هذيان ديفيز في مؤتمره الصحفي

 

فهمي اليوسفي

ثمة قضايا وأحداث مستجدة في الساحة اليمنية تضع العديد من علامات الاستفهام؟
كما أن تصويب وترجمة هذه القضايا والأحداث المستجدة أمر بالغ الأهمية لفهمها، حيث ألمح اليها جيف ديفيز في مؤتمره الصحفي، ومن يغوص بعمق في قراءة تصريحاته واتهاماته تلك الموجهة ضد إيران و أنصار الله سيجد أنها اتهامات وهمية ١٠٠% ومتناقضة من الألف إلى الياء والواردة على لسانه في مؤتمره الصحفي .
تلك التصريحات تؤكد أن هناك ثمة قضايا ومستجدات تناولها الإعلام الامبريالي الغربي والعربي منذ الأسبوع المنصرم وحتى اليوم توحي وتبرهن ملامحها على وقوف واشنطن خلفها، ويستطيع القارئ الحصيف الاستنتاج ومعرفة بنك الأهداف الامريكية من خلالها وهي بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل اليمن وعلى ضوء تصويبها وتحليلها يجعل ذلك القارئ الحصيف يصل لنتيجة منطقية أنها طبخت بشكل مشترك من قبل مطابخ الرباعية والأجندات المساندة للعدوان من الداخل بما فيها الداعشية ولضمان تحقيقها فإن ذلك يتطلب من وجهة نظر الامريكان ودول العدوان هندسة قضايا وهمية وترويجها إعلاميا بالتعاون والتنسيق مع سماسرة الأمم المتحدة ومن ضمنها القضايا المستجدة التي تناولها ويتناولها الإعلام الإمبريالي، بشقيه الغربي والعربي منذ مطلع الأسبوع المنصرم وحتى اليوم فكانت آخر حلقات المسلسل المؤتمر الصحفي لديفيز .
إذاً لمزيد من جعل الصورة أكثر وضوحاً نشير إلى نموذج من عناوين تلك القضايا والمستجدات:
مسرحية منظمة سام الوهمية التي هندس اسمها دواعش حزب الاصلاح عبر الإعلام الرجعي الذي يكذب دون خجل وروَّج بوقاحة لتقارير وهمية تحت اسم هذه المنظمة الوهمية بأن هناك انتهاكات لأسرى في مدينة الصالح ..
ترويج إعلامي من دول العدوان لقضايا وهمية واتهامات كاذبة تحمل الماركة الامريكية أن أساطيلها ومساطيلها الامريكان تمكنوا من اعتراض زورق بحري يمني في البحر العربي وعلى متنه أسلحة ثقيلة مصنعة في إيران كانت متجهة للحوثيين، هذا على حد ما ورد من كذب وزيف في منابر إعلام العدوان والامريكان وتكرار عملية الترويج في المؤتمر الصحفي لديفيز مع أن واشنطن وبقية الرباعية لديهم أهداف مبطنة جعلتهم يهندسون هذه الكذبة الوهمية.
رغم درجة التناقض في حديث ديفيز . وهنا تكون الصورة واضحة عن الأطراف التي اشتركت بهندسة هذه المسرحية ؟ وإلا لماذا تحدث عن هذه القضية ووجه اتهامات لإيران وأنصار الله ؟
أتقن المطبخ المشترك للرباعية نسج قضية اخرى ذات طابع وهمي بعد أن قام بترويجها إعلاميا بأن هناك عراقيل تتسبب بعدم وصول المساعدات الانسانية من قبل الحوثيين . وهذا يوحي أن هناك تنامياً متسارعاً لمشاريع الابادة الشاملة لليمنيين بشكل ناعم من خلال إيجاد ذرائع وهمية لقطع المساعدات الاممية وتصب نحو الابادة الشاملة لليمنيين لكن بوسائل مبطنة ..
.. إقدام دول العدوان والامريكان برفع سقف الترويج الاعلامي لقضايا وهمية منها على سبيل المثال الترويج لمحاولة تصفية المرتزق المقدشي .
التعتيم على مشاريع التدعيش في المناطق الخاضعة للاحتلال كما هو الحال في مارب.
… التعتيم والاغفال من قبل مبعوث الامم المتحدة لخروقات قوى العدوان بالساحل الغربي وعدم الإشارة اليها في احاطاته أمام الامم المتحدة ، وكذا الواردة في الاحاطة الخاصة بالمبعوث للشؤون الإنسانية ..
… تحرص دول العدوان والامريكان على صناعة قضايا وهمية تجعل العامة لا يهتمون بالنشاط الاجرامي لقوى العدوان في عمق المربعات الخاضعة لسيطرة القوى المناهضة للعدوان منها على سبيل المثال بناء خلايا لزعزعة الأمن والاستقرار في امانة العاصمة صنعاء والتي تمكنت أجهزة الامن من اكتشافها خلال الأسبوع المنصرم وملاحقة والقبض على كثير من المتورطين فيها مع الاشارة لأسماء قائمة المشتركين الفارين من وجه العدالة ممن تورطوا بهذا العمل الاجرامي منهم الفار فيها القوسي وكذا الفار عمار محمد عبدالله صالح، وهذه المؤامرة لن تتم إلا بتنسيق مع استخبارات الامريكان ودول العدوان على راسها السعودية مع أن بعض الاعترافات لبعض المتهمين تكشف ذلك .
… يسعى الامريكان لتمرير صفقة القرن والذي يتطلب ضخ وهندسة قضايا وهمية تجعل العامة يلتفون حولها ويتناسون صفقة القرن .

