هوية الإيمان.. إرادة وانتصار

المروني: التصدي لمشاريع زعزعة الثوابت الحضارية لهويتنا
الربيدي: الشعب اليمني منبع الإيمان ومنبع الحكمة
شرف الدين: خطاب الهوية من زمن التلقي إلى زمن الإبداع

استطاع شعب الإيمان والحكمة بصموده وثباته في مواجهة تحالف الحرب والحصار ضد اليمن المسلم المسالم أن يجذّر هويته الحضارية والحفاظ على قيم ومبادئ المجتمع الإسلامي أمام تيار الانسلاخ من قيم الدين الحنيف والارتماء في أحضان أعداء أمتنا أمريكا وإسرائيل وشعبنا يخوض غمار العام الخامس من صموه واستبساله يأتي خطاب الهوية لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ليؤكد ثبات أبناء اليمن واعتزازهم بالانتماء لهذا الدين العظيم الذي نستمد من تعاليمه الخالدة عوامل النصر والثبات.
حول أهمية تعزيز هويتنا الإيمانية في أوساط المجتمع اليمني ومخاطر الهمجية التضليلية التي تستهدف هوية المجتمعات الإسلامية وإغراقها في مستنقع التقليد الأعمى ألتقت “الثورة” العديد من الشخصيات العلمائية لمناقشة هذا المحور وإضاءة جوانبه وهنا المحصلة:
الثورة / عادل محمد

العلامة أحمد علي المروني تطرق إلى أهمية إحياء مشروع الهوية الإيمانية لمواجهة التحديات والأخطار وفي المقدمة الهمجية التي تستهدف زعزعة الثوابت الحضارية لهويتنا الإسلامية وضرورة التصدي للغزو الثقافي والتضليل الشامل.
وأضاف: هوية الإيمان هي صيانة لأجيال الأمتين العربية والإسلامية من مخاطر التأثر بالثقافات والعادات الطارئة على مجتمعنا الإيماني ومشروع إحياء الهوية الإيمانية في أوساط المجتمع اليمني مشروع يرتكز على ثوابت العقيدة الإسلامية والمطلوب اليوم من الجميع الالتفاف حول الخطوط الرئيسية التي تحدث عنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله والتفاعل مع البرنامج العملي لعملية التوعية بأهداف ومضامين مشروع إحياء هويتنا الإيمانية التي حاول الأعداء وما زالوا عبر عدوانهم الغاشم أن يطمسوا معالم هذه الهوية.
ولكن بإصرار شعبنا على الثبات والصمود سوف نعيد الاعتبار للذات اليمنية الأصيلة ونحمي الشخصية اليمنية من محاولات اختراقها.
وكما هو معلوم فإن تمسكنا بهوية الإيمان من أهم ثماره هو حماية أجيالنا من خطر الغزو الثقافي والتضليل الإعلامي، وتحصين هذه الأجيال بثقافة القرآن، والرسول صلوات الله عليه وآله وسلم قد أرشد الأمة إلى ما يعصمها من الضلال وفي أكثر من مناسبة منها بحسب بعض الروايات في حجة الوداع ومنها في حال رحيله إلى الرفيق الأعلى ووصيته الأخيرة حيث يقول «أني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
فمن خلال تربية الأجيال وتنشئتهم على القرآن وتثقيفهم بثقافة الإسلام وربطهم بأعلام ورموز الأمة الحقيقيين وورثة الكتاب المصطفين العدول الذي ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وكذلك يمكن حمايتهم من خلال الانتباه والاهتمام بالواقع والسلوك الذي يكون عليه الآباء والأمهات والأخوة والأخوات والمجتمع ككل كون هذا له أكبر الأكثر وليتعاطى الجميع من موقع القدوة والأسوة، فأبناؤنا في الغالب هم نسخة مصغرة لذويهم.
