طهران تدعو دول ضحايا الطائرة إلى عدم تحويلها إلى قضية سياسية

قائد الثورة الإسلامية: دك القاعدة الأمريكية من أيام الله

تظاهرات حاشدة في إيران دعماً للقيادة لمواجهة التحديات

طهران/
وصف قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، خلال صلاة الجمعة في مصلى الإمام الخميني
(رض) بطهران: دك القاعدة الأمريكية أنها من أيام الله.
كما أشاد قائد الثورة الإسلامية خلال صلاة الجمعة بالشعب الإيراني، ووصفه بأنه أهل استقامة وصبر وأنه يعرف النعمة ويقدر أبعادها ويثمن النعمة ويحس بالمسؤولية تجاه النعمة التي اغدقها عليهم رب العزة.
كما اعتبر آية الله السيد خامنئي نزول تلك الحشود إلى الشوارع في إيران والعراق لتشييع جثامين شهداء الجريمة الأمريكية بأنها من أيام الله، وتساءل سماحته: ما هي هذه القوة التي جاءت بكل تلك الحشود في مراسم التشييع؟ واعتبر سماحته أن القوة الإلهية تقف وراء البعد المعنوي في تلك الأحداث.
وشدد آية الله خامنئي: أن الأيام تنتهي لكن آثارها تبقى في حياة الشعوب، معتبراً أن الصواريخ الإيرانية التي دكت القاعدة الأمريكية هي أيضا من أيام الله، كما وصف سماحته ما جرى بإراقة دم الشهيد سليماني بأنه هو أيضا أحد أيام الله.
کما اعتبر آية الله خامنئي: أن الشعب الإيراني بهذا العشق والوفاء جدد البيعة لنهج الإمام الراحل، مؤكداً أن الشعب الإيراني يشعر بأن الله معه.
وتابع القائد: إن الأمريكان تلقوا الصفعات من اليد القوية للمقاومة لافتا إلى أن الصفعة التي وجهها حرس الثورة الإسلامية لأميركا كانت ضربة لهيبتها واستكبارها، مشددا أن : قواتنا المسلحة تدافع عن المقدسات وتفتديها بالأرواح أينما ما كانت، وأوضح سماحته بأن المنطلقات الفكرية لقواتنا المسلحة هي منطلقات إلهية.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية، أن الشهيد سليماني كان من أقوى القادة في مكافحة الإرهاب وانه كافح الإرهاب على مستوى المنطقة برمتها، مشيرا إلى أن الإعلام الصهيوني والرئيس الأميركي ووزير خارجيته اتهموا القائد سليماني بالإرهاب وأنهم لم يواجهوه وجها لوجه وإنما طعنوه غيلة.
كما لفت سماحته إلى أن الشهيد سليماني افتدى إيران بروحه ودافع عن الشعب، معتبرا أن عشرات الملايين التي شاركت في تشييع الشهيد سليماني ورفاقه كانوا من مختلف التوجهات، كما اعتبر القائد أن الشعب الإيراني أثبت أنه يدافع عن خط الجهاد بكل شجاعة ويقف إلى جانب خط المقاومة.
كما وصف قائد الثورة الإسلامية جريمة أمريكا في اغتيال القائدين سليماني والمهندس أنها جرت بصورة جبانة ولئيمة وأن الأمريكيين لم يستطيعوا مواجهة القائد سليماني بل اغتالوه بنذالة من الجو، مشددا أن الشعب الإيراني شيع الشهداء بمسيرات مليونية كما فعل الشعب العراقي في عدة مدن ، مشيرا إلى أن صرخات الشعب الإيراني بطلب الانتقام كانت وقودا للصواريخ التي دكت القاعدة الأمريكية.
كما أوضح سماحته أن «داعش» التي أوجدها الأمريكان كان الهدف منها ليس العراق وسوريا لوحدهما وإنما إيران كانت الهدف المقصود. مستدركا أن الأميركيين يكذبون بقولهم انهم يقفون إلى جانب الشعب الإيراني الذي شاركت ملايينه بتشييع الشهيد سليماني.
