فيما تتواصل ردود الفعل الرافضة لصفقة القرن المشبوهة

السودان آخر المهرولين إلى أحضان الصهيونية

 

 

تقرير/ قاسم الشاوش
* في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات الغاضبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعدد من عواصم الدول العربية والإسلامية الرافضة لصفقة القرن المشبوهة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي كشف فيه الهدف الحقيقي من وراء هذه الصفقة المشبوهة وهو تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على محور دول المقاومة.. ففي هذا الوقت المشؤوم تتسابق بعض الدول العربية في إعلان التطبيع المخزي ودون خجل مع الكيان الصهيوني كان آخرها لقاء رئيس المجلس السوداني عبدالفتاح البرهان في أوغندا مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ليكون السودان بذلك آخر المهرولين إلى أحضان قوى الاحتلال الصهيوني المغتصب والمحتل للأراضي الفلسطينية والرافض لكل قرارات السلام..
أثار هذا اللقاء ردود فعل غاضبة ومناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية.. حيث أكدت قوى الحرية والتغيير والحركة الإسلامية السودانية وغيرها من القوى رفضها القاطع للقاء البرهان مع الكيان الصهيوني الذي يهدف إلى التطبيع، وأكدت وقوفها مع حق الشعب الفلسطيني في العودة ودولة مستقلة وأنها ضد أي انتقاص من حقوقه العادلة، وقالت القوى السودانية إن التطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين وموالاة اليهود موقف لا يمثل أهل السودان وعزتهم وكرامتهم.
يبدو هنا أن الخطوة التي أقدم عليها النظام السوداني تأتي استكمالاً للخطوات السابقة التي بادرت إليها الأنظمة الخليجية ولا سيما النظامان السعودي والإماراتي اللذين عبَّدا طريق التطبيع أمام الأنظمة العربية الأخرى.
فتوقيت اللقاء الذي لا يمكن تجاهله جاء بعد إعلان صفقة الخزي والعار التي تمولها السعودية والإمارات ما يعني أن مسار التطبيع مع العدو الصهيوني الذي فرضته هذه الصفقة هو إحكام الطوق على الشعب الفلسطيني وإشعاره بأنه معزول عن عمقه العربي.. وفي هذا السياق فان الحديث عن التطبيع مع الكيان الصهيوني وأوائل الدول المطبعة قد يطول الحديث عنه، فالعلاقات السعودية الصهيونية ليست وليدة اللحظة بل تربطهما علاقات سرية منذ سيطرة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود وجاء محمد بن سلمان لكي يكمل ما بدأه جده من خلال البحث عن حلفاء غير عاديين لدعم خطة تسلمه السلطة في المملكة وتهيئة المناخ لتسريع العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني تحت مبرر مواجهة عدو مشترك يتمثل في إيران.
أسس “بن سلمان” جماعة ضغط سعودية في أمريكا سميت باسم “سابراك” برئاسة أحد الصحفيين المقربين منه، ويدعى “سلمان الأنصاري”، حسب موقع “ديلي بيست” الأمريكي، ونشر “الأنصاري” على الفور مقالة في صحيفة “ذا هيل” الأمريكية قال فيها إن وجود إيران كعدو مشترك يحتّم على (إسرائيل) والسعودية أن تعجلا بتطبيع العلاقات، وتأسيس رابطة متينة وقوية بينهما، مؤكدا استعداد ولي العهد شخصيا لإقامة علاقات دائمة مع (إسرائيل).
ولم يكتف اللوبي السعودي في واشنطن بمغازلة (إسرائيل) والتقرب منها علنا، بل دعا إلى تنظيم ندوات تنسيقية وأمنية بين البلدين؛ ما يوحي بأن هدف تأسيس جماعة الضغط هذه كان افتتاح قناة تواصل رسمية بين الطرفين في واشنطن، دون التعرض لضغوط شعبية.
وفي أواخر مايو 2017م انطلقت أول رحلة جوية مباشرة بين العاصمة السعودية الرياض ومدينة تل أبيب، وذلك عندما غادر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” المملكة على متن الطائرة الرئاسية متوجها إلى محطته الثانية (إسرائيل) في أولى جولاته العالمية رئيسا للولايات المتحدة.
