كَلَّا لِأسوَأ حَاكِمٍ سُودَانِي

 

عبد الجليل الرفاعي
أسَفي على الثُّوَّارفي السودانِ
هَبُّوا لِقلعِ”الجِبتِ” كالبُركَانِ
نهضُوا إلى استئصَالِ أسوأ حاكمٍ
مُتَكَبِّرٍ مُتغطرِسٍ”إخوَانِي”
نزلُوا إلى كُلِّ الشَّوَارِعِ ردَّدُوا
بِحَمَاسَةٍ وشَجَاعَةٍ وتَفَانِي
تِلكَ الهُتَافَاتِ الَّتِي وَصَلت إلى
سَمعِ الطُّغَاةِ بِصَوتِهَا الرَّنَّانِ
تِلكَ الهُتَافَاتِ الَّتِي بِدَوِيِّهَا
هَزَّت مَضَاجِعَ دَولَةِ الطُّغيَانِ
صَرَخُوا مِن السَّاحَاتِ صَوتَاً واحِدَاً
كَلَّا لِأسوَأ حَاكِمٍ سُودَانِي
كَلَّا لِحُكمِ البَاغِيَ الجِبتِ الَّذي
بَاعَ الجُنُودَ بِأبخَسِ الأثمَانِ
لِلمُجرمِ النَّجدِيِّ فِي الحربِ الَّتِي
شُنَّت على شعبِ الهُدَى الرَّبَّانِي
لا للبَشِيرِ المُجرِمِ الدَّمَوِيِّ لا
لِسِيَاسَةِ التَّنكيلِ بِالإنسَانِ
لن يُرهبَ السَّفَّاحُ جِيلاً يستقي
أفكَارَهُ مِن مَنهَلِ القُرآنِ
لن يقبلَ”الزُّولُ” الأبِيُّ بِحَاكِمٍ
لم يلتفِت لِمَطَالِبِ السُّودَانِ
لن يُركِعَ الطَّاغوتُ شعبَاً ثَائِرَاً
لن يَركَعَ المسجُونُ لِلسَّجَّانِ
لن يُوقِفَ العُنفُ البشِيرِي ثورَة ً
لم تنتفِض لِتَبُوءَ بِالخُسرَانِ
لن تُخمَدَ الثَّوَرَاتُ بِالإرهَابِ, لن
يتوَقَّفَ التَّغييرُ بِالنِّيرَانِ
لا لِلرَّئِيسِ الظَّالِمِ الطَّاغِي الَّذِي
مِن ظُلمِهِ القَاصِي اشتَكَى والدَّانِي
لا للذي نَهبَ البِلاَدَ فأصبَحَت
مِن عَاهَةِ الفقرِ الشَّدِيدِ تُعَانِي
لا للذي قادَ البِلادَ إلى التَّوَى
بِسِيَاسَة التَّجويعِ والحِرمَانِ
لا للذي نخرَ الفَسَادُ بِعهدهِ
شَتَّى مفاصِلَ دولةِ السُّودَانِ
فالدَّولَة ُانخرَطَت بِحربٍ دَمَّرَت
نِيرانُهَا الشَّعواءُ كُلَّ مَكَانِ
وتَشَطَّرَت شطرينِ كُلٌّ منهُما
حَمَلَ العِدَاءَ بِشِدَّةٍ لِلثَّانِي
عانت مِن الظُّلمِ المَدَائِنُ والقُرَى
في عهدِ هذا المُجرِمِ الشَّيطَانٍي
خضع الجميعُ لِظُلمِ أعتى حَاكِمٍ
مِن قبلِ إسقَاطِ النِّظَامِ الفَانِي
ليقومَ أحرارُ البِلادِ بِثَورةٍ
أنهت فَسَادَ جَمَاعَةِ الإخوانِ
دفعُوا الدِّمَاءَ الزَّاكِيَاتِ ضريبَة ً
لم يعبَؤُا بِحَمَاقَةِ السُّلطَانِ
لكنَّهُم وَقَعَوا بِفخٍّ مُحكَمٍ
جَرَّ البِلَادَ إلى فَمِ”الثُّعبَانِ”
أسَفِي على شعبٍ غَدَا أبنَاؤُهُ
يستبدِلُوا”الشَّيطَانَ”بـ”الشَّيطَانِ”
ألِأجلِ أن يأتِي”حَمِيدتِي” حَاكِمَاً
خَرَجَت جُمُوعُ الشَّعبِ في السُّودَانِ؟!
ألِأجلِ أن يأتِي رئيسٌ أحمَقٌ
بَغلٌ عديمُ الفَهمِ ك”البُرهَانِ”
خرَج الجميعُ بِثَورَةٍ وَتَجَرَّعُوا
