الحلقة الثانية

القرية اليمنية.. ثقافتها وتقاليدها

 

الثورة / يحيى جحاف

الألعاب:
كان الأطفال في القرية يمارسون ألعاباً متعددة أثناء فراغهم وهذه الألعاب تحمل في طياتها أبعاداً ذهنية ورياضية وفي الغالب لا تخلو هذه الألعاب من المتعة والتسلية منها:
اللعب بالظروف الفارغة لطلقات البندقية. يتم قنصها على بعد خطوات متفق عليها.
اللعب بالنوى الخاص بالتمر، والذي كان يتم جمعها من الجوامع خصوصا في رمضان ويدخرونها إلى بعد انقضاء شهر الصوم، ويتم رصها بشكل ثنائي ورباعي ويقوم بقنصها على بعد خطوات فإذا أصابها كسبها ما لم يقوم الرامي الآخر وهكذا.
اللعب بالنقود المعدنية التي الغيت من التداول واستبدلت بالبقشة النحاسية. من خلال عمل حفرة ويقوم اللاعب برميها فيها فإذا أصابها كسب ما في يده وما بداخلها.
اللعب بالأحجار(النصاع) أي القنص.
اللعب بالأحجار ذات العدد خمسة
السباق(العدو).
شد الحبل.
الكرت وتسمى في بعض المناطق الكبة
لعبة سرى سريتوه
لعبة التنكر
لعبة الغميماء وتغني الاختباء والبحث عنهم ومن تمكن من امساكة كان الدور علية ويحمله إلى مكان اللعب.
اللعب على ضوء القمر في الليالي المقمرة على عظمة مفصل الركبة حق الثور فينقسم عدد المتبارين إلى فريقين ثم يرمي بها إلى أكبر مسافة ثم يسيرون للبحث عنها ومن وجدها أخذوها منه بالقوة مالم يتخلص منها ويعطيها واحداً آخر من فريقه إلى أن يصل إلى نهاية الميدان المنصوب فيه حجر مستقيم ويرميه بتلك العظمة فإذا إصابة حسبت لفريقه مالم تتكرر اللعبة.
لعبة الجمال.

الفصل الثاني:
الحالة المعيشية:
كانت الحياة المعيشية للناس في القرية شبه متقاربة ولم يكن هناك تفاوت كبير في مستوى الدخل ونمط المعيشة لان الجميع يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي وكانوا يزرعون الأرض بالقمح والشعير والذرة بأنواعها وبعض البقوليات مثل العدس والحلبة والفول والبرسيم والبصل اما الثروة الحيوانية فكانت قائمة على تربية الأبقار والأغنام والماعز وأيضا الدواجن التي كانت لها مساكن تبنى في كل بيت للحصول على البيض والاستفادة منها عند الحاجة الطارئة بالإضافة إلى الاستفادة من تلك المواشي مثل الأبقار الحمير والجمال التي يقومون بالتنقل بواسطتها من مكان إلى آخر ونقل احتياجاتهم من الأسواق والتنقل بواسطتها من مكان إلى آخر.

