محطات مشرقة من سفر الشهداء

 

شهداؤنا الأبرار من وهبوا أرواحهم ودماءهم رخيصة من أجل الدفاع عن الأرض والعرض، أولئك الأحياء الذين تحوم أرواحهم الطاهرة كنسائم تنعشنا عذوبيتها، ودماؤهم الطاهرة التي هي بركان سيجرف كل عروش الطغاة المستكبرين وهي المحرك لنا لنمضي على دربهم سويا ً..
سنتنقل ونترحل مع شهدائنا العظماء، ونتعرف عليهم أكثر، وذلك من خلال أسرهم التي تحدثت عنهم أروع الحديث الذي يليق بعظمتهم ..
الشهيد /عبدالله يحيى صالح الظرافي من الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى، فكان للشهيد -سلام الله عليه- في هذا الزمان دور وموقف يأبى الضيم والانكسار فانطلق إلى جبهات العز والشرف والبطولة مقداما ًشجاعا ًمستشعرا ًللمسؤويته أمام الله ثم الوطن.
تحدثت أم الشهيد عبدالله عن نشأة الشهيد و مراحل دراسته فقالت :لقد نشأ الشهيد في أسرة محافظة على نهج آل البيت الأطهار، فكان منذ صغره محافظا على صلاته ومطيعا لوالديه محبا لإخوانه فكان أحسنهم أخلاقا وعملا، وقد أكمل الشهيد دراسته الثانوية والتحق بالمعهد المهني وتخرج وحصل على المرتبة الأولى في معهده، ثم اغترب من أجل العمل لمدة عامين، ومن ثم عاد ودرس تخطيط طرقات وحصل على المرتبة الثالثة في الهندسة فقد كان متفوقاً في الدراسة.
ثم واصلت أم الشهيد حديثها عن الحافز لانطلاقة الشهيد قائلة: انطلق الشهيد سلام الله عليه من واجب المسؤولية الدينية، لنصرة الحق والمستضعفين وإحقاق العدل الذي يريده الله منا في هذه الأرض، كذلك انطلق من قوله تعالى:( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) العدوان كان بغيا وظلما وسفكا لدماء الأبرياء من أبناء شعبنا اليمني ، وانتهاكا” للسيادة اليمنية ، وطاعة لاتباع الشيطان من اليهود والنصارى ، وصد عن دين الله القويم وتثقيف بثقافات ومعتقدات باطلة أبعدت الناس عن كتاب الله تعالى ، فكان لزاما وامراً محتماً أن ينطلق كل مؤمن غيور على دينه ووطنه وشعبه ، من جور المعتدي الى استرداد الحق والكرامة المغتصبة من جميع عباد الطواغيت ، فكان من الضرورة هذه الانطلاقة ، الصادقة ، والشجاعة للجهاد في سبيل الله.
كما تحدثت عن أبرز صفات الشهيد الإيمانية فقالت: كان_رحمة الله عليه_ مخلصا، صادقا، باذلا لنفسه وماله وحياته في سبيل الله، فكان على درجة عالية من الأخلاق والقيم النبيلة مع والديه وجميع أفراد أسرته، وكان ودودا سمحا كريما، يضحي بكل ما يملك ليرى غيره سعيدا، فكان شجاعا مقداما في الحق، قدم روحه رخيصة في سبيل إقامة الحق وإزهاق الباطل والظلم ، وكان عطوفا مع المساكين يقف مع المحتاجين والمستضعفين، بشوشا ومتبسما، وكان على وعي بالثقافة القرآنية متابعاً للأحداث، محافظاً على ورده القرآني.
وواصلت أم الشهيد حديثها عن واجبهم تجاه الشهداء قائلة: واجبنا أن ننهج نهجهم ونسير على دربهم، كما علينا اليقظة وهي الاستجابة التامة والمطلقة لله تعالى؛ لكي نحصل على تأييد الله تعالى ونصرته وفلاحه في الدارين قال تعالى:( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا).
أسد الله في الوغى
الشهيد/عبدالملك محمد علي المحاقري كان طاهر السجية مخلص النية، شامخ الهامة عزيم الهمة لم يعرف الذل والهوان، تحدى قوى الشر في العالم فكان مقداما يهابه الأعداء .
