أضحوكة العالم.. أمريكا وإرهابها للشعوب

 

العلامة/ سهل بن عقيل
منذ أول طائرة تقصف اليمن والصمود لأربعين يوماً دون رد على العدوان جعل دول الشرق الأوسط تفغر فاهها خوفاً وفزعاً من أمريكا وأن يكون نصيبها مثل اليمن الذي لم يرد بطلقة واحدة خلال هذه المدة، وكأن القيادة الحكيمة للمسيرة القرآنية المباركة تشهد العالم وتشهد المستضعفين أن الذي حدث خلال هذه المدة إنما هو تمحيص للمؤمنين وتعويد لهم على الصمود فيما سيأتي بأعظم من قبل العدوان، وتخبرهم أن القوة والعزة كلها لله وحده، فهو رب الناس جميعهم بارهم وفاجرهم، ولكنه وعد ووعده الحق الذي لا يخلف ، بقوله تعالى جده وتبارك اسمه « وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ».
وتوالت الأيام، وكأنها تكتب في كل يوم وكل ساعة ملاحم أمم من المستضعفين اغتصب حقها طغاة ظالمون تكالبوا في عصبة واحدة، مكوِّنة أحلافاً ظالمة، ومستأجرة جيوشاً مرتزقة ومُجنِّدة خونة من الداخل والخارج لأمتهم ودينهم وأبناء جلدتهم، واستئجاراً لكل مجرم في العالم أن يأتي فرداً أو مع عصابته لقتل الشعب اليمني ووأد طموحاته في الحرية والاستقلال ورفع الراية المحمدية، ومع الأيام بدأ الانكشاف لكل ذلك من قبل الدول الاستعمارية القديمة والحديثة خوفاً من اليمن بنظرة استباقية لم يسبق لها مثيل في وأد الثورات السالفة، سواء في العالم العربي أو الشرق الأوسط أو العالم بكله، لأن هذه الثورة وقعت موقع الجلطة للاستعمار في قلبه ودماغه، القلب هنا الجزيرة العربية ومواردها وإيقاظ الأمة العربية والإسلامية تحت راية المسيرة القرآنية العظيمة.. والدماغ هنا الرؤية المستقبلية لما سيحدث على الدول الاستعمارية في داخلها وخارجها من قبل الشعوب، سواء الشعوب المضطهدة أو الشعوب التي تحت رايات الدول الاستعمارية القديمة والحديثة، تحسباً لفقدان مصالحها، وقد حدث ما توقعه المحللون لقيام الثورات عبر التاريخ الحديث منذ سنة 1945م إلى يومنا هذا.. وهذا شيء يطول شرحه، ولمن أراد أن يقرأ الصفحات عليه أن يراجع ما حدث منذ ما بعد 45 إلى يومنا هذا، فيرى أن النظرة الاستباقية هي التحليل الواقعي في ذهاب المصالح الاستعمارية على مستوى الخريطة في العالم.
وهنا لنا أن نشير إلى أن حركة الانتصارات العظيمة التي حدثت خلال السنوات الخمس التي نعيشها الآن لم تبدأ بعد، وكانت قراءة صفحاتها على موقع (حقل الشيبة) أولاً وتفجير (ميناء الفجيرة) وما اعقب ذلك من ضربة (أرامكو) التي هزمت الاقتصاد العالمي في تدفق النفط، ثم بعد ذلك العملية الكبرى (نصر من الله) وكانت المفاجأة التي فغر العالم أفواهه من التعجب لمنازلة أضعف الدول لأقوى الدول والإمبراطوريات وخاصة أمريكا التي لا زالت ترهب العالم باستعراض عضلاتها العسكرية والاقتصادية أمام الشعوب المستضعفة وغيرها.. وكأنها تقول للعالم نحن أسيادكم والآلهة التي يجب السجود لها لأنها القانون كله، وما شاءته يكون، وجاء بعدها ما هو أكبر (البنيان المرصوص) الذي جعل دول التحالف جميعها، بما فيها الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا والامبراطوريات العظيمة السالفة وغيرها ممن يطمح أن يكون مكان هذه الطغمة أضحوكة، فاليمن (الفأر) الذي قتل الفيل، وهلم جرا، وأن هذه الخيوط المترابطة تعطي رؤية جديدة للجغرافيا على مستوى الكرة الأرضية، وعلى مستوى الجزيرة العربية (بالأخص)، لبناء هذه الخريطة على أسس سليمة وواقعية تمنع التدمير الشامل للكرة الأرضية وسكانها ، وهذه ليست نظرة سطحية وإنما هي نظرة واقعية وستكون الجزيرة العربية اللبنة القوية التي ستحطم رأس الاستكبار العالمي أيا كان، ومهما تحالف معه ضعفاء النفوس والأراذل الخائنون للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان.
وان الذي تطبّشل له الدول الاستعمارية من حقوق الإنسان ليس إلاَّ ذراً للرماد وسيحققه اليمنيون بتضحياتهم الجسيمة أولاً على مستوى الجزيرة العربية.. لأنها إذا توحَّدت ستبني صرحاً شامخاً لا يستطيع أحد هدمه أو النيل منه لأن هذا الصرح سيمتلك وبلا شك كل المقومات التي تقيم مثل هذا الحلم ( جغرافية وموارد وإنساناً في كل التخصصات).. وعلى هذا رضي من رضي وأبى من أبى من الذين هم في غرف (الحريم والخمر الحلال ونوادي القمار ومواخير الرذيلة) فإنه قد سطع نور الفجر وانقطع خيط (التجهيل المستدام) للشعوب المستضعفة وخاصة في الجزيرة العربية، والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
* مفتي محافظة تعز

قد يعجبك ايضا