كما أن تصحيح واقع وسائل الثقافة المختلفة من مدارس وجامعات ومساجد وقنوات وصحف ومراكز إعداد الشباب والناشئة هو أيضاً مما يحمي ويقي ويشكل مناعة وقدرة على المقاومة لكل غزو ثقافي وتضليل إعلامي وهذه التنشئة الإيمانية هي اللقاح ضد هذه الفيروسات والميكروبات والفطريات التي من شأنها أن تدخل الفرد في حالة مرضية قد تؤدي به إلى قعر جهنم والعياذ بالله.
ومن المهم الإشارة إلى أننا بعد نجاح الغزو الثقافي والإعلامي في عالمنا الإسلامي وامتداد وتوسع دائرة تأثيره على الطفل والمرأة والرجل على حد سواء بأمس الحاجة إلى مراجعة وتصحيح مسارنا ومسيرنا إلى الخالق سبحانه وتعالى لأن أمة الإسلام عزها وفلاحها وسعادتها مربوطة بهذا الدين بتطبيقه وفهمه والالتزام به واليوم بفضل الله وبكل تواضع شعبنا اليمني المسلم العزيز يعيش هذا التصحيح ويجري هذه المراجعة ويشهد العالم كله صحوته ونهضته وهذا ما أدركه أعداء اليمن فسارعوا إلى شن الحرب والحصار والتحالف ضد شعب الحكمة والإيمان من أجل إعاقة النهوض اليماني ولكن بتوفيق المولى عز وجل وعونه ولطفه تهاوت مشاريع الأعداء.
منبع الإيمان
القاضي عمار محمد محمد الربيدي أوضح أن المجتمع اليمني هو منبع الإيمان ومنبع الحكمة ونوه بأن الهجمة التضليلية ضد أمتنا وضد ثوابتنا تهدف إلى سلب الهوية الإيمانية.
وقال: إن المتأمل في حديث وقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في اهل اليمن والذي ينص على أن الإيمان يمان والحكمة يمانية والذي نفهم منه أولاً فضل أهل اليمن، ونفهم منه ثانياً أن الأعمال تنقسم إلى قسمين: إما إيمان كامل وراسخ بكل ما جاء من عند الله وعند رسول الله، وإما حكمة بالغة بوضع الأشياء في الحياة العملية في موضعها وفي مكانها، وكذلك نفهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثالثاً بأن الإيمان والحكمة محصوران ومقصوران كما يشعر اللفظ النبوي في أهل اليمن، فأهل اليمن خاصة عن غيرهم من المسلمين له خصوصية وميزة وأفضلية عن غيرهم من المسلمين فإن أردت أن تجد الإيمان الكامل فهم أهل الإيمان « الإيمان يمان» فهم الذين آمنوا بالله ورسوله عن يقين وقناعة تامة، وهم الذين آووا رسول الله ونصروه، وضحوا بأموالهم وأنفسهم وأولادهم من أجل إعلاء ونشر وتعليم وترسيخ هذا الدين، حتى قسم الله في كتابه المسلمين في أول الإسلام إلى طائفتين هم المهاجرون والأنصار، فجعل أهل اليمن والذين هم الأنصار نصف المسلمين من الذين سبقوا إلى دين الله وإذا أراد الواحد أن يذكر مواقف الأنصار في إيمانهم سيطول به المقام والمقال، فإن هذه المواقف قد سجلها وذكرها وخلّدها الله في كتابه، والنبي في سنته، وأهل التاريخ في كتبهم، وكذلك إن أردت أن تجد الحكمة والعقل والفطنة والتسامح ووضع الأشياء في أماكنها «والحكمة يمانية» فهم الذين حكمتهم عبر الزمان تدل على أنهم أحكم الناس ومن قرأ عن تاريخ سبأ وحمير وتبع وملوك اليمن وحضارتهم وحياتهم الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية وجدهم أنهم أهل حكمة وحنكة وقد ذكر القرآن الكريم بعض هذه الحكمة في بعض مواضع من القرآن الكريم.
