الإصلاح ولحظة الحقيقة قبل النهاية

عبدالملك سام
تنتشر هذه الأيام أخبار وساطات تأتي من أجل مارب لمنع الجيش اليمني واللجان الشعبية من اقتحامها، وهناك الكثير من المتحمسين الذين يرون أنه يجب علينا اقتحامها مهما كان الثمن! ولكن دعونا من هذا الآن، فنحن لا ندرك خطورة الوضع كما يراها قادة المعركة الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الاحداث، كما أن هذه الخطوة ستغير الكثير من المعادلات في عدة جبهات..
طبعا كل ما أقوله – كالعادة – هو تعبير عن وجهة نظري الشخصية، ولا تصدقوا أن هذا بإيعاز جهة ما، ولأولئك العملاء الذين يحللون كل كلمة على الإنترنت أحب أن أقول لا تتعبوا أنفسكم بالتحليل فلست مصدرا مسؤولاً ولا جهة رسمية، ولهذا فأنا أنعم ببعض الجهل الذي يجعلني أتحدث بكل شيء بعفوية ودون أن اتحمل تبعات لكلامي..
برأيي المتواضع، أرى أن اقتحام مارب الآن لن يفيدنا بشيء، مارب مليئة بالقلوب الغاضبة من أولئك الذين يحسون بالمرارة من دول العدوان، والقضاء عليهم لن يكون صعبا نظرا لأنهم صاروا مستسلمين لقدرهم بعد أن رأوا أولئك الذين قاتلوا أبناء شعبهم من أجلهم وهم يخذلونهم في أصعب مرحلة، هؤلاء الإصلاحيون صدّقوا أخيرا ما كنا نخبرهم بأنه سيحدث، وقد تجاهلوا تحذيراتنا ونصائحنا عندما كانت الإمارات تقوم باغتيال كوادرهم في الجنوب وتسعى لتحجيم خطرهم في كل مكان، وقد عرفوا أن الصف الأول من قادتهم غارقون في مشاريعهم الخاصة وبناء ملاجئ لهم في الخارج..
هذه اللحظة بالذات لا يوجد معهم ما يخسروه، لذا أجد أنهم أقرب من أي وقت مضى لأن يمدوا أيديهم لأبناء شعبهم.. لذا أقترح أن يكون هناك مساع من جانب قيادتنا في محاولة أخيرة لردهم لصوابهم، فهم لا فائدة منهم وهم أموات ولن نجد صعوبة في ذلك، ولكني أعتقد أنهم يمكن أن يكونوا ذوي فائدة عندما ينضموا لصف الشعب، وليكن ذلك عبر وساطات داخلية وبضمانات معقولة، فهؤلاء يعتبرون طلائع المرتزقة الذين قاتلوا لسنوات تحت أمرة السعودية والإمارات في معظم الجبهات، وانضمامهم لصف الوطن سيعطيهم الأمل خاصة وقد أصبحوا على استعداد لان يسمعونا الآن..
وحتى تحقيق ذلك وهو ما سيأخذ بعض الوقت بالطبع، يمكن لنا أن نعمل على منحهم بعض الوقت في أكثر من جبهة مع تفعيل الوساطات المحلية والدولية التي لا تخضع للمخطط العدواني للسعودية والإمارات، فبمرور الوقت سيكف الإصلاح عن تصديق وعود الغزاة التي لا تلبث أن تسقط أمام أول امتحان.. معظم هؤلاء من الشمال خصوصا بعد أن حرض المعتدون أهل الجنوب ضدهم، ومكانهم الطبيعي هو مع أبناء شعبهم، فقط هم وقعوا تحت تأثير التحريض المستمر من قبل قادتهم حتى اقتنعوا أنهم لا يمكن أن يثقوا بنا، وهو أسلوب شيطاني اعتمدته دول العدوان دائما فجعلتهم ينكثون بكل عهد معنا ثم نالوا الخسران بعده.. يجب أن ندفعهم للتفكير بجدية ليروا حقيقة موقفهم وخطورة ما تعده دول العدوان لهم..
أقول ربما.. يمكن أن نصل معهم لاتفاق، وربما بشيء من التطمين نستطيع أن نقف معهم في خندق واحد، وربما يعرفون أننا لسنا كما صورت دول الاحتلال لهم، وربما تكون بعض مطالبهم معقولة وقابلة للتحقيق.. الثابت عندنا أنهم يعانون أزمة ثقة وعدم وضوح للرؤية، وهم في أضعف حالاتهم خاصة وقد تكشف لهم الوجه القبيح للنظامين السعودي والإماراتي، وهم بحاجة لمخرج خاصة بعد أن تم ملاحقتهم وقص أظفارهم في أكثر من مكان، وحيث أتضحت لهم الرؤية أن هؤلاء لا يضمرون لهم إلا الشر.. هم فقط يحتاجون لأن يفتحوا عيونهم وقلوبهم للحق، وأن يدركوا أن النزاع يتم لاحتلال اليمن وليس مشروع مساعدة كما تصوروا، وأن عدوهم ليس غبيا ليأمنوا مكره وحقده.. إنها لحظة الحقيقة بالنسبة لهم، وأسأل الله أن يتمكنوا من اتخاذ موقف صحيح قبل فوات الأوان..
وكالعادة.. نحن شرفاء وصادقون لدرجة لا أعتقد أنهم سيرفضون بشرط أن يكونوا على استعداد لأن يسمعوا، ثم فلينظروا لكل أولئك الذين سلموهم زمام أمرهم لفترة وليفكروا في كل مواقفهم، عندها سيكتشفون أن هؤلاء مدعيي الفضيلة ما هم إلا مجموعة من اللصوص والانتهازيين والقتلة الذين لا شرف ولا عهد لهم.. فليجمعوا أمرهم حول قيادة منهم تخلصهم من هذه الأغلال التي أجبرتهم على التخلي عن عقولهم وأخلاقهم ومبادئهم، وفي أحيان كثيرة جعلتهم خاضعين ومستسلمين لمن يطعنهم بغدر في ظهورهم، فهذه الأنظمة العميلة قد خانت الأمة بجميع مكوناتها يوم سعت بجد للتعامل مع كل أعداء الأمة، وهي نفسها من تآمرت على كل من تعامل معها كقطر وتركيا وإخوان مصر واليمن وغيرهم، بينما نحن كلمناهم بما سيحدث وأكثر من ذلك قبل أن يحدث، والأيام ستكشف لهم الأحداث أكثر.. وان الله لا يهدي كيد الخائنين.

قد يعجبك ايضا