تحدثت أخت الشهيد عبدالملك عن الحافز لانطلاقة الشهيد قائلة: انطلق الشهيد استجابته لله عز وجل، وحبا للجهاد في سبيل الله وانجذابا للمسيرة القرآنية، والقيادة الربانية المتمثلة في السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- كذلك انطلق عندما شاهد العدوان الغاشم وكيف أجرم في قتل الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء الشعب اليمني مما تحتم عليه الاستجابة للتوجيهات الإلهية والتحرك مع أبطال الجيش واللجان الشعبية للدفاع عن كرامة وحرية وعزة هذا الشعب حتى أكرمه الله بالشهادة .
ثم واصلت حديثها عن أبرز صفات الشهيد ووصاياه فقالت: من صفاته الكرم والإيثار والمسارعة في الاستجابة للتوجيهات التي تأتي من القيادة، وإنصاف المظلومين، وحل مشاكلهم، وكان باراً بوالديه، محبا لجميع أسرته..
ومن وصاياه لنا أن نربي أبناءه على الثقافة القرآنية، وتولي آل البيت، والجهاد في سبيل الله .
وواصلت أيضا حديثها عن أبرز محطات الشهيد الجهادية فقالت: من محطات الشهيد -سلام الله عليه- أنه كان من أوائل المشاركين في ثورة 11 فبراير 2011م، وكذلك كان بعد فتح صنعاء من أوائل الذين استقبلوا المجاهدين في المديرية وفتح لهم منزله وكان ينفق على نفسه وعلى المجاهدين من ماله الخاص ، فقد كرس كل وقته وجهده للجهاد في سبيل الله وترتيب وضع المديرية مع المجاهدين أمنيا واجتماعيا وعسكريا، وكان حريصاً على حضور جميع الفعاليات والاجتماعات وعدم التغيب عنها، فمن أبرز الأعمال التي تقلدها هي : (رئيس لجنة المظالم) في المديرية لما كان له من حضور وقبول بين أبناء المجتمع ولما كان يتمتع به من المصداقية والعدالة وإنصاف المظلومين.
استشهد -سلام الله عليه- في بلاده عتمة عندما فتح العدوان جبهة في مديرية عتمة على يد مرتزقته بقيادة الفار عبدالوهاب معوضة
، استشهد اثناء قيامه بإيصال المدد مع مجموعة من المجاهدين إلى المرابطين في تلك الجبهة وأثناء عودتهم تعرضوا لكمين غادر استشهد على إثره مع مجموعة من رفقائه بتاريخ 13 /8 /2015م.
شجاعة واستبسال
الشهيد/طه حسين علي حسين حميد الدين نموذج للرجل المؤمن الذي عرف مسؤوليته أمام الله ثم الوطن، فانطلق مجاهدا ، صادقا ً، شامخاً، ثابتا ًنحو جبهات العز والشرف والبطولة، رجل اختزل آلاف الرجال في شخصه العظيم فقدم روحه الطاهرة فداء لوطنه.
تحدثت زوجة الشهيد عن الحافز لانطلاقة الشهيد قائلة: الدافع الأساسي والمحفز للشهيد للجهاد هو إعلاء كلمة الله، ومواجهة الظلم والظالمين بعد رؤيته للانتهاكات المتتالية للعدوان على الشعب اليمني، انطلق حفاظا على الأعراض المصانة، وأكثر الأسباب لانطلاقته هو شوقه للقرب من الله ونيل الشهادة، ورفقة الصالحين في جوار الله، والرفعة والمضي قدما للحصول على رضا الله وتوفيقه للدفاع عن أرضه وبلده وأهله .
