إلى حكَّام العرب

 

خالد لطف عبيد

يا أيـها الـحكــام لا تـتـوهـمـوا
أن الشـعـوب لحكـمكـم تسـتسلـم
فالظلم مهمـا طال ليس بدائـمٍ
والبطشُ والتشريدُ دينٌ فافهمـوا
فكؤوسكم تلك التي أسقيتموا
منهـا الشعـوب وأنتموا تتـرنمـوا
ستذيقكم منهـا الشعوب بقادم الـ
أيـام، أضـعـافـاً فــلا تـتـبـرمــوا
أودت بـكـم أهـواؤكـم لمطـامـعٍ
الــذل يـعقُـبُـهـا وصـبـحٌ مُـظْـلِـم
راودتـم الأوطـان عـن خيراتهـا
إمـا تـمكـنـكــم وإمـا تـنـقــمــوا
يا مـن تعهدتـم أمـام شعـوبكـم
أن الـرخـاء بـركـبـكــم يـتـقـدم
أين الرخـاء وأين منكـم إسمُـهُ؟
فلـقـد كَـبَـا لفسادكـم، بـل أنتمـوا
أصـل الفسـاد ونـبتُـهُ وسقـاؤهُ
وحـصــادهُ ومـلاذهُ والـمُـطْـعِــم
وزمانكم بئس الزمان وحكمكم
جـوعٌ وظـلـمٌ، والمقابـر تُـتـخَـم
نزواتكـم فاقـت حدود خيالكـم
يـا أيـها الحمقـى أفيقـوا تسلـمـوا
فلـقـد توهـمـتـم بـأن بـقـاءكـم
في الحكم سوف يطول حتى تهـرمـوا
وبـأنكـم ستـسلمـون رقـابـنــا
ابناءكم مـن بعدكـم كي يحكمـوا
سَفَـهٌ أصـاب عقولكـم فتجردت
أطماعكـم وغروركـم ونسيتـمـوا
أن الشـعــوب عـصـيـةٌ وأبـيــةٌ
والـنـار فـي أحـشائـهـا تـتـضـرم
لكنهـا كتمـت لضـاهـا قـصـدها
لرجوعكـم عـن غيكـم تتـوسـم
فظننتموا لغبائكم خضعت لكم
وكـأنهـا مـن بطشكـم تستـرحـم
ولأنكم في وهمكـم لم تدركـوا
أن التسـلـط والـتجــبـر مَـغــرَم
تتبجحون بأنكـم في حكمكـم
من سـيـرة الخلفـاء كـم تستلهمـوا
عـدلاً ولـينـاً واحتمـال مكـارهٍ
وتقشـفٍ في العيش كـم تتجشمـوا
مـا تلك إلا حيلــة فسمـاتكـم
جَـعْـل التـحـايُـل للتمَـكّـنِ سُـلّـم
حتى غدت كل الشعوب لظلمكم
ولحـمـقـكـم ولـجـهلـكـم تـتـبـرم

قد يعجبك ايضا