وطن القصيدة .. عند الدكتور/عبدالعزيز المقالـح

 

زيد الفقيه

الخلاص
في هذه المرحلة من مراحل البحث عن موطن بديل يصل إليها الشاعر بعد مروره بمرحلتي الأنين والحلم إذ بدت المرحلتين السابقتين ضرب من التهيئة للقرار الصعب ، وهو الخلاص من هذا العالم المضمَّخ بالظلم بكل صوره الدنيوية ؛ إلى عالم المُثل والقيم السامية ، وهذا ليس ببعيدٍ فقد ابتعدت هذه العوالم المثالية عن عالمنا الإسلامي واقتربت من عوالم الشرق والغرب ، والبحث في متون الذاكرة عن وطن بديل أمرٌ واجب شرعاً ، فقد حث القرآن الكريم عليه بقوله : ” ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها ” لكن الوطن البديل هنا ليس وطناً حسياً بل وطناً معنوياً فاضلاً تسوده كل قيم الحب والعدل والسلام ، وهذا ما دأب عليه الفلاسفة عبر تاريخ الفكر الانساني ، وشاعرنا أحد هؤلاء التواقين للمدن الفاضلة يقول :
سأرحل تاركاً ظلِّي
وأخرج في القصيدة شاهراً حُبِّي
وأحزاني
وإصراري .
سأرحلُ حاملاً أحزان ذاكرتي ،
وبعضاً من هوىَ ما زالَ أخضرَ
من أقاليمِ الطُّفولةِ
من أزقَّتها.

رحلْتُ،
رحلْتُ في ساحات هذا الحبِّ،
كَمْ ضوءٍ أعانقُهُ ،
وكم حلمٍ أداعبُهُ،
وفي مدنٍ يُقيمُ اللهُ بهجتَها
ويصنعُ ماءها من نَبْعِهِ
المتدفِّقِ الجاري .
هنا شاهدّْتُ ما لا عينَ تُدْركُهُ،
رأيتُ الحُبَّ في أسمى مراتبهِ،
وكنتُ ـ وقد بدا ضعفي ـ
أنا المتسوِّلُ الشاري
دمي للحُبِّ منذورٌ
وصوتُ دمي
وأذكاري.
النصُّ الذي بين أيدينا يخاطب الروح والعقل بصوت المتصوف الثَّمل بالحب الصوفي ، هذا الارتحال الذي يتوق إليه الشاعر إنما هو ارتحال في الملكوت ، لكنه لا يخلو من بعدٍ فكري إلى مدن الأحلام الفاضلة ، التي تلامسُ شيئاً من الواقعية المُتَخَيَّلة عند الفلاسفة والمفكرين ، إذ تصل أوراق التأويل النصَّي إلى منتهاها فإنها تحث استدعاء المتخيل الشعري ـ في مفارقة مكانية طريفة تهتك الواقعي والمألوف ـ إلى ما هو فوق الطبيعي لتمرير خطابها المتخم بولع الذات المكاني الرامز للهوية والانتماء والذي تداخلت فيه ملامح البوح بنيران الوجد الصوفي ، الذي يسبح ويهيم ويرتحل في الملكوت ، ومن خلاله يرى ما لا عين رأت من أفياء الروح الممتلئة بالحب الذي يصوره في أسمى معانيه بقوله : ” رأيت الحبَ في أسمى معانيه ، وأخرج في القصيدة شاهراً حبي، رحلت في ساحات هذا الحب، دمي للحب منذور” فقد تكررت كلمة الحب فيما سبق من مقطعي القصيدة أربع مرات ، وفي كل مرة يعطي دلالة تختلف عن غيرها ، ويوَظَف توظيفاً دلالياً مغايراً يدفع بالقصيدة لمزيدٍ من التبتِّل والمناجاة ، والتوق للخلاص من قيود الواقع ، والحلم بالعيش في عوالم الحلم الملأى بالحب والصدق والأمن والعدل .
