مليونان و500 ألف معاق في اليمن يشكلون نسبة 13 % من عدد السكان

المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين علي ناصر مغلي لـ”الثورة”: 30 مليار ريال خسائر الصندوق جراء العدوان وتوقف الايرادات من الجهات الداعمة

نأمل تفعيل اللجنة الوطنية العليا للإعاقة حتى تقوم كل جهة حكومية معنية بواجباتها تجاه هذه الشريحة
برنامج الرؤية الوطنية للصندوق ركز على البناء المؤسسي والتشريعي
نقدم 200 ألف ريال سنويا للفرد المعاق في التعليم الجامعي والعالي و50 ألف ريال لكل فرد من المعاقين في المدارس
استطعنا خلال العام الماضي تحصيل مليار و500 ألف ريال نقدا الى حساب الصندوق في البنك المركزي
نهدف إلى عمل نظام آلي يربط جميع الإيرادات وتوسيع التعاون مع شركائنا
نتمنى من المنظمات الدولية المانحة ان تخصص للصندوق نصيباً من المساعدات بما يوازي عدد المعاقين

أكد علي ناصر مغلي المدير التنفيذي لرعاية وتأهيل المعاقين أن فئة ذوي الاعاقة هم الاكثر تضررا من العدوان السعودي الصهيوني الامريكي على بلادنا كون هذه الفئة بحاجة الى مساعدة دائمة للتغلب على الإعاقة.
وأشار مغلي في حوار أجرته “الثورة” معه الى ان حجم الخسائر التي تعرض لها الصندوق خلال خمسة اعوام من العدوان بلغت حوالي 30مليار ريال نتيجة توقف الايرادات من الجهات المانحة المحلية والخارجية.
منوها بأن الرؤية الوطنية للصندوق تركزت حول تطوير البناء المؤسسي والتشريعي وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للإعاقة، داعيا الجهات المانحة والمنظمات الدولية ممثلة بالمجلس الاعلى للشؤون الانسانية الى ان تخصص للصندوق حصة من الدعم والمساعدات والمنح التي تقدم لليمن وبحسب نسبة المعاقين من عدد السكان التي تصل الى حوالي 13 % اي ما يعادل مليونين و500 الف نسمة.. مزيد من التفاصيل في سياق اللقاء التالي :
الثورة / منصور شايع

بداية ما نوع المساعدات التي يقدمها الصندوق لفئة المعاقين؟
– يقدم الصندوق الخدمات الفردية والمؤسسية وذلك عن طريق الجمعيات والمراكز المتخصصة.. فالدعم الفردي يأتي من خلال التدخل بدعم المعاق عن طريق ادارة الرعاية في الجانب الصحي من خلال اجراء العمليات اللازمة والعلاج الطبيعي وعمل الفحوصات والكشافات والادوية مجانا ونقدم تذاكر سفر إذا كان المعاق بحاجة للعلاج في الخارج الى جانب الخدمات التعليمية من خلال توفير المعاهد والمراكز التعليمية الخاصة بكل اعاقة وصرف بدل مواصلات ومستلزمات دراسية ،حيث يقدم الصندوق على سبيل المثال للمعاق 200 الف ريال سنويا في الدراسات الجامعية والعليا و50 الفاً للمعاق الواحد في المدارس والمعاهد المتخصصة.
اما في مجال الدعم المؤسسي كدعم الجمعيات والمؤسسات والمنظمات التي لا تهدف الى الربح كنا قبل العدوان ندعم حوالي 120 جمعية ومركزاً تخدم فئة المعاقين وبعد العدوان تراجع هذا الرقم الى حدود 65 مركزاً وجمعية نتيجة شحة الموارد.

ما هو حجم الخسائر التي ألحقها العدوان بالصندوق وتأثير ذلك على فئة المعاقين؟
– كان للعدوان على بلادنا تأثير كبير على جميع شرائح المجتمع وعلى فئة المعاقين كونها فئة ضعيفة بحاجة الى مساعدة الغير.. فهناك عدوان مباشر على المعاقين من خلال استهداف الطيران وتدميره لمركز النور للمكفوفين وغيرها الى جانب العدوان غير المباشر وهو الاهم حيث توقف شركاء الصندوق عن دفع مستحقات المعاقين مما ادى الى توقف العمل في الصندوق واغلاقه امام المستفيدين لفترات متقطعة منذ بداية العدوان خاصة وان الصندوق يعتمد على الموارد المقررة من الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة التي حددها القانون لدعم الصندوق ومنها مصانع الاسمنت والذي دمره العدوان وتوقف الايرادات من المصالح الحكومية والشركات الى جانب توقف موارد الصندوق من عدن والمحافظات المحتلة حيث تراجعت الايرادات بنسبة تزيد عن 50 %..وبصورة عامة بلغت الخسائر التي تكبدها الصندوق بسبب العدوان والحصار خلال الخمسة أعوام الماضية حوالي 30مليار ريال وبمعدل 6 مليارات ريال سنويا مقارنة بإيرادات بلغت ستة مليارات ريال في العام 2014م.
وبالرغم من أن الصندوق كان مكتفياً ذاتيا ،لكنه في الوقت الراهن أصبح بحاجة الى دعم من قبل المنظمات الدولية المانحة حتى يستطيع الصندوق الاستمرار في تقديم خدماته ويحصل المعاق على حقه من المنح والمساعدات المقدمة لليمن كونه مواطناً يمنياً له كافة الحقوق.. وقد بدأنا التواصل مع الصليب الاحمر الدولي بهدف تزويد المعاقين بالكراسي والعكاكيز الضورية للمعاق ، وحاليا نتواصل مع اليونيسف لدعمنا في الجانب المؤسسي من خلال تنفيذ مسح ميداني شامل لتقييم الأداء الاداري للصندوق.

