خنازير.. ثعابين.. خفافيش.. وكورونا السابع!

عبدالملك سام
الحق يقال أن العالم يمشي نحو الجنون.. هناك كم هائل من القلق والرعب من فيروس “كورونا” في جميع أنحاء العالم، وهكذا تنتشر الاشاعات كالنار في الهشيم! وبدون تعقل وتحت سيطرة الأفكار السودواية أصبح البعض يتخوفون من كل شيء تقريبا، يخافون من الدجاج واللحم ويمنعون انفسهم من الفواكه والخضار وغيرها، بينما البعض أصبح ينقل مخاوفه إلى الآخرين ويتسلى برؤية نظرات الرعب في أعينهم!
في البداية أحب أن أخبركم بأن هذا الضيف الثقيل الذي يأتي في فصل الشتاء وبداية الربيع يعيش بيننا منذ العام 8000 ق.م بحسب منظمة الصحة العالمية، وأن انتقاله بين البشر فيه صعوبة نوعا ما رغم انه يمكنك أن تتجنب الإصابة به بطرق يسيرة، مثلا بأن تتجنب التجمعات قدر المستطاع وتلبس كمامات لأنه ينتقل عبر الرذاذ المتطاير نتيجة العطس والسعال، كما أنه قيامك بتنظيف يديك كلما خرجت او لامست أشياء كفيل بمنع انتقاله إليك.. هذا كل شيء! وطبعا لا ننسى أن بقاء المصاب بالأنفلونزا في البيت أمر جيد مع جميع انواع الانفلونزا والأمراض المعدية..
تظهر كل فترة أنواع جديدة من هذا الفيروس، حيث يبلغ عددها في النوع البشري 7 أنواع حتى الآن، آخرها هو النوع الذي ارتبط بمدينة يووهان الصينية والذي بفضل الإعلام حاز على أسوأ سمعة من بينها حتى الآن.. والملفت أن الصين نفسها نالت نصيب الأسد من الرعب رغم أن الاحصائيات أشارت إلى إصابة ما يقارب 12 ألف شخص توفي منهم ما يقارب 350 شخصاً فقط، وطبعا هذا العدد في الصين يعتبر عدداً ضئيلاً جدا جدا..
لكن آثار هذا الفيروس الاقتصادية كانت مدمرة لاقتصاد هذا البلد الصاعد في ظل حرب تجارية مع الولايات المتحدة، وربما هذا الذي جعل الكثيرين يشيرون بأصابع الاتهام للنظام الأمريكي.. طبعا أنا لا ابرئ أمريكا من الاتهام خاصة إذا عرفنا أنها استخدمت الأوبئة في مناسبات عدة كما حدث في بعض بلدان أمريكا الجنوبية واللاتينية عندما قامت بنشر بعض الأوبئة بتهجير السكان المحليين من مناطق بهدف السيطرة على الموارد التي فيها، بل أنها استخدمتها في الولايات المتحدة نفسها! ولكن لا أجزم بأن للنظام الأمريكي يداً في هذا الفيروس الأخير ليس لأنها لا يمكن أن تفعل ذلك، بل أعتقد أنها لو كانت السبب فستختار الطريقة الأسوأ والأكثر تدميرا، وما كانُ يمكن ان تقتصر على هذا التأثير المحدود، فالنظام الأمريكي شيطاني ولا انسانية فيه، وكلنا يتذكر ماذا فعل بهيروشيما ونجازاكي بمجرد أن امتلك السلاح النووي!
ما أود قوله إن البشرية ستذهب في داهية، وطالما ظل الناس يستهلكون كائنات غير قابلة للأكل فستستمر المأساة كل عدد من السنوات، أولا من خلال طريقة الذبح أو من نوع الكائن نفسه، وقد حذرت الأديان والبحوث الصحية مما تقوم به الشركات في سبيل جني الأرباح بصورة لا تهتم بصحة البشر.. بالنسبة لنا فإن هذا كله يثبت أن ما جاء به الدين الإسلامي من تشريعات في هذا الجانب يعتبر الطريقة الأمثل لضمان سلامة وصحة الناس، وهذا يعتبر من الأشياء المطمئنة لنا في ظل غفلة الكثيرين لخطورة أكل اللحوم المستوردة من الخارج والتي يباع بعضها في مطاعم الأكل السريع.. أرجو منكم أن تبحثوا في الإنترنت لتفهموا أكثر كيف تم التحذير من خطورة هذا الموضوع من جهات مستقلة ودولية ايضا!
أنا لا اريد أن اطمئنكم، كما أنى لا أرى مبررا لكل هذا الرعب.. بعض الإجراءات البسيطة كفيلة بضمان سلامتنا، وأيضا ارجو توعية اطفالنا بها، وهناك ممارسات لا أرى انه من المعيب أن نتركها كالبصق والقُبل والازدحام الشديد.. كما انه من الجيد أن نستغل أي شيء لنتقرب من الله أكثر وندعوه بالخير.. هنالك عدوان ظالم يقتل منا أكثر مما يفعله فيروس “كورونا” في العالم، فهل يستحق منا ولو ربع اهتمامنا وهلعنا من هذا المرض المنتشر على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات عنا؟! عدوان لا يمكن أن تحتاط منه بكمامة أو غسل يدين بقدر ما يحتاج منا تحركاً فاعلاً وفي جميع المجالات، عندها سيكون الله معنا ولن يصيبنا شيء بإذن الله..

قد يعجبك ايضا