ وصيتهم بحفظ الوطن من العدوان والغزاة والمحتلين..
ونوهت أمهات الشهداء بأن الأبطال شرَّفوا أسرهم وهم أحياء، وشرفوهم أيضاً وهم أموات بسيرتهم العطرة التي سيظلوا يتفاخرون بها طوال العمر، وأعربت أمهات الشهداء عن استعدادهن لاستكمال مسيرة أبنائهن في الذود عن الوطن استكمالاً لمسيرة الأبناء الأبرار..
وكثير من الأمهات قدمن أبناءهن شهداء وانسابت دماء أبنائهن الطاهرة على تراب هذه الأرض التي ستكون شاهدة على بطولتهم والاستئثار بحياتهم في سبيل الدفاع عنها..
تقول الأخت أم طه “أبو هادي” التي استشهد زوجها في إحدى جبهات العزة والكرامة : عندما بدأ العدوان على اليمن وجد زوجي نفسه يتحمل مسؤولية كبيرة في الدفاع عن الوطن وقرر على الفور مغادرة مقر عمله ومنزله وطفله والتوجه الى الجبهة باعتبار ذلك واجباً أخلاقياً ووطنياً ودينياً.. كان يقول دائما إن الدفاع عن الأرض والدين والعرض ليس مسؤولية الجنود وحدهم ولكنها مهمة يجب أن يضطلع بها كل شخص قادر على حمل السلاح..
وتضيف هذه الزوجة الفاضلة أنها ستربي ابنها على نهج أبيه وستغرس فيه حب الشهادة والمضي على نهج أبيه في التضحية والفداء من أجل الدين والوطن وكي تكون راية الله هي العليا .
وأكدت في حديثها لـ”الأسرة”: الشهيد أكرم “أبو هادي” كان مثالا للإنسان الرائع والنزاهة والإخلاص في عمله وكان منذ صغره تواقا إلى التضحية والفداء وبذل روحه رخيصة من أجل وطنه وأمته.
وأضافت : أقول هنا أن على ذوي الشهداء ألاّ يحزنوا وإنما عليهم أن يشعروا بالفخر فأولادهم قدموا أغلى ما يملكون من أجل قضية عادلة وغايات سامية ونبيله.. علينا أن نكون أوفياء لهم ولتلك القيم العليا التي آمنوا بها وذلك بالسير على نهجهم ومواصلة الخطى على نفس الدرب الذي اختطوه وذلك أقل ما يمكن أن نقدمه وفاء وعرفانا لتضحياتهم.
دفاع عن الأوطان
وتقول أخت الشهيد علي بن علي شايع : إن المجازر المروعة الذي يرتكبها العدوان وحصاره المطبق على اليمن يعكس الإفلاس الأخلاقي والسقوط القيمي لدول العدوان الذي استغل الصمت الدولي المخزي إزاء جرائمه بحق نساء وأطفال اليمن وراح يسفك الدماء بكل همجية.. مشيرة إلى أن هذه الجرائم بحق اليمنيين لن تزيد اليمنيين إلا ثباتا واصرارا في الدفاع عن أنفسهم وحقهم في الحياة والدفاع عن وطنهم وحريتهم .
وتقول والدة الشهيد ماجد عبدالله عبدالباقي- الذي استشهد في العام 2018 في “معركة النفس الطويل ” : في هذا اليوم أفتقد ولدي كثيرا ولكني أحسّ بالفخر والاعتزاز كون ولدي قدم روحه دفاعا عن الوطن، فهو أكبر أبنائي وقد استشهد وهو لم يكمل الثامنة عشرة من العمر.. سقط ماجد وسقطت روحي معه غير أن استشهاده خفف عني بعض الحزن فسيرته البطولية في الجهاد والدفاع عن أرضه وعرضه ستظل شامخة امام إخوته الصغار وأقرانه وأبناء بلدته جميعا.. وأشارت إلى أن ولدها كان منذ الصغر متشوقا إلى الجهاد في سبيل الله والدفاع عن وطنه .
وتقول أم الشهيد لطف القحوم :” أنا سعيدة كوني ربيت أبنائي أحسن تربية وعلمتهم حب الوطن والدفاع عنه وهاهم يضحون بأرواحهم في سبيل الدفاع عن أوطانهم، وقد رحل ابني وترك لأطفاله الروح الجهادية والتربية الجهادية التي كان ينتهجها قبل استشهاده”، وأحمد الله كثيرا على نعمه وعلى ما قدّر وأحمد الله على هداية أولادي.
