لا سلة ولا ذلة.. حانت فرصة الثأر

عبدالملك سام
لا حديث اليوم يشغل العالم برمته إلا حادثة الاغتيال الأخيرة لقائد فيلق القدس ونائب قائد الحشد الشعبي ومن كان معهما من قيادات المقاومة العراقية، وكان من المفترض أن يتم تخصيص اللقاء بين سليماني والمهندس لبحث سبل إنهاء التواجد الأمريكي في العراق وبالتالي انتزاع آبار النفط من أيدي الأمريكيين والذي كان كفيلاً بحل مشاكل العراق الاقتصادية. لقد كان التحرك الأمريكي يهدف لإبقاء التوتر قائما في الشارع العراقي بعد فشل مخطط «داعش» على أيدي الحشد الشعبي الذي نكل بأدوات أمريكا في العراق والمنطقة.
القائد العسكري قاسم سليماني، هو من الأشخاص الذين حملوا هم الأمة الإسلامية ووصل تأثيرهم إلى فلسطين ولبنان والعراق، ولهذا فلا يجب على العرب أن ينظروا له من خلال النظرة الضيقة التي تريدها أمريكا وإسرائيل. ولنفهم أن هناك توجهاً معارضاً داخل إيران نفسها يعمل لكي تنأى إيران بنفسها عن مشاكل العرب والمسلمين خاصة قضية القدس، ولولا رجال الحق كسليماني لما وجدت الفصائل الفلسطينية من يدعمها ضد العدو الإسرائيلي خاصة ونحن نرى المواقف المخزية للأنظمة العربية التي تتسابق بوضوح لكسب ود إسرائيل وتصب جام غضبها على الشعب الفلسطيني المظلوم وتتآمر عليه، وكلنا نعرف كم تدفع هذه البلدان النفطية من مقدرات شعوبها التي لو وجهت بشكل سليم لكانت كافية لأن تكون المنطقة من أكثر مناطق العالم ازدهارا وتطورا.
الموقف اليوم هو موقف شعب العراق ورجاله، فليس من الحكمة أن تثأر إيران في أرض العراق لتتهم بعدها بالتدخل، في حين أن العراقيين يملكون الشرعية الكاملة على أرضهم ثأرا لمن استشهدوا من القادة العراقيين وأيضا لأن أمريكا فعلت ما فعلت وهي على أرض العراق؛ لقد قتلت أمريكا ملايين العراقيين، منذ غزوها لهذا البلد بذريعة الثأر لحادثة الحادي عشر من سبتمبر التي قام بها سعوديون بالدرجة الأولى وما أحاط هذه الحادثة من إثباتات تؤكد تورط أمريكا نفسها في هذه الحادثة التي استخدمت كذريعة لشن «حرب صليبية جديدة» على المنطقة بحسب تعبير الرئيس الأمريكي حورج بوش الابن في حينه.
لذا فالموقف العراقي هو الموقف الرئيسي والمهم ومن خلفهم يقف جمهور المقاومة بأكمله في البلدان العربية والإسلامية لاستغلال هذه اللحظة التاريخية التي ستقتلع الاحتلال الأمريكي من هذا البلد.
بالنسبة للجبناء والعملاء الشامتين، فكلامهم لا يعنينا، بل يزيدنا احتقارا لهم. بكل المقاييس هم يزدادون هوانا وذلة كما أنهم بعيدون كل البعد عن صفات المؤمنين الذين وصفهم الله بأنهم لا يخافون في الله لومة لائم، فقد وجدناهم يبللون سراويلهم وتشحب وجوههم كلما ذكرت أمريكا أمامهم، فهم جبناء أذلاء لا قيمة لهم ولا أحد يأخذ برأيهم في أي أمر. أعطوني موقفا شجاعا واحدا فقط لهؤلاء ؟! لا شيء.. ولولا مساندة أمريكا لهم التي يخافونها أكثر من الموت نفسه لما عرفهم أحد في أي محفل، لذا لا تهتموا كثيرا بكلامهم مهما علا نباحهم فهم لا يقدمون ولا يؤخرون.
يجب على كل حر وشريف أن يقف موقف الحق اليوم، وأن ندعم أي توجه يهدف للتخلص من أكبر كابوس يجثم على صدر الأمة منذ قرن كامل، ولنا أن نتخيل كيف كانت ستكون المنطقة بدون أمريكا وإسرائيل؟!.
كل مشاكلنا ومعاركنا ومعاناتنا كانت بسبب أمريكا وإسرائيل وسياستهما التي أهلكت الحرث والنسل وعملت على تفريقنا واستغلالنا ونهب ثرواتنا بالتواطؤ طبعا مع عملائها الذين أوصلتهم لكراسي الحكم في بلدان ظهرت بعد أن تم تقسيم البلاد العربية والإسلامية والعمل على تفتيتها أكثر فأكثر.
عسى أن نكره شيئا وهو خير لنا، لو استطعنا أن نستغل هذه الحادثة المؤلمة كما يجب، نستطيع استغلال هذه الحادثة كما استغلت أمريكا حادثة البرجين في نيويورك ومن ليس معنا فهو ضدنا.. إنه قرار حساس ومصيري ومهم، ونستطيع من خلاله تحقيق أهداف شعوب المنطقة للتحرر من السطوة الأمريكية.
وحتى أولئك العبيد من ملوك وأمراء الخليج سيستفيدون من إبعاد السيف المسلط على رقابهم لو فهموا الأمر بشكل صحيح، فقط ليتفرجوا ويلجموا كلابهم التي تنبح فقط، وليتركوا الأمر الرجال محور المقاومة الشرفاء.. لن نكثر التوقعات، فقط نتمنى أن يستغل هذا الموقف، وكلنا إيمان وثقة بالله، أليس الصبح بقريب؟!.

قد يعجبك ايضا