حجة.. توجه لإنشاء مشاريع محميات زراعية للنهوض بالقطاع الزراعي

 

تتجه محافظة حجة حالياً لإنشاء مشاريع محميات زراعية في إطار المبادرة التي أطلقتها قيادة السلطة المحلية في المحافظة لزراعة 600 ألف شجرة للنهوض بالقطاع الزراعي.
الثورة / جميل القشم

تتضمن المرحلة الأولى من مشاريع المحميات، غرس شتلات البن في حقول المزارعين في مديريتي بني العوام ومبين وزراعة اللوز في مديرية حجة وزراعة الخرمش في مناطق السوالمة وبني سراع في مديرية الشغادرة نظرا لتلاؤم هذه الأصناف مع الخصائص الزراعية لهذه المناطق.
فيما تشمل المرحلة الثانية إنشاء محميات لزراعة الأرز في مديرية المغربة وإنتاج العسل في مديرية الجميمة ومحاصيل ومنتجات أخرى في مديريات المحافظة، حيث يجري حاليا نزول فرق ميدانية لدراسة الخصائص الزراعية والمائية لمناطق مختلفة في مديريات المحافظة.
يأتي التوجه للنهوض بالقطاع الزراعي في حجة في إطار استغلال ما تزخر به 31 مديرية من فرص زراعية ومناخ معتدل وملائم ومصادر مائية تستدعي تأهيلها لتشجيع التوسع الزراعي سيما في ظل تحديات الوضع الاقتصادي جراء استمرار العدوان والحصار.
وفي مقابل ما يجري تنفيذه من مبادرات مجتمعية ذاتية يتبنى تشجيعها محافظ المحافظة في مسح وشق ورص الطرق والجدران الساندة وغيرها من المشاريع الخدمية، تتعزز الجهود الرسمية والشعبية لإيجاد مبادرات مماثلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي.

تبني مشاريع محميات
تشتهر محافظة حجة بزراعة البُن والحبوب «الذرة والدخن والشعير والخضروات والفواكه» فضلاً عن تربية النحل والاصطياد السمكي في مناطقها الساحلية، إذ تنتج المحافظة ما نسبته 6.8% من إجمالي إنتاج المحاصيل الزراعية في الجمهورية.
وبالنظر للتحديات الاقتصادية التي يمر بها الوطن شرعت الجهات ذات العلاقة في المحافظة بدعم قيادة السلطة المحلية لاستثمار واستغلال المقومات الزراعية والمناخية والتضاريس، في خطوة تجسد الوعي بإيجاد البدائل الممكنة لمواجهة حرب التجويع الممنهجة لدول العدوان.
محافظ حجة هلال الصوفي أكد أن مبادرة تشجير المحافظة ومديرياتها تترجم الرؤية باتجاه التوسع الزراعي في المحافظة .. لافتا إلى أن اللجنة الزراعية العليا أيدت هذه المبادرة وعممتها على المحافظات باسم مبادرة الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي.
وأوضح أن رؤية المبادرة تتمثل في زراعة 600 ألف شتلة خلال العام الجاري من خلال استثمار الأراضي الزراعية التابعة للدولة والأوقاف في قرى وعزل مديريات المحافظة، وإقامة محميات زراعية وتشجير مدارس المحافظة والوحدات والمراكز الصحية وغيرها.
ولفت إلى أن التنسيق جار مع اللجنة الزراعية العليا بعد استكمال الخطة التنفيذية للمبادرة لتوفير متطلبات التنفيذ .. منوها بتجاوب اللجنة واستعدادها للتعاون في توفير كميات من الشتلات والتسويق لمنتجات البن واللوز في مديريتي بني العوام وحجة.
وأفاد المحافظ الصوفي بأنه تم إعلان مديرية بني العوام محمية لزراعة البن ومديرية حجة لزراعة اللوز والشغادرة لزراعة الخرمش والاتفاق مع أحد رجال الأعمال عبر مؤسسة بنيان التنموية لدعم احتياجات المزارعين وتسويق وشراء المحصول بسعر أعلى من السوق.
وبيَّن أنه يجري حاليا متابعة توفير 50 ألف شتلة بُن لمديرية بني العوام ومثلها شتلات لوز لمديرية ريف حجة .. لافتا إلى أنه تم إلزام مكتب التربية بغرس الأشجار في المدارس واستغلال المساحات المتوفرة وتخصيص حصة أسبوعية لتوعية الطلاب بالجانب الزراعي.
ووفقا لمحافظ حجة، تم إلزام مكتبي الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني والأوقاف بتخصيص أراض لزراعة الشتلات، ومكتب الشباب لتشجير محيط الملاعب الرياضية ومكتب الصحة لتشجير ساحات المستشفيات والمرافق الصحية.
ونوه باستعداد الصندوق الاجتماعي للتنمية لتوفير مشتل وبناء خزان مياه في مديرية بني العوام .. مشيرا إلى استكمال تجهيز مشتل لزراعة اللوز وخزان مائي في مديرية حجة عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية، وزراعة 8000 شتلة بُن في مديرية مبين عبر مؤسسة بنيان كبديل لشجرة القات التي تم اقتلاعها في إطار مشروع المبادرة.
وحول تأمين مصادر المياه، أشار الصوفي إلى أنه تم تكليف فرق فنية بالنزول إلى المناطق لإعداد الدراسات وتقييم وضع الأودية وقنوات الري وتجهيز دراسة عن مصادر مياه مديرية بني قيس واحتياجاتها ليتسنى البحث عن دعم لتأهيلها بما يخدم ري المزروعات.
وأكد محافظ حجة أنه يجري الإعداد لإعلان مديريات أخرى في المحافظة محميات زراعية بالتنسيق مع مؤسسة بنيان التنموية ومكتب الزراعة في المحافظة ومؤسسة حجة الثقافية.

بني العوام .. لؤلؤة البن
تشتهر مديرية بني العوام بزراعة البن على مستوى محافظة حجة، وتتميز بجودة المحصول في السوق المحلي والخارجي ويقدر إنتاج المديرية سنويا بثلاثة آلاف و290 طناً.
وتتزين قرى وعزل المديرية بأكثر من ثلاثة ملايين و500 ألف شجرة بُن حسب تقديرات السلطة المحلية ومكتب الزراعة في المديرية.
وتشكل مبادرة إعلان بني العوام محمية لزراعة البن والتوسع في استعادة مكانته وزراعته على نطاق واسع وريه وتسويقه وفقا لمعايير السوق العالمية بادرة إيجابية تخدم المحافظة وأبناءها.
وأوضح مدير مديرية بني العوام رصاص النمر أن إعلان المديرية محمية لزراعة البن سيسهم في تشجيع المزارعين لاستغلال الحقول لزراعة مساحات إضافية من البن .. مبينا أن البن العوامي يُعد أجود أنواع البن اليمني ويحظى بطلب السوق المحلي والخارجي.
وأشار إلى أن المديرية تتمتع بجو معتدل صيفا مائل إلى البرودة شتاء وبجبال تزين سفوحها المدرجات الزراعية وتكسوها الخضرة ووديان يقارب عددها 30 واديا تزخر بعيون الماء، ما يستدعي رفدها بمشاريع لاستغلال الثروة المائية لتحقيق نهضة زراعية وإنتاج البن.
وذكر النمر أن المساحة الحالية لزراعة البن تقدر بـ105 آلاف لبنة .. مبيناً أن التربة والمناخ يشجعان لإقامة مشاتل لزراعة البن بالتنسيق مع قطاع الاستثمار ورجال الأعمال.
ولفت إلى حاجة المديرية إلى تدخل ودعم لتأهيل 45 خزان مياه بسعة 40 متراً مكعباً لتجميع مياه الغيول وكذا تأهيل قنوات الري لعدد من الوديان بطول سبعة آلاف و800 متر طولي، وتدريب المزارعين حول عمليات ما بعد الحصاد للحصول على جودة عالية للمنتج.
وأفاد مدير المديرية بأن قنوات الري الحالية قديمة ومتهالكة وتؤدي إلى قلة الري وعدم الاستفادة الجيدة من مياه الغيول والأمطار في ري أشجار البن، فضلا عن الآفات الزراعية وغلاء الأسمدة ووعورة الطريق ومشاكل تسويق محصول البن التي تمثل عوائق أمام المزارعين في المديرية.
وأعرب عن الأمل في تضافر الجهود لمعالجة التحديات والإسهام في تحقيق الغايات المثلى لإنجاح مبادرة قيادة السلطة المحلية في المحافظة بهذا الصدد.

قد يعجبك ايضا