كما نفهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المذكور والذي نعلم أن رسول الله لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، والذي نعلم أيضاً وكما نقول دائماً أن رسول الله إذا مدح شخصاً أو قوماً أو أمة لا يقول فيهم ما يقول إلا عن وحي وتعليم من الله، فنفهم من رسول الله رابعاً أن أهل اليمن هم قوم طينتهم وسجيتهم وطبائعهم قد طبعت إما على الإيمان، وإما على الحكمة، إذاً فالمجتمع اليمني هو مجتمع ينبعث منه الإيمان بربه وبرسوله، وتنبعث منه الحكمة والسداد والصواب في الأقوال والأفعال، وهذا ما هو عليه المجتمع اليمني سابقاً وهو ما هو عليه اليوم فإنك لن ترى مجتمعاً محافظاً على دينه وأخلاقه وقيمه ومبادئه وأعرافه والتي تقوم على الصدق والوفاء والتضحية والصبر والثبات والعزة والوحدة والاتحاد والقوة والشجاعة والتقدم للدفاع عن دينه وأهله وماله وعرضه وأرضه وقومه وأمته والالتزام بالآداب والعفة والشرف والحشمة ومكارم الأخلاق ومحامد الصفات، والتي لم تنبعث هذه الصفات في هذا المجتمع إلا من منبع الإيمان أو من منبع الحكمة لأن طينته الحقيقية والأصلية هي الإيمان والحكمة كما وضحها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والتي قل أن تجد شعباً أو أمة أو مجتمعاً يتحلى وتتجلى فيه هذه الصفات والأفعال والأقوال، ومن يقول إن في مجتمعنا اليمني سابقاً أو لاحقاً توجد فيه بعض الاختلالات أو المخالفات فهي إما تصدر عن البعض شذوذاً كما هو المعلوم أن لكل قاعدة شذوذاً أو من بعض من أصيبوا بالجهل وعدم الإيمان والتطرف والعمالة والخيانة وإما تصدر عن البعض بسبب الغفلة وبسبب الحرب الثقافية والإعلامية التي تصدرت إلى كل دول العالم العربي والإسلامي والذي تشنها على امتنا العربية والإسلامية إسرائيل وأمريكا والغرب عبر الانترنت والترويج السياحي والثقافي الماجن والمائع والخليع والذي هدفه سلب الهوية الإيمانية منا ومن كل العرب والمسلمين والذي يهدف إلى تخلينا عن ديننا وأخلاقنا وقيمنا فما علينا إلا أن نحافظ ونتمسك ونرجع إلى ديننا وأن نرسخ فينا القوة الإيمانية والحكمة اليمانية حتى يصدق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية» وبهذا نحمي أجيالنا ومن بعدهم من تضليل الإعلام والفساد اليهودي والأمريكي والغربي نسأل الله التوفيق لجميع أمتنا والنصر على أعداء الدين آمين.
زمن الإبداع
الأستاذ أحمد حسين شرف الدين أشار إلى أن خطاب الهوية لقائد الثورة – حفظه الله – يشكل فاصلة تاريخية بين زمنين، زمن التلقي الخارجي وزمن الإبداع اليماني.
وأضاف: بوتائر عالية واهتمام استثنائي ينتظر الوطن اليمن خلال الأيام القادمة تدشين برنامج التوعية حول الهوية الإيمانية وفقاً للخطوط الرئيسية لخطاب قائد الثورة، لقد جاء خطاب الهوية الإيمانية ليشكل فاصلة تاريخية بين زمنين، زمن التلقي وزمن الإبداع.