مِن أجلِهَا الوَيلَاتِ في المَيدَانِ؟!
ألِأجلِ هذا قَدَّمَت شُهَدَاؤُكُم
ثَمَنَاً دِمَاهَا بَاهِظَ الأثمَانِ؟!
ألِأجلِ هذا يُتِّمَت أطفَالُكُم
يَا إخوَةَ الإسلامِ والإيمَانِ؟!
أتَرَمَّلَت يا ثائرينَ نِسَاؤُكُم
لِتُعَانِقُوا”البُرهَانَ”بِالأحضَانِ؟!
أتَمَرَّغت بِدِمَائِهَا جَرحَاكُمُ
لِترى”حَمِيدتِي” قائدَ الأركَانِ؟!
أخَلعتُمُ الطَّاغُوتَ حتَّى تحتفُوا
بِمَن ارتمى لِتحَالُفِ العُدوَانِ؟!
هل ثُرتُمُ حتَّى يكونَ رئيسُكُم
مَن بَاعَ أبناكُم إلى سَلمَانِ؟!
بِجُنُودِكُم زَجَّ “الزُّهَيمَرُ” للوَغى
ورمى بهم للموتِ كالخِرفَانِ
ماذا دهاكُم يا بَنِي السُّودَانِ كي
تصغُوا لأهل الزُّورِ والبُهتَانِ؟!
ماذا دهى عُقَلاؤُكم كي يقبَلُوا
بِالذُّلِّ لِلبُرهانِ والإذعَانِ؟!
أَوَلم يَعُد فيكُم لَبِيبٌ؟! مَا لكُم
ترضون بِالبَاغِي اللَّئِيمِ (……)؟!
أَوَ لَم تَلِد كُلُّ الحَرَائِرِ قائِداً
مِن بينِكُم فَذَّاً عظيمَ الشَّانِ؟!
كي يُخرجَ السُّودَانَ مِن ظُلُمَاتِها
يَا معشرَ الأحرارِ في السُّودَانِ؟!
لا أن يَزُجَّ بِمَن نَجَا مِن جيشِكُم
لِقتالِنا بالإثمِ والعدوانِ
لم نُبدِ للسُّودانِ أيَّ عَدَاوَةٍ
لم نُبدِ غيرَ الحُبِّ للجيرانِ
هل بيننا إلاَّ المحبَّةَ والإخا
والإحترامُ كسائرِ البُلدانِ؟
يا أيُّها العُقلاءُ في السُّودانِ لا
تُعطوا القرارَ بِأرضِكُم لأنَانِي
لا تحشرُوا أبناءَكم في حربِنا
مع طُغمَةِ الأحقادِ والأضغانِ
يكفي تورُّطُ من مضى من جيشكم
بقتالنا مع زمرةِ الشَّيطانِ
أبناؤكم صرعى بصحرا أرضنا
لن يرجعوا إلَّا على العِيدانِ
إن ظلَّ فيكم عاقلٌ لا تتركُوا
من ظلَّ من أبنَائكُم بِأمَانِ
لا تتركوهم للسّباع فريسة ً
لا تخضعُوا لِأَوَامِرِ البُرهَانِ
لا تُقحِمُوا أبناءَكُم في حربِنَا
لا تحملوا البغضا لأيِّ يَمَانِي
أحرى بكم أن تُنقِذوا أبناءَكم
مِن بينِ فكّي أشجعِ الفُرسَانِ
يَا كُلَّ”زُولٍ” مُستَنِيرٍ عَاقِلٍ
مِن أهلِنَا الأحرَارِ في السُّودَانِ
هِبُّوا لِسَحبِ جنودكم مِن أرضنا
لا تأمنوا مِن لدغةِ”الحنشَانِ”
إنَّا نصحناكم بدافعِ حرصنا
والنُّصحُ أغلى شيء للإنسانِ
إنَّا نصحناكم ولسنا نبتغي
من نُصحكم إلاَّ رِضَا الرَّحمنِ
إنَّا نصحناكم بِأبياتٍ بِهَا
جَادَت قريحة ُ شاعرٍ عدناني
بَعَثَت بِها مِن أرضِ صنعاءَ الإبَا
شِعرَاً بِلِيغَاً مُحكَمَ الأوزَانِ
شِعرَاً تَوَجَّهَ مُخلِصَاً بِنصيحةٍ
لِلإخوَةِ الأحرارِ بالمَجَّانِ
أُبدِي النَّصيحَةَ كي أُبَرّئَ ذِمَّتِي
يومَ اللِّقَا بالواحَدِ الديَّانِ
في صنعاء
24 – 26/نوفمبر/2019م

قد يعجبك ايضا