"صفقة القرن" تتهاوى تحت أقدام اليمنيين ومسيرتهم القرآنية المباركة

متسلِّحاً بالنهج القرآني: الشعب اليمني يتصدَّر الصفوف المدافعة عن قضايا الأمة ومقدساتها

 

مخططات الأعداء وأذنابهم تموت قبل ولادتها بفعل الوعي وصوابية الموقف الجهادي
قيادات فلسطينية: سنصلِّي مع أبناء اليمن سوياً في الأقصى المبارك

الثورة/ إبراهيم الأشموري
أثبتت المسيرة القرآنية المباركة التي ينتهجها الشعب اليمني أن التمسك بالنهج القرآني هو السبيل الوحيد لمواجهة أعداء الأمة والذين باتوا يتكالبون عليها من كل صوب وحدب..
ويرى محللون سياسيون ومتابعون للتطورات والمستجدات في المنطقة أن التحرك الجماهيري اليمني ضد ما تسمى صفقة القرن” كان في طليعة المواقف التي هزَّت أركان العدو الأمريكي وأذنابه في المنطقة وأن المسيرات الجماهيرية الكبرى التي شهدتها العاصمة صنعاء ومختلف محافظات اليمن الحرة تنديداً بصفقة ترامب لبيع القدس والقضية الفلسطينية وجَّهت رسائل قوية لا شك ستبقى في أذهان الأعداء.
وينطلق الموقف اليمني الرافض لمساعي التطبيع مع العدو الصهيوني من نهج قرآني واضح جعله يتصدر المواقف القوية في مناهضة “صفقة القرن” على الساحة العربية والإسلامية.
وأكدت الجماهير اليمنية أنها كانت ولا تزال في مقدمة الشعوب المدافعة عن قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية .. وأشارت الحشود المليونية إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة أعداء الأمة يتمثل في التمحور حول القرآن الكريم والالتزام بالمواقف التي يحددها والحذر من موالاة أعداء الأمة وضرورة ترسيخ حالة العداء لأمريكا وإسرائيل في المناهج الدراسية وفي الخطاب التشقيقي.
هذا الزخم الكبير الذي سجلته جماهير اليمن لرفض مشاريع الأعداء وأذنابهم والتي تستهدف مقدسات الأمة، كان محل تقدير كبير من قبل الداخل الفلسطيني وتعالت من هناك الأصوات المستبشرة بنصرة اليمن لإخوانهم في فلسطين.
وكان البيان الصادر عن المسيرة المليونية التي شهدتها العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي، قد أكد أن القضية الفلسطينية هي قضية جامعة وعامل مهم في الوحدة والتآخي بين جميع المسلمين، موضحا أن فلسطين تمثل حافزا مهما للنهوض بواقع الأمة لتكون في مستوى التصدي لهذا الكيان الغاصب.
ودعا البيان الشعوب العربية والإسلامية لدعم المبادرة اليمنية لتحرير فلسطين والتي أطلقها المجلس السياسي الأعلى في شهر يونيو من العام الماضي، بالإضافة إلى التحرك الجاد للتصدي للمشروع الأمريكي والإسرائيلي، وألا ينتظروا تحرك الأنظمة.
وقال البيان “يجب علينا أن نفهم طبيعة الموقف الواجب علينا لنصرة الشعب الفلسطيني تجاه الخطر الإسرائيلي وهو الجهاد في سبيل الله”، مضيفًا أن “علينا أن نكون على درجة عالية من الوعي واليقظة والإحساس بالمسؤولية وأن نتصدى لكل أشكال التآمر علينا في الساحة الداخلية “.
ولفت إلى أن الجهاد يعني التحرك الشامل على كل المستويات بالمال والنفس والسلاح وعلى كل الأصعدة.
الزهار: لقاؤنا مع الشعب اليمني في المسجد الأقصى
عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار أشاد بالموقف اليمني لنصرة القضية الفلسطينية..
وأكّد أن المقاومة الفلسطينية “لن تترك البندقية حتى نصلي مع أحرار الشعب اليمني في المسجد الأقصى”.