وكان وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” عرض قبل أشهر على الممثل السابق للرئيس الأمريكي “جيسون غرينبلات” خطة “سكة قطار السلام الإقليمي” التي تتحدث عن ربط (إسرائيل) بالأردن ومنها إلى السعودية ودول الخليج عبر شبكة سكك حديد تسمح للدول العربية بمنفذ إلى البحر المتوسط.
وأخذ التطبيع السعودي الإسرائيلي طابعا جديدا في مارس 2018م عندما سمحت الرياض للخطوط الهندية باستخدام أجوائها للعبور من وإلى (إسرائيل)؛ في خطوة اعتبرها رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” اختراقا كبيرا يبشر بقرب تسيير خطوط طيران مباشرة بين المطارات السعودية والإسرائيلية.
ومع تواصل ردود الفعل المناهضة لصفقة القرن المشبوهة، تتواصل المظاهرات والاحتجاجات الشعبية للأسبوع الثاني على التوالي في قطاع غزة رفضا لخطة السلام الأمريكية التي كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تعرف بـ”صفقة القرن”.
ونظمت الحركة النسائية الإسلامية “حماس”، وقفة احتجاجية رافضة للخطة الأمريكية تحت شعار: “تسقط صفقة القرن”، وشاركت المئات من النساء الغاضبات من مختلف الأعمار في المظاهرة التي نظمت في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة.
وأوضحت الحركة النسائية في بيان لها أن هذه الوقفة “تأتي رفضا لصفقة القرن والمؤامرات الصهيوأمريكية التي تحاك ضد شعبنا، ودعما لقضية شعبنا وثوابته ونصرة لمقدساته”.
وأضافت: “لنقف جميعا ضد صفقة القرن المشبوهة، ونعلن أننا لن نمرر هذه الصفقة، وستبقى فلسطين الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات”.
بدروها، أكدت مسؤولة الحركة النسائية في “حماس” رجاء الحلبي “أم محمد” أن “صفقة ترامب مرفوضة جملة وتفصيلا”، مشددة على أن “أرض فلسطين لا تباع ولا تشترى، والشعب الفلسطيني يرفض بشكل قاطع المساومة على حقوقه ووطنه”.
عربيا قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط،: إنّ القراءة الأولى لخطة ترامب- المعروفة إعلامياً باسم “صفقة القرن”.. تشير إلى إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة، قبل أن يستدرك بالقول: “نعكف على دراسة الرؤية الأمريكية بشكل مدقق، ونحن منفتحون على أي جهدٍ جاد يُبذل من أجل تحقيق السلام”.
الأمم المتحدة.. “لا جديد”
الأمم المتحدة اختارت التذكير بأنّ موقفها من حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل) “تم تحديده عبر السنين”، مشددة على التزامها بجميع “قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة”.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان، إن “الأمين العام (أنطونيو غوتيريس) اطّلع على إعلان خطة الولايات المتحدة الخاصة بالشرق الأوسط”.
وأضاف أن “موقف الأمم المتحدة من حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) قد تم تحديده على مر السنين، ونحن ملتزمون بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة”، مشدداً على أن “الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل النزاع، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية وتحقيق رؤية دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها، على أساس خطوط ما قبل عام 1967م”.
من جانبها، رحبت دولة قطر بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والمستدام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعربت عن تقديرها لمساعي الإدارة الأميركية الحالية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي، “طالما كان ذلك في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، تضامن بلاده “رئيساً وشعباً” مع الفلسطينيين، في مواجهة “صفقة القرن”.
جاء ذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس- حسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية- وقال عون إنّ “لبنان متمسك بالمبادرة العربية للسلام التي أُقرت في قمّة بيروت (عام 2002م) لا سيما حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس”، كما شدد الرئيس اللبناني على “أهمية وحدة الموقف العربي حيال مسألة صفقة القرن”.
بدوره، كتب رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، على حسابه في “تويتر: “ستبقى القدس هي البوصلة وستبقى فلسطين هي القضية”.
وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد قال، في بيان، إنّ الصفقة “تجهض ما تبقى من الحلم الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة”، وشدد على أنّ لبنان “لن يقبل أن يكون شريكاً في بيع أو مقايضة الحقوق الفلسطينية”.
