ثلاثة ملايين امرأة بحاجة إلى خدمات الصحة الإنجابية

 

اليونيسف: مليون امرأة حامل معرضة لسوء التغذية الحاد بسبب تردي الأوضاع في اليمن
تقارير: عدد وفيات الأمهات في اليمن يصل إلى 3600 امرأة سنوياً، بمعدل عشر حالات

ألقى العدوان الغاشم بظلاله على جميع الخدمات العامة الأساسية والصحية والحق الضرر بالمرافق الصحية ومنها خدمات الصحة الإنجابية مما أدى الى عواقب وخيمة تحملتها الأمهات والفتيات في سن الإنجاب ليرتفع عدد وفيات الأمهات أكثر مما كان عليه سابقا .
حيث تعتبر عملية الحمل والولادة طبيعية إلا أنها لا تزال في بلادنا رحلة محفوفة بالمخاطر حيث تموت الكثير من الأمهات لأسباب تتعلق بهذا الحدث الطبيعي إحصائيات مخيفة .
الأسرة/ خاص

وتشير تقارير اليونيسف إلى أن مليون امرأة حامل ومرضع تحتاج إلى علاج من سوء التغذية الحاد الوخيم وثلاثة ملايين امرأة في سن الإنجاب بحاجة إلى خدمات الصحة الإنجابية وان الوصول الى الخدمات الصحية للحامل هو سبب بقائها على قيد الحياة وغياب الخدمات الصحية وصعوبة المواصلات ونقص الدواء هو أبرز المسببات الوخيمة لصحة المرأة وبالذات المرأة الريفية لا سيما في المناطق الريفية والمتضررة من الحرب
كما تشير التقارير إلى وفاة واحدة من بين كل 260 امرأة أثناء الحمل أو الولادة ويموت واحد من بين كل 37 مولوداً جديداً خلال الشهر الأول من الولادة
وأوضح تقرير المسح الديمغرافي لصحة الأسرة أن وفيات الامهات عاود في الارتفاع مجددا وذلك بسبب نقص الرعاية الصحية وبسبب انتشار الأمراض والأوبئة المختلفة بالإضافة الى أسباب عديدة أخرى تقفُ وراء ارتفاع معدل الوفيات بين نساء اليَمَن منها انعدام الأدوية والأجهزة الطبية بسبب الحصار إضافة الى العديد من الأسباب المتعلقة بصحة المرأة منها النزيف الحاد الذي يظهر أثناء الولادة وبعد الولادة، وأيضاً ارتفاع السكر وضغط الدم، و النزيف الكثيف للدم، كما أرجع العديد من الأطباء ارتفاع حالات الوفاة إِلَى خطورة الزواج المبكر قبل سن الإنجاب.
تضرر المرافق الصحية
كثير من المرافق الصحية تضررت من العدوان الجائر على اليمن منذ خمس سنوات ولم تعد تعمل بعض المرافق الصحية بل وتعاني من نقص حاد في الدواء والموظفين وخاصة في القرى والأرياف المتضررة من الحرب والعدوان وتقول المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور: أي مولود جديد قد يتحول الى مأساة للأسرة وأن الحرب أوصلت الخدمات العامة الأساسية بما في ذلك الرعاية الصحية الأساسية للأمهات والأطفال إلى حافة الانهيار التام .
وأضافت : توفر خدمات رعاية الحوامل والولادة بحضور كادر صحي مؤهل أمر ضروري لبقاء كل من الأمهات والأطفال على قيد الحياة وانه في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل فإننا نجدد النداء لجميع الأطفال – سواءً في اليمن أو في أماكن أخرى من العالم – للتمتع بحقوقهم الكاملة في الصحة والتعليم والحماية والسلام”.
أسباب أخرى
تدني مستوى خدمات الرعاية الصحية في بعض المستشفيات أو شحة الإمكانيات المادية المرصودة لرعاية الأم الحامل ليست هي وحدَها وراء استمرار وفيات الأمهات أثناء الحمل أو المخاض فهناك عوامل أخرى تعود بعضها إلى عوامل خطيرة منها: الإنجاب المبكر والمتأخر وتكرار الحمل والولادة بدون فاصل زمني أقل من ثلاثة أعوام وقلة وعي المجتمع بأن المرأة الحامل معرضة لمخاطر الحمل والولادة وما بعدهما، والولادة بأيدٍ غير مدربة.
وبمراجعة أسباب وفيات الأمهات في اليَمَن يتضح أن الريف هو السبب الأول للوفاة 39 % يلي ذلك تعسر الولادة 23 % ومن ذلك تتضح لنا أهمية توافر خدمات رعاية الحمل للتعرف على حالات الحمل والخطر وإحالتها إلى المختصين وقبلها وعي الأسرة بأهمية الرعاية للحامل ومراجعة المراكز التخصصية، وكذا أهمية الإشراف على الولادة من قبل أطباء أو قابلات مدربات ومؤهلات مع توافر خدمات الطوارئ التوليدية للتعامل مع الحالات الحرجة.
وخلال العقد الماضي أوضحت الدلائلُ أن الأمومة يمكن أن تكون أكثرَ أماناً لجميع النساء، حيث وضعت مجموعة من الاستراتيجيات وتدابير إنقاذ الحياة التي يمكن تطبيقها حتى في البيئات والمجتمعات ذات الموارد المنخفضة ومن أهمها التثقيف ورفع وعي الأسرة باكتشاف علامات الخطر أثناء الحمل والولادة وطلب الخدمة، ووضعت لذلك معاهدات دولية وقعت عليها جميع الحكومات في سائر أنحاء العالم ومن المعروف أن الحصولَ على خدمات رعاية الحمل يقي من وفيات الأمهات وإن معظم الولادات في اليَمَن تتم في المنزل دون إشراف من مختصين صحيين مؤهلين وتصل هذه النسبة إلى 82.2 % في الريف مقارنة بـ59.5 % في الحضر نتيجة للعادات والتقاليد، ولكن السبب الحقيقي يكمن في تدني الوعي وضعف التثقيف بأهمية الولادة تحت إشراف كادر مؤهل، ومن ناحية أخرى فإن معدلَ استخدام خدمات ما بعد الولادة منخفض للغاية 12.6 % حيث أن معظم السيدات لا يلجأن إلى الحصول على أية رعاية بعد الولادة وتزيد نسبة عدم المستخدمات بين الريفيات عنها في الحضر نتيجة للأسباب السابقة.

قد يعجبك ايضا