الاكتفاء الذاتي:
كان الناس في القرية يعيشون حياة بسيطة خالية من التكلف معتمدين اعتماداً كلي على ما تنتجه الأرض وجميعهم لا يشتغلون في غير الأرض طالبين من الله ان يغيث الأرض بالرحمة ومعتمدين على ما أتاهم من فضلة وما جادت به الأرض من عطاء. وما تنتجه الأرض من أنواع الحبوب والخضروات والفواكه الأمر الذي جعلهم يهتمون بالأرض صغارا وكبارا فمن اهتمامهم بالزراعة والأرض انهم كانوا يقضون كل وقتهم في الحقول وتوارثوا ذلك جيلا بعد جيل من آبائهم وعرفوا مطالع الزراعة ومواعيدها بدقة متناهية لانتقال تلك التجارب وأصبحت متوارثة اعتمدوا عليها في حياتهم كونها المصدر الأول القائمة عليها حياة الناس في توفير متطلباتهم الأساسية في الحياة. كما اهتموا كذلك بتربية الأبقار التي لا تخلوا منها المنازل خصوصا أولئك الأشخاص الذين يمتلكون ارض زراعية وكان الثور يمثل العنصر الأساسي للعمل الزراعي وكان لهذه الحيوانات مسميات ينادونها بها أثناء العمل أو السير وهذه الأسماء تأتي معها عند شرائها من الأسواق أو تسمى من قبل مالكها مثل زهران دخنان، ضبيان ، ولثوار العمل مقاسات وطول محدد إذ لابد أن تكون سباعية أي ترتفع من الأرض سبعه أشبار لكي تتساوى في الحجم والطول ويسهل العمل عليها بيسر أما البقرة والأغنام والماعز فمن اجل الحصول على اللبن والسمن واللحم والصوف والأغنام والدواجن من اجل البيض الذي يدخل في غذائهم وما فاض عن حاجتهم يقوموا ببيعه ومقايضته بشيء آخر إلى جانب تلك المحاصيل الزراعية التي يجنوها كل عام من الأرض بالإضافة إلى الحمير التي يستخدمونها من اجل النقل الأمتعة والتنقل إلى الأسواق من مكان في آخر وكل ذلك من أجل اكتفائهم الذاتي حتى أن الفائض من كل ما ذكر يتم مقايضته بسلعه أخرى أو بيعه لشراء حاجات ضرورية أو يتم خزنها في اماكن مخصصة مثل(المدافن) التي تنقر في الصخور أو في اسفل المنازل ويحكم غطاؤها وإخراجها وقت الحاجة أو إقراض الآخرين منها إلى عند الحصاد في العام القادم .

الحالة الاجتماعية:
كانت أبناء الأسر في القرية وحدة متماسكة جميعهم يعيشون كاسرة واحدة حتى معظم الأسر يعيشون فيها الأبناء و زوجاتهم وأولادهم في منزل واحد وحالهم واحد في الأكل والشرب وتدبر أحوالهم المعيشية من قبل اكبر شخص سنا في الأسرة ويعتبر ما يقوله مطاعاً و مسموعاً والجميع ينفذوا ما يأمرهم به دون تردد حتى كان من النادر ان يستقل واحد منهم بمنزل وحيدا لذلك كانوا يحرصون كل الحرص على الزواج في نطاقهم الأسري حفاظا على التركة (الأرض) والحفاظ على عدم ذهابها للغير من خلال الزواج من الآخرين.

أعمال مجتمع القرية:
كانت أعمال مجتمع القرية تتمثل في العمل الزراعي وكان يوجد هناك تكافل من قبل الجميع وكل أسرة تقوم بواجباتها اليومية وفق خطة مرسومة ومحكمة تكون من مهمة كبير الأسرة الذي يقوم بتوزيع المهام بين الجميع دون استثناء ويبقى الأمر ملزم ذاتيا وعلى الجميع انهائه حسبما ماهوا مرسوم مسبقا لذلك ظل كل أعمال المجتمع القرية تعاوني بين الجميع كون الاعمال على الأعمال الزراعية وتربية المواشي وبعض الحرف اليدوية والمهنية لذلك نجد الزواج المبكر شائعا فيها لحاجة الأسرة إلى إضافة العامل المساعد للأسرة من محصورة ل هذا الزواج خصوصا في الأسر التي تمتلك ارض زراعية كبيرة.

أعمال الرجل :
كان السكن في الريف لكثير من الأسر جماعي ونادرا ما يكون الشخص وحيدا وكان العمل والجهد جميعه يبذل في الزراعة وأعمالها منذ تسوية الأرض وتنقيتها حتى الحصاد وتخزين تلك الحبوب في المدافن الخاصة بذلك لذلك كان لكل أسرة عاقل(كبير والأسرة هوا المسؤول الأول عن تسيير حركة الناس فيه من خلال التوجيه والإرشاد وتوزيع الأعمال بين الجميع كل يوم، فعادة ما يصحو الجميع من النوم فجرا ويذهبون إلى الجامع لأداء الصلاة وبعد الصلاة يعودون إلى البيت لتناول القهوة والفطور بعد ذلك يذهب كل شخص إلى العمل الذي كلف به دون تردد ولا يعودون إلى عند صلاة الظهر لتأدية الصلاة جميعا ثم يدخلون إلى منازلهم لتناول وجبة الغداء ومن بعد ذلك هناك من يتعاطى القات ساعات ثم يذهب إلى الأرض للعمل فيها الى قبل غروب الشمس وهكذا تظل الحركة مستمرة دون توقف ويشرف على كل هذه الأعمال كبير الأسرة الذي يدبر شئونهم ويعمل على رعاية الجميع وهم بدورهم له طائعون.