إن وطن القصيدة عند المقالح عالم مغاير لما هو واقعي ، لقد انشغل باشتغاله الشعري كما انشغل الفلاسفة والمفكرون والأدباء قديماً في البحث عن المُثل عبر وعي الذات لعوالمها المثالية ، وهذا ما نجده واضحاً في معطاه الشعري ، إذ استطاع عبر لغة القصيدة الوجدانية العذبة أن يعبر عن رغبته بالخلاص والهروب من الدنيوي ، عالم الحرب والركض وراء العابر والطارئ إلى عالم الشاعر حيث الروح واليقين والصفاء . إنه منجز القصيدة الحالمة للخلاص من الواقع والعيش في عالمها السامي والمثالي في فردوس خياله الخالي من موبقات الحياة .
إن المدينة التي يقيم الله بهجتها عند المقالح هي مدينة ليس لها مثال في الحياة أو عند الفلاسفة ، لأن مدن الفلاسفة تخضع لمواصفات دنيوية يحكمها ويصوغها البشر ، لكن وطن القصيدة المقالحية نفحة من نفحات الخالق عز وجل . إذاً لقد تجاوز المقالح المدن الفاضلة عند الفلاسفة إلى ما هو أبعد ؛ إلى الخيالي والمقدس ، فالوطن المنشود عنده وطن مقدس “يقيم الله بهجتها ، ويصنع ماءها من نبعه المتدفق الجاري، هنا شاهدت ما لا عين تدركه” ، الشاعر يدرج مدارج الصالحين والنسَّاك ويشاهد ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ندرك هذا النزوع من خلال التناص مع الكتاب المقدس (القرآن )، ونزوعه إلى التراث يعكس انجذاب الروح نحو أفق المثال لتدخل عالماً جديداً روحانياً بعد أن اكتشف زيف الواقع المضمَّخ بالموت ودفن الأحلام ، وتعكس أمله في الخلاص من عالمه السفلي المزيف ، وشوقه إلى عالم الروح ومدن العشق المليئة بالمحبة .
إن مدينة صنعاء تمثل الصورة الحسية لمدينة الحلم عند الشاعر ، تلك المدينة التي ما برحت وجدان الشاعر وتَمَثَلَهَا في كل حالاتهِ النفسية الأمل والحلم والحب والانكسار والتراجع ، ويريد الشاعر أن تكون هي مدينة الحلم ينأ بها عن الواقع المتردي إلى انبلاج الروح يقول في قصيدة بعنوان “صنعاء الأخرى ” :
أبحثُ في الكلمات
وفي الكُتُبِ الخضراء ..
عنْ صنعاءٍ اخرى ،
عنْ ألقٍ كانَ
وعنْ سربِ حمامٍ طارَ
وأحلامٍ كبرى،
عن بستانٍ للرُّوحِ
وأغنيةٍ هائمةٍ
في كبدِ الصَّحْراءْ
هذه مدينة الروح صنعاء ـ كما سمَّاها ـ لم تعد متخمة بالجمال أو “حوت كلَ فن ” بل باتت جائعة تطلب اشباعها بالحياة الأنيقة بالحياة الجميلة ، ومن ضنك الأرض تقرر النأيُ بها فهو ـ أي الشاعر ـ يبحث عن صنعاء أخرى ، عن ألقٍ كانْ ، وعن سرب حمامٍ طار ،بستانٍ للروح ، وأغنية هائمةٍ ، صنعاء فاتنة المقالح لم تعد هي التي يشتهيها فهي عنده عاصمة الروح ، ومدينة الأحلام ، وعيبانها يحمله الشوق إليها، إنه البحث في أغوار النفس الشاعرية عند شاعرنا وعن سدَّة المنتها ، لقد تحدث الشاعر عن صنعاء قائلاً : ” للناقد