الاستحواذ على النفط ودعم الإرهاب.. أهم مخططات أمريكا في سوريا

الجيش السوري يفشل الكثير من المؤامرات والمخططـــــات الغربية

 

الأسلحة الأمريكية البريطانية أكثر مخلفات الإرهابيين في سوريا

الثورة / قاسم الشاوش
في الوقت الذي سعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية ولا تزال وشركاؤها من دول الغرب وأذنابها في المنطقة من دول الخليج إلى تنفيذ مخططاتها الحقيرة لتقسيم سوريا وتدميرها من أجل الاستحواذ على منابع النفط السوري ودعمها الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح وزعزعة الامن والاستقرار وتشريد ملايين السوريين..
استطاع الجيش العربي السوري كشف تلك المؤامرات والمخططات وإفشالها، مؤكداً مواصلته تحرير كل الأراضي السورية واستعادة نفوذه، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن تواجد القوات الأمريكية في سوريا من أجل محاربة داعش.. وفي حقيقة الأمر هي ادعاءات زائفة أكدها العديد من المسؤولين الأمريكيين المعارضين لسياسة ترامب في المنطقة.
وأثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوظيف شركة نفط أمريكية لإدارة حقول نفط في سوريا انتقادات من خبراء قانونيين وخبراء في مجال الطاقة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الأسبوع الماضي أنه سيبقي بعض الجنود الامريكيين حول حقول النفط في سوريا لتأمينها، وذلك بعد قراره سحب قواته من شمال شرق سوريا.
وقال مسؤول عسكري أمريكي إن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز وضعها العسكري في سوريا بعتاد إضافي بهدف منع فلول تنظيم “داعش” أو قوى أخرى من السيطرة على حقول النفط.
ولم يفصح المسؤول – الذي طلب عدم الكشف عن اسمه – عن العتاد الذي تدرس واشنطن إرساله.
وقال المسؤول “من أكبر المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة وشركاؤنا في الحرب على داعش السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا”.

تهريب النفط
في السياق ذاته، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أمريكا بتأمين عمليات تهريب النفط السوري إلى خارج البلاد، ونشرت ادلة على ذلك، حيث نشرت الدفاع الروسية صورا من الاقمار الصناعية ترصد تحرك صهاريج نفط من سوريا إلى خارج الحدود.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، السبت “تدل الصور التي قدمتها الاستخبارات الفضائية أن النفط السوري كان يستخرج تحت حراسة قوية من العسكريين الأمريكيين، ويجري نقله بواسطة الصهاريج إلى خارج سوريا لتكريره، وذلك قبل وبعد دحر إرهابيي “داعش” شرقي الفرات”.
كذلك، أعلن كوناشينكوف أن عائدات عمليات تهريب النفط السوري التي تقوم بها وكالات حكومية أمريكية تتجاوز 30 مليون دولار شهريا.
وقال كوناشينكوف: “إن تكلفة برميل النفط السوري المهرب، تبلغ 38 دولارا، وبذلك تتجاوز العائدات الشهرية من هذا العمل الخاص الذي يقوم به موظفون أمريكيون، 30 مليون دولار شهريا”.
ووصف كوناشينكوف سيطرة واشنطن على حقول النفط في شرق سوريا بـ”قطاع طرق” ولكن على مستوى دولي.
وأضاف المتحدث قائلا “مثل هذه التدفقات المالية التي لا تخضع إلى أي تحكم أو ضرائب في الولايات المتحدة، ستجعل البنتاغون والمؤسسات الأمنية الأمريكية مستعدة للدفاع بشكل دائم عن آبار النفط في سوريا من أسطورة خلايا تنظيم داعش الإرهابي النائمة”.
كما أشار المتحدث إلى أن “عائدات تهريب النفط السوري ترسل مباشرة عبر سماسرة إلى حسابات مؤسسات أمنية أميركية خاصة، وإلى حسابات وكالات الأمن الأمريكية”، مشددا “ما تفعله واشنطن من استيلاء وسيطرة على حقول النفط في شرق سوريا، هو ببساطة قطع طرق لكن على مستوى دولي”.
وفي السياق، اعتبر أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق زياد عربش أن واشنطن متمسكة بالسيطرة على مناطق معينة في سوريا، لضمان استمرار سرقة نفطها والتحكم بالممرات البرية في شرق سوريا.
وأكد عربش أن الأمريكيين كانوا يسرقون النفط من الحقول السورية عبر التنظيمات الإرهابية المسلحة وينقلونه إلى الأراضي التركية بحماية مباشرة من الجيش التركي وبكميات كبيرة.
وأضاف إن قطاع النفط السوري هو أول قطاع تم استهدافه منذ عام 2011 لمنع استيراد النفط من سوريا، وبعد أن سيطر تنظيم “داعش” الإرهابي على حقول النفط عمد إلى تكرير وسرقة الخام منه وشراء مصاف بدائية بتسهيلات من النظام التركي لتبدأ بعد ذلك عملية التهريب إلى الأراضي التركية وعلى مرأى من واشنطن.

