أوائل الثانوية العامة .. إصرار وعزيمة لبناء المستقبل

 

النونو: العملية التعليمية تجاوزت الظروف والصعاب والمستقبل تتصدره كوكبة من المتفوقين والمبدعين
الأوائل: لا يوجد شيء اسمه مستحيل وبالمثابرة تغلبنا على كل الصعاب

وزارة التربية والتعليم تفتخر بطلابها الأوائل وبالمعدلات المرتفعة والمشرفة وغير المسبوقة التي حصلوا عليها لهذا العام2018_2019م فيما يؤكد الطلبة الأوائل انهم حققوا هذا النجاح في ظل الدعم المعنوي من قبل معلميهم وأولياء أمورهم.
كما أن تخرج كوكبة من أبرز طلاب اليمن في المرحلة الثانوية بكافة أقسامها الثانوية والمهنية إن دل على شيء فإنما يدل على أن وزارة التربية وعلى رأسها وزير التربية والتعليم يحيى بدر الدين الحوثي قامت بتوفير اجواء ملائمة وآمنة لجعل الطلاب يخوضون الامتحانات بسلام .
آراء الجهات المختصة وطلاب اليمن الأوائل عن سبب تفوقهم وغيرها من التفاصيل تجدونها في السياق التالي:
الاسره/ وائل علي

في هذا اليوم الذي لطالما انتظرته كثيراً فقدت كل قدرتي على التعبير عما يدور في داخلي من فرح يخالطه شعور جميل بالتفوق بالإضافة إلى فرحة والدي اللذين كان لهما الفضل بعد الله تعالي في تفوقي وحصولي على الترتيب السابع القسم العلمي على مستوى الجمهورية، هكذا استهل الطالب / جلال مجيب الرحمن محمد الأحلسي حديثه وأضاف : أنا اعد كل اليمنيين بأن أكون فخرا لهم وأمثلهم خير تمثيل في كل مكان اذهب إليه وسأسعى إلى ذلك جاهداً رغم أنف كل من يريد تدمير بلدنا الحبيب والحد من عجلة التعليم فيه .
جلال كما يقول كان يذاكر دروسه أولاً بأول 25دقيقة وتتخللها 5دقائق راحة وهكذا أما في أيام العطل فكان يستذكر دروسه 12ساعة وكان ينام الساعة 8مساء ويستيقظ بعد صلاة الفجر ويكمل مذاكرة دروسه لحين مجيء موعد المدرسة كما انه قام بإعداد جدول للمواد التي لم يكمل مذاكرتها بعد واعتمد على الجدول الدراسي.. الذي وضعه حتى تمكن من إتمام المنهج نهائيا.. وبدأ بعدها بمراجعة الدروس، وهكذا أصبح جلال مستعدا للامتحانات ودخول قاعة الامتحان وقلبه مطمئن تماما.. فتغلب على مخاوف الامتحانات الوزارية وهذا الأمر ساعد على تفوق بسهولة كما قال.
لم يختلف معه زميله في نفس التخصص الطالب / فراس عادل عبدالله الحزمي- الترتيب العاشر كثيراً، وأضاف: لقد أثبتنا للعالم أننا قادرون على تحدي كل العقبات التي فرضت علينا من حصار جائر وغيره، وأحب أن اشكر كل من ساندني في دراستي والدي واصدقائي ومعلمي الأفاضل في مدرسة جمال عبدالناصر والتي تعتبر مصنعاً للمتفوقين والفكر والعقل، كما أتمني من الطلاب المنتقلين إلى مرحلة الثانوية العامة أن يهتموا أكثر بدراستهم وان يبذلوا كل ما بوسعهم متكلين في ذلك على ثقتهم بالله عز وجل والدعاء دائما فهو المعطي والقادر على كل شيء .
ويحدثنا فراس بدوره عن طريقته الخاصة في المذاكرة قائلا: كثفت جهودي في إجازة آخر العام حيث كنت أذاكر المواد التي تتطلب الحفظ بالمشي في الحجرة ذهاباً وايابا وأرفع صوتي أمّا المواد التي تعتمد على تشغيل الذهن استخدم الورقة والقلم في الحفظ وأكرر الشكر لوالدي فهما من وفرا لي جواً ملائماً للمذاكرة .