وقال الزهار عبر شاشة مباشرة لحشود المسيرة الجماهيرية التي خرجت في العاصمة صنعاء، إن “اليمن لم يحتلّه محتلّ، وكل من دخله دُمّر، واليمنيون اليوم يرفعون أصواتهم في وجه صفقة ترامب”.
وتوجه الزهار بالتحية إلى “كل المشاركين في كل شبر من أرض اليمن المنتصر بإذن الله على الخونة والعملاء”، مشيراً إلى الخونة والمتآمرين يسمون القدس المحتلة اليوم “عاصمة إسرائيل” وهي “لم ولن تكون عاصمة لـ “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”.
وأوضح أنّ البعض رفضوا أن “يكونوا في صف نبيّنا وذهبوا للوقوف إلى جانب ترامب، ونحن نقول لهم “سيحاسبكم شعبكم”.
الزهار شدّد على أن “غزة سترفع راية وعد الآخرة ومعركتها التي ستسقط الصهيونية المتمثلة بترامب”، مؤكداً أن مشهد اليمن اليوم هو “براءة من الصهيونية العربية الملتصقة بالصهيونية الأصل”.
وتابع: “بعد الله تعالى سنشكر اليمن السعيد العظيم عندما تحين ساعة الانتصار والتحرير، ومعركة وعد الآخرة قادمة لا محالة، وهذا وعدنا وعهدنا أننا لن نقيل أو نستقيل، ولقاؤنا في المسجد الأقصى بإذن الله”.
البطش: من صنعاء إلى غزة مصير واحد مشترك لمواجهة أعداء الأمة
من جهته أكد خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في كلمة مباشرة إلى حشود صنعاء أن الانطلاقة تبدأ من صنعاء إلى غزة في مسيرة واحدة ومصير مشترك للدفاع من مقدسات الأمة..
وتابع: “نعتز ونفتخر بالشعب اليمني ونرى في صنعاء صور النصر القريب التي أخبرنا بها الإسلام”.
وأشار إلى أن “الجاهلية المعاصرة” بقيادة ترامب تحاول القضاء على فلسطين، مشدّداً على أنّ “أرض فلسطين ليست للبيع أو للمتاجرة ولا للمزايدة التجارية في البيت الأبيض”.
ودعا البطش “شعوب قادة الدول التي حضرت إعلان “صفقة ترامب” إلى “التبرؤ منهم والوقوف معنا”، مطالباً بتقديم “المناصرة والدعم بالسلاح من أجل مواصلة معركتنا مع المحتل”.
وقال “نميّز بين الأنظمة التي شاركت في مراسم صفقة ترامب وبين الشعوب التي ترفض ذلك”، مؤكداً تمسّكهم بالقدس وبفلسطين “ولن نتنازل عنهما ولن نلقي سلاحنا ولن نساوم عليه”.
وكانت عدد من المحافظات اليمنية قد شهدت عدة مسيرات جماهيرية غاضبة رفضا لمحاولات ترامب تصفية القضية الفلسطينية وإعلان صفقة القرن, والتي أكدت وقوف الشعب اليمني في مواجهة المشاريع التآمرية ضد الأمة ومقدساتها.
الموقف اليمني الرافض للعدوان لم يتوقف على الجانب الشعبي فقط بل تجسد في الموقف الرسمي والمواقف المجتمعية.. ففي هذا الإطار أكد المجلس السياسي الأعلى رفض الجمهورية اليمنية الكامل لما تسمى صفقة القرن التي أعلن عنها التحالف الصهيو أمريكي.
كما أكد المجلس السياسي الأعلى في بيان صدر عنه أن تلك الصفقة التي كشفت الوجه القبيح للنظام الأمريكي وأدواته في المنطقة، ستسقط تحت أقدام أحرار الأمة الواعين والمقاومين للكيان الصهيوني ومؤامراته.
وعبر المجلس السياسي الأعلى عن رفض الجمهورية اليمنية الكامل لصفقة العار التي أعلن عنها التحالف الصهيو أمريكي كاشفا عن الوجه القبيح للنظام الأمريكي وأدواته في المنطقة.
مؤكدا أن ما تسمى بصفقة القرن ستسقط تحت أقدام أحرار أمتنا مثلما سقطت قبلها كل المؤامرات والخطط التي قادها كيان العدو الصهيو أمريكي.