يتزامن ما تم الاشارة اليه من النقاط السالفة مع نشاط سماسرة أمميين منحازين لدول العدوان كما هو الحال في المسرحية الغلاطية لإحاطات غريفيث ومساعده للشؤون الانسانية المقدمة لمجلس الامن والتي تم إغفال الكثير مما ينبغي اطلاع الهيئات الاممية عليه سواء خروقات العدوان بالساحل الغربي أو غيره والمؤسف انه قدم الشكر زورا وبهتاناً لمملكة الاجرام الدموية وملكها سلمان .
كما أن تلك الإحاطات بما فيها الانسانية تساهم في الباطن بتحقيق بنك الأهداف الامريكية في اليمن والتي لو نظرنا اليها سنجد أن هناك ملامح تشير إلى التنسيق المتسارع بين الرباعية لتحقيق تلك الاهداف ومنها الآتي:
.. سعي واشنطن لتحقيق مطامعها في اليمن بديكور سعودي او غيره من ضمنها بناء قواعد عسكرية في المهرة تحت غطاء سعودي، وكذا سعي واشنطن للاستحواذ على حقول النفط الواعدة والاستمرار بمد الانبوب من بحر الخليج لسواحل المهرة كما هو جار على أرض الواقع إضافة لمساعدة السعودية على المزيد من التوسع في الاراضي اليمنية منها المحاذية لمحافظتي حضرموت والمهرة . وسعي واشنطن لاستكمال سيطرتها على مضيق المندب كجزء من قطع الخط وتعطيل أي فرصة لدول البركس بما فيه روسيا .
.. سعي الامريكان لبناء قواعد عسكرية في الجزر اليمنية باعتبار ذلك ضمن المشاريع التوسعية لإسرائيل والمدرجة ضمن صفقة القرن من الباطن على اعتبار أن العائق المتبقى امام واشنطن بالنسبة لهذه المشاريع هو استمرار صمود القوى المناهضة للعدوان في اليمن رغم أنها قد ضمنت موافقة مصر والتي تجلَّت بافتتاح قاعدة عسكرية على شواطئ البحر الاحمر إضافة إلى موافقة السودان وإثيوبيا واريتريا والصومال واقحام ليبيا في مشاريع الفوضى الدموية وتصعيد الاحتقانات في الجزائر والاستمرار باستهداف سوريا والعراق .
.. سعي ترامب وجنوده إلى وضع حجر الأساس لمشروع التدعيش والدعشنة للمرحلة الثانية في اليمن على غرار النموذج الليبي والعراقي والسوري والمدرجة ضمن الخطة «ب» الخاصة بالتدعيش، وهاهي تدخل مشاريع الدعشنة في اليمن للمرحلة الثانية حيز التنفيذ ..
هذه نماذج لأهداف واشنطن باليمن والتي برزت من خلال هذيان هذا المتحدث الامريكي جيف ديفيز بمؤتمره الصحفي ليتضح للعيان كذبه وتضليله وتناقضه ، لكن ما ورد بهذا المؤتمر يوحي ببعض أطماع واشنطن في اليمن من خلال عبارات ديفيز الهذيانية التي صرح بها.. لكنها تضع العديد من التساؤلات، منها على سبيل المثال ..
ما قاله ديفيز : (( إن أي شخص يطلق النار على سفن بحرية أمريكية تعمل في مياه دولية «يعرض نفسه للخطر».))
وما ورد في رده على سؤال حول ما إذا إن كان البنتاجون يحدد أهدافا لضربات انتقامية حيث قال ديفيز «لن أؤكد ذلك الآن.»..))
مع الأخذ بعين الاعتبار ما سبق وإن أشرت إليه والذي ورد على لسان هذا المتحدث عبر الصحافة بشكل متقدم وتحديدا عبر صحيفة الثورة قبل مؤتمره الصحفي.
هنا ستتضح للجميع دوافع واشنطن وبنك مطامعها واهدافها في اليمن وقد تصبح الصورة أكثر وضوحاً لدى كثير من المهتمين والمتابعين لهذه المسرحيات الامريكية المشار اليها سلفا ..

قد يعجبك ايضا