لكل شهيد حكاية

هناء الوزير
لكل شهيد حكاية، وأي حكاية، حكاية الشهيد مملوءة بأغلى وأجمل الذكريات ذكريات العمل الدؤوب، ذكريات الإخلاص لله سبحانه وتعالى، ذكريات الإيثار، ذكريات الصدق، ذكريات الوفاء لمن رحلوا عنا بأجسادهم لتظل أرواحهم بيننا تحرسنا تواسينا ،تطهرنا، تملأ جنبات الروح فيضا من عطائهم، فرحلوا متقلدين أوسمة النصر، وتركوا لنا فخرا أبديا ،ولذا يجب أن نحتفي بهم على أرقى مستوى، احتفاءً يليق بهم وبعظمة تضحياتهم فسلام الله عليهم وعلى أرواحهم الطاهرة الزكية.
-حكايات تحكيها قلوب الأمهات، وترويها عيونهن المغرورقة بدموع الشوق، وتكمل سردها بعهود السير على ذات النهج.
-حكايات تنطق بها صورهم الحاضرة بيننا وعلى كل الجنبات من حولنا، تعبق بها ابتسامتهم المرتسمة على أعتاب جنتهم الموعودة.
-حكايات تسبحها مقتنياتهم البسيطة من مصحف وسبحة وبدلة جيش تعطرت بدمٍ طاهر زكي.
-حكايات ترويها ملاحم بطولاتهم في الجبهات، وتتلو بشهادتها حصى وذرات تراب ميادين المعركة – وفاء لدمائهم- التي ارتوت بدمهم الطاهر، تحكي صولاتهم وجولاتهم وتروي للعالم إقدامهم وثباتهم.. تصدح بها رصاصاتهم، معابرهم، قذائفهم، وقع أقدامهم..
وتدوزنها وقع نعالهم التي طالما داست كبرياء الطغاة.
-حكاية يرويها رفاقهم عن ساعات أمضوها تحت هجير الشمس، وبرد العراء، فتمطرنا بغيث صبرهم وعطائهم، وقهرهم لعدوهم.
-حكايات ترويها صورهم التي أزاحت كل زيف وباطل، فما عدنا في حاجة لتماثيل وصور نزين بها مجالسنا، فقد كانوا هم النور الذي تجملنا به.وكانوا أكاليل الزهر الذي نفتخر به، ونتجمل.
-حكايات تتلوها دموع الصغار الذين فقدوا أباءهم ولما يعرفوهم.
فيعيدون غرسهم في وجداناتهم وكلهم فخر واعتزاز بتضحياتهم.
-حكايات ترتلها شهادات الأصدقاء والأحباب بأنهم كانوا هم أزكى الناس وأطهرهم. وتتلوها تحركا وانطلاقا نحو الجبهات وفاء لدمائهم.
-حكايات تعبق بها رياض الشهداء المشتاقة لريح الجنة، وتضج بتضحياتهم منازل الخالدين.
-حكايات تنوح بها حناجر الأعداء ألماً وكمداً من ضربات منكلة وقعها أليم، وفعلها عظيم.
-حكاياهم تنبض بالحياة، ولما تغب عنا يوما ، ولما تمت يوما..
وفي الذكرى السنوية للشهيد ها هي تعيد سرد نفسها بإحياء ذكراهم.
وحين تطل علينا ذكراهم تعود إلى الذاكرة من جديد عبق تلك الحكايات، لنستضيء بها وبهم في دروبنا الشاقة المظلمة، فتنبعثَ نورا ومآثر من نور القرآن، ومن تعاليم القرآن ،ومن أخلاق الإسلام التي جسدوها في واقع حياتهم بيننا من صبرهم وعملهم، وبذلهم وعطائهم..
وما كانوا عليه من أخلاق رفيعة وراقية جسدوا بها الإسلام وتعاليم القرآن الكريم.
لذا نستذكر بكل الفخر والوفاء، وبمزيد من الخشوع والإجلال شهداءنا الأبرار الذين رووا أرض الوطن بفيض دمائهم الزكية.

قد يعجبك ايضا