وقال: إننا في الجمهورية اليمنية نعلن وقوفنا الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق ضد هذه المؤامرة التي تعد امتدادا لوعد بلفور المشؤوم.
ونؤكد أن وعي أمتنا وقواها الحرة الحاضرة في كل ميدان وفي مقدمتها حركات المقاومة والنضال الفلسطيني ستوحد جهودها وتسخِّر كل إمكاناتها لتكون الصخرة الثابتة التي تتحطم أمامها كل المؤامرات وستحوِّل صفقاتهم الخائبة الجبانة إلى صفعات تذيقهم ويل ما أوغلوا فيه من عدوان يستهدف الأمة ومعتقداتها وينال من مقدساتها.
وجدد التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي أولوية نضالاتنا كونها بوصلتنا الأولى رغم الحصار والعدوان الذي نتعرض له، وسنقدم لها كل وسائل الدعم والتمكين حتى تتحرر من الغطرسة الصهيو أمريكية.
وأهاب بكل الشعوب العربية والإسلامية مواجهة هذه الصفقة الخاسرة بكل الوسائل وفي مقدمتها سلاح الوعي.
ودعا أبناء وطننا وأمتنا العربية والإسلامية لتجاوز صراعاتها وتوحيد الصفوف للدفاع عن فلسطين وأن تحتشد كل ساحات العالم لإسقاط هذه الصفقة التي تورطت فيها بعض الأنظمة العربية العميلة والتأكيد على المضي نحو الانتصار العظيم للقضية الفلسطينية التي لا يمكن السماح بتصفيتها أو الالتفاف عليها مهما كان الثمن.
فيما اكد علماء اليمن وجوب التحرك لرفض ما تسمى بصفقة القرن والعمل الجاد على إفشالها وإسقاطها بكل الأساليب والوسائل الممكنة والمتاحة.
ووصف علماء اليمن في بيان لهم التعاطي مع هذه الصفقة والقبول بها أو ببند من بنودها بالنفاق والخيانة والعمالة.
ولفت البيان إلى ضرورة إسقاط شرعية أي نظام عربي أو إسلامي شارك أو روَّج لهذه الصفقة أو موَّلها أو دعمها ماليا أو إعلاميا أو سياسيا انطلاقاً من قوله تعالى”لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ “.. صدق الله العظيم.
وأشار إلى أن من يتولى اليهود والنصارى ويطبِّع معهم لم يعد من المؤمنين ولا يمثلهم ولا يجوز أن يبقى واليا عليهم ورئيسا لهم كائنا من كان.
كما أكد البيان أن القدس الشريف معلم إسلامي مقدَّس ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل القسمة مع اليهود ويجب أن تبقى القدس العاصمة الأبدية لفلسطين.
واعتبر علماء اليمن هذه الصفقة الأمريكية من أكبر البراهين والأدلة التي تثبت أن أمريكا هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم وهي الراعية والممولة للإرهاب والإجرام الصهيوني ويجب أن تصنَّف في قاموس وأدبيات ومناهج المسلمين دولة إرهابية.
ودعوا الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة إلى توحيد الصفوف لتعزيز عوامل الثبات والقضاء على حالة الانقسام والاختلاف والتنازع وتكثيف الجهود والطاقات لمواجهة العدو الصهيوني.
وحث البيان الشعوب العربية والإسلامية وفي المقدمة شعوب الخليج على الخروج بمسيرات جماهيرية حاشدة للضغط على أنظمتها وإلزامها بإغلاق سفارات الكيان الصهيوني.
كما أكد علماء اليمن وجوب نصرة الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم السخي والصريح لحركات المقاومة بالمال والسلاح والرجال .. مشيرين إلى ضرورة إصدار فتوى صريحة من دُور الإفتاء في الدول العربية والإسلامية تحرِّم التعاطي مع هذه الصفقة، وكذا إصدار قانون يجرِّم القبول بأي مبادرة أو صفقة تمس الثوابت المتعلقة بقضية الشعب الفلسطيني.

قد يعجبك ايضا