(صفقة ترامب) مصادرة للتاريخ والجغرافيا وقرارات الشرعية الدولية

الثورة نت/..
اتسعت دائرة المؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية ،هذه المرة، لتشمل الى جانب الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني دولا عربية تساوم الفلسطينيين على مصادرة التاريخ، والجغرافيا، وقرارات الشرعية الدولية، وبيع القدس الشريف، والأراضي الفلسطينية تحت مسمى (صفقة القرن)، خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كأخر فرصة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبعد مرور عامين من التكتم التام على خطة ترامب الذي أطلق عليها “خطة السلام” للشرق الأوسط، كشف الثلاثاء الماضي الستار عن تفاصيل خطته. فيما توالت ردود الفعل العربية والدولية على هذه الخطة بين التأييد والمعارضة والصمت.
 ورفع ترامب الثلاثاء الماضي الستار عن خطته للسلام، التي وضعها جاريد كوشنر، مستشاره وصهره، والتي جاءت في 80 صفحة، طرحت من خلالها الإدارة الأمريكية رؤيتها لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
 وذكر الخبير في مركز أبحاث مجلس العلاقات الخارجية، ستيفن كوك في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن الفلسطينيين رفضوا الخطة رفضا قاطعا.
 وقالت ميشيل دون، الباحثة في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي لوكالة الأنباء الفرنسية إن “التنسيق تم مع طرف واحد، ويبدو أن له هدفا سياسيا أوحد: مساعدة نتنياهو في معركته السياسية-القضائية وتعزيز الدعم لترامب في صفوف الناخبين المؤيدين لإسرائيل”.
وعلى الرغم من الرفض الفلسطيني المطلق لبيع القدس والقضية الفلسطينية في صفقة خاسرة (صفقة القرن) إلا أن دولا عربية خليجية رحبت بخطة ترامب للسلام في موقف مناقض للثوابت العربية والإسلامية من القضايا المصيرية لأبناء الأمة العربية والإسلامية.
وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد على أن “صفقة القرن” مرفوضة جملة وتفصيلاً مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن ثوابته الوطنية وحقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
 وقال عباس خلال اجتماع طارئ بالجامعة العربية في القاهرة الجمعة إن “القدس والقضية الفلسطينية ليستا للبيع ونرفض صفقة القرن بالمطلق” مضيفاً إن “صفقة القرن تلغي قرارات الشرعية الدولية وتكرس شرعية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
 وقال عباس: “الإدارة الأمريكية اتصلت بنا عقب الإعلان عن الصفقة ورفضنا استلامها لقراءتها.. ورفضنا التحدث مع ترامب وتسلم أي رسالة منه لأنه كان سيدعي أنه تشاور معنا”.
 ولفت عباس إلى أن فلسطين ستواصل العمل مع المحكمة الجنائية الدولية وستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي وكل المنظمات الدولية من أجل نصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني.
 وجدد عباس رفض الفلسطينيين أن تكون الولايات المتحدة وسيطاً وحيداً في أي عملية تسوية داعياً إلى إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف للمساعدة على حل القضية الفلسطينية وإعادة تفعيل دور اللجنة الرباعية الدولية “روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي” في هذا الشأن.
 وشدد عباس على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بفرض أي حلول تتنافى مع قرارات الشرعية الدولية وسيواصل النضال حتى إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وزعم ترامب، إن خطته للسلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحمل مستقبل أكثر إشراقا للمنطقة.
وأكد ترامب أن الخطة التي كشف عنها الثلاثاء في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تقدم حل دولتين واقعي يضمن أمن الطرفين. وقال ترامب إنه يريد من هذه الصفقة أن تكون عظيمة للفلسطينيين وإنها فرصة لتحقيق دولة مستقلة لهم وربما تكون أخر فرصة لهم لتحقيق ذلك.
ردود الفعل العربية حول خطة ترامب
وتوالت ردود الفعل العربية حول خطة السلام الأمريكية التي طرحها ترامب الثلاثاء في واشنطن، فسارعت الدول العربية بالتعليق على خطة السلام، واختلفت ردود فعل الدول العربية بين الرفض والترحيب “بالمبادرة” ومنها من دعا للتأني .
 وأكدت وزارة الخارجية الأردنية في بيان عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط أن: “حل الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصا حقه في الحرية والدولة على خطوط 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل (…) هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم”.
 ونقل البيان عن وزير الخارجية أيمن الصفدي قوله إن “السلام العادل والدائم الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق هو خيار استراتيجي أردني فلسطيني عربي”.
