أمنيات الصادقين .. شهداء الفوز العظيم

 

أمين العبيدي

مرتبة عالية لا يصل إليها إلا من اختاره الله واصطفاه فقد تمناها الصالحون والصديقون قال رسول الله صلى الله عليه وآله:»والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل اللَّه فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل” وكل من تمنى لقاء الله بصدق وطمع في مغفرته بجد دخل من أعظم الأبواب إلى الجنة ألا وهو باب الشهادة لأن الموت ليس لمن يستشهد في طريق الحق فالشهيد حي عند ربه يرزق ونحن الأموات والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون فرحين مستبشرين بنص القرآن العظيم قال تعالى ?وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ ؛؛فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَيَستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يَلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ? فالحمد لله أن جعل الشهادة من أعظم أبواب الجنة من أجل أن يتقرب العبد إلى الله فيخرج بها من براثن الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ولو ساوت جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء إلى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
لقد رسخ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مفهوم الشهادة، وأحياه في القلوب وبعثه في النفوس، في بيان محكم وإيضاح دقيق لفضل الشهادة ومنازل الشهداء في دار الكرامة .
وللشهيد عند ربه ست خصال جاءت مبينة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دُفعة ـ والدفقة بضم الدال المهملة هي الدفعة من الدم وغيره ـ ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويُزوج اثنتين وسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه ـ وفي لفظ ـ من أهل بيته”.
ومن فضل الشهادة أنه يخفف عنه مس الموت حتى أنه لا يجد من ألمه إلا كما يجد أحدنا من مس القرصة، قال رسول الله: “ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة”
ومنها أن باب الشهداء في الجنة أحسن الدور وأفضلها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارًا هي أحسن وأفضل لم أرَ قط أحسن منها قالا لي: أما هذه فدار الشهداء”.
ومن ألوان الكرامة للشهيد أن الملائكة تظله بأجنحتها؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: ” لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ جِيءَ بِأَبِي مُسَجًّى وَقَدْ مُثِلَ بِهِ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ فَنَهَانِي قَوْمِى، فَرَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ أَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ بَاكِيَةٍ أَوْ صَائِحَةٍ، فَقَالَ: “مَنْ هَذِهِ”، فَقَالُوا: بِنْتُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو، فَقَالَ: “وَلِمَ تَبْكِى؟!، فَمَا زَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ”
ولهذا كله كان الشهيد وحده من أهل الجنة مَن يحب أن يرجع إلى الدنيا، كما في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي قال: “ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وأن له ما على الأرض من شيء؛ إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل في سبيل الله . فالأحاديث كثيرة والكلام يطول عن فضل الشهادة وحب الله للشهيد، وأخيرا يقول: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة الجاهلية ».

قد يعجبك ايضا