أن يقرأ في كتابي صنعاء والقرية ما يشاء،على ان لا ينسى أنني في كتاب صنعاء كنت أتحدث عن مدينة في الخيال ،مدينة كانت صنعاء ،ولم يبقَ منها سوى القليل ، بل أقل القليل . أن قصائد الكتاب تكاد تكون رثاءً حزيناً لمدينةٍ توقفت عن الوجود منذ دخل الأسمنت” ، فالمكان تعاد صياغته في الذات استناداً إلى اللغة الواصفة ، لكن اعتماداً على قدرات الذات ، وهي تتملَّى هذه اللغة وتعيد تشكيل المكان بحسب المقاييس التي تراها مناسبة له في تخييلها ، فالتخييل إذاً مسألة لا تسلب المكان وجوده الفعلي الجغرافي أو التاريخي، بل تكسبه دلالة وبعداً إنسانياً ، فالمكان حينما يكون موضوعاً جمالياً متخيلاً يكتسب خاصية الأثر الإبداعي الذي تؤول ملكيته إلى القارئ أولاً وأخيراً . فالمكان فضاءٌ روحي تمثله الشاعر وأطنب الشوق إليه ،” وقيل أيضاً إن المكان هو الفضاء الذي يكون فيه الجسم ذاهباً طولاً وعرضاً وعمقاً” .
لقد اتخذ الشاعر من الأمكنة اليمنية الحضارية والشخوص التاريخيين رموزاً يستدعي من خلالها ذلك الزمن الحضاري الذي شُهرت فيه الأمكنة والشخوص ، فوطنية الشاعر تستدعي ” اختيار حب الوطن تحت إخفاء المعاني المباشرة السطحية لهذا الحب والارتقاء بها ، وبالحدث التاريخي إلى الحلم العميق من خلال الحنين إلى الماضي وبعثه والنظر إليه على أنه فردوس مفقود لطفولته الضائعة ” ، هذا النأي الذي يتوق إليه الشاعر عن واقعه السيئ إنما يأتي نتيجة طبيعية لوضع لا يرضاه الشاعر صحياً، لذلك عاش فيه غريباً ، والغربة في الوطن هي سمة من سمات الأنبياء والصالحين والمُبْدعين ، وهي غربة روحية “يحس بها المرء وهو في وطنه ، أو خارجه ، وهي تلك الغربة التي عانى منها الأنبياء والمبدعون في كل عصر ومصر ، إنها غربة انعدام التفاهم بين الشاعر والمجتمع ، وهي الغربة التي يحس بها المبدع إنه يعيش خارج عصره أو أنه جاء متأخراً أو متقدماً ، إنها الشعور بالفجوة بين عالم المُثُل والقِيم ، وعالم الواقع والسلوك غير اللائق بالإنسانية ، فالمبدع المصلح سواءٌ أكان شاعراً أو غيره ، يحس نفسه غريباً سواء أكانت غربة فكرية أو روحية أو اجتماعية ، لكن الشاعر على عكس غيره يجد في الشعر متنفساً يعبر فيه عن معاناته ، وأفراحه وأتراحه ، إنه ـ أي الشعر ـ مرآة لدخائل نفس مجتمعه يفرح لفرحه ويحزن لحزنه ، ويئن ويحلم ويرتحل معه، إنه كيان حي يلازم الشاعر حتى عند يأسه ممن حوله يقول في قصيدة بعنوان ” هروب ! ” :
اهجروا قفصَ الصمتِ
ولتنهضوا منْ مراقدِكم
منْ زمنِ الوُجُومْ
ربما صارتِ الأرضُ
مقبرةً بعد حينٍ
إذا رحلَ الناسُ عنْ شرِّها
ومخاوفِهِا ،
صوبَ تلكَ النجومْ ..
فابحثوا عنْ مكانٍ هناكَ
لكم
ولأحفادِكمْ ،
أو فكونوا غذاءً لأرضِ السَّمُومْ.