كما واصلت حديثها قائلة: كانت انطلاقة الشهيد في بداية المظاهرات عام 2011م، وقد خرج لساحات الاعتصام لإثبات صوت الحق ، وتوالت تحركات الشهيد طيلة تلك الفترة حتى بداية العدوان حيث زاد نشاط الشهيد الثقافي والتوعوي بخطر هذا العدوان وفضح مخططاته على منبر الجمعة وفي الندوات الثقافية والجوامع ، ثم انطلق للجهاد في جبهات العزة والشرف ، ورغم تواجده في الجبهة كمقاتل إلا أنه لم يترك أبداً نشاطه الثقافي في أواسط المجاهدين، وقد نال الشهادة بعزة ورفعة رأس ونفس مطمئنة واثقة بالله وبتأييده ونصره.
كذلك تحدثت عن بعض محطات حياة الشهيد حتى استشهد قائلة: كانت حياة الشهيد ملازمة لكتاب الله منذ الصغر فالشهيد تعلم القرآن وحفظ أجزاءً منه وكذلك تعاليم أهل البيت ..
فمن أبرز أعماله تأسيس حلقات القرآن الكريم في الأمانة مع رفقائه والسعي الحثيث على تطويرها ونشرها في أوسع نطاق والرقي بالمنتمين لها من طلاب ومدرسين إلى درجة تليق بحامل القرآن الكريم.
كان للشهيد العديد من المواقف في الجبهات، حيث كان إنساناً نشيطاً مستشعراً المسؤولية الملقاة عليه كونه في هذا المكان الحساس في جبهة نجران ، وكان يستطلع مواقع الاعداء ويدخل الى اوساطها ويعد متاريسهم، كذلك كان يشارك بحفر الخنادق مع زملائه، و كان دائما يوصي أصحابه بذكر الله في كل وقت ويبين لهم ما لذلك من أثر في تأييد الله، وكان أيضا يعمل حلقات علم وذكر في وسط الجبهة في الخطوط الأمامية،
ففي يوم كان العدوان يقصف عليهم بجنون متواصل لدرجة أن صاحبه لم يجد الماء يتوضأ فتيمم وصلى، فجاء الشهيد طه ومعه الماء، فقال له رفيقه المرابط:” كيف استطعت أن تأتي بالماء والضرب متواصل”، فنظر له الشهيد وابتسم وقال له: “الآن قوم اتوضأ وصلي خلاص ما عاد ينفع التيمم فقد حضر الماء، وقبل أن يستشهد بيومين كان يوم الجمعة قام واختطب في المرتزقة والأعداء وقال لهم: “ارجعوا إلى الله واتركوا الباطل، وإذا فيكم أحد على حق فعليه أن يجيبني ” ، ولكن لا حياة لمن تنادي، بعدها بيومين كان يوم الأحد بتاريخ 28 /4 /2019م صلى الشهيد الفجر وطبق البرنامج مع رفاقه وقاموا باقتحام معسكر الأعداء، فتقدم الشهيد بشكل كبير حتى دخل الى جبهتهم فواجههم مباشرة، فقد كان على تبة عالية يطلق الرصاص على المرتزقة وكأنه نفس المشهد ذاك الشهيد الذي كان يقول “سلم نفسك ياسعودي”، ثم أصيب الشهيد في الجهة اليمنى من رقبته ويده ، فأخذ يزحف حوالي 20متراً وعاد للموقع وكانت جراحه تنزف بشكل كبير، فأخذه رفاقه وحاولوا إسعافه، ولكن دون جدوى فقد فاضت روحه إلى بارئها، وشهد أصحابه أنها فاحت منه رائحة المسك في تلك اللحظة، ثم في نفس اليوم اتصل بهم أحد المشرفين وقال: قولوا لطه حسين يطلع يزاور خلاص كملت فترة عمله ،فردوا عليه: “طه سار يزاور عند الله..طه استشهد”.
