حمى الضنك تفتك بالأبرياء في قرى تهامة بالجملة

الأسرة / خاص

قضت أم إسراء “20 ” عاما حياتها بعد اصابتها بحمى الضنك التي اجتاحت مدينتها “حيس” والتي تحصد الأوبئة فيها أرواح الأبرياء من تلك القرى المتناثرة في تهامة..
وفي إحدى الليالي الكئيبة وما أكثرها في تلك المنطقة تم إسعاف اسراء بعد اشتداد مرضها ولكنها توفيت قبل أن تصل للمركز الصحي تلك المنطقة المنكوبة الموبوءة لا توجد فيها مواصلات سهلة لنقل المصابين من تلك القرى البعيدة الى المستشفيات والمراكز الصحية ..
ويقول الأهالي: إن ما يسمى “المكرفس” وحمى الضنك حصدا أرواح العشرات خلال الأيام القليلة الماضية بينما لم يلمسوا أي تواجد للمنظمات الدولية والإنسانية في سبيل الحد من انتشار هذه الأوبئة.

الأسر التي تعيش في أودية وقرى تهامة لا تملك قيمة الدواء ناهيك عن مصاريف المواصلات للوصول إلى المستشفى أسر بأكملها داهمها المرض حمى (الضنك والمكرفس) وغيرهما من الأمراض الفتاكة التي انتشرت مؤخراً وهي الأوبئة التي تسببت في وفاة العشرات وخاصة في مديريات زبيد والجراحي وحيس.
ويقول سكان تلك المناطق إن بعض القرى في منطقتهم قد شهدت نزول فرق طبية للتوعية والإرشاد وتوفير الدواء ومعالجة المرضى وهي الفرق التي تحدثت عنها وزارة الصحة بحكومة الإنقاذ الوطني بينما بعض القرى من حيس لم تصل اليها أي فرق طبية وخاصة القرى الجنوبية لمديرية حيس مثل قرى المصيبر والجريب وبيت المشولي  والتي تنتشر فيها هذه الأمراض بصورة مرعبة وباتت تهدد حياة المئات من المواطنين.
وقال سكان محليون بمحافظة الحديدة إن وباء جديداً انتشر مؤخراً في المدينة وفي عدد من مديريات المحافظة بالإضافة الى حمى الضنك وما يسمى “المكرفس” وقد أودى بحياة الكثيرين خلال الأيام القليلة الماضية وهو عبارة عن تشنج وحمى يصيب الشخص ويقضي عليه في يومين.
تقارير
وتقول التقارير بوفاة اكثر من  60 شخصا، وإصابة أكثر من 7 آلاف حالة بالملاريا وحمى الضنك في مديرية الجراحي بالحديدة غالبيتهم من الأطفال وأضافت إن من بين الوفيات 46 طفلاً دون سن 12 عاماً.
ودعا وزير الصحة إلى وقف العدوان والحصار وفتح مطار صنعاء والسماح للمرضى بالسفر للعلاج في الخارج.
وأوضح أنه توجد ١١٦ ألفاً و ٥٢٢ حالة إصابة مؤكدة بالملاريا وخمسة أضعاف حالة اشتباه أي نحو ٥٠٠ ألف حالة، مبيناً أن هناك نحو ٢٣ ألف حالة إصابة بحمى الضنك .
وأفاد وزير الصحة بأن حالات الوفيات المؤكدة بسبب حمى الضنك 11 حالة، كما أن هناك 51 حالة بلاغ عن وفيات .
توعية المتجتمع
يؤكد الأطباء إلى أن التخلص من مسببات المرض والأوبئة إحدى طرق النجاة وإنه لا بد من  حملة توعوية للمجتمع ترافق حملة المكافحة بمسببات المرض والوقاية منه والتخلص من مسبباته ولا بد من تعاون المسؤولين والأطباء والمجتمع بذلك والتخلص من بؤر تكاثر نواقل المرض وتوزيع الناموسيات والعلاجات.
وقامت وزارة الصحة بحكومة الإنقاذ الوطني تجاه انتشار حمى الضنك في الحديدة بإعلان حال الطوارئ الصحية لمواجهة تفشي حمى الضنك  وتزويد المرافق الصحية بالمحاليل والأدوية وبدء حملات رش ومن ثم ردم البؤر التي  يتكاثر فيها البعوض، والقيام بحملات توعية  للسكان للمساهمة في القضاء على بؤر تكاثر البعوض، بنشر الوعي والتثقيف الصحي وتغيير السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى تشكل بؤر تتكاثر فيها البعوض الناقل والحد من انتشار الوباء عبر التدخلات في المعالجات.