وأكد العراق وقوفه إلى جانب الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية بشأن موقف بغداد من “صفقة القرن”، وقال المُتحدّث باسم الوزارة أحمد الصحّاف إن “العراق يُؤكّد وُقوفه مع إخوانه الفلسطينيّين في دفاعهم عن حُقوقهم المشروعة، ومنها حقُّ العودة، وإقامة دولتهم المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
الرفض الدولي
وفي سياق الرفض الدولي للخطوة الأمريكية، قالت وزارة الخارجية التركية إنّ خطة ترامب المزعومة للسلام في الشرق الأوسط “ولدت ميتة”، وذلك في بيان صادر عن الوزارة جاء فيه أن “هذه الخطة، إنما هي خطة ضم ترمي لقتل حل الدولتين واغتصاب أراضي فلسطين”.
وأكد البيان أنه “لا يمكن شراء الشعب الفلسطيني وأراضيه بالمال”، مشدداً على أن “القدس هي خط أحمر بالنسبة لتركيا”.
وأضاف: “لن نسمح بالخطوات الرامية لشرعنة الاحتلال والظلم الذي تمارسه إسرائيل، وسنقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق”، مردفاً: “سنواصل العمل من أجل فلسطين مستقلة على الأراضي الفلسطينية، ولن ندعم أي خطة لا تقبلها فلسطين”.
وشددت الخارجية التركية على أنه لا يمكن إحلال السلام في الشرق الأوسط دون إنهاء سياسات الاحتلال.
إيران: “خيانة القرن” و”سياسة شيطانية”
واعتبر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أن مشروع “صفقة القرن” الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتصفية القضية الفلسطينية، “سياسة شيطانية وخبيثة لأمريكا تجاه فلسطين”.
وأكد خامنئي- في تغريدة على “تويتر”-أن ما يسمى بـ”صفقة القرن” “ستفشل ولن تتحقق”.
كما وجّه رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، رسالة إلى رؤساء البرلمانات الإسلامية حول المشروع الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ”صفقة القرن”، مشيراً إلى أنّ البرلمان الإيراني “يدين ويستهجن بأقسى العبارات خطوة الرئيس الأمريكي إزاحة الستار عن مشروع صفقة القرن بحضور ممثلين عن الكيان الصهيوني”، مؤكداً أنّ هذا المشروع “ينتهك كافة الاتفاقيات والقوانين والقرارات الدولية وميثاق الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لحل القضية الفلسطينية”.
ودعا لاريجاني رؤساء البرلمانات الإسلامية إلى دعم مشروع إيران لحل القضية الفلسطينية وهو “الاستفتاء العام في الأراضي المحتلة بمشاركة جميع سكانها الأصليين”.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قال إنّ خطة ترامب ستكون بمثابة كابوس على المنطقة والعالم أجمع، داعياً دول المنطقة إلى التوحد والتحرك معا ضد الخطة.
جاء ذلك في تغريدة نشرها ظريف على حسابه الشخصي بموقع “تويتر”، وصف فيها “صفقة القرن” المزعومة بأنها “مشروع حلم لمقاول مفلس”.
وأشار ظريف إلى أنه “في حال عدم إعداد مخطط مقابل، فإن الخطة ستكون كابوسا على المنطقة والعالم”، مضيفاً: “أتمنى أن يكون هذا الإعلان بمثابة جرس إنذار لكافة المسلمين للتوحد بشأن فلسطين”.
كما دعا ظريف دول المنطقة إلى التحرك معا في مواجهة الخطة التي تسعى الولايات المتحدة لفرضها على الفلسطينيين، واصفا إياها بـ”خيانة القرن” بدلا من “صفقة القرن”.
رد الفعل الروسي جاء على لسان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، الذي أكد أن بلاده ستدرس خطة السلام الأمريكية بين فلسطين وإسرائيل.
وأضاف بوغدانوف- الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الخارجية- في تصريحات لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية، أن “المهم هو موقف فلسطين وباقي الدول العربية من الخطة”.
وأردف: “يجب انتظار ردود فعل الأطراف الأخرى، وروسيا بدورها ستدرس العرض”، مؤكدا أن “القرار الأخير بشأن الخطة سيكون بيد الفلسطينيين والإسرائيليين، وليس الأمريكيين نحن لسنا طرفا في هذا الصراع”.
