تحركات فلسطينية ورفض عربي واسع

عودة “صفقة القرن” إلى الواجهة

 

 

أعلنت أمريكا قبل عدة أيام عن اقتراب موعد الكشف عن التفاصيل النهائية لـ”صفقة القرن” المشؤومة وفي هذا السياق، دعا “خالد البطش” عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إلى حراك جماهيري شعبي في الضفة الغربية ومدينة القدس وغزة والأراضي المحتلة عام 48، لمواجهة “صفقة القرن” ومنع الإدارة الامريكية من تمريرها، حيث قال: إن “أمريكا بقيادة ترامب اختارت المواجهة المباشرة مع الشعب الفلسطيني، وقررت تصفية ما تبقّى من القضية الفلسطينية مستغلة حالة الضعف والتكسّر في المواقف العربية”، وأشار “البطش” إلى أن بعض العرب أصبحوا وسطاء وعرّابين لتمرير “صفقة القرن” بعد أن فتحوا عواصمهم للعدو الصهيوني بهدف التطبيع معه تحت عناوين أمنية واقتصادية وعسكرية بإيعاز من إدارة “ترامب”، وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إنّ الشعب الفلسطيني لن يسمح لأحد أن ينتزع القدس منه، مشدداً على ضرورة قيام الفلسطينيين بواجب الدفاع عن أنفسهم، لأنهم إن لم يفعلوا ذلك، فلن يقوم أحد بهذه المهمة نيابة عنهم.
وفي سياق متصل، أكد الشيخ “نافذ عزام” عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على أن “صفقة القرن” المشؤومة لن تمر ولن يوافق عليها فلسطيني واحد، مشدداً على أن القدس والأقصى سيعودان إلى أصحابهما الحقيقيين طال الزمن أو قصر وقال الشيخ “عزام”: “لا يمكن لأمريكا أن تسيطر على هذه الأرض المباركة، فهناك أحرار في هذه الأمة مازالوا يقاومون ويقولون لأمريكا وإسرائيل لا، المسجد الأقصى لن يكون هيكلًا، والقدس لن تصير أورشليم”، كما أوضح “عزام”، أن “صفقة القرن” التي يتحدث عنها “ترامب”، ليست إلا تصفية للقضية الفلسطينية ومحاولة لفرض الاستسلام على الأمة كلها وفيما يلي سوف نسلط الضوء أكثر على أبرز ردود فعل الفصائل الفلسطينية المختلفة:
في البداية أعرب “فوزي برهوم” المتحدث باسم حركة حماس أن ما يجري من ترتيبات “أمريكية إسرائيلية” بشأن القضية الفلسطينية، لتنفيذ ما يسمى بـ”صفقة القرن”، هو استهداف للوجود الفلسطيني وهوية القدس وعلاقة الأمة بفلسطين والمسجد الأقصى، وقال “برهوم”: إن “ما تنوي الإدارة الأمريكية طرحه من خلال “صفقة القرن” يؤسس لسرقة ونهب باقي حقوق الشعب الفلسطيني وتهويد مقدساته ومصادرة أرضه”، وأكد على أن الإدارة الأمريكية المتصهينة تتصرف بعقل القراصنة، إذ تُشرّع النهب والاستيلاء والسرقة لأرض فلسطين ومقدساتها وتمارس إرهاباً كونياً على شعوب العالم، وشدد “برهوم” على أن واشنطن تخدع العالم حين تزعم أنها تسعى لحل لقضية فلسطين، وما تقوم به وتروج له يتناغم مع القراصنة التاريخيين في الكيان المحتل، ومع تآمر مذل ومهين من أنظمة التطبيع والخيانة.
وعلى نفس الصعيد أكد “نبيل أبو ردينة” المتحدث باسم السلطة الوطنية الفلسطينية على رفض السلطة الفلسطينية القاطع للقرارات الأمريكية التي جرى إعلانها حول القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، إلى جانب جملة القرارات الأمريكية المخالفة للقانون الدولي ولقد جاء تأكيد “أبو ردينة” هذا في ظل ما تردده وسائل الإعلام ومصادر أخرى، حول قرب الإعلان عن ما تبقى من “صفقة القرن” المشؤومة. حيث قال إن “موقفنا لن يتغير وندعو تل أبيب لإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين على حدود 1967م”. مضيفاً “إذا ما تم الإعلان عن هذه الصفقة بهذه الصيغ المرفوضة، فستعلن القيادة عن سلسلة اجراءات نحافظ فيها على حقوقنا الشرعية، وسنطالب اسرائيل بتحمل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال”، وأضاف “أبو ردينة”: “نحذر اسرائيل والإدارة الأمريكية من تجاوز الخطوط الحمراء”.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كل الاطراف الفلسطينية قد دعت يوم السبت الماضي إلى عقد اجتماع لبحث سبل مواجهة خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن”. وقالت “الجبهة الشعبية” في بيان إنه “يجب استثمار وحدة المواقف الرافضة للصفقة الأمريكية، بالدعوة العاجلة لعقد اجتماع الإطار القيادي الذي تم الاتفاق عليه وطنيا، من أجل مناقشة سبل مواجهة هذه الصفقة والعدوان الصهيوني الأمريكي”. وأضافت الجبهة الشعبية إن “الشعب الفلسطيني ليس بحاجة لانتظار إطلاق الإدارة الأمريكية لما يسمى بصفقة القرن، فكلّ ما يأتينا من هذا العدو الأمريكي الخراب والدمار والمواقف المعادية لشعبنا والعمل المستمرّ سعيًا لتصفية قضيتنا الوطنية”. واعتبرت أنّ “صفقة القرن حلقةٌ جديدة من حلقات التآمر على شعبنا وقضيته”.
إلى ذلك أكد “مصطفى البرغوثي” أمين عام حركة المبادرة الوطنية على أن “صفقة القرن” المشؤومة تعتبر مشروعاً إسرائيلياً عنصرياً صاغه “نتنياهو” وغُلف بغطاء أمريكي ولفت “البرغوثي” إلى أن هذه الصفقة ليست سوى خطة لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك حق الفلسطينيين في عاصمتهم القدس، وحق اللاجئين في العودة، وتكريس ضم وتهويد القدس غير الشرعي، ولنسف إمكانية قيام دولة فلسطينية، ولتشريع الاستيطان الاستعماري المخالف للقانون الدولي، والضم الإسرائيلي لمعظم الضفة الغربية المحتلة، وقال “البرغوثي”: إن “بنود الصفقة ليست سوى تكريس لنظام الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ولتدمير أي فرص للسلام في المنطقة”.
كما أعرب “أسامة القواسمي” المتحدث باسم حركة “فتح” في بيان نشره يوم السبت الماضي، أن “إعلان البيت الأبيض موعد نشر خطتهم المزعومة أتى بعد موافقة نتنياهو على ذلك، لرؤيته أنها تخدمه في انتخابات مارس المقبل”، وأضاف “القواسمي”، قائلا: “نظرة البيت الأبيض لحل الصراع في أتون العلاقات الشخصية الانتخابية، يدل على جهل مطلق بطبيعة الصراع، والآثار التدميرية لما يقومون به، وأنهم لن يجدوا زعيماً عربياً واحداً يشتري بضائعهم الفاسدة”، وتابع المتحدث باسم حركة “فتح”: “أمريكا وإسرائيل لا تملكان فلسطين، لتحددا مصير شعبها. نحن واثقون من أن الحق والإرادة والصمود والثبات سينتصرون على الظلم والطغيان، وأن الصفقة المزعومة، ما هي إلا استكمال لوعد بلفور المشؤوم”.
وفي سياق متصل، قال “منير الجاغوب” رئيس المكتب الاعلامي مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة “فتح”، إن “صفقة القرن هي مرحلة استعمارية جديدة تسعى أمريكا وإسرائيل إلى فرضها، وهي ليست أكثر من صيغة للتحايل على الحقائق، ومحاولة لمكافأة الجلاد على جرائمه بينما تطلب من الضحية أن ترضى ببقائها خاضعة لإرادة الجلاد”.
قال “صائب عريقات”- أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن “أي صفقة من شأنها أن تغطي حقيقة احتلال فلسطين سوف يشار إليها باسم خداع القرن في التاريخ”.
ومن جهة أخرى قالت صحفية “اندبندنت عربية” إنها علمت من مصادر أردنية رسمية، أن “عمّان” باتت على اطلاع كامل بتفاصيل “صفقة القرن” التي يتحضر الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” لإعلانها في القريب العاجل وأن الاردن أبدى مرونة حيال الصفقة خلافاً لمواقفه السابقة، ويتحضر لاتخاذ سلسلة من القرارات الداخلية الجريئة خلال الفترة القادمة، ولكن الحكومة الأردنية نفت جميع تلك المزاعم على لسان وزير الخارجية الاردني “أيمن الصفدي”، الذي أكد على أن ما أشيع حول علمها بتفاصيل “صفقة القرن” المشؤومة وقرار فك الارتباط عار عن الصحة، وأن الملف برمته لم يطرح على الأردن ولا مرة واحدة، وقال “الصفدي”: “كل ما نشر عبارة عن تكهنات لا أساس لها من الصحة وهذا الموضوع لم يطرح، ولم يناقش على مستوى أي من المسؤولين في الدولة. ومن لديه معلومات حول ذلك فليتفضل ويخبرنا من هم هؤلاء المسؤولون”، وبيّن “الصفدي” بلهجة حادة حول هذا الشأن، وقال: “أنا كوزير خارجية أقول، من الذي ناقش ومن الذي قال …أنا وزير خارجية منذ ثلاث سنوات ولم يطرح هذا الموضوع ولا مرة واحدة.
واعتبر وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل، في مراسم التسليم والتسلم مع خلفه ناصيف حتى أن الوحدة الوطنية هي أهم شيء بالبلد وهي البوصلة التي كانت توجهه لاتخاذ المواقف الخارجية.
وقال باسيل في مبنى الوزارة إن “وزارة الخارجية تعكس صورة الدولة، وهي الحارس لحدود السيادة واستقلالية القرار.. في هذه الوزارة اخترت الوحدة الوطنية، وكانت هي البوصلة التي توجهني لاتخاذ المواقف السياسية الخارجية في بلد أهم شيء فيه الوحدة الوطنية”.
وتابع باسيل قائلا: “رفعت الصوت بوجه إسرائيل وندّدت بعدوانها، كما رفعت الصوت لإعادة النازحين السوريين”.
وأشار باسيل إلى أن “وزارة الخارجية أردناها داعمة للاقتصاد الوطني وتروّج للإنتاج اللبناني الزراعي والصناعي، ولذلك قمنا بتعيين 20 ملحقا اقتصاديا حول العالم”.
واعتذر باسيل خلال كلمته قائلا:” اعتذر على كل ما لم أتمكن من تحقيقه في هذه الوزارة لأسباب عدّة”، مضيفا: “أترك الوزارة بمحبة لكم جميعا وباعتزاز، نحن فخورون بأن وزارتنا لم يكن فيها فساد، ولم نسكت عن فساد حصل”.

قد يعجبك ايضا