الشعوب العربية والإسلامية تتعرض لغزو ممنهج وتضليل واسع من خلال محاولة اختراق هوية المجتمعات الإسلامية والغزو الثقافي مصطلح يطلق على مجموعة من الأساليب الفكرية التي تعتمدها القوى الاستعمارية وتستخدمها لمهاجمة الشعوب والأمم المرد السيطرة عليها ونهب ثرواتها عن طريق استهداف النسيج الاجتماعي للأمة بهدف خلخلته وتدمير هويته وتهيئته للقبول بالتبعية لهم وتنفيذ مشاريعهم الخبيثة بدون أي كلفة مادية أو بشرية وتقوم هذه الهجمة على عدة مرتكزات أساسية أهمها الإعلام الذي يؤثراً كثيراً في تشكيل الرأي العام للمجتمع وفق قناعاته وتزييف الحقائق وقلبها بغرض خلق أرضية اجتماعية وحاضنة مناسبة للمستعمر وبأيد محلية، لذلك تقوم هذه القوى بالسعي للسيطرة على وسائل الإعلام المختلفة داخل الدول المستهدفة واستقطاب الإعلاميين بل وصناعتهم ودعم الوسائل التي تساير أفكارهم وأهدافهم مستغلين عدة عوامل منها العامل الاقتصادي واستغلال الحاجة لدى البعض.
المرتكز الثقافي: والذي يشكل العمق الحضاري للمجتمع ويتم استهدافه عبر نشر الكثير من الثقافات المنافية لهوية المجتمع الأصيلة عن طريق تشويه كل ما يمتلكه المجتمع من موروث ثقافي وتصويره على أنه متخلف وهمجي وغير حضاري، وغير ذلك من الأمور التي نشهدها في واقعنا اليوم ويتم ذلك عن طريق إغراق البلدان بالمطبوعات والكتب والأفلام والمسلسلات وعبر المصطلحات البراقة التي يطلقونها بخصوص تحرير المرأة والحقوق والحريات ذات المغزى المناهض للثقافة الإسلامية والعربية المتجذرة في المجتمع والتركيز عليها دون غيرها، كذلك إغراق البلدان بالوسائل المساعدة على التفسخ والانحلال الأخلاقي لدى الشباب والشابات عبر الوسائل المتاحة وأهمها النت كالأفلام الجنسية وتسهيل وصولها إلى الجميع بغرض الإثارة والانحراف .
نشر المخدرات: والتي تعاني منها معظم الدول المستهدفة بهدف إغراق القوى الفاعلة في سوق العمل والإنتاج بهذا الوباء القاتل وحصر تفكيرها حول هذه الآفة والابتعاد عن كل القضايا التي تهم البلد.
الاقتصاد: والذي تحرص فيه دول الاستعمار على محاصرة الدول واستهداف اقتصاد كل الدول المستهدفة وجعلها مجرد سوق مستهلكة لمنتجاتهم ومحاربة كل توجه نحو الاكتفاء الذاتي لأي دولة وجعلها دولاً محتاجة وفقيرة ليسهل تنفيذ مخططات التوسع الاستعماري.
هذه أهم المرتكزات التي يقوم عليها الغزو الثقافي التي يقوم بها قوى الاستكبار العالمي ضد أمتنا وهويتنا وهنا ما الذي علينا فعله لحماية أجيالنا من هذه الهجمة الشرسة والتصدي لخطرها.
من خلال ما تم استعراضه لأهم المرتكزات التي يستند إليها أعداء الأمة وأهم الأدوات الخطيرة التي يتم استخدامها من المحتم علينا التصدي والمقاومة لهذا الغزو الشامل والعمل على تحصين الأمة وخاصة أجيالنا الصاعدة من هذا الخطر.
وهذا يتطلب منها جميعاً وقفة جادة واستثنائية لكل المعنيين وحشد الطاقات والإمكانيات التي نملكها لمواجهة هذه التحديات.
ترسيخ الهوية الإيمانية قضية محورية تهم الفعاليات المجتمعية والمطلوب إسهام الجميع في تفعيل مشروع هوية الإيمان.

قد يعجبك ايضا