وواصلت حديثها والعبرات تخنقها عن أبرز صفات الشهيد فقالت: سلام الله عليه كان الإحسان متجلياً فيه بشكل كبير وواضح كان يساعد الناس ويحسن اليهم قولا وعملا ، فكان إذا أحد احتاج إلى مساعدته في أي أمر كان يقف معه ويعينه ويشير عليه في كل أموره، كان محسنا لكبار السن، فكان يجالسهم ويتكلم معهم ويرفع من قدرهم ، كذلك الصغار كان ينزل لمستواهم وأفكارهم ويعلمهم ويمازحهم.. لدرجة أن الجميع أحبوه بسبب أخلاقه وتواضعه وابتسامته ، لقد كان بسيطاً متواضعاً، إنسان حكيم في اتخاذ القرارات، وكانت له هيبته، وكان باراً بأمه، يصل رحمه فتلك من أولوياته، كان أبا حنونا ومتحملا لمسؤولياته تجاه حياته وأمور دينه والتزاماته، لم يكن متكاسلاً ومن وصاياه لنا: اتقوا الله والتحقوا بالمسيرة القرآنية وطريق الجهاد، وعلينا الثبات على خطاه، كذلك أوصانا بالوفاء للسيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله، ونصرة الحق والمظلومين .
وكان لزوجة الشهيد كلمة أخيرة قالت فيها: نحن بإذن الله سائرون على خطى الشهداء، على نفس منهجهم؛ لانها طريق الحق والنجاة والعزة في الدنيا والآخرة، فلن نجعل دماءهم تذهب هدراً فسنمضي على خطى من قدموا أرواحهم من أجلنا، وسنربي أولادنا على خطاهم ليحملوا راية الإسلام بوعي وثقافة إسلامية وثقة عالية بالله وبوعده لأنصاره.
عطاء وأخلاق
الشهيد/ أحمد محمد عبدالله الهادي تعبدت ناصيته في محاريب الجهاد، واستقر في نفسه حب الله وحب الجهاد وإعلاء كلمة الحق، ثم حب ثرى الوطن تشربت نفسه نهج الثقافة القرآنية..
تحدثت أم الشهيد أحمد عن الحافز لانطلاقة الشهيد قائلة: انطلق الشهيد سلام الله عليه لأنه كان يحمل قضية وله هدف وله مبتغى وقضية عادلة، قضية مشروعة، قضية محقة وأن الهدف فيها مقدس بل إنه عنوان شامل جامع وهو الجهاد في سبيل الله، ولأن الله سبحانه وتعالى هو الملك الحق المبين، هو الذي يشرع لعباده الشريعة الحق، فعندما انطلق الشهيد سلام الله عليه انطلق دفاعا عن أرض الوطن وعن المستضعفين، وذلك حينما شاهد الظلم والطغيان والذل والإهانة على البلاد وعلى شعبها، واستغلال الكهنوتي علي عبدالله صالح للشعب اليمني، وكذلك قوى الكفر والظلم والطغيان السعودية ومن خلفها أمريكا وإسرائيل عندما قامت بشن حربها على اليمن وأهلها، كذلك عندما شاهد أشلاء النساء والأطفال المرمية في الشورع والطرقات، كل ذلك دفع الشهيد إلى الجهاد في سبيل الله والالتحاق بالمسيرة القرآنية، فكانت انطلاقة الشهيد سلام الله عليه انطلاقة من واقع الإحساس بالمسؤولية والغيرة والحمية على الشعب اليمني.
