أولويات استراتيجية ملحة.. في ضوء مضامين الرؤية الوطنية لبناء اليمن الحديث

وضاح سعدالدين
تمخضات الحرية والاستقلال التي يعيشها اليمن في ظل مسيرة قرآنية تمضي على درب الحسين وامير المؤمنين علي .. أتت لتشكل طوق النجاة لكل اليمنيين ونصرا مبيناً للمظلومين والمستضعفين في وجه المستكبرين ..ذلك بما تمثله هذه المسيرة من مبادئ وقيم إسلامية واعتدالية في الرؤية والتوجه .. وبما تحمله من طهرانية حسينية والروح الجهادية الرافضة للخنوع أو الخضوع أو الإنهزام.
ثمة اولويات اقتصادية ملحة يجب ان ترافق هذا الجهد الإيماني الجهادي والقرآني العظيم .. تعزز من مالية الدولة وتواكب تضحيات المجاهدين الرجال كالجبال والإرادة الحيدرية التي تقهر المستحيل، من يواجهون بإيمانية قرآنية تحالف المستكبرين في اطار مؤامرة صهيوامريكية تستهدف الاسلام روحاً وإنساناً وتعصف باليمن لتفتيت قوته وتقاسم ثرواته واخضاعه لتوجهات مشروعهم الشرق أوسطي الجديد ذلك ان خمس سنوات عظام من البطولات والانتصارات والصمود الكبير في وجه العدوان الصهيو أمريكي الذي ينفذه ملوك النفط الملوثة اياديهم بدماء الأبرياء الأطفال والنساء وسط جرائم يومية مستمرة يندى لها جبين العالم .. يرتكبها العدوان التحالفي لقوى الشر والاجرام .. والذين لم يعد امامهم اليوم إلا جر ذيول الهزيمة والاعتراف بالمسيرة القرآنية كمعبر جهادي وانتهاجي عن اليمن الكبير في ظل التضحيات الجسام للأبطال المجاهدين المستنيرين بتوجيهات وهدى ابو جبريل مستلهمين من مظلومية الحسين ومن كربلاء وجهادية الإمام زيد دروساً وعبراً في مقارعة الظلم وفي مواجهة قوى الشر والاستكبار العالمي في كل زمن وعصر .. مسيرة قرآنية تنتصر لكل المستضعفين وتنشر الخير والسلام اعتدالا ومنهج عمل للفئة الإيمانية الناجية من براثن الفتن ..
لتبرز امام هذا العنفوان الجهادي والبطولات الحيدرية التي يسطرها رجال الرجال في ميادين المواجهة تنكيلا بالعدوان ونكالا بكل متغطرس مرتزق وجبان .. موجهات الرؤية الوطنية لبناء اليمن الحديث والتي تنطلق في ضوئها هذه المحوريات الاستراتيجية التي تشكل خلاصة دراسات بحثية عليا نسعى من خلالها الى تحقيق تكاملية وظيفية وغاية وطنية أولى تتجسد في استنهاض مالية الدولة وتجاوز كل رهانات الفشل تلك المحمولة عبر افرازات خمسة أعوام من العدوان وسط صمود اسطوري للإنسان اليمني اذهل العالم .. مشتملة على جملة من السياسات المالية الهامة والتي باتت اليوم كأولويات ملحة تتشكل في جنباتها مجموعة من الخطط وبرامج العمل التي نهدف من تنفيذها الاستراتيجي الى رفع كفاءة التحصيل للموارد العامة ابتداء بتوسيع القاعدة الضريبية رأسيا وأفقيا ومرورا بتبسيط مقونن للإجراءات المصاحبة، وصولا الى انفاذ خطة طوارئ اقتصادية يشكل المورد الضريبي عمودها الرئيسي .. وفق اهداف مرحلية مزمنة تتضمن زيادة الايرادات العامة بما في ذلك الايرادات الجمركية مع وضع ضوابط مناسبة للحد من التهرب الضريبي والعمل على تطوير نظم معلوماتية وتحديث قاعدة البيانات ومنع أي اعفاءات جمركية وذلك بالتزامن مع تفعيل مهام الرقابة والمحاسبة وتعزيز مبادئ النزاهة والشفافية.
واضعين هذه الأولويات الاقتصادية الملحة كموجهات مرحلة وخطة طوارئ نتوخى منها تعزيز الاستدامة المالية للدولة انطلاقا من تنويع الايرادات الحكومية واعتماد سياسات مالية واقتصادية حكيمة تبنى على الإصلاح المالي والضريبي وتعدد مصادر الدخل .. بين يدي القائد المجاهد ابو جبريل الطاهرتين الشريفتين قائد المسيرة القرآنية- قائد الثورة .. الريادي الثائر والمخلص الحر الشريف الوفي ونحن امامكم اقزام سياسة .. لا نجيد الحكمة كما تجسدونها ولا الوفاء كما ترسمونه جهادا وصمودا صبرا ونصرا وقيادة .. ايها الطهرانيين المقاومين لكل شذوذ ومظاهر ظلم باطل أو تغطرس الصادقين الحسينيين الجبابرة.
منوهين ومشددين على ان استثمار رأس المال البشري يعد الحامل التنموي الابرز لترجمة آمال الشعوب وتنميتها مطالبين جميع العاملين في حقل العمل الضريبي قيادات وكوادر وظيفية بحشد الجهود والطاقات لإنجاح الخطط الاستراتيجية المبلورة كبرامج عمل وخارطة من الأنشطة والفعاليات التأهيلية والتدريبية التي تأتي في ضوء مضامين الرؤية الوطنية لبناء اليمن الحديث لتأهيل الكادر ورفع قدراته والمضي نحو تجاوز كل مكامن القصور أو الخلل، اصطفافا يرتقي بمستويات الأداء حاملين الهم الوطني، مستوعبين لحجم التحديات الماثلة ملتزمين بروح المسؤولية قولا ونهجا، وعدا وعهدا وبرنامج عمل ومستشعرين لحجم التضحيات الجليلة التي يقدمها رجال الرجال في جبهات القتال دفاعا عن الأرض والعرض والدين والأمة باعتبار الجبهة الاقتصادية من اهم ميادين المواجهة والتي قد لا تقل أهمية عن المعارك والملاحم البطولية التي يسطرها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية، مثمنين كل جهد نضالي خير يخدم قضيتنا الوطنية ويساهم في تعزيز الجبهة الداخلية والصمود الشعبي الاسطوري العظيم .. غير متغافلين للدور الحيوي الواجب على رموز القطاع الخاص الاضطلاع به في إطار ما يمليه الواجب الوطني وما تستدعيه طبيعة المرحلة الصعبة التي يمر بها اليمن ..
مؤكدين ان المسيرة القرآنية كانت طوق نجاه وثورة كبرى لمجابهة الطغيان ونصرة المستضعفين وكبح جماح الفساد واعلاء قيم الدين جهادا وإيمانا، شرفا واصطفاءا .. بذلا والتزاما وتضحية..

قد يعجبك ايضا