المرأة :
العمل اليومي للمرأة: كانت أعمال المرأة في المنازل وخارجها موزعة بين جميع النساء القاطنات فيها ما لم تكن وحيدة في بيت مستقل، وكل واحدة منهن يحدد دورها كل يوم من خلال عاقلة البيت والتي تقوم بالإشراف على هذه الأعمال كما يقوم عاقل البيت بنفس الحال فيما يخص الرجال لذلك المرأة تقوم بعدد من الأعمال اليومية دون كلل او ملل حيث كانت تستيقظ في الصباح الباكر عند صلاة الفجر وأحيانا قبل ذلك خصوصا المرأة التي عليها أعمال البيت فتقوم بعمل التالي:
تقوم بإطعام البقرة وحلبها وأيضا حلب الأغنام وإذا كان لديها طفل ترضعه وتنظفه وتقمطه وتتركه ينام وتذهب لعمل الفطور وتقديمه مع القهوة للرجال بعد دخولهم من الجامع بعد صلاة الفجر والمكون من القرم الذرة والدخن بعد ذلك تذهب لجلب الماء من الغيل أو الماجل حيث كانت المرأة عادة تجلب الماء في الريف من الأماكن التالية :
1 – المواجل -الغيول- البرك في أوانٍ مثل التنك، والغروب المصنوعة من جلود الأغنام ثم تعود لتناول فطورها وبعد ذلك تقوم بنهز اللبن(الرائب)بعد ذلك تخرج البقرة وتطعمها وكذلك الأغنام وترسلهم للرعي مع ابنتها أو أي شخص مخصص للرعي من الأسرة بعد ذلك تقوم بتنقية الحب وطحنه لعمل الغداء كانت كل الوجبات طازجة وكانت تردد بعض الأغاني:
2 – يا نازلي حجة ودن لك دن
ومشقرك كاذي وكعوتك بن
يا مطحني حفي على جنوبي
انتي حجر وانا بشر وعظمي
يا مطحني جشي عتر وقلى
جشي يا مطحن المهلا
بسم الله الرحمن سينة بسينة
خلي الدقل واناخيط المكينة
ونهدتي هزت جبال الاشمور
من حررك يا جبان ياثور
لا تنقدوني لا حبيبي اسود
قد ذا الجبين أما القليب قد ادود
شاحن لي ماحنت المكينة
كم يقيح الصبر لا ايحينه
شاحن لي ماحن سييل جازع
ماحن محبوس ما معه مراجع
ما طلعك للحيد يا حمامه
قالت حيود الله ولا الاهانة .

بعد ذلك تقوم بعجن طحين الحب ثم تذهب لجمع الحطب، والعلف حينها يكون قد أتى موعد الغداء فتقوم بتقديمه للرجال بعد أدائهم صلاة الظهر وخروجهم من الجامع، وكان طعام الغداء يتكون من الهريش، القرم، المطيط، الجحين، اللحوح، اللبن، العدس ..بالإضافة إلى ذلك تشارك المرأة في أعمال الأرض، الزراعة كانت تعمل الغواث لحوح أو قرم ذرة أو فتوت مع اللبن والقهوة والماء وتذهب به إلى حيث يعملوا في الأرض وتقوم كذلك ببعض أعمال الزراعة بتنظيف الأرض الزراعية وتنظيف الأرض من الأعشاب وتساعد عند المذاري بإلقاء البذور كما تجلب الأعلاف والاحتطاب بواسطة الأدوات التالية:
الشريم والحبال والمعقرة والفأس.

قد يعجبك ايضا