الاتحاد الأوروبي ملتزم بالتفاوض
وبدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي التزامه الكامل بالتفاوض لإيجاد تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين “على أساس مقترح حل الدولتين”، بحسب بيان صادر عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، نشر على الموقع الإلكتروني للاتحاد.
وجاء في البيان أنّ الاتحاد “يؤكد موقفه الثابت والموحد تجاه مقترح حل الدولتين المتفاوض عليه والقابل للتطبيق، والذي يأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وأكد البيان أن الاتحاد سيدرس الخطة الأمريكية المزعومة، شرط أن “تحترم قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمعايير المتفق عليها”. ولفت إلى أنّ المبادرة الأمريكية “توفر فرصة لإعادة إطلاق الجهود الضرورية من أجل إيجاد حل تفاوضي وقابل للتطبيق في مسألة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني”.
من جهته، حثّ وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب، قادة إسرائيل والفلسطينيين على النظر بـ”إنصاف” إلى “صفقة القرن” المزعومة، مدعيًا أنها تهدف لتسوية القضية الفلسطينية.
وفي بيان صادر عنه، قال راب عن الصفقة إن “هذا اقتراح جاد بكل وضوح ويعكس الوقت والجهد المكثف للتوصل إليه”، مضيفًا أن “الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين هم وحدهم الذين يمكنهم تحديد ما إذا كانت هذه المقترحات تفي باحتياجات شعبيهم”.
وتابع موضحًا أن بلاده “تشجع على بحث هذه الخطط بشكل حقيقي ومنصف، واستكشاف ما إذا كانت تبرهن على أنها خطوة أولى على طريق العودة للمفاوضات”.
وفي وقت سابق، أعرب زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن رفضه للصفقة المزعومة، معتبرًا إياها “تهديدًا للسلام”، وذلك في بيان نشره المعارض البريطاني على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، دعا فيه حكومة بلاده إلى رفض الصفقة التي وصفها بـ”الشيء المخزي”.
وأكد أن الصفقة “ليست خطة سلام، وإنما هي ضامن لاستمرار السياسة الاستعمارية غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل، وتنكر حقوق فلسطين، ومن ثم هي تهديد للسلام”.
زعيم حزب العمال شدد كذلك على “ضرورة معارضة الحكومة البريطانية لهذا الخزي، وممارسة الضغوط من أجل التوصل لاتفاق سلام حقيقي، وحل قائم على أساس الدولتين”.
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن “خطة ترامب تثير التساؤلات، ولا سلام دائماً بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلا من خلال حل الدولتين المتفاوض عليه”.
وذكر ماس أن “المبادرة الأميركية تثير قضايا، سنناقشها الآن مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي. من بين أشياء أخرى، هذه الأسئلة حول مشاركة أطراف النزاع في عملية التفاوض، وكذلك حول موقفها (المبادرة) تجاه المعايير والمواقف القانونية المعترف بها دولياً”.
وشدد على أن “الحل المقبول من الطرفين هو وحده يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وفي موقف لافت، رحبت فرنسا بأحدث مساعي الرئيس الأمريكي لإبرام اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وقالت إنها ستدرس المقترحات بعناية، وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية: “ترحب فرنسا بجهود الرئيس ترامب وستدرس بعناية برنامج السلام الذي طرحه”. وأكد البيان مجددا رغبة فرنسا في حل الدولتين.
وأعربت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندا عن دعم بلادها لموقف الأمم المتحدة الخاص بحل القضية الفلسطينية على أساس دولتين، مؤكدة أن هذا هو الضامن لسلام عادل ومستدام.
وشددت ليندا، في تصريحات، على أن هذه الصفقة غير ملزمة للسويد ولا للاتحاد الأوروبي، مضيفة: “فموقف الطرفين (السويد والاتحاد) واضح بشأن القضية، وهو دعم الجهود الدولية برعاية الأمم المتحدة لحلها على أساس دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام”.
وأكدت أن “هذه المفاوضات يجب أن تتفق مع القانون الدولي”، مجددة تشديدها على دعم بلادها للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وذكرت ليندا كذلك أنه “حتى يتسنى للسلام أن يكون عادلًا ومستدامًا، يجب أن نضع في الحسبان المطالب الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء؛ لذلك نؤكد دعمنا لموقف الأمم المتحدة بخصوص حل تلك القضية على أساس دولتين”.

قد يعجبك ايضا