كلمات وخواطر شعرية في:

محراب الشهداء

للشهداء مكانتهم العظيمة في رحاب الجنان والخلود، وفي ذاكرة شعوبهم، وسجلات خلود أوطانهم، فبأرواحهم اَلطاهرة، ودمائهم الزكية صنعوا لشعوبهم النصر والمجد والاستقرار..
وبلادنا في مواجهتها العدوان السعودي الأمريكي قدمت قوافل الشهداء الأبطال في سبيل حماية الوطن، وإسقاط المخططات والمؤامرات الخبيثة التي سعت خائبة للنيل من حرية واستقلال اليمن وشعبه المجيد..
هؤلاء الشهداء العظماء، هم الجبال التي تحطمت تحتها كل تلك المحاولات الخبيثة، وبدمائهم وأرواحهم حقق الوطن صموده وانتصاراته، وهزم كل الأعداء..
وعن الشهداء وتضحياتهم العظيمة كتب الكثير من الشعراء والشاعرات قصائدهم المعبِّرة عن عظمة الشهداء وأدوارهم الخالدة في صنع انتصارات الوطن.
وفي السطور التالية كلمات وقصائد وخواطر شعرية عن الشهيد، تمت كتابتها من قبل مجموعة من الأقلام النسوية المبدعة، والتي هي تحية وإجلال لكل شهيد.

( نور وهداء)
طَافت بِمحرابكَ الأشعار تستبقُ
وأنت نورٌ وهديٌ منكَ نأتلِقُ
ماذا أُحدِّث يا نوراً يشِعُ سنا
ويا مناراً لِمن فِي طيشهِم غرقوا
شَهِيدنا مِنك أروينا بطولتنا
ومنك جموعُ العدا تُنفى وتحترقُ
أسطورةٌ أنت أم أنت الهلاك لمن؟
عاثوا فساداً ومن قتلوا ومن نزقوا
يا واحةَ العِشق جئنا منك فملأنا
من الفضائل كي للمجد نعتنِقُ
يا موطنَ البذلِ يا تلميذ حيدرةٍ
نعم لقد فُزت في ركبِ الذي صَدقوا
كُلُّ المدائحِ إذ بادرتُ أكتُبُها
يُصيبُها الضّعفُ والإعجازُ والأرقُ
فالقلبُ والروح إذ ترنوك ذائبةٌ
والشوقُ والوجد بالتسبيح تلتحِقُ
حُبِّي لكم قُبَّةٌ خضراء مُقدَّسةٌ
حبي لكم قِبلةٌ دمعٌ بها غرقوا
حُبّي لكم بُندقٌ في نهجكم تمضي
حُبّي لكم طلقةٌ للخصمِ تَنطِلقُ
* صابرين ادريس – أمةالخالق الحوثي
( مواكب العطاء )
أخفِض جناحكَ للشهيد مُعظّما
واغرف إلى الأشواق شُهداً للضما
وارفع إلى الشُهداءِ عَهداً صادِقاً
وَأثبُت علَى الجـَبَهاتِ صِدق الانتماء
إن لَم تكُن بَعدَ الشهيدِ مُجاهداً
ويكون قلبُكَ بِالهدايةِ قَد سما
فاعلم بِأنّ الكُفرَ نال مُرادهُ
واعلم بأنّ الذُّل نحوك خيَّما
إنّ الجهاد مبادئٌ و ثقافةٌ
قد فاز قلبٌ بالشهادةِ مُغرما
ومواكبٌ لبست حُليَّ عطائهم
وبفرحةٍ لمفازِهم بَكت السماء
شهداؤنا بذلوا النفوس رخيصةً
للّه أوفوا عهدهم والقَسَما
لم يرتضوا ذلاً ولا وهناً فقد
زرعوا الكرامة وارتوت منهم دما
عشقوا حياة العز وارتشفوا هُدىً
نحو الجهادِ فقد رقوها سُلّما
من نورهم سطعت شموسُ ضيائنا
وهجاً بروحِ الخالدين العظماء
يا أيُّها الشهداء يا روح العطا
بِكُمُ اعتلينا قد وبلغنا الأنجُما
في يومِ ذكراكم نجدّدُ عهدنا
وعداً بأن تمضي المسيرة قُدُمَا
* أمةالخالق الحوثي – فاطمة حسين
في ركاب اللاحقين*
هَل أتَاكُـمْ أيُّهَا الشُهَدَاءُ مِنْ أنّبَائِنَا
حَينَ لآحَ النّصرُ فِينَا مِنْ عَطَاءِ دِمَائِكُمْ
هَلّ أتَاكُمْ أيُّهَا الشُهَدَاءُ مِنْ أشْوَاقِنا
فَاضَ دَمْعُ الوَجدِ شَوْقاً فِيْ حَنِينِ لِقَائِكُمْ
هل اتَاكُمْ فِي جِنانِ الخُلد طِيبُ سَلامِنا
وصلاةٌ عِطرُهَا شَوقٌ إلى أروَاحِكُمْ
هَلّ أتَاكُمْ أنَّ أبنَاءً لَكُمْ أبنَاؤنَا
أنَّنَا نَسعَى لِنَيلِ البِرّ مِنْ آبائِكُمْ
هل أتَاكُمْ أنَّ أُمّاً للشَهيدِ غَدتْ لَنا
خيرَ أُمٍ فِيْ سَبِيلِ اللَّهِ قدّ جَادتْ بِكُمْ
هل أتَاكُمْ كَيْفَ أنَّ العزمَ فِيْ جَبْهَاتِنَا
مِنكُمُ لاَ زَالَ مُمْتَداً بِعزمِ جِهَادِكُمْ
هَل أتَاكُمْ والكَرامْةٌ فِيْ عُرُوقِ دِمَائِنَا
نَبْضُهَا مِنْ كُلِّ نَزْفٍ سَالَ مِنْ شِرْيَانِكُمْ
هلْ أتَاكُمْ أيُّهَا الشُهَدَاءُ عَهْدُ وَفَائِنَا
أنَّنَا نَمْضِيْ بِدَربِ الحقِ فِيْ آثَارِكُمْ
أن نَسِيرَ عَلى خُطى العُظَماءِ مِنْ شُهَدائِنَا
فِيِ ركَابِ اللاحِقين على هٌدىٰ خُطُواتِكُم
* صمود اليمن
(شلال العطاء)
يفيضُ الدمعُ تشتعلُ الحناجرُ
يضجُّ الحزنُ تحترقُ المشاعرْ
على النورِ الذي أضحى شهيدا
إلى فردوسهِ قطعَ التذاكرْ
أأبكي ؟؟ أم أصوغ الحزنَ لحناً
وأقطفُ  أحرفي الثكلى مزاهرْ
وهل يبكي الفؤاد على أبيٍّ
تخطَّى الصعبَ واجتازَ المخاطرْ ؟!!
إلى الله الكريمِ مضى نقياً
زكيَّ النفسِ محتسباً وصابرْ
سأكتبُ في مناقبهِ حديثاً
تنمقهُ اللآلئُ والجواهرْ
وأروي من نداه العذب شعراً
لأروي بالندى ظمأَ الدفاترْ
فتىً في الله كم أعطى وأبلى
مع الرحمنِ من دَمِهِ يُتاجرْ
رأى الثكلى مدامعُها دماءٌ
فأهدى روحهُ عن طيبِ خاطرْ
مضى مستبسلا شهما أبيّاً
كسبطِ النورِ مقداماً وثائرْ
تجلى فيه حيدرةٌ ثباتاً
وفيه تجسَّدتْ روحُ ابن ياسرْ
مع القرآن بالقرآنِ يمضي
ففي دمَهِ جرت سبأٌ وفاطرْ
بسيفِ المرتضى وبنورِ طه
بملزمةٍ تزُفُّ لهُ البشائر
هنيئاَ للذي بلغَ الثريّا
بقلبٍ مفعمٍ بالنورِ طاهرْ
****
ألا مَن يُنبأ التاريخَ أنَّا
هزمنا الجمعَ نكَّسنا القياصرْ
بأشبالِ ِ وقائدهم سمونا
أضأنا النجمَ أسرجنا القواهرْ
زمانُ المعجزات مضى وولى
فجئنا آيةَ الزمنِ المعاصرْ
* جهاد اليماني
(شهيد الحق)
يا شهيدَ الحق لك أجمل تحية
تبلِّغك ما الطير حلَّق في سماه
أنت رمزُ التضحية نبع الحَمية
ما رضيتَ الذل أو فرض الوصاة
ثرت مثل الليث ما خِفتَ المنية
ضد من دمر بلدنا واعتداه
حين بان الحق في صورة جلية
بعت من ربك لكي تكسب رضاه
منطلق للمعركة من صدق نية
مستعين بالله في صد الغزاة
العزيمة صادقة والمعنوية
اجتباك الله تستلهم هداه
تمتلك دافع وقوة حيدرية
حسبك إيمانك وتأييد الإله
قلت لا للكبريا والعنجهية
بالإبا حطمت أوكار الطغاة
ما يهاب الموت من ربه وليه
انطلق يمضي على درب النجاة
افتديت الأرض بدماك الزكية
واصطفاك الله بجوار أنبياه
نلت درع الفوز في رتبة علِّية
في جِنان الخُلد تسعد بالحياة
كل قطرة دم منك دوم حية
في دما الأبطال تتحدى العصاة
عهد منا ما نفرط في القضية
ذي بذل من أجلها أزكى دماه
بانشق الدرب ذي شقه سوية
والشرف والعز ما نرضى سواه
اليمن بابطالها دايم غنية
كالأسود الكاسرة شُم الجباة
تحتمل كالسيل لا أقبل دويه
ترف العدوان من كل اتجاه
نقتحمهم في الصباح أو في العشية
من تعدانا نزعنا له شواه
فرد من أبطالنا يلقف سرية
والف دبابة يصدوها حفاة
اليمن ما عاش مجهول الهوية
بالإبا معروف شامخ في علاه
أرضنا بامجادها حرة. أبية
من طمع فيها لقي منا جزاه
سوف نصمد كالجبال المعتلية
في صلابتنا كما صم الصفاة
ما نبالي بالحشود المعتدية
ما يروح إلا من الله اصطفاه
والنبي لوما بقي منا بقية
ما تركنا ثأرنا عند الجناة
في ذكرى الشهيد
رسالة فخرمن نظمي وشعري
إلى روح الشهيد في يوم ذكراه
أعِّبرها بما يوحيه فكري
بقلب الأم ذي تشتاق لقياه
وفي طياتها باقات زهري
وله مني تحية حب مهداة
يترجمها من الأعماق صبري
على محنة فراقي له وفقداه
عزائي فيه بل عزي وفخري
بانه ذاد عن دينه ودنياه
ودافع عن حمى بري وبحري
وباستبسال قد نكَّل بأعداه
تحدى قوة العالم بجفري
بإيمانه واشكاله على الله
ثقة بالله وسط الدم تجري
ومن يوثق بربِّ الكون ما تاه
تصدا للعدو ذي جا لقهري
وأسقط هيبة الطاغوت وقواه
وقال اليوم أنا سلَّمت أمري
لرب العرش ذي عالم خفاياه
لأن الحق لي والنصر نصري
وهذا وعد من ربي قد أعطاه
على درب الجهاد شديت أزري
بنية صادقة قد بعت لله
سلمت له مالي وعمري
ولاشتي من حياتي مال أوجاه
بيد الله تيسيري وعسري
ومن أخلص لوجه الله أغناه
إذا نلت الشهاده أخذت قدري
ونلت الفوز ذي قلبي تمناه
فاللهم لك حمدي وشكري
بما صبَّرتني لك حمد ترضاه
* أم الشهيد صالح العطوي

قد يعجبك ايضا