وتقول أخت الشهيد الحسن الزبيدي- الذي استشهد في نهاية العام 2018في إحدى الجبهات إنها تتذكر أخاها ليلاً ونهاراً وتفتقده ولكنها تطمئن عندما تتذكر انه سقط شهيدا ونال العزة والبطولة .
وتقول : كنت أظن أني سأموت إذا حصل أي مكروه لأخي لكن الله عز وجل أعطانا الصبر وحمدناه كثيرا على نعمة الشهادة التي نالها أخي.. لقد كنت بمثابة الأم لأخي الحسن بعد وفاة والدتي وكان رحمة الله تغشاه يردد دائما أنه سينال الشهادة وأنه سيقاتل حتى الموت وسيدافع عن وطنه وعندما كان يعود لزيارتنا يردد وهو أمام المنزل لقد رجعت هذه المرة وفي المرة الثانية سأعود شهيدا إلى ان جاءنا خبر استشهاده فقلنا جميعا: رحمك الله يا أخي لقد تمنيت الشهادة ونلتها .
يتوقُ للشهادة
والدة الشهيد محمد الوصابي : علينا أن نكون سنداً وعوناً لأمهات الشهداء اللاتي قدمن أولادهن في سبيل هذا الوطن وأم الشهيد هي تلك الأم الصابرة التي أنجبت بطلا قدم روحه فداء للوطن وتحمل في داخلها مزيجاً من المشاعر مشاعر افتخار واعتزاز بأن ابنها شهيد ومشاعر حزن بأنها فقدت جزءاً منها، ولكن عزاءها الوحيد انها ام الشهيد وصانعات الأبطال هن أعظم الأمهات لأنهن علّمن أولادهن أنّ النصر لا يأتي بالكلام والشعارات بل بالدم القاني وهنّ أسمى الأمهات لأنهن لقنّ أولادهن أنّ الأرض لا تحرر إلا إذا ارتوت بالدماء، لذلك ضحين بأولادهن.. وتضيف: استشهد ابني البكر محمد الذي كان يوصي بعدم البكاء عليه وأن الشهادة حلمه الذي ينتظره استقبلناه شهيدا والحزن يعتصر قلوبنا، لكننا حمدنا الله وشكرناه على الطمأنينة والصبر وتثبيته قلوبنا ونحن نودعه .
بصمات واضحة
سيشهد التاريخ أن الأم اليمنية هي التي كانت لها بصمات واضحة منذ بداية العدوان على اليمن فلم تتقاعس عن دورها وأداء أمانتها ومسؤوليتها بل ربت وأنتجت أجيالا كانت هذه الأجيال هي التي وقفت في وجه المحتلين والمعتدين فقدموا أرواحهم في سبيل هذا الوطن.. وإذا كانت الأم مدرسة لإعداد الأجيال فأمهات الشهداء صاحبات مدرسة خاصة في تخريج الأبطال الذين أعزّوا امتهم ووطنهم وكل من ينتمي إليهم ويسير على دربهم، في وقت بات فيه القابض على سلاحه كالقابض على الجمر.
تقول نادية محمد صالح والدة الشهيدين جمال وصدام: أشعر بالفخر والاعتزاز كوني قدمت شهيدين من أولادي في سبيل الله دفاعا عن الوطن، ومازال هناك اثنان آخران يخوضان حاليا معركة العزة والكرامة في مختلف جبهات العزة والشرف..
ولداي حيان عند ربهما يرزقان ونحن على دربهما ماضون حتى تحقيق الانتصار..
وتضيف والدة الشهيدين : قررا مبكرا من عمر هذا العدوان التصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تعرضت لها البلاد.. وتضيف في حديثها للأسرة أن استشهاد ولديها وذهابهما في سبيل الله انما هو وسام شرف واعتزاز على صدرها وستظل تفتخر بهما.. وتشير إلى أن على الأمهات اللائي فقدن أولادهن في هذه المعركة المصيرية التي فرضت على وطننا ألاّ يشعرن بأي حزن أو أسى فأولادهن هم الأحياء الحقيقيون في جنات الخلد وتلك هي الحياة الحقيقية.. مؤكدة ضرورة أن تكون الأم المدرسة الأولى في زرع ثقافة الشهادة وغرس مبادئ التضحية والفداء في نفوسهم لأنّ ذلك هو السبيل الوحيد لمواجهة الشر والطغيان والمخططات الخبيثة التي تستهدف الوطن وكرامة وشرف أبنائه.
وهذا ما يعكس حجم التضحيات الجسيمة التي بذلها ويبذلها أبناء هذه الوطن في هذه المعركة الوطنية العظيمة أمام أعتى قوة غاشمة يقودها تحالف دول الشر والطغيان في هذا العالم.

قد يعجبك ايضا