المؤامرة الكبرى”فبراير”.. إسقاط أقنعة الخونة

تدمير الدفاعات الجوية امتداد للارتزاق على مدى عقود
“فأحبط أعمالهم”.. الصفعة الأقوى في وجه قادة العدوان

في شهر أكتوبر من العام 2018م، خرج المخطط التخريبي الكبير من رحم المؤامرة الكبيرة، فكان مولودا شيطانيا بالدرجة الأولى، نما وتربى في كنف العدو، بشكل سريع وألقى به الى ملعب الخونة من المنافقين والمرتزقة ليكملوا اعداده وتهيئته من دون ان يتخلى العدو عن نسبه اليه، بالمقابل كشفت الأجهزة الأمنية عن مؤامرة قديمة تحت اشراف ضباط المخابرات الامريكية وتنفيذ الخائن عمار محمد عبدالله صالح والمتمثلة بتدمير منظومة الدفاعات الجوية.. نتابع:
الثورة / محمد الفائق

 

إسقاط 66 خلية
هكذا في كل خطوة يقوم بها العدو، حيث يتلقى صفعات متتالية، رغم ما يقدمه من مبالغ كبيرة جداً من أجل استهداف الجبهة الداخلية، بعد ان عجز وادواته من المرتزقة عن تحقيق أي إنجازات عسكرية، فجند عشرات الخلايا التي سقطت بفضل الله بيد الأجهزة الأمنية، ووصل عدد الخلايا التي تم اسقاطها منذ بداية العدوان حتى اليوم الى 66 خلية، أبرزها مؤامرة عفاش في الثاني من ديسمبر 2017م، وفتنة حجور في مطلع العام 2019م، وخلية الخائنين القوسي وعمار محمد عبدالله صالح التي كانت تعمل تحت اشراف مباشر من المخابرات الإماراتية والسعودية.
خلية القوسي والاشراف السعودي
البداية كانت حين اوعز ضابط المخابرات السعودي اللواء فهد بن زيد المطيري، للخائن القوسي بالبدء في انشاء الخلية واختيار فريق العمل وفق معايير خاصة وتم تقسيم الخلايا على ثلاث مسارات (أمني، تربوي، إعلامي)، فقام بالتواصل معهم بشكل مباشر عبر مدير مكتبه الخائن محمد حسين عيضه الزيادي.
إدارة عمليات تجسسية
شكلت القوة الصاروخية والدفاع الجوي اداة رئيسية في إدارة المعركة واحداث توازن في القوى وباتت الى اليوم تؤرق مضاجع العدو، خصوصا انها تشهد تطورا يوما بعد يوم.
من أجل ذلك، عمل العدو على تجنيد عدد من الضباط الذين لهم باع طويل في العمل الأمني، عله يحصل على معلومات تفيده في تحديد مواقع القوة الصاروخية والدفاع الجوي او ابطال تلك القوة، فضلا عن محاولاته في اختراق كافة المؤسسات الأمنية والعسكرية من خلال تكثيف عملية استقطاب العاملين فيها بغرض الحصول على معلومات حساسة ذات علاقة بالعمليات العسكرية الدائرة في مواجهة العدوان والترتيبات الأمنية التي تحفظ أمن المواطنين وممتلكاتهم، لكن كل تلك المحاولات كسابقاتها تحصد الفشل فقط، بالمقابل الأجهزة الأمنية، الظهر الحامي لكل قوى الدفاع العسكري بمختلف أنواعها، تجني دائما الانتصارات بإفشال كل المؤامرات، بالتوازي مع انتصارات الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.
تشكيل الخلية وفق ثلاثة مسارات
شكل العدو السعودي، الخلية التخريبية بمختلف مساراتها الأمنية بقيادة محمد القوسي والإعلامية بقيادة نجيب غلاب والتربوية بقيادة خالد الاشبط، واشراف مباشر من رجل المخابرات السعودي اللواء المطيري، واللواء فلاح الشهراني.
مجموعة واتس أب الأدبية
بدورهم اختار كل واحد فريقه الخاص في كل محافظة وبدأت عملية التجنيد والتحشيد وانشاء مجموعات تواصل عبر الواتسأب كوسيلة آمنة وفقا لاعترافات المقبوض عليهم، والذين تلقوا توجيهات صارمة بعدم التعامل مع أي وسيلة تواصل أخرى او اتصالات باستثناء الواتسأب، فمثلت مجموعة الواتسأب اسمها ” الروائع الأدبية”، وكانت هذه المجموعة عبارة عن قناة تواصل لمختلف أعضاء الخلية لارسال التقارير اليومية والاسبوعية.
توزيع المهام في المديريات والقرى
كانت الأوامر كما يرويها احد المقبوض عليهم، والمسؤول الأمني في الخلية في محافظة عمران، محمود الشطبي تتضمن بان كل عنصر من عناصر الخلية يتولى محافظة، وتتوزع كل محافظة من ثلاثة محاور تكون المهمة: أمنيون وتربويون وإعلاميون، ثم على مستوى كل مديرية نفس المحاور الثلاثة، ومراحل لاحقة على مستوى العزل، يعني أصحاب المديريات يختاروا على أساس العزل والقرى، والبدء بالعمل وتهيئة الوضع والشارع تزامنا الزحف والتقدمات في الجبهات وانتظار ساعة الصفر، في حالة وصول قوات ما يسمى (التحالف والجيش الوطني) قوات العدو والمنافقين.
تهييج الشارع وإحداث القلاقل
وتضمنت الخطة أيضا، بان تقوم الخلية باختيار عناصر في المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية والعسكرية والمدارس، وتكليفها بالقيام بتهييج المواطنين ضد “انصار الله”، وتهيئة الوضع والشارع لإحداث القلاقل، فضلا عن قيام الإعلامي بدوره المتمثل في استثمار الشائعات وتقنص الأخطاء وتوثيق الجرائم والمخالفات مثلا كالمواد الغذائية التي يبيعها المواطنون للتجار وتوجد معروضة لدى المحلات التجارية والصاقها “بانصار الله”.
توزيع تلفونات الثريا
همزة الوصل بين الخلية الرئيسية وخلايا الداخل كان الخائن سعيد ناصر علي عوشان، وبواسطته يتم إرسال المال والهواتف للخائن نبيل الكميم باعتباره المسؤول الأول لتوزيعها على خلايا المحافظات على أن يديرها المكلف فيها بالأنشطة التخريبية ذات الطابع الأمني.
فإلى جانب مهمته كمسؤول أمني، عن نصف العاصمة بالتساوي مع اسكندر غراب، فنبيل الكميم، أيضا مسؤولا ماليا للخلية على مستوى المحافظات، حيث كان الأكثر تواصلا مع القوسي وعوشان، والأكثر ثقة إذ اوعز اليه مهمة استقبال تلفونات الثريا وعددها 672 تلفونا وقام بتوزيعها على مسؤولي المحافظات الذين بدورهم يقومون بتوزيع ممثليهم في العزل والقرى والمناطق.
فضلا عن استلام الكميم مبلغ مالي كبير قدر بــ “580 ألف ريال سعودي” بواقع 88 مليون ريال يمني، من اجل توزيعها على أعضاء الخلية تزامنا مع إعداد المنافقين العدة في جبهات نهم وغيرها من الجبهات لاجتياح العاصمة صنعاء ونقل المعركة الى وسط العاصمة والسيطرة عليها.
ووفقا لاعترافات أعضاء الخلية، فقد توزعت الأنشطة التخريبية الموكلة إليهم على النحو الآتي:
أولاً: المسار الأمني: كلف به الخائن/ محمد عبدالله القوسي وتتلخص الأنشطة التخريبية في هذا المسار كالتالي:
– إدارة عمليات تجسسية خاصة تستهدف الدفاع الجوي والقوة الصاروخية.
– الرفع بإحداثيات المقرات والنقاط الأمنية والتجهيزات الخاصة بها ورصد الأطقم التابعة للجيش واللجان الشعبية.
– الرفع بتقارير عامة عن المقار ونقاط التفتيش ومداخل المدن والمديريات والمعسكرات والمدارس والمستشفيات والمنظمات والتجمعات السكانية على مستوى المديريات والحارات والعزل والقرى.
– اختراق كافة المؤسسات الأمنية والعسكرية من خلال تكثيف عملية استقطاب العاملين فيها بغرض الحصول على معلومات حساسة ذات علاقة بالعمليات العسكرية الدائرة في مواجهة العدوان والترتيبات الأمنية التي تحفظ أمن المواطنين وممتلكاتهم.
– القيام برصد يومي للأحداث والقضايا الأمنية الجنائية على مستوى كل مديرية في المحافظات الحرة وتوظيفها في إفساد العلاقات الاجتماعية لإثارة الفتن باتجاه إفقاد المواطن ثقته بالجهات الأمنية وإغرائه بتخريب مؤسساتها لإيجاد فراغ أمني يفضي إلى إشعال حرب أهلية شاملة.
في فبراير أيضا، وفي جرم أخطر من سابقاته، صرحت الأجهزة الأمنية أن مسئولين أمريكيين حاولوا الضغط على الحكومة اليمنية أيام حكم الخائن علي عبدالله صالح لعدة سنوات من أجل تدمير صواريخ الدفاع الجوي بذريعة خوفهم من حصول تنظيم القاعدة عليها واستخدامها في الهجوم على المطارات المدنية.
وأوضحت الأجهزة الأمنية أن وفداً قدم من الولايات المتحدة الأمريكية تكون من: رئيس مكتب إزالة الأسلحة بوزارة الخارجية الأمريكية دينيس هادريك وضابط الارتباط سانتو بوليتزي والخبير التقني بالمكتب نيلز تالبوت ومسئول العلاقات الخارجية للمكتب بوزارة الخارجية لوري فريمان وتوجهوا مع الملحق العسكري بسفارة واشنطن في صنعاء للقاء مسؤولي وزارة الدفاع آنذاك والضغط عليهم لتسليم الصواريخ تمهيداً لإتلافها وتدميرها، غير أنهم قوبلوا بالرفض.
وذكرت ” إن الخائن عمار محمد عبدالله صالح تولى عبر جهاز الأمن القومي بإيعاز من عمه الخائن علي عبدالله صالح مسؤولية إقناع مسؤولي وزارة الدفاع بسحب الصواريخ وإتلافها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية عبر مكتب إزالة الأسلحة مقابل امتيازات يحصلوا عليها”.
وأشارت الأجهزة الأمنية إلى أن الوفد الأمريكي بدأ بجمع الصواريخ وتعطليها منذ أغسطس 2004م، وأتفق الوفد الأمريكي على مواصلة المفاوضات عبر جهاز الأمن القومي كون وزارة الدفاع آنذاك رفضت التعاطي مع هذه المفاوضات.
وبينت الأجهزة الأمنية أن نتائج التعاون الحاصل من الخائن علي عبدالله صالح وأبن أخيه الخائن عمار محمد عبدالله صالح مع الوفد الأمريكي في تدمير صواريخ الدفاعات الجوية بمساعدة من شركة “رونكو” الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات والتي تعاقدت مع وزارة الخارجية الأمريكية لتولي عملية التفجير كالتالي:
الدفعة الأولى من صواريخ الدفاعات الجوية والتي تم تفجيرها بمنطقة الجدعان بمحافظة مأرب بتاريخ 28 /2/ 2005م بعدد “1078” صاروخ سام 7 ستريلا و62 صاروخ سام 14 و20 صاروخ سام 16 بإجمالي “1161” صاروخ تم تدميرها فيما كانت عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف التي تم تدميرها 13 قبضة وعدد بطاريات الصواريخ والتي تم تدميرها 52 بطارية وهناك فيديو توثيقي لعملية التدمير والإتلاف سيتم توزيعه على وسائل الإعلام المختلفة.
ثم تبعها عملية تدمير وإتلاف الدفعة الثانية من صواريخ الدفاعات الجوية بتاريخ 27 /7/ 2009م في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان بمحافظة مأرب بعدد 102 صاروخ دفاع جوي معظمها صواريخ سام 7 ستريلا وسام 14 وصاروخين سام 16 تم تدميرها، فيما كانت عدد القبضات الخاصة بإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية المحمولة على الكتف التي تم تدميرها 40 قبضة وعدد بطاريات الصواريخ التي تم تدميرها 51 بطارية.
ليصل عدد صواريخ الدفاعات الجوية وقبضات الإطلاق المحمولة على الكتف وبطاريات الصواريخ التابعة للجيش اليمني التي تم تدميرها عبر الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والخائن علي عبدالله صالح وابن أخيه إلى 1263 صاروخاً و52 قبضة و103 بطاريات، كان بإمكانها أن تساهم في الدفاع عن اليمن وتحد من المجازر بحق النساء والأطفال.
وأكدت الأجهزة الأمنية، أن هذه الحقائق تكشف جانباً واحداً من الدور الأمريكي التدميري في اليمن فيما يخص الدفاعات الجوية فقط غير الأدوار الأخرى الرامية لتدمير الجيش اليمني.

قد يعجبك ايضا