تحدٍ ومثابرة
معالم الفرحة كانت بارزة على وجه الطالب/ماهر محمد عبدالرحمن غالب الحاصل على الترتيب الخامس علمي على مستوى الجمهورية والذي عبر عن سعادته البالغة بهذا التفوق الذي أشعره بالراحة قائلا: سنكون عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا وسنرفع اسم اليمن عالياً، ساندني في تحقيق حلمي والداي والدكتور خالد العزعزي وأهل قريتي وزملائي ومعلمي، فشكراً لهم .
وأضاف: بالنسبة لطريقة مذاكرتي كنت أذاكر الدروس أولاً بأول وبعد أداء صلاة الظهر ابدأ بمذاكرة الدروس الأدبية التي أخذتها في المدرسة وحفظ القوانين لأن العقل في النهار يكون أكثر استيعاباً لها وانتهي من المذاكرة والحفظ الساعة الـ 8مساء وبعدها ابدأ بالفيزياء أو الاحياء لأن العقل يكون أقل استيعابا حينها للدروس بسبب الإرهاق والتعب واستمر حتى الساعة 10والنصف مساء وفي أيام الإجازة الخميس والجمعة احضر الدروس وفي شهر رمضان الى بداية شهر شوال كنت قد انتهيت من مذاكرة المقرر الدراسي وبدأت بالمراجعة لحين موعد الامتحان.
استهداف ممنهج
الأستاذ أحمد حسين النونو- وكيل قطاع المناهج والتوجيه ونائب رئيس لجنة الامتحان بوزارة التربية والتعليم يقول: لا يخفى على الجميع طبيعة العدوان وأهدافه التي من أهمها إيقاف العملية التعليمية وما شهدته الأعوام الدراسية خلال الخمس سنوات من العدوان من استهداف ممنهج لكافة مقومات العملية التربوية والتعليمية، إلا أن وزارة التربية والتعليم بمختلف قطاعاتها استطاعت مواجهة التحديات والصعوبات، مستمدة طاقاتها من صمود شعبنا اليمني العظيم وبتضافر الجهود الرسمية والشعبية كانت للجبهة التعليمية والتربوية صولاتها وجولاتها كغيرها من الجبهات الأخرى المواجهة للعدوان الهمجي وحققت انتصارات عظيمة في مسار المواجهة، وأفشلت كافة مخططات العدوان وأهدافه الممنهجة رغم تدميره للآلاف من المدارس والمنشآت التعليمية.
وأضاف : لا شك أن فرحتنا بأوائل الجمهورية في ظل الأوضاع الراهنة أحد أهم معالم الانتصار على العدوان الغاشم ولعل الحديث عن الانتصارات التي تحققت في جبهتنا التعليمية والتربوية حديث ذو شجون ولا تتسع له هذه المساحة.
وتابع النونو قائلاً: رغم الآثار المترتبة في ظل العدوان على بلادنا والتي تستهدف كل مقومات الحياة ومنها بشكل خاص المجال التربوي والتعليمي واستهداف كافة المؤسسات التربوية والتعليمية بهدف إيقاف العملية.. إلا أن القائمين على العملية التعليمية تجاوزوا الظروف والصعاب وصمدوا ليضمنوا لمستقبل وطنهم جيلا متعلما تتصدره كوكبة من المتفوقين والمبدعين والقادرين على المضي بهذا الوطن نحو الازدهار والتطور والرقي في مختلف المجالات.
مضيفاً: لقد استخدم العدوان كل ما بحوزته من وسائل همجية لإيقاف العملية التعليمية ولعب بكل الأوراق الإجرامية لتحقيق هدفه ولكنه فشل فشلاً ذريعاً.