ثم واصلت حديثها عن حياة الشهيد الجهادية قائلة: بدأ الشهيد المجاهد أحمد سلام الله عليه حياته الجهادية من الحروب الست التي كانت في محافظة صعدة ضد الطاغوت علي عبدالله صالح ومن معه من الطواغيت من أبناء الأحمر فقد كانت حربهم على صعدة من أجل إسكات صوت الحق وتبعا لمصالحهم الشخصية وإرضاء لأمريكا وإسرائيل، فتحرك الشهيد أحمد من موقعه بالإحساس بالمسؤولية، ومن ثم انطلق الشهيد أحمد في حرب دماج وكتاف وفي تنيك المعركتين أصيب الشهيد بجروح، ولكن كان الشهيد أحمد سلام الله عليه أقوى من آلام تلك الجروح فلم توهن من عزيمته بل واصل مشواره الجهادي في سبيل الله حتى ثورة 2011م فكان من السباقين إلى ساحات الجهاد، كذلك في حرب الطاغية علي محسن لم تخلوا المتارس من بطولات أحمد، فعندما اجتمعت قوى الكفر والطغيان وتكالبوا على يمن الإيمان والحكمة ظناً منهم بأن دباباتهم وصواريخهم ستركع شعبنا برز هنا أحمد إيمانا كاملا لمواجهة قوى النفاق والشر، كذلك انطلق للجبهات الحدودية ، فلم تكن تخلو أي جبهة من ضرباته الحيدرية، ومن ثم انطلق الشهيد أحمد -سلام الله عليه- إلى صرواح وفي أحد الزحوفات أصيب أحمد ورفاقه وقد كانت إصابة أحمد إصابة بالغة الخطورة ولكن جرحه البالغ لم ينسه جراح أصحابه فلم يكن يئن لجراحه بل يئن لجراح أصحابه، فعندما جاءت سيارة الإسعاف مبتدئة بأحمد كون جراحه بالغة ، رفض وكأن العباس تجلى في فدائه وإيثاره، فرفض أن يسعف قبل أصحابه، وعندما نادى فيهم العلم القائد نفيراً إلى الساحل الغربي لم يطب له مرقدا إلا على رمالها الحارة وتحت شمسها المتوقدة، وهناك لقي أحمد ربه وهو يقوم بواجبه الجهادي في(تمشيط المنطقة الملغمة)في الحديدة صباح الأحد الموافق 10 /3 /2019م.
وواصلت حديثها عن أبرز صفات الشهيد فقالت: كان الشهيد أحمد -سلام الله عليه- إنساناً عظيماً، إنساناً جهادياً، إنساناً عملياً، فمن صفاته الهدوء والوقار حيث كان يتعامل مع أي موضوع بكل هدوء وروية وحكمة، وكان أيضا إنساناً تقياً، كان يخشى الله في كل أعماله الجهادية و معاملاته مع الآخرين، فكان منصفا بين الأفراد ومنصفا في معاملته لهم، حيث كان الشهيد يتحرى الصدق في كل أقواله وأفعاله، وكان الشهيد أحمد -سلام الله عليه. مهتماً جدا بأسر الشهداء، والأسر المستضعفة والفقيرة.
كما واصلت حديثها عن بعض وصايا الشهيد فقالت: من وصايا الشهيد أحمد سلام الله عليه لأهل بيته: أن نسير على ما سار عليه، وأن نتبع كتاب الله في كل أمور حياتنا ونقتدي بالرسول صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وآل بيته وأعلام الهدى؛ لأنهم طريق النجاح والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، ومن وصاياه للمجاهدين في سبيل الله: أن يواصلوا هذا الطريق فإنه طريق السعادة، وأن لا يتخاذلوا عن فعل شيء في سبيل الله، وأن يتحروا الصدق والأمانة في كل أقولهم وأفعالهم، فقد كان الشهيد أحمد سلام الله يردد دائما للمجاهدين لا نريد تراجعاً أو ضعفاً أو استكانة لأننا على الطريق الحق الذي رسمه الله لنا وتحركنا من أجله فإذا ما تراجعنا أو ضعفنا فإننا سنصل إلى حالة من الخذلان.
وكان لأم الشهيد كلمة أخيرة قالت فيها: من واجبنا نحن كأسر شهداء تصون دماء أبنائها الشهداء، أن نسير على ما سار عليه الشهداء؛ لأن الشهداء هم مدرسة نتعلم منها البذل والعطاء، ونربي أبناءهم التربية الإيمانية الجهادية التي اتبعها الشهداء وساروا عليها، ومن وفائنا للشهداء ومن مسؤوليتنا تجاههم، أن نكون أوفياء مع المبادئ والقيم التي ضحوا من أجلها، فالشهداء قدموا أنفسهم في سبيل الله ومن أجل تحقيق الأهداف العظيمة كالعدل وزوال الظلم، كي ينعم الناس بالعزة، كي تتحقق لأمتنا الكرامة، فمن واجب المجتمع الوفاء للشهداء، ومن مسؤوليتنا كمجتمع مؤمن تجاه هؤلاء الشهداء العظماء؛ رعاية أسرهم والاهتمام بهم، فأسر الشهداء هم أمانة في أعناقنا جميعا.
* إعداد/المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالأمانة

قد يعجبك ايضا