 وشدد على أن المملكة تريد “سلاما حقيقيا عادلا دائما شاملا على أساس حل الدولتين ينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967 ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، ويضمن أمن جميع الأطراف، ويحمي مصالح الأردن، بما فيها تلك المرتبطة بقضايا الوضع النهائي”.
 وأكد الصفدي أن “الأردن يدعم كل جهد حقيقي يستهدف تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب، ويؤكد ضرورة إطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي”.
 من جهته، انتقد رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة خطة ترامب “المشؤومة” للسلام واعتبر إعلانها “يوما أسود” للقضية الفلسطينية.
وقال الطراونة في تصريحات لتلفزيون المملكة الرسمي إن هذه الخطة “مشؤومة، ويوم أسود للقضية الفلسطينية يذكرنا بوعد بلفور”.
 وأكد الطراونة أن “الخطة مرفوضة جملة وتفصيلا من الشعبين الأردني والفلسطيني”، مشيرا إلى عدم قبولها من “أي مواطن عربي أو منصف في العالم”. واعتبر أن “صفقة القرن هذه معادلة من طرف واحد وإهداء مجاني لإسرائيل”.
 مصر تطالب “بالدراسة المتأنية” لخطة السلام الأمريكية
 وفي بيان لوزارة خارجيتها، دعت مصر مساء الثلاثاء فلسطين وإسرائيل إلى “دراسة متأنية” لخطة السلام الأمريكية.
 ودعا البيان “الطرفيّن المعنييّن بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفيّن الفلسطيني والإسرائيلي إزاءها”.
 مواقف الدول الخليجية
 وفي موقف  خليجي خجول، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال اتّصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقف بلاده “الثابت” من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
 وذكرت وكالة الأنباء السعودية فجر الأربعاء أن العاهل السعودي أكد “موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى اليوم، ووقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لخياراته وما يحقق آماله وتطلعاته”. فيما نقلت قناة الجزيرة التلفزيونية عن وزارة الخارجية القطرية الأربعاء قولها إن الدوحة تقدر “المساعي الأمريكية لإيجاد حلول للصراع العربي الإسرائيلي طالما كانت بإطار الشرعية الدولية”. وأضافت الوزارة “لا يمكن تحقيق سلام دون صون حقوق الفلسطينيين بإقامة دولة ذات سيادة على حدود 1967”.
 والموقف الأكثر وقاحة وجرأة ضد الثوابت العربية والإسلامية هو موقف  الإمارات التي رحبت بخطة ترامب واعتبرتها “نقطة انطلاق مهمة” في المفاوضات.
 وقالت الإمارات الثلاثاء أن خطة ترامب للسلام “نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى طاولة المفاوضات” مؤكدة ترحيبها بهذه “المبادرة الجادة”.
 وقال السفير لدى واشنطن يوسف العتيبة في بيان على تويتر “تقدر الإمارات العربية المتحدة الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي”. كان الدبلوماسي الإماراتي، إلى جانب نظرائه من سلطنة عمان والبحرين، أحد ممثلي الدول العربية الحاضرة لدى الاعلان عن خطة ترامب في البيت الأبيض.
 أما الموقف المنافي لكل المواقف السلبية والمخزية المحبطة للشعوب العربية  فهو موقف حزب الله اللبناني الذي اعتبر الخطة محاولة للقضاء على حقوق الفلسطينيين “التاريخيّة والشرعيّة”.
أبرز ردود الأفعال الدولية على خطة ترامب
فرنسا: حل الدولتين ضروري
 وغداة إعلان ترامب خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أكدت فرنسا الأربعاء تمسكها بحل الدولتين في الشرق الأوسط طبقا للقانون الدولي والمعايير الدولية المعترف بها، ، أكدت الاربعاء على ضرورة حل دولتين في الشرق الأوسط بما يراعي القانون الدولي.
 وأعربت باريس عن “قناعتها بأن حل الدولتين طبقا للقانون الدولي والمعايير الدولية المعترف بها، ضروري لقيام سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط”، على ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان.
 وتضمن البيان أن فرنسا “ستواصل التحرك في هذا الاتجاه بالتعاون مع الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين وكل الذين يمكنهم المساهمة في تحقيق هذا الهدف”. وأكدت الناطقة باسم الخارجية أن فرنسا “ستبقى متنبهة لاحترام التطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين وأخذها بالاعتبار”.