وبخصوص الطائرة الأوكرانية المنكوبة، فقد أعلن قائد الثورة الإسلامية: أن قلوبنا تألمت لحادث سقوط الطائرة المرير، واعرب مجددا عن مواساتي واعتبر نفسي شريكا في العزاء بضحايا حادث الطائرة.
وأكد سماحته: أن الأعداء فرحوا بحادث سقوط الطائرة وسعوا لتحميل حرس الثورة الإسلامية المسؤولية، معتبراً أن الإعلام الأمريكي أراد أن ينسى الشعب الإيراني استشهاد الشهيدين بالتركيز على حادث سقوط الطائرة.
وبخصوص الملف النووي، فقد أفاد قائد الثورة الإسلامية: أن الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا هددت بإحالة الموضوع النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، مشيرا إلى أن هذه الدول الأوروبية هي التي دعمت صدام في الحرب المفروضة على إيران وزودته بالسلاح الكيمياوي، ولفت سماحته إلى انه حذر في وقت سابق من هذه الدول الأوروبية الثلاث في موضوع الاتفاق النووي باعتبارها ذيولا لأمريكا وانها في خدمة مصالح أمريكا ولا يمكن الوثوق بها.
وشدد قائد الثورة: أن هذه الدول الاوروبية الثلاث أصغر من أن تركع الشعب الإيراني، مخاطبا إياهم بقوله: لا يمكنكم تركيع إيران كما لم تستطع أمريكا فعل ذلك.
وخلال الخطبة الثانية لقائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي لصلاة الجمعة أكد القائد أننا لا نعارض التفاوض مع أي أحد إلا أمريكا.
وأفاد سماحته، أن القوى الغربية استطاعت أن تهيمن على بلدان المنطقة بالسلاح العسكري والسياسات الماكرة، موضحا أن أمريكا زرعت الغدة السرطانية في قلب غرب آسيا، وأن مصير المنطقة يتوقف على التحرر من الهيمنة الأمريكية.
كما أكد قائد الثورة الإسلامية في خطبته باللغة العربية، أن صفعة حرس الثورة لقاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق هي ضربة لهيبة امريكا واستكبارها وأنهم تلقوا الصفعات من اليد القوية للمقاومة.
وأضاف: إن جريمة أمريكا في اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس جرت بصورة جبانة لئيمة وأن الأميركيين لم يستطيعوا مواجهة القائد سليماني بل اغتالوه بنذالة من الجو.
وأشار آية الله خامنئي، إلى أن الاغتيال الصريح للقائد الشجاع أبو مهدي والقائد الكبير سليماني نماذج لهذه الفتن في العراق.
وأضاف آية الله خامنئي: إن الشعب الإيراني شيع الشهداء بمسيرات مليونية كما فعل الشعب العراقي في عدة مدن، منوها بأن إعلام العدو يتهم ايران بإثارة حروب بالنيابة وهي فرية كبرى وأراد الإعلام أن ينسي الشعب الإيراني استشهاد الشهيدين بالتركيز على حادث سقوط الطائرة.
وأكد أن مصير المنطقة يتوقف على التحرر من الهيمنة الأميركية وانها زرعت الغدة السرطانية في قلب غرب آسيا، وتابع القول: إن «أعداء إيران والعراق يريدون إبادتنا على أيدينا».
من جانب آخر، اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي عن استغرابه من تصريحات وزير الخارجية الكندي ودعا جميع الأطراف إلى عدم تحويل القضايا الإنسانية ولاسيما الحادثة المؤلمة الأخيرة لسقوط الطائرة إلى أداة لتحقيق مطامع وأغراض سياسية.
ورداً على الاجتماع الذي عقد في لندن بحضور الدول التي كان عدد من رعاياها بين ضحايا الحادث الجوي الجوية المؤلم الأخير جدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي تعاطفه مع ذوي ضحايا الحادث، معبرا عن استغرابه من بعض التصريحات وحتى من عقد مثل هذا الاجتماع .
وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن أجل تطييب خاطر الأسر المكلومة والأبعاد الإنسانية لهذا الحادث قد تعاونت بشكل سلس للغاية وأكثر مما هو مطلوب مع البعثات الاستكشافية لهذه البلدان .
وأضاف موسوي: إننا نعلن للرأي العام وشعوب سائر البلدان أنه تم التعرف على هوية جميع أجساد الضحايا تقريبا وأن التعاون التقني والتحقيقات مستمرة بمشاركة وتعاون جميع الأطراف ، وان هذا التعاون سيتواصل قدر الإمكان من الناحية القانونية والقواعد من قبل المؤسسات المختلفة في البلاد .
وأوضح موسوي أنه ورغم كل ذلك ، فان من الغريب أن وزير الخارجية الكندي قرا بعد يوم واحد من إنجاز التدابير الأولية واستمرار عملية تحديد هوية جميع جثث الضحايا تقريبا وبذل كل أشكال التعاون ، مثل هذا البيان وقبل ذلك طالبا بتسهيل وصول القنصلية والذي قد حصل في اليوم الأول للحادث وذلك من أجل البعد الإنساني لهذه القضية فحسب .
وأشار موسوي إلى أنه في السنوات القليلة الماضية ، أبلغت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحكومة الكندية بطرق مختلفة ، بضرورة تفعيل الممثليات القنصلية في البلدين بغض النظر عن وضع العلاقات السياسية بين البلدين ، وذلك نظرا إلى أن العلاقات القنصلية ترتبط بحقوق الأفراد ولخدمة مصالح رعايا البلدين لكن الحكومة الكندية في حينها رفضت حتى إجراء حوار مباشر في المجال وذلك لأسباب سياسية ومماشاتها الولايات المتحدة للضغط على الرعايا الإيرانيين وأصحاب الأصول الإيرانية ومن غير الواضح الآن ما هي دوافع هذه التصريحات والتعليقات والمطالبات .
واختتم المتحدث باسم الجهاز الدبلوماسي الإيراني قائلاً: إننا نحث جميع الأطراف على عدم تحويل القضايا الإنسانية ، وخاصة هذا الحادث المأساوي ، إلى أداة لتحقيق الأطماع والمآرب السياسية وأن يسمحوا بأن تجري الأمور على منوالها بسلاسة وبعيدا عن أية إثارات من أجل أسر وذوي الصحايا المكلومين.
إلى ذلك، خرجت تظاهرات حاشدة في العاصمة طهران وباقي المدن والمحافظات الايرانية تأييدا ودعما للقيادة بمواجهة التحديات التي تواجهها البلاد.
وكانت حشودا كبيرة قد اشتركت في صلاة الجمعة التي أمهّا قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي الذي أشاد بمشاركة الشعبين الإيراني والعراقي في مراسم تشييع قادة المقاومة الإسلامية القائد قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس.
وفي التظاهرات التي خرجت في مدينة مشهد المقدسة طالبت الجماهير الإيرانية في تظاهراتها بعد صلاة الجمعة بالمزيد من الرد على الجريمة الأمريكية.
من جانبه، اعترف الجيش الأمريكي بأن 11 جنديا أمريكيا عولجوا من أعراض الارتجاج بالمخ نتيجة الهجوم الصاروخي الإيراني في الثامن من يناير كانون الثاني على قاعدة بالعراق تتمركز فيها قوات أمريكية.
وزعمت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن القصف الإيراني على القاعدة الجوية بالعراق، لم يؤد إلى مقتل جنود اميركيين، لكنه أدى إلى إصابة العديد من الجنود وهم يعالجون بسبب الانفجار، مشيرا إلى أن حالاتهم لاتزال قيد التقييم.
وكان الجيش الأميركي نفى في البداية وقوع أي من الخسائر في صفوف جنوده سواء قتلى أو جرحى.
الجدير ذكره أن القصف الإيراني للقاعدة الأمريكية جاء رداً على اغتيال واشنطن للفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما بالقرب من مطار بغداد الدولي.

قد يعجبك ايضا