حملة واسعة
واكد مسؤولون على أهمية الحملة الواسعة لمكافحة الملاريا وحمى الضنك للحد من انتشاره ودور المواطنين في إنجاح حملة مكافحة حمى الضنك والملاريا التي تجتاح محافظة الحديدة من خلال التعاون مع الفرق الصحية وفرق الرش التي ينفذها البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا والتي تستهدف كافة مديريات محافظة الحديدة واجزاء من محافظات ذمار وتعز وإب وريمة وحجة واتباع نصائح وإرشادات فرق التوعية خلال نزولها إلى كافة الأحياء السكنية والمنازل لتوعية المواطنين بالإجراءات الواجب اتخاذها.
وأشار مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور عبدالرحمن جار الله إلى أن الحملة التي ينفذها البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا تستهدف كافة مديريات محافظة الحديدة وأكد أن الحملة تشمل الرش بالأثر الطويل والأثر الباقي والضبابي الذي يكافح يرقات بعوض الملاريا والضنك، إلى جانب ردم المستنقعات المائية الراكدة والبؤر الأخرى التي يتكاثر فيها البعوض وأنه سيتم توزيع الناموسيات والعلاجات الوقائية للمواطنين بالإضافة إلى نشر الوعي المجتمعي والتثقيف بمسببات المرض وكيفية التخلص منها وعلى ضرورة تكاتف الجهود  الرسمية في الوزارات والجهات المعنية لمواجهة الأمراض والأوبئة وإيصال الرسائل الصحية عبر الخطباء والمدارس والمتطوعين الصحيين.. داعياً وسائل الإعلام إلى القيام بدورها في التوعية بطرق الحماية والوقاية من حمى الضنك والملاريا .
وبين وزير الصحة أهمية  التثقيف الصحي حول الأوبئة والأمراض الفتاكة التي تسببها وطرق الوقاية منها من خلال ردم المستنقعات والمياه الراكدة، وإغلاق الأواني المكشوفة والتخلص من إطارات السيارات التي تتجمع فيها المياه كونها مكاناً يتكاثر فيه البعوض الناقل لمرض حمى الضنك والملاريا.
الحصار أبرز الاسباب
من جانبه أوضح مدير المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني الدكتور يوسف الحاضري أن المركز بدأ حملة واسعة للتوعية بمكافحة وباء حمى الضنك والملاريا من خلال البروشورات والفلاشات الخاصة عن كيفية التخلص من أماكن تجمع المياه الراكدة وإطارات السيارات وأهمية إغلاق الأواني المكشوفة.
وأخيراً فإن تباطؤ المنظمات الدولية، خاصة في ظل ما يعانيه الوطن من عدوان وحصار، ساهم بشكل كبير في تفاقم هذه الأوبئة.
كما العدوان والحصار على البلاد طوال ما يقارب الخمسة أعوام تسببت في تدهور الوضع الصحي وانتشار الأوبئة وباء الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك في عدد من المحافظات اليمنية وتكشف التقارير عن إصابة 3 ملايين طفل ما دون الخامسة بمرض أو عدة أمراض معدية خلال العامين الماضيين يضاف إليهم نفس الرقم إحصائية تراكمية لسوء التغذية لنفس الفئة والذي يبلغ عددهم باليمن حوالي ستة ملايين طفلة بما يوازي 60 بالمائة من هذه الفئة تحت خطر الأمراض المعدية والسارية وسوء التغذية تسبب بها العدوان والحصار.

قد يعجبك ايضا