مختصون اجتماعيون: لا يوجد هناك طالب غبي بل هناك طلبة تعرضوا لبعض المشكلات وباستطاعتهم التعويض

عدم الثقة والتوبيخ ..يحبط الطالب ويفاقم مشاكله

طلاب: الإحباط هو ما يبقينا على نفس الحال وغارقون في مشاكلنا الدراسية
معلمون: نتعامل مع الطالب المتأخر عن زملائه باهتمام ونسعى جاهدين للمساعدة

أنا فاشل – أنا غبي – وأنا و أنا … إذا استمع الطالب لتلك الأصوات السلبية وتعايش معها فإن النتائج تنذر بمزيد من الأخطاء التي وقع بها في العام المنصرم أما إذا تجاهلها وشحن قلبه بالثقة بالله عز وجل وتجاهل تلك الأصوات وحاول مرة أخرى بجد فإنها ستكون البداية الناجحة … حال الطلاب الذين لم يتمكنوا من إتمام مهامهم الدراسية وتخطي الامتحانات والأنشطة الدراسية نفسياً وكيفية تعامل المدرسين والمختصين معهم وغيرها من التفاصيل نتطرق إليها في السياق التالي:
الأسرة / وائل الشيباني

لا أريد أن أشعر بهذا الشعور مجدداً فقد جعلني أحتقر نفسي وأشعر أن جميع من حولي يبادلونني نفس الشعور هذا ما قالته الطالبة مزنا عبد الواسع حين سؤالي لها عن شعورها بعد أن عرفت أنها مبقية في مادتي التاريخ واللغة العربية في اختبار المحصلة وتضيف قائلة: عندما علمت بالخبر بكيت حتى اقتطع نفسي وكاد أن يغمى علي شعرت بالظلم الشديد وكرهت المادتين والمدرسة خاصة عندما رأيت زميلاتي جميعهن ناجحات.
حالة سيئة
والد الشاب أدهم يحدثنا عن الحالة السيئة التي مر بها ولده الأكبر عندما يفشل في تخطي امتحان أي مادة ويقول: اعتدت أن أشاهد ولدي مستاءً يلازم البيت ويرفض حتى الخروج إلى البقالة ويبكي وكل ما حاولت تهدئته يصرخ في وجهي ويقول دعني وشأني فأنا لست صغيراً حتى تخدعني بكلامك فأنا فاشل وسأبقى وأنا إلى اليوم أحاول إقناعه بعدم ذلك.
اختلاف التعامل
تؤكد المعلمة تغريد عقلان العريقي -معلمة رباضيات بمدارس صناع الحياة أنها تتألم عندما ترى الطالبة تجلس في نفس الصف وبنفس الفصل لأكثر من مرة، وتقول: أنا كمعلمة أحاول قدر الإمكان أن أشجع الطالبة وأكثف جهدي حتى تصل المعلومة إليها بشكل يؤهلها إلى النجاح أما بقية المعلمين فهي كما تقول لا تعلم عن الطريقة التي يتعاملون بها مع الطالب المعيد وفي نفس الوقت لم تخف وجود بعض المدرسين الذين يسيئون معاملة الطالب أو الطالبة الراسبة خاصة إذا كان الرسوب في مادتهم فهم كما تقول يميلون إلى تهميشهم والاهتمام بالطلبة المتفوقين وهذا من وجهة نظرها خطأ فالطالب المتأخر عن باقي زملائه في المستوى العلمي يحتاج إلى الاهتمام أكثر من غيره.
تحمل المسؤولية
المعلمة صفاء دهيم- مدرسة تربية إسلامية- لها معاملة خاصة مع الطالب المعيد كما تؤكد هي وباقي المعلمين داخل المدرسة، المعلمة صباح تبادر بإعطاء الطالب المعيد دروساً بعد انتهاء الحصص الدراسية مجاناً وهذا ما يعكس الروح المثالية التي تتحلى بها.
إعادة التأهيل
قبل كل شيء الطالب الذي لم يحالفه الحظ للانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى من الخطأ أن نطلق عليه مسمى راسب كما تعلق بعض المدارس كشوفاتها باسم كشف الرسوب- هذا ما استهلت الأخت أفراح الصلوي- أخصائية اجتماعية ومسؤولة إعادة تأهيل الطلبة نفسياً، وتقول: الكلمة الصحيحة التي تقال للطالب المعيد هي المتأخر دراسياً وهذا يعني أنه لم يقم بجهد مضاعف للحاق بركب الناجحين، وتضيف أفراح: أقوم في بداية كل عام بأخذ أسماء المتأخرين دراسياً والمواد التي لم يتفوقوا فيها بعد ذلك أقوم بالجلوس مع المدرس أو المدرسة التي تدرس المادة التي سقط فيها الطالب لبحث الأسباب المؤدية لذلك ومن ثم أقوم بالجلوس مع الطالب لمعرفة ماهو السبب الذي أدى لذلك من أجل قتل الروح الانهزامية لدى الطالب وإعادة تأهيله نفسياً من خلال إعطائه كلمات تشجيعية وتحفيزه وإلقاء عليه قصص لأشخاص أخطأوا كثيرا ولكن سطر التاريخ أسماءهم وأن الفشل لا يعني نهاية العالم بل درس من دروس الحياة ينبغي الاستفادة منه لبناء المستقبل الذي سيكون حافلاً ومن هذا الكلام التحفيزي والمتابعة شبه المستمرة للطالب أو الطالبة حتى يتخلصوا من كل الأوهام في أذهانهم وقد تختلف درجة تقبل هذا الكلام من طالب إلى آخر ولكنه غالباً ما يعطي نتائج إيجابية ومن لم يتقبله نحاول معه عدة مرات حتى يتم إقناعه .

قد يعجبك ايضا