ذرائع بالية
وقدر عربش متوسط الكميات المنهوبة من نفط سوريا بنحو 100 ألف برميل يوميا، تناوب على سرقتها ونقلها إلى الأراضي التركية كل من تنظيم “داعش” وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والولايات المتحدة، بالشراكة مع النظام التركي.
وأوضح أن تنظيم داعش عمد إلى بيع النفط بأسعار تتراوح بين 10 و20 دولارا للبرميل ونقله بأرتال من الصهاريج بطول 3 كم وتفريغها في ميناء جيهان التركي عبر سماسرة وتجار أتراك وبتنسيق مع مخابرات النظام التركي إلى جانب استخدام جزء من هذا النفط السوري المسروق في مناطق جنوب تركيا.
من جهته شدد رئيس اتحاد نقابة عمال النفط والثروة المعدنية بدمشق علي مرعي على أن كل حقول النفط والغاز يجب أن تعود إلى سيادة الدولة وأن الشعب السوري يرفض بقاء أي قوات أجنبية.
وأوضح مرعي، أن “قسد” كانت تهرب كميات كبيرة من النفط السوري إلى تركيا بأسعار منخفضة بشكل أساسي وبحماية من القوات الأمريكية المتمركزة في مناطق الشمال السوري، لافتا إلى أنه لولا تواطؤ القيادات الكردية مع الجيش الأمريكي لكانت سوريا استعادت منذ سنتين حقولها وحصلت على كميات كبيرة من النفط بدلا من تكريره من قبل “قسد” بطرق بدائية تسبب الأمراض وتدمر البيئة في تلك المناطق لعدم الخبرة الكافية في عملية التكرير وفرز النفط عن الماء والغاز فضلا عن إلقاء مخلفات التكرير في نهر الفرات.
وكشف مرعي أن كمية النفط المقدرة لحقول رميلان والعمر والجبسة وتوابعها تعتبر من أبرز وأكبر حقول وآبار النفط في الجزيرة السورية والتي ستعود مجددا إلى سورية مقدرا أن إنتاجها سيبلغ أكثر من 335 ألف برميل يوميا بعد انسحاب القوات الأمريكية و”قسد” منها.
الى ذلك، أثار اقتراح الرئيس الأمريكي أن تدير شركة “إكسون موبيل” أو شركة نفط أمريكية أخرى حقول النفط السورية، انتقادات واسعة بين خبراء القانون والطاقة.

أمريكا تسرق النفط
وتعليقا على تصريحات ترامب، قال بروس ريدل مستشار الأمن القومي السابق والباحث في معهد بروكينغز: “هذه ليست مجرد خطوة قانونية مريبة، بل إنها ترسل رسالة إلى المنطقة بأسرها والعالم بأن أمريكا تريد سرقة النفط”.
وعلق “جيف كولغان” أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية بجامعة براون قائلا: “فكرة أن الولايات المتحدة ستحتفظ بالنفط لشركة “إكسون موبيل” أو شركة أمريكية أخرى، هي فكرة غير أخلاقية وربما غير قانونية”، والشركات الأمريكية ستواجه “مجموعة من التحديات العملية” في سوريا.
ويرى آخرون أن ترامب لا يريد أن يمنع احتياطات النفط والغاز السورية من الوقوع في يد “داعش” وإنما في يد القوات السورية، وحرمان الدولة السورية من هذه الثروة .. ويتضح أنه في غمرة الأحداث المحلية والإقليمية الجارية حاليا فإن الولايات المتحدة الموجودة على جزء من الأراضي السورية تخطط في الخفاء لشيء ما في المناطق التي تسيطر عليها.
ويرى خبراء ” أن ما تقوم به وتخطط له الولايات المتحدة الأمريكية في شمال شرق سوريا تتوجس منه الدول المحيطة بسوريا شراً.. فالمشاريع الأمريكية في شمال شرق سوريا تعارض كلياً السياسات التركية في المنطقة، هنا يبدو ان الولايات المتحدة فشلت في تحقيق الأهداف التي وضعتها من أجل الحرب على سوريا ،لذلك فإن بؤر الصراع بقيت أو اقتصرت على شمال شرق سوريا وهو الذي تستطيع الولايات المتحدة التدخل فيه، بسبب أن موضوع إدلب وكل الفصائل الجهادية بكامل تشكيلاتها إن كانت محسوبة على ما يسمى بالخط الإخواني او الخط الجهادي أو الوهابي أو درع الفرات “معتدلة” هي تخضع للسياسة والإدارة التركية، لكن تستطيع روسيا أن تدير هذا الملف والصراع مع الجانب التركي على الرغم من كل الخلافات التي تجري في بعض الأحيان بين الطرفين.
“أصل المشكلة أو أصل الحرب على سورية بدأت من موضوع إمدادات الطاقة من قطر عبر سورية ومن ثم إلى تركيا ، وقامت كل هذه الحرب بعد التقارب الكبير جداً والذي حدث بين القيادة السورية وتركيا وقطر أيضا قبل سنوات الحرب، وعندما تمت مفاتحة الرئيس الأسد بهذا الطلب حدث انكماش في العلاقات أو في التطور الاستراتيجي الذي كان بين سوريا وتركيا، وعرفت القيادة السورية أن كل هذا التقارب لأنهم يقومون بتنفيذ مهمة أمريكية أولاً وأخيراً، وهناك اعترافات بأنا نحن مقدمون على مزيد من شد الحبال كما يقال بين كل الدول المعنية بالملف السوري، الولايات المتحدة تعمل على إحداث كنتون أو مثلث فصل بين العراق وتركيا وإيران عن سوريا ويكون أمراً واقعاً، هناك مخطط لتمزيق تركيا وإحداث خلافات داخلية لإضعافها. فالولايات المتحدة ليس لها حلفاء، وقد رأينا كيف فعلت بحلفائها، الصراع اليوم مع التنين الصيني،

مؤامرة أمريكية صهيونية
خيوط المؤامرة التي تستهدف سوريا هي ضمن مخطط أمريكي صهيوني هدفه تفكيك منظومة الجيش العربي السوري وذلك ضمن مخطط لإعادة تقسيم المنطقة من خلال تمزيق وحدة البلدان العربية وإعادة تقسيمها وفق المخطط المرسوم بما يمكن إسرائيل من بسط هيمنتها وترسيخ امن الكيان الإسرائيلي ، معركة ادلب وجسر الشغور والجنوب في درعا ضمن مخطط يستهدف تقسيم الدوله السورية ، أمريكا ليست بمعزل عن الحرب العدوانية ضد سوريا وهي تشارك تركيا وبعض اذناب امريكا من الانظمة الخليجية وهي السعودية والامارات وقطر بالدعم للمجموعات الارهابيه ، وتتعاون المجموعات السورية المعتدلة التي دربتها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكيه مع جبهة ألنصره التابعة للقاعدة والمقربين منها كأحرار الشام في ادلب و على الرغم من استبعاد الجماعات “المعتدلة”، التي “تتلقى دعماً سرياً من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)” مثل “الفرقة 13″ و”فرسان الحق” من قيادة العمليات، إلا أنها تشارك “النصرة وأخواتها” في معاركهم الأخيرة في ادلب ، وهذه التقارير كلها تؤكد انخراط أمريكا وتركيا ودول عربيه منخرطة بالتآمر على سوريا ضمن مخطط يستهدف إسقاط ألدوله السورية ، ووفق سير المعارك التي تبعد أي فرضيه عن ثورة السوريين على دولتهم .

صراع النفوذ والمصالح
الحرب ضد سوريا هي منحى لصراع إقليمي ودولي ضمن صراع النفوذ وإعادة اقتسام المصالح وفق منظور يقود إلى تحقيق امن إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية وان بوادر المخطط الأمريكي الصهيوني لتقسيم دول المنطقة بتوصية الجيش الأمريكي للكونغرس الأمريكي بدعم سنة العراق وأكراده ضمن رؤيا عملية التقسيم للعراق وفق أهداف ما تضمنته خطة احتلال العراق وتفكيك منظومة الجيش العراقي بقرار الحاكم الأمريكي برايمر لحل الجيش العربي العراقي ليترك العراق يعيش الصراعات المذهبية والطائفية التي تغذيها أمريكا ودول عربيه وتركيا ، سوريا ليست بمعزل عن مخطط التقسيم وان الصراع على سوريا هدفه تقسيم سوريا، والحرب الاعلامية التي تشن على سوريا تهدف إلى تضليل السوريين وإغراقهم بالحرب والاقتتال وليس أدل على ذلك ما ذكره موقع ديفينس إسرائيل المتخصص بالشؤون الامنية والعسكرية ضمن حملات الإعلام المضلل لشق وحدة السوريين، وبشكل عامٍ هناك فرضية ان امريكا تسعى لمقايضة الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي لتحقيق مصالح حليفتها اسرائيل وأن ما تروج له اسرائيل هو ضمن ما تسعى لتحقيقه لتقسيم سوريا واضعاف منظومة الجيش العربي السوري وتفكيك هذا الجيش الذي تخشى اسرائيل منه ، وان حرب عاصفة الحزم ضد اليمن تأتي في نفس السياق ضمن مسعى امريكا للمقايضة وتحقيق مصالح حلفائها في المنطقة ، محور ايران سوريا روسيا يدرك حقيقة ما يجري في المنطقة وما تسعى امريكا لتحقيقه..
المعايير المزدوجة في التعاطي مع الإرهاب تعتبر من المخاطر التي لاتزال قائمة في سوريا، و ذلك حينما يتم تقسيمه إلى إرهاب جيد وآخر معتدل و الآخر داعشي، الإرهاب إرهاب واحد لا اختلاف حوله.. لم يخف الطرفان الإيراني والسوري سبب الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع إلى طهران، وقد تكون الرسالة واضحة على أن التنسيق انتقل إلى مستويات أعلى في سباق إقليمي أصبحت معالمه أكثر وضوحاً في خصوص من يحسم الجولة لمصلحته ،
ولا شك ان الاسابيع القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت عبر التصعيد العسكري لأن كل فريق من فرقاء الصراع يسعى لتحسين شروط التفاوض وعلى رأي المثل القائل ان “حسابات البيدر لن تكون وفق حسابات الدفتر” ويبقى السؤال: هل تنجح واشنطن في تحقيق اهدافها للمقايضة لأجل تحقيق أمن إسرائيل ام ان اوراق اللعبة جميعها سيتم خلطها ولن تكون في صالح امريكا وحلفائها وذلك من خلال اشعال جبهة الشمال والجنوب مع اسرائيل ضمن عملية خلط الأوراق.؟
ورغم كل المخططات والمؤامرات التي أحيكت ضد سوريا من قبل أمريكا وأذنابها في المنطقة استطاع الجيش العربي السوري إفشال هذه المخططات من خلال بسط نفوذه على غالبية الأراضي السورية واستعادة كل هذه الأرض وكسر شوكة المتآمرين من الدول الغربية ودول الخليج كالسعودية والإمارات وقطر وغيرها من الدول العربية المتآمرة لتدمير سوريا ونهب ثرواتها، فالأيام القادمة ستكشف المزيد من الحقائق والوقائع.

قد يعجبك ايضا