وسط انتقادات لاستهانة الأمم المتحدة بأرواح المرضى

الجسر الطبي الجوي من صنعاء يتعثر في ثاني رحلاته

الشايف: 23 مريضاً و25 مرافقاً انتظروا 8 ساعات قبل إشعارهم بإلغاء الرحلة
خوري: مطار صنعاء جاهز فنياً ومهنياً ويقدم التسهيلات اللازمة
د. الحاضري: نطالب برحلات يومية تقل بين 100 إلى 150 مريضاً

الثورة / ابراهيم يحيى

تعثّر تسيير الجسر الطبي الجوي لذوي الحالات المرضية الحرجة من مطار صنعاء الدولي، عقب أيام على تدشين الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية رحلاته وإشادة الاتحاد الأوروبي بانطلاقها، وتم إلغاء ثاني رحلة كان مقررا إقلاعها أمس الجمعة، دون بيان الأسباب، وسط انتقادات طبية وشعبية للأمم المتحدة بأنها «تجاري تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي في الاستهانة بأرواح اليمنيين وابتزازهم».
وأبدى مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف استغرابه من هذا «الإلغاء غير المبرر للرحلة المقرر أن تنقل اليوم 23 مريضا و25 مرافقا»، فيما أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن بهجت خوري «جهوزية مطار صنعاء وتسهيل إجراءات سفر المرضى».
الشايف أكد في تصريح صحافي أن «مطار صنعاء جاهز لاستقبال الرحلات على مدار 24 ساعة». مضيفا: «المرضى وصلوا المطار في الصباح الباكر وتم اتخاذ جميع إجراءات السفر وتقديم التسهيلات لهم وانتظروا بصالة المغادرة 8 ساعات قبل تلقي إشعار إلغاء الرحلة».
من جهته، أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، المنظمة للجسر الطبي الجوي، بهجت خوري أن مطار صنعاء الدولي جاهز فنيا ومهنياً لاستقبال الرحلات وفق الإجراءات المعمول بها دوليا، وإدارة المطار تقدم التسهيلات اللازمة بما فيها اتخاذ إجراءات سفر المرضى».
الخوري أوضح أن ثاني رحلات الجسر الطبي الجوي المقرر أن ينقل 32 ألف مريض «كان من المفترض وصول الرحلة من أديس أبابا إلى صنعاء ومنها إلى العاصمة الأردنية عمان لكن تم تأجيلها». مضيفا: «نحن نعمل من أجل انقاذ المرضى وتسهيل سفرهم إلى الخارج لتلقي العلاج اللازم».
لكن ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، بهجت خوري لم يكشف في تصريحه الصحافي عن أي أسباب أو مبررات لإلغاء أو ما سماه «تأجيل الرحلة». وسط انتقادات لتساهل المنظمة والأمم المتحدة في ملف إسعاف المرضى المتعذر علاجهم داخل اليمن إلى الخارج لتلقي العلاج.
وانتقد ناطق وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الإنقاذ، د. يوسف الحاضري الثلاثاء، تغيير الاتفاق مع منظمة الصحة وخفض عدد المرضى في كل رحلة من رحلات الجسر الطبي الجوي «من 30 مريضاً زائداً مرافقيهم إلى 7 مرضى فقط ومرافقيهم وبواقع 4 رحلات شهرياً».
الدكتور الحاضري اعتبر تغيير الاتفاق «استهانة بحياة المرضى من ذوي الحالات الحرجة». منوها بأن «هذه الآلية 7 مرضى في الرحلة وبمعدل 4 رحلات في الشهر، تعني الحاجة إلى 13 عاما حتى يتم نقل 32 ألف مريض بحاجة ماسة لعلاجهم خارج اليمن على وجه السرعة».
وقال معلقا في تغريدة على «تويتر» الثلاثاء: «مطلبنا رحلات يومية تقل بين 100 إلى 150 مريضاً يومياً لنستطيع نقل جميع المرضى إلى الخارج خلال عام». مضيفا: «ما قامت به الأمم المتحدة يفضحها أكثر خصوصا ما يتعلق بتجهيز الطائرة التي أقلعت وهي غير مخصصة لنقل المرضى».
الرحلة الأولى للجسر الطبي الجوي المدشن الاثنين بعد عام ونصف من المفاوضات لإسعاف المرضى؛ أثارت استياء واسعا في الشارع اليمني، بوصفها «تجسد الاستهتار بأرواح المرضى». وبينما اعتبرتها الصحة العالمية «أولى رحلات الجسر الطبي الجوي» عدها مسؤول يمني «رحلة إسعافية خارج اتفاقية الجسر الطبي».
لكن الاتحاد الأوروبي أشاد بالرحلة واعتبر أن «انطلاق أول رحلة طبية لنقل المرضى من صنعاء إلى عمان خطوة إيجابية على طريق إحلال السلام في اليمن»، مجدداً في بيان، الخميس، دعمه الكامل لعمل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث. والالتزام بدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة لإحلال السلم المستدام في اليمن بما يراعي مصلحة الشعب اليمني».
وعمد تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي إلى فرض حظر جوي كامل على مطار صنعاء منذ منتصف 2016 ومنع كل الرحلات المدنية والتجارية من وإلى المطار بما فيهم المرضى. ما يصنف «جريمة حرب» في القانونين الدوليين الإنساني والجنائي اللذين يجرمان «كل ما قد يهدد أو يعرض حياة المدنيين للخطر».

قد يعجبك ايضا