انتقام الجبناء

 

حمدي دوبلة

حتى ساعات متأخرة من مساء أمس الأحد والعدوان يصب جام غضبه على مكان تحطم طائرة “التورنيدو” التي تمكن الأبطال في الدفاعات الجوية من إسقاطها في محافظة الجوف في صفعة جديدة من الصفعات المتعددة التي يتلقاها العدو في مختلف جبهات القتال منذ خمس سنوات ودائما ما تفقده صوابه وتدفعه للانتقام من الأبرياء بهستيريا خبيثة وطيش مجنون.
-مساء يوم الجمعة الماضي تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للجيش واللجان الشعبية من قنص طائرة حربية متطورة من طراز”تورنيدو” في سماء مديرية المصلوب بالجوف بصاروخ ارض جو مطور محليا أثناء قيامها بمهام عدائية وما هي إلا ساعات حتى باشر طيران العدوان السعودي الأمريكي بممارسة هواياته في السقوط الاخلاقي والقيمي ليستهدف تجمعا للأبرياء في موقع حطام الطائرة وهناك سفك دماء قرابة الأربعين مدنيا معظمهم من النساء والأطفال ولم يكتف بذلك بل عاود استهداف المسعفين ولا يزال حتى لحظة كتابة هذا المقال ينتقم من الأرض والإنسان والشجر والحجر في تلك المنطقة في صورة تحكي بوضوح حالة السقوط والإحباط والانهيار الذي بات عليه تحالف العدوان ومن يدور في فلكه من المرتزقة والعملاء في الداخل والخارج.
– عودنا هذا العدو الغبي والأرعن ومنذ بدأ حماقته في الـ26من مارس من العام 2015م على ردات فعل حقيرة كهذه مع كل هزيمة ونكسة يمنى بها على أيدي أبطالنا الأشاوس الذين سطروا ويسطرون أعظم الملاحم البطولية في مقارعة جحافل العدو ومرتزقته غير آبهين بفوارق الإمكانيات والعتاد الحربي الهائل الذي يمتلكه عدوهم وباعتمادهم على القليل من العدة والكثير من الإيمان بالله والثقة في نصره وبعدالة قضيتهم وقدسية معركتهم دفاعا عن الدين والأرض والعرض رأيناهم كما رأي العالم كيف يمرغون انفوف أعدائهم في التراب ويسوقونهم كالنعاج أسرى اثر كل معركة ومواجهة مع من امتلك الكثرة والتفوق المادي والحربي وظن ان الدبابات والمدافع المتطورة والطائرات الحديثة هي وحدها من تمنح النصر والغلبة.
-لقد قدمت عملية “البنيان المرصوص ” التي أعد لها العدو طويلا وتبخر ما جهزه لسنوات في بضعة أيام فقط الكثير من الدروس والعبر حول أسباب النصر والجوانب الإيمانية والمعنوية في تحقيقه وكذلك الحال في عملية “نصر من الله” التي دارت رحاها قبل أشهر في جبهات الحدود وحملت للعدو أنباء كارثية لم يستوعبها إلى الآن ولن يعي نتائجها ودلالاتها مستقبلا وسيبقى متبلدا وعاجزا عن فعل أي شيء سوى التمادي في استهداف المدنيين والانتقام من الأبرياء.
وهاهم أبطالنا من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية يقدمون للعالم اليوم أجمل النماذج الإنسانية في خوض المعارك والتعاطي مع نتائجها بأخلاق الفرسان فيما يوغل عدوهم الجبان في ممارساته الوحشية بحق الأبرياء والغرق في مستنقع الخزي والعار والهوان .

قد يعجبك ايضا