وقال: بفضل الله تعالى وصمود الرجال في جبهات العزة والكرامة وتضافر جهود كافة الوطنيين استطاع القائمون على العملية التعليمية تجاوز التحديات للوصول إلى لحظة فرحتنا بالنخبة من أبنائنا الطلبة المتفوقين على مستوى الجمهورية في كل عام.
وقال: إنها لحظة تجسد أعلى مراتب الانتصار على العدوان السعودي الأمريكي الغاشم الذي قصف المدارس واستهدف الطلبة وقطع المرتبات وعرقل طباعة المناهج وشرد الأسر من بيوتها..بل عَمد من خلال أدواته إلى استهداف البنية التنظيمية وهيكل الوزارة ولوائح قوانين التعليم من خلال إصدار قرارات وتعيين وتغيير نظام الاختبارات أهم الأهداف التي يسعى تحالف العدوان لتحقيقه بشتى وأقذر وأبشع الوسائل.
وأضاف النونو: ما دام العدوان مستمراً على بلادنا فهذا معناه أن العملية التعليمية لا تزال في خطر وأن هذا العدوان لن يتورع عن التفنن في الأساليب والوسائل المختلفة لاستهداف التعليم، وأن التحديات والصعوبات ستظل ماثلة أمام القائمين على العملية التعليمية، الأمر الذي يستدعي مزيداً من الإصرار واستشعار المسؤولية الوطنية والدينية والأخلاقية تجاه أبنائنا ومستقبل وطننا، فاستمرار العملية التعليمية مرهون بتضافر الجهود وتكاتف كل شرائح المجتمع وإنجاحها يحتاج حشد كل الطاقات الرسمية والشعبية لنشارك – مجتمعين – في صناعة النصر المبين الذي يرقى إلى مستوى التضحيات التي يقدمها شعبنا الحضاري العريق وفي طليعته أبناؤه من أبطال الجيش واللجان الشعبية.
واختتم حديثه قائلا: وفي الوقت الذي نهنئ فيه أبناءنا المتفوقين من أوائل الجمهورية وفي الوقت الذي نثمن فيه كل من كان له بصمة في استمرار العملية التعليمية لنصل إلى هذه الأجواء المفعمة بالنصر، نؤكد لأبنائنا الطلاب والطالبات الذين لا يزالون يواصلون السير في هذا المسار بأن عليهم المثابرة والثقة وبالإصرار والإرادة سيحققون طموحاتهم وسيصلون إلى ما وصل إليه زملاؤهم المحتفى بهم في هذه المناسبة..وليثقوا بأن قيادة الوزارة وعلى رأسها معالي الأستاذ/ يحيى بدر الدين الحوثي -وزير التربية والتعليم ستعمل على تذليل الصعاب ما أمكن لها ذلك.
تنظيم الوقت
تحدثنا الاخصائية التربوية والنفسية / الهام علي الكميم، عن طرق المذاكرة السليمة التي يجب على ابنائنا في الثانوية العامة اتباعها ليتمكنوا من تحقيق التفوق وتقول :من المعروف أن الشخص الذي يريد أن يحصل على التحصيل الزائد يجب عليه بذل الجهد الزائد وهؤلاء الأشخاص لديهم الدافع لإنجاز المهام يفوق التوقعات ويضعون لأنفسهم أهدافاً مهنية للمستقبل وهم في المرحلة الثانية ويسعون لتحقيقها ومن هذه النصائح للمذاكرة الصحيحة للثانوية العامة كما توضحها الاخصائية / الهام بقولها: يضيع عدد من طلبة الثانوية العامة وقتاً ثمينا في ترتيب برنامج دراسي يومي يحدد الأعمال اليومية مثل أوقات النوم وممارسة الهوايات ومع التزام بذلك على الغالب من شأن طلاب الثانوية العامة لذلك يجب بداية الابتعاد عن مثل هذا النوع الالتزام الذي يقيد الطالب مع ناحية التحديد المبالغ فيه للأوقات اليومية فعلى التخطيط للبرنامج اليومي أن يكون هاماً لكل الأيام وعلى الطالب أن يدرك بأن طرق المذاكