اليمن يسطر للأجيال تاريخ عزة وكرامة ويفتح للشعوب المستضعفة دروب الحرية

الصرخة وحَّدت اليمنيين ضد المستكبرين

 

 

توحيد الجبهة الداخلية والعمليات الأمنية أحبط تطلعات العدوان لتفكيك الشعب اليمني
عمليات توازن الردع أثبتت إمكانية استخدام التكنولوجيا من قِبَلِ اليمن والتفوق بها على دول العدوان
العمليات النوعية للجيش واللجان برهنت على أن الرجال بما يحملون من إيمان وعدالة القضية هم المعيار الأساس في النصر وليس السلاح
تآزر الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية جعل اليمن (كالبنيان المرصوص) في معركة المواجهة

(قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).. ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء)..
قلنا الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل امتثالاً لأمر الله القائل سبحانه وتعالى: (قل موتوا…).. وقلنا اللعنة على اليهود، امتثالاً أيضاً وتطبيقاً وانسجاماً مع قوله عز وجل: (ولعنوا)، والواو حرف عطف، لكنه لا يفيد السرعة كالفاء..
من هنا، من الصرخة، ابتدأت مسيرة الحرية تخط طريقاً للأحرار، وترسم ملامح المستقبل للأجيال..
بعثت الصرخة في الأرواح الحياة والعقيدة والشموخ والعزة والإباء، ونفخت في الأجساد روح المبادرة والتحرك في سبيل الله والمستضعفين..
ولم يكن لأعداء الحرية، وأعداء الإنسانية إلا التحرك المعاكس، لوأد هذه الثورة، ولم يئدِ الأعداءُ إلا أحلامهم في السيطرة والهيمنة والتفوق.

الثورة / صلاح محمد الشامي

• ها نحن نسترد أراضينا، ونسطر الملاحم تلو الملاحم في كل جبهات العزة والكرامة.. وبعد أن دسنا دباباتهم حفاة الأقدام، دسنا تفوقهم التكنولوجي واقتحمنا قبابهم الدفاعية المزعومة بصواريخنا وطائراتنا محلية الصنع، وحَيَّدنا طائراتهم بمضادات أرضية وصاروخية محلية الصنع، ولم تعد التكنولوجيا بأيديهم فقط..
وأستذكر هنا ما بشَّر به وتنبَّأ سيدي العلامة سهل إبراهيم بن عقيل، في مقال نشرته (الثورة) قبل عامين على الأقل، بأن التكنولوجيا لم تعد حكراً على دول الاستعمار القديم والحديث، وأن اليمن ستسخِّر هذه التكنولوجيا للدفاع عن الأرض والحرية والكرامة والمقدرات اليمنية، بل وستتفوق بها على دول العدوان بقيادة أمريكا.. وصدق سيدي الثائر الصابر المجاهد العلامة سهل بن إبراهيم بن عقيل، فلا يخفى كيف رأينا دولة الكيان تستخدم الطائرات المسيرة ضد الفلسطينيين، وذلك فقط بعد رؤيتها للطائرات المسيَّرة اليمنية تدك وتحرق مطارات حليفتها السعودية، وتدمِّر منشآتها البترولية التابعة لأرامكو في كل من ( بقيق وخريص ) في عملية توازن الردع الأولى، ويتوافق ذلك مع جبن اليهود، وفوق ذلك فإنهم لا يستهدفون سوى المدنيين الفلسطينيين.
تفوُّق اليمن في كل ميادين المواجهة
• حققت عمليتا (نصر من الله) و (البنيان المرصوص) إعجازاً نوعياً في تاريخ كل من ( الحروب، والعمليات الخاصة ).. وحققت العملية الأمنية (فأحبط أعمالهم) إعجازاً نوعياً أيضاً في العمليات الأمنية والمخابراتية، محطمة بهذا التفوق الاستخباري المزعوم لدول العدوان مجتمعة..
تحرير الجوف
• امتداداً لعملية “البنيان المرصوص” ، يواصل أبطال الجيش واللجان الشعبية التقدم في كافة جبهات محافظة الجوف، لتحريرها بالكامل، من عناصر الارتزاق والخيانة، ويسطرون أروع الملاحم، ضاربين عرض الحائط بالغطاء الجوي المكثَّف، الذي تستميت به دول العدوان لبقاء الجوف تحت سيطرتها، دافعة بالآلاف من المرتزقة، في سبيل استعادة ما تبقى من ماء وجوههم الكالحة دون جدوى، فثبات المجاهدين أسقط كل أوراقهم، ونحن بانتظار الإعلان الرسمي عن تحرير محافظة الجوف بأكملها..
عمليتا “البنيان المرصوص” و “نصرٌ من الله”
• بعد عملية “نصرٌ من الله” التي سيطرت على آلاف الكيلومترات في “نجران” ، وأسقطت ثلاثة ألوية، وسقوط 2500 أسير من مرتزقة العدوان، والعشرات من ضباط وجنود الجيش السعودي، والتي أذهلت العالم، بعد هذه العملية جاءت عملية “البنيان المرصوص” التي أثبتت مقدرة اليمن على صنع انتصارات أوسع، فقد دحر أبطال الجيش واللجان في هذه العملية 25 لواءً عسكرياً بكافة عتادها الحربي الثقيل والمتقدم، وأسر في العملية 3500 من جنود وضباط المرتزقة، بينهم 1800 جريحاً، تم التعامل معهم بأرقى أساليب التعامل الإنساني، وبالقيم اليمنية الإيمانية الأصيلة، وقد عرضت قنوات التلفزة مشاهد لمئات الدبابات والعربات القتالية المدمرة، ما عكس السيطرة التامة التي يتمتع بها المقاتل اليمني، ودقة التخطيط والتنفيذ، رغم الفارق المهول بين أسلحة وإمكانيات العدو، وما يمتلكه الجيش واللجان، فأثبت اليمن من خلال هاتين العمليتين أن السلاح ليس المعيار الأساس في ساحة المعركة، بل الرجال الذين يقفون خلف السلاح.
عمليات توازن الردع
برهنت عمليات توازن الردع الثلاث مقدرة بلد الحكمة على التصنيع التكنولوجي الحربي، واختراق منظومات العدوان الدفاعية، وضرب الأهداف في العمق السعودي، لتحقيق الإنجاز المطلوب والمحسوب بكل دِقة..
• ضرب المنشآت البترولية العملاقة للسعودية، ليس إلا رداً من ضمن الردود المشروعة على عدوان همجي بربري، استهدف كافة البنى التحتية لليمن، ولم يكتفِ بذلك، بل استهدف البشر والمساكن، فقتل عشرات الآلاف من المدنيين في بيوتهم وأسواقهم ومتاجرهم ومزارعهم، وحتى الأطفال في مدارسهم، واستهدف المستشفيات، وكذلك الأماكن التاريخية والأثرية، واستهدف حتى الحيوانات والمزارع، وبعضها بأسلحة محرمة دولياً كالقنابل العنقودية.
الدفاع الجوي
ليست طائرة التورنيدو السعودية التي تم إسقاطها في سماء الجوف إلا واحدة من عشرات الطائرات الحربية لدول العدوان التي تم إسقاطها، إلى جانب العشرات من طائرات التجسس، ومن مختلف الجنسيات والأحجام والأنواع المتطورة، بما فيها التايفون، وآلاف 15 وآلاف 16، وكل أنواع طائرات الاستطلاع التي حلَّقت في سماء اليمن ولم تعد إلى قواعدها.
تحييد طيران العدوان، هو المفاجأة الكبرى لدول العدوان، فبعد تفكيك وتفجير أكثر من 1400 من الصواريخ المضادة للطيران، بأوامر أمريكية، سنة 2012م تمهيداً “للغزو” واحتلال اليمن، دون مقاومة تذكر، بدأ اليمن من وقت مبكر من زمن العدوان، بالتصنيع، ولم تعد التكنولوجيا حكراً على الدول الاستعمارية، وطالما هناك إرادة، فهناك رجال ينتزعون ما يحتاجون إليه من أجل التصنيع والتطوير، حتى بات من الطبيعي، بعد مضي خمس سنوات من العدوان، أن نسمع كل يوم – تقريباً – عن إسقاط طائرة حربية أو تجسسية من قبل قوات الدفاع الجوي، وبتصنيع يمني مائة في المائة..
العملية الأمنية “فأحبط أعمالهم”
• سقوط مجموعة من خلايا وشبكات التخريب والعمالة في أيدي رجال الأمن دفعة واحدة ليس بالعمل القليل، إنها عملية عملاقة بكل المقاييس، أحبطت -بالفعل- أعمال دول العدوان المخابراتية التخريبية، وكشفت أساليبها الخبيثة لزعزعة أمن واستقرار اليمن من الداخل، وهذه العملية ليست الوحيدة، فقد سبقتها عشرات العمليات من نوعها، وهنا يمكننا القول إن الأمن والمخابرات وأجهزة الأمن في قمة مجدها، ويكفي ما تنعم به المحافظات الحرة من أمن وأمان، بسبب يقظة رجال الأمن والمخابرات الشرفاء، ومن عملية (فأحبط أعمالهم) يتبين مدى ما تتمتع به اليمن حالياً من أجهزة حرة ونزيهة، وبقيادات مسؤولة وكفؤة وشريفة..
في البر
• يكفينا شرفاً أن لدينا مجاهدين أبطالاً، لا تستطيع حتى مكامن الخيال في رؤوس مؤلفي قصص وسيناريوهات الإنتاج السينمائي أن تأتي بأمثالهم، ذلك لأنهم آمنوا، فصدقوا، فصبروا، فحق لهم أن ينالوا وعد من لا يخلف وعده، ( ومن أصدق من الله قيلا)، ( ومن أصدق من الله حديثا).. فكم من الزحوفات التي يصدها أبطال الجيش واللجان الشعبية كل يوم، وخلال الخمس سنوات من المواجهة غير المتكافئة مادياً ولا معنوياً (وهذه الأخيرة في صالحنا) أثبت اليمن أن الرجال -بما يحملون من إيمان وعدالة القضية- هم المعيار الأساس في الحروب، وليس السلاح.
في البحر
أغرقت القوات البحرية وقوات الصواريخ عدة بارجات ومدمرات وفرقاطات وسفن حربية وزوارق حربية لدول العدوان.
الجبهة الداخلية
توحيد الجبهة الداخلية ركيزة أساسية وخطيرة لمواجهة العدوان، وتتمثل في حل مشكلات الثأر بين القبائل لتكون صفاً واحداً ضد العدوان.. وبعد توجيه الشكر للمسيرة القرآنية وقائدها سيدي ومولاي عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، لا ننسى جهود الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى رئيس الجمهورية فخامة المشير الركن مهدي المشاط، وجهود أعضاء المجلس السياسي، وخاصة الأخ محمد علي الحوثي، في حلحلة خلافات عالقة، وحل إشكاليات ثأر مزمنة بين القبائل اليمنية، ويُشكر كل مواطن تجاوب مع هذه المبادرات، ما يعكس الوعي العالي لدى الشعب اليمني في ظل المسيرة القرآنية، التي أعادت اللُّحمة لأبناء الجسد الواحد (اليمن)..
التحديات الاقتصادية
في المجال الاقتصادي.. نجحت اليمن في العمل على استقرار العملة، وفي توفير ما يحتاج إليه المواطن اليمني، رغم الحصار الخانق، ويكفي قرار منع تداول العملات المطبوعة حديثاً من قِبَلِ وكلاء وخُدَّام السعودية والإمارات، التي تهدف دول العدوان -من خلال هذه الطبعات المتكررة للعملة- إلى تدمير الاقتصاد اليمني، وتدمير قيمة العملة الوطنية أكثر مما وصلت إليه من التدمير عبر العدوان والحصار، لتصل باليمن إلى المجاعة المطلقة، وبالتالي الانهيار من الداخل.. ولكن قيادة المؤسسات المالية والاقتصادية في البلاد لم تتجاهل سد هذه الثغرة، ما أحبط جهود العدوان وتآمراته.
الجانب الإعلامي
لو لم يكن لنا إعلام مسؤول، ويعمل بكفاءة عالية، لسحقتنا دول العدوان، قبل حتى أن يعلم العالم بذلك، ولارتكبت أبشع مما ارتكبته من مجازر وجرائم حرب، وسياسات خانقة في الحصار، لم يسبق لها مثيل عبر تاريخ الحروب (القذرة) وليس الحروب بشكل عام فحسب..
لقد باتت (قناة المسيرة) والقنوات الرسمية وغير الرسمية المتصدِّية للعدوان، والإذاعات والصحف ك(صحيفة الثورة) و (صدى المسيرة) و(لا)…، تمثل عقبة أمام دول العدوان في التمادي باستر خاص الدم اليمني، وإلحاق أكبر الضرر بأمنه واقتصاده.
كالبنيان المرصوص عبر (زَمَكانِ)
معارك دحر العدوان
• جميع هذه الجوانب التي ذكرتها -باختصار- في هذا التقرير، تشكل وحدة بناء لا تتجزأ، لمواجهة العدوان.. فعملية “البنيان المرصوص” لا يمكن اختزالها واحتكارها في عملية واحدة، بل في مواجهتنا الشاملة للعدوان، عبر زمكانه، مادام قائماً.
فلنكن (كالبنيان المرصوص)، كلٌ في مجاله وتخصصه، كل في العمل الذي يجيده، لنشكل جسداً واحداً ضد العدوان، وهذا ما عملت وتعمل عليه ثورتنا المباركة، بقيادة السيد قائد الثورة، ولذلك كان المدد الإلهي والعون الرباني، وانجز اليمن إعجازات نوعية في كل ميادين المواجهة، ضد عدوان عالمي، لا مقارنة بين ما لدينا من مادّيات وما لديه، ولهذا أصبح اليمن ( قِبلةً) كما قال سيدي العلامة المجاهد سهل بن عقيل، وستتربع اليمن مكانتها التاريخية القيادية الحكيمة إن شاء الله قريباً، فها هي الانتصارات -في جميع ميادين المواجهة- تتسارع، حتى لا نكاد نستوعب بعضها حتى نفاجأ بغيرها والحمد لله.
• اليوم ستفتح شعوب العالم عيونها بشكل أكثر استيعاباً وأكبر دهشة وسوف يكون اليمن الملهم للشعوب المستضعفة منها لتنفض أغلالها عن كواهلها، تأسياً باليمن، فالعدو المستعمر واحد، وملوك العمالة وأتباعهم يلتقون في طريق واحد، وهم من حَوَّلَ شعوبهم إلى سخرة بأيدي أعدائهم، وستكون ثورة عالمية عادلة ضد جبروت طاغوت الحروب أمريكا وحلفائها وعملائها في جميع أنحاء العالم.. ثورة ستبدأ بالصرخة وتنتهي ناجحةً بالصرخة، ستبدأ بصرخة المظلومين، وتنتهي بصراخ الظالمين.

قد يعجبك ايضا