هذه الدعوة لم تأتِ بسهولة ويُسْرْ ، لكنها أتت نتاجاً طبيعياً لما تقدم دراسته من الأنين والحسرة على وضع الوطن الذي كان يحلم به ويتوخاه، فالأنين ، والحلم ، والارتحال ، والهروب ، كلها غدت ضرباً من الخلاص من الواق والبحث عن وطنٍ بهيٍ مزدهر يؤسسْ على قواعد ثابتة وراسخة ، ولأنه لم يلمسْ كل ذلك وصل إلى مرحلة الخلاص من هذا الواقع الذي لم يلبِّ حاجةً مما كان في دخيلة نفس الشاعر من العزَّة والكرامة له ولشعبه ، ما دفع بالشاعر إلى مخاطبة المتلقي ومصارحته بما كان يحلم به لمتلقيه ” لأن الشاعر في حاجة ـ دوماً ـ إلى تخطي حدود السائد المألوف في فنه، فهو لا يركن إلى الواقع الصرف ، إلا بقدرٍ ريثما يؤمَّن لنفسه منطلقاً أو مرتكزاً ، ثم يقفز بعد ذلك إلى أجواء الاستعارة مُحلِّقاً بعدة أجنحة أملاً أن يرتقي وراءه المتلقي مترسماً خطاه. وينشأ هذا التجانس بين الشاعر والمتلقي ، والمقالح حين دعا للهروب وذهب بالقصيدة بذلك الاتجاه ذهب معه بها من مجايليه في اليمن الشاعر محمد عبدالسلام منصور ففي قصيدته ” الجهة السابعة” يقول :
هل أفِرُّ إِلَيَّ
لأَلْقى العَدَاوَاتِ تَسْكُنُنِي
والبِدَاَياتُ مِنْ جَسَدِي
وأنا شجرٌ يتساقطُ مُحْترقاً
في فراغِ الظَّلامِ
بِلَا وطنٍ
وصنعاءُ مملوكةٌ للفراغِ
اسْتوى عرشُها لحْظةً
واستطارتْ شَظَايَا.
هذا الاتجاه غدا مطلباً شعرياً لدى شعراء اليمن،لأن المتلقي هو هدف النص وبغيته ومعانات الشاعر وألمه وغربته ليس إلا من أجل المتلقي ، لكن أسف الشاعر على زمنه ووصوله إلى درجة اليأس في بعض حالات الوجد الشعري ، إنما يعود لسبب عدم ارتقاء المتلقي إلى ما يريده الشاعر في مخاطبته له، فأيقن أنه ـ أي الشاعر ـ والمتلقي قد وصلا إلى مرحلة اليأس من أن يكون لهما وطن يفاخران به ، لذلك قال :
أبكي
فتضحكُ من بكائي
دورُ العبادةِ والملاهي
وأمُدُ كفي للسماء
تقولُ : رفقاً يا إلهي
ـ الخلق ـ كل الخلق
من بشرٍ ومن طيرٍ
ومن شجرٍ
تكاثر حزنهم
ـ واليأس يأخذهم ـ صباحَ مساءَ
من آهٍ … لآه
* * *
حاولتُ ألَّا أرتدي
يأسي
وأبدوا مطمئناً
بين أعدائي وصحبي
لكنني لما رحلتُ
إلى دواخلهم
عرفت بأنهم مثلي
وأن اليأس ينهشُ
كل قلبِ
أعلنتُ يأسي للجميع
وقلتُ أني لن أخبِّي
* * *
أنا ليس لي وطنٌ
أفاخر باسمه
وأقول : ـ حين أراه ـ
فليحيا الوطن
وطني هو الكلماتُ
والذكرى
وبعضٌ من مرارات الشجن
باعوه للمستثمرين وللصوص
وللحروبِ
ومشتْ على اشلائهِ
زُمرُ المناصبِ والمذاهب
والفتن.
هذه المحصِّلة التي انتهت إليها قصيدة الشاعر المقالح في بحثها عن وطنٍ مثالي ، إنما أتت خلاصة لما كابده من ألمٍ وحسرة على وطنٍ لم يكن ساكنوه أهلاً له ، ومن ثمَّ فقد صنع الشاعرُ وطناً مثالياً في خلده كان هو الوطن البديل الذي تموضعت نصوص هذه الدراسة فيه ، وقد عُدَّت تجربة المقالح تجربة عروج روحي ، أو تجربة رحيل عن عالم ليس هو بالضرورة عالم الجسد ، إنه بتعبير آخر : عالم النص الروحي الذي يعانيه الشاعر ، ويعانيه الآخرون الذين يمثلون وإياه كياناً واحداً ، وهو بالضرورة رحيل صوفي إلى عالم المثل والقيم والحب والجمال ، إنه يرفض عالم الوجود المادي أو الجسدي ، فغاية العروج ومنتهاه عنده ليس خلاصة روحه فقط ، بل وأرواح الآخرين الذين يشاركونه الحياة على أرض الواقع ، بحيث يغيب الظلم عن عالمهم جميعاً ، ويحل محله العدل ويختفي منطق التقاتل والتصارع بين أفراد الجماعة الواحدة ، ويحل محله منطق المحبة والسلام . إن الشاعر في مقاطعه الشعرية السابقة لا يعبر عن شخصه لكنه يعبر عن الهم الجمعي للوطن ممثلاً بمواطنيه لذلك قال:
لكنني لما رحلتُ
إلى دواخلهم
عرفت بأنهم مثلي
وأن اليأس ينهش
كلَ قلب.
بهذه الروح المتدفقة يقرأ الشاعر وطنه ليجد أنه مساحة ألمٍ بفعل هذا الاغتراب الحقيقي عن كنه الأشياء ومكنونات الحياة التي لم تعد ممكنة القراءة ، ويحتلها الغموض والعبثية التي تقود إلى وجعٍ لا ينتهي وجراح أكبر من هذا الذي لا يرى فيه معنى للضوء ” .
إن الشاعر في مقاطعه السابقة لا ييأس ولا يستسلم لليأس لكنه يشحذ همم المتخاذلين والمتاجرين بالوطن ليشحذوا هممهم بالعمل من أجل وطنٍ يفخرون به ، ويمثلونه أمام غيرهم وهم شُمُّ الأنوف لا منكسري الخواطر واقفين على عتبات الدول الأخرى كطالبي الصدقة ، لذلك يقول :
أنا ليس لي وطنٌ
أفاخر باسمه
وأقول ـ حين أراه ـ
فليحيا الوطن
وطني هو الكلمات ، والذكرى
وبعضٍ من مرارات الشجن.
بهذه المعاني يريد المقالح إعادة بوصلة الوطنية إلى مسارها الصحيح ، بعد أن ضلت الاتجاه على يد العملاء وتجار الحروب ، إنه وجدَ بالقصيدة الملاذ والملجأ من اليأس ، ووجد الوطن البديل ، إنها بغية المريد للوصول إلى عالم المُثل ، فالشعر والأدب والفن هو ملاذ الطالبين للوصول إلى استقرار النفس واطمئنانها ، وألى سمو الروح وسكونها ، هذا الارتحال للقصيدة في البحث عن وطنٍ بديل ، ولعل الوطن البديل الذي خَلُصَ الشاعر إليه هي القصيدة ، إذاً فقد بحث عن الوطن المثالي من خلال القصيدة فلم يجده إلَّا بها ، فأعلن أن القصيدة هي الوطن فارتحل منها إليها ، وكأني استحضر هنا قول أبي الأحرار محمد محمود الزبيري حين يقول:
بحث عن هبةٍ أحبوك يا وطني : فلم أجد لك إلَّا قلبي الدامي .

قد يعجبك ايضا