تركيا: الخطة “ولدت ميتة”
أما تركيا فرأت أن خطة ترامب “ولدت ميتة”، واصفة إياها بأنها “خطة ضمّ (للأراضي) تهدف إلى نسف حل إقامة الدولتين وإلى سلب الأراضي الفلسطينية”.
روسيا تدعو إلى “مفاوضات مباشرة”
دوليا، دعت روسيا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الشروع في “مفاوضات مباشرة” لإيجاد “تسوية مقبولة للطرفين”. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف “يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأمريكي مقبولا للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية”، مشيرا إلى أنّ موسكو “ستدرس” الخطة الأمريكية.
ألمانيا ستدرس المقترح الأمريكي والاتحاد الأوروبي ملتزم بحل الدولتين
بدوره قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن الحلّ “المقبول من الطرفين” وحده يُمكن أن “يؤدّي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين”، واعدا بدرس المقترح الأمريكي.
 وأكّد الاتحاد الأوروبي التزامه “الثابت” بـ”حل الدولتين عن طريق التفاوض”. وقال وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل في بيان باسم دول التكتل إن الاتحاد “سيدرس المقترحات المقدّمة ويقيّمها”، داعيا إلى “إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل” بهدف تحقيق حلّ تفاوضي.
 وشدّد بوريل على “ضرورة مراعاة التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مع احترام جميع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية ذات الصلة”.
بريطانيا ترحب بخطة ترامب
أما بريطانيا فرحّبت على لسان رئيس وزرائها بوريس جونسون بخطة ترامب، في حين قال وزير خارجيتها دومينيك راب إن الخطة هي “بكلّ وضوح اقتراح جدّي”، مناشدا الإسرائيليين والفلسطينيين بـ”درس الخطة بطريقة صادقة ومنصفة، وبحث ما إذا يمكن أن تشكل خطوة أولى للعودة إلى مسار التفاوض”.
الأمم المتحدة متمسكة بالشرعية الدولية
وفي نيويورك أكّدت الأمم المتحدة تمسّكها بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية حول إقامة دولتين “تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها على أساس حدود عام 1967”.
 وتابعت على لسان المتحدث باسم أمينها العام أنّ “الأمم المتحدة تظل ملتزمة مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على حل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية”.
إيران: الخطّة مصيرها “الفشل”
وقالت إيران من جهتها إنّ الخطّة مصيرها “الفشل”، اعتبرها حزب الله محاولة للقضاء على حقوق الفلسطينيّين “التاريخيّة والشرعيّة”.
 ومساحة الدولة الفلسطينية الموعودة في خطة ترامب هي أصغر بكثير من مساحة الأراضي التي احتلّتها إسرائيل في حرب 1967 والتي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
وفي هذا الشأن ذكر مراسل فرانس24 في واشنطن، محمد سعيد الوافي، “أن اختيار دونالد ترامب لتوقيت الإعلان عن خطته للسلام حساس جدا بسبب موقفه الحالي في مجلس الشيوخ فقد ضيق الديمقراطيون عليه الخناق واستدعوا مزيدا من الشهود لعزله. أما نتانياهو، فهو يواجه انتخابات مفصلية في بلاده بحلول شهر مارس المقبل لذا يرى المحللون أن ترامب قد ألقى بطوق النجاة لنتانياهو لكي ينقذ نفسه وصديقه”.
وأثناء طرح الخطة وردت بعض المتناقضات التي تناولها المحللون ووردت في وكالة رويترز، منها اقتراح ترامب إقامة دولة فلسطينية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث فقط عن “سيادة فلسطينية محدودة ومشروطة”.  ومن المعروف أن المتطرفين في حكومة نتنياهو يرفضون فكرة قيام دولة فلسطينية رفضا تاما.
 وقبيل أن يعلن ترامب عن خطته، ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض أن الخطة تطرح “تصور قيام عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية”، غير أن ترامب استخدم لفظ “شرق القدس”. أما بالنسبة لنتانياهو، فالعاصمة الفلسطينية المقترحة هي قرية أبو ديس الواقعة في الضفة الغربية إلى الشرق مباشرة مع الحدود البلدية الإسرائيلية لمدينة القدس. لكن الفلسطينيين يشددون على أن القدس الشرقية عاصمة لهم بما في ذلك المدينة القديمة الواقعة في قلبها وتضم الحرم القدسي ومقدسات مسيحية ويهودية.
سبأ
قد يعجبك ايضا