ثقافة الجهاد.. إقامة الحق وإزهاق الباطل

 

عمار الربيدي

\العلماء كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أكثر علماء الأمة “إنما العلماء ورثة الأنبياء” وبما أن العلماء هم ورثة الأنبياء فإن الأنبياء والرسل عليهم السلام ما بعثوا إلا لتبليغ الديانات والرسالات وعندما وجد في بعض الأحيان من ينكر هذه الديانات والرسالات من أهل الجحود والكبر والطغيان والظلم وأهل النفوذ وأهل المصالح الشخصية الضيقة والمريضة مما أدى إلى إيذاء الأنبياء والرسل وأتباعهم الذين اتبعوا أنبياء الله ورسلهم وفي بعض الأحيان كان يؤدي ذلك إلى اضطهاد الرسل واتباعهم ومحاولة تهجيرهم وإخراجهم عن مواطنهم وبلدانهم ولكن كما سجل لنا القرآن بعض مواجهات أنبياء الله ومن يتبعهم من المؤمنين والمخلصين وكما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما هاجر من وطنه ودافع عن شريعة الله وبعد الجهاد الكبير والدائم مع الكفار وإعلاء كلمة الله عاد إلى بلده ووطنه فاتحاً منتصراً إنه مما تركز عليه وقام عليه تبليغ الرسالات ونشر دين الله وشريعته ونهجه وهو الأساس الأعظم بعد التعليم والتبليغ هو الجهاد في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله ودين الله ونهجه وشرعه الذي هو أساس العدل والمساواة والحب والسلام والأمان، فلذا كان الجهاد من الأعمال المهمة في دين الإسلام ولذا قال عنه صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المعروف الطويل حديث معاذ بن جبل وحديثه عن الإسلام فقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم “وذروة سنامه الجهاد” أي القيمة العالية والمهمة في الإسلام هي الجهاد لأننا لو نظرنا لماذا شرع الله الجهاد في الإسلام لعلمنا فضله وغايته وأهدافه، لأن الجهاد هو أمان للدين والدنيا هو دفاع عن الروح والحرية والكرامة والعزة والشرف والحقوق والحضارة والاقتصاد والمجتمع وغير ذلك لأن الجهاد هو إقامة الحق وإزهاق الباطل هو قصم للظالم وعون للمظلوم، هو خوف على الكفار والجاحدين والمنافقين والخونة والعملاء والفاسدين وهو أمان للضعفاء والمساكين والفقراء والمحتاجين لأن هؤلاء المساكين هم خيار وزبدة المجتمع وهم الذين يقدمون أرواحهم وأموالهم وأبناءهم فداءً للدين والوطن والقضية والشعب والأمة، ومنهم خرج القادة والسادة والعلماء والمصلحون وأولياء الله وأنصاره وأنصار دينه، لذا جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “من حرس ليلة على ساحل البحر كان أفضل من عبادته في أهله ألف سنة” رواه أبو يعلى.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم من “مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأُمن الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمناً من الفزع الأكبر” رواه ابن ماجه، وزاد الطبراني في الأوسط “والمرابط إذا مات في رباطه كُتب له أجر عمله إلى يوم القيامة وغُدي عليه وُريحَ برزقه ويزوج سبعين حوراء وقيل له قف اشفع إلى أن يفرغ من الحساب” ويدل على كل ذلك قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” فالجهاد شأنه عظيم وفضله كبير لا يعلم ولا يحصى أجر المجاهد إلا الله، فلذلك كم حث رسول الله في عدة مواقف وأماكن ومن أهمهما المسجد، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقوم بالحشد والتعبئة الجهادية لأن المسجد هو بيت الله ومنه يصعد العمل الصالح إلى ربّ العباد وهو في نفس الوقت وزارة الدفاع والداخلية وهيئة الأركان والقيادة العليا للدفاع عن بيضة الإسلام وحقوق الأنام وهو المدرسة والجامعة التي تعلم فيها المسلمون كل القيم والأخلاق والآداب والصفات من الخير والبر والعمل الصالح والقوة والشجاعة والجسارة والبطولة والتضحية والشموخ والعزة والإباء والإيثار والإعزاز والإجلال.

قد يعجبك ايضا