ما هي مساهمة الصندوق نحو جرحى ومعاقي الحرب؟
– الصندوق يدعم معاقي الحرب بتوفير الاجهزة التعويضية والاطراف والمفاصل الصناعية والعربيات العادية والكهربائية وتقديم الحقائب الجراحية والسماعات وغيرها.. فهناك مركز السبعين يتلقى الصندوق دعماً من منظمة هاندي كب يقدم كما ذكرت حقائب جراحية لجرحى الحرب واجهزة تعويضية وعربيات كهربائية بحسب الامكانيات المتوفرة للصندوق. ومن خلالكم نقدم كل الشكر لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله على اهتمامه بالمعاقين عامة ومعاقي جرحى الحرب تحديدا حيث اعلن عن تخصيص قطعتي ارض لكل معاق سواء بالعاصمة او المحافظات.

ما هي البرامج والانشطة التي نفذها الصندوق خلال العام الماضي؟
– منذ تولينا مهام الصندوق مع بداية العام الماضي ركزنا على تحصيل الايرادات نقدا الى حساب الصندوق في البنك المركزي حيث كانت تورد بعض مستحقات الصندوق غير نقدية بتغذية الرصيد فقط وخلال العام الماضي 2019م استطعنا تحصيل ايرادات بلغت ملياراً و500 مليون ريال نقدا الى حساب الصندوق من مستحقاته ويتم التسديد من هذا المبلغ كجزء من مديونيته والتزاماته للغير ، كما تم التركيز على تطوير البناء المؤسسي حيث قمنا بإعداد دليل الخدمات واللائحة التنظيمية اصبحت جاهزة لم يتبق سوى عرضها على مجلس الإدارة لإقرارها وكذا تنظيم آلية العمل في ادارة الرعاية وفي العلاج الطبيعي والتربية الخاصة من خلال تنظيم العقود والوثائق اللازمة للتعامل مع الجهات المعنية ، وتم تجهيز دليل السلوك الوظيفي للموارد البشرية ،كما أنه واستجابة لتوجيهات القيادة السياسية بمحاربة ومكافحة الفساد وتعزيزا للجبهة الداخلية وترسيخ مبدأ الشفافية تم تنفيذ نظام خدمة الجمهور وانشاء قسم لتلقي الشكاوى وتدشين الرقم المجاني ،وكذلك تم انشاء المركز الثاني للعلاج الطبيعي وتم عقد ورش عمل ولقاءات مع عدد من المنظمات لعرض احتياجات الصندوق والامكانات المتوفرة بهدف الحصول على الدعم اللازم.

ما هي الاولويات التي ركز الصندوق عليها في برنامج الرؤية الوطنية؟
– تم التركيز على البناء المؤسسي والتشريعات وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للمعاقين حيث أن الصندوق ليس بحاجة للنزول الى كل قرية لحصر المعاقين فالجهات الحكومية ستقوم بواجباتها ولم يتبق للصندوق سوى عملية التمويل الى جانب تفعيل اللجنة العليا للإعاقة والتي يتكون أعضاؤها من جميع الوزراء المعنيين والتي كانت موجودة قبل انشاء الصندوق ويعمل بها في كثير من دول العالم بحيث كل وزير يهتم بما يخصه تجاه المعاقين.. أما حاليا فالصندوق هو الملجأ الوحيد للمعاق فهوى يقوم بدور الصحة والتربية والتعليم والسياحة والتعليم الفني والمهني وغير ذلك.

ما هي أبرز المعوقات والصعوبات التي تواجه عمل الصندوق؟
– لعل ابرز العوائق التي نواجهها هي تلك الناتجة عن العدوان الصهيوني الامريكي على بلادنا والذي ادى الى زيادة كبيرة في اعداد الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ومضاعفة معاناتهم حيث يستقبل الصندوق حوالي 800 حالة معاقة جديدة شهريا وهذا يشكل عبئاً كبيراً على الصندوق البعض منهم اعاقاتهم تحتاج الى رعاية دائمة وبعضهم يحتاجون إلى مساعدات مؤقتة فقط حتى يشفوا من الإعاقة، الى جانب الانخفاض الكبير في الموارد المالية للصندوق والذي انعكس سلبا وادى الى انخفاض حجم المخصصات لدعم برامج ومشاريع تأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة وزيادة الالتزامات والاعباء المالية على الصندوق لدرجة انه لم يتمكن من الوفاء بالتزاماته ، داعيا الجهات المعنية المرتبطة بشراكة مع الصندوق الى التعاون والعمل بروح الفريق الواحد لتحديد الاحتياجات واعادة جدولة برامج ومشاريع رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بحسب الاولوية ودرجة الاحتياج ، ومن ضمن الصعوبات التي تواجه عمل الصندوق أيضاً المديونية حيث تسلمنا الصندوق وعليه مديونية تزيد عن ملياري ريال كمستحقات طلاب وجمعيات ومراكز ومستشفيات وشركات ومؤسسات تم تسديد حوالي 200 مليون ريال منها في 2019م وحاليا رفعنا الى وزارة المالية وتم التعزيز بنحو 500 مليون ريال ما تزال في طور المعاملة في وزارة المالية لتسليمها الى الجهات الدائنة.

ما هي الخطط والبرامج التي يسعى الصندوق الى تنفيذها خلال العام الجاري؟
– نسعى الى استكمال البناء المؤسسي واللوائح التنظيمية الى عمل نظام آلي يربط جميع الادارات وتوسيع التعاون مع شركائنا في العمل مثل الجمعيات والمراكز والمنظمات في سبيل الحصول على ايرادات للصندوق بما يخدم المعاق كما نسعى الى انشاء ورشة تصنيع للأجهزة التعويضية والاطراف الصناعية وفي هذا الجانب يتم حاليا تأهيل عشرة اشخاص في عدد من ورش التصنيع حتى نستطيع الاكتفاء الذاتي من هذه الأجهزة التعويضية والاطراف الصناعية والعربيات وفي الوقت الحالي نستفيد من خدمات مركز الاطراف الصناعية التابع لوزارة الصحة من خلال شراء احتياجات الصندوق من هذه الاجهزة التعويضية الى جانب العلاج الطبيعي.

عدد الحالات المعاقة التي تستفيد من خدمات الصندوق؟
– عدد المستفيدين من خدمات الصندوق وبحسب المسجلين في قاعدة البيانات يتجاوز من يحصلون على الدعم اكثر من 120 الف حالة بصورة مستمرة واكثر ما يستقبل الصندوق هي الحالات المؤقتة بحث يتدخل الصندوق في مساعدته لمرة واحدة ويشفى منها او بحاجة الى السفر لإجراء عملية في الخارج ويشفى بإذن الله منها فيتدخل الصندوق لمرة واحدة حيث يوجد اكثر من 600 الف ملف من هذه الحالات في الصندوق بمعنى أن الصندوق يتدخل تدخلاً مبكراً للحد من الاعاقة الدائمة ، كما ان الصندوق يستقبل في الاسبوع الواحد حوالي 200 حالة جديدة تتطلب تدخل الصندوق لمساعدتها ،اي في الشهر يستقبل الصندوق 800 حالة وهذا ناتج عن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطن اليمني خاصة في ظل العدوان والحصار وانقطاع المرتبات وهذا يشكل عبئاً اضافياً على الصندوق.. لذلك نتمنى من المستشفيات الحكومية القيام بدورها والمساهمة في استقبال المرضى من ذوي الاعاقة وعلاجهم تخفيفا على الصندوق ومراعاة لظروف الناس في هذه المرحلة بدلا من تحويلها الى الصندوق.

في نهاية اللقاء هل هناك نقطة لم نتطرق لها وتحب طرحها أو كلمة تود قولها..ما هي؟
– ادعو كافة الجهات والمؤسسات المعنية الحكومية الى القيام بدورها في مساعدة المعاق للعيش بصورة والاعتماد على نفسه وحتى لا يكون عالة على غيره بقدر المستطاع ويكون عنصراً فاعلاً للمساهمة في بناء الوطن وهذه امانة ومسؤولية على الجميع وفقا لإمكانيات كل جهة، ولأن المعاق هو مواطن يمني كفل له الدستور كل الحقوق لذا نطالب من المنظمات الدولية الداعمة ممثلة بالمجلس الاعلى للشؤون الانسانية بأن تخصص للمعاق حصة من الدعم والمساعدات والمنح التي تقدم لليمن وبحسب نسبة المعاقين من عدد السكان التي تصل الى حوالي 13 % اي ما يعادل مليونين و500 الف نسمة ،كما أشيد هنا بالدعم والاهتمام الكبير بفئة المعاقين الذي توليه القيادة السياسية والثورية وعلى رأسها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورئيس المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط ومن ذلك ما تم طرحه في الرؤية الوطنية لبناء الدولة حيث كان للمعاقين حيز ومكانة كبيرة من الاهتمام والرعاية الخاصة بما كما في ذلك معاقو الحرب ،كما نشكر جميع المتعاونين معنا من منظمات وجمعيات ومراكز تأهيل للمعاقين والتي لا تسعى إلى الربح بقدر ما يهمها تقيم الرعاية الطبية والاهتمام بسلامة وصحة المعاق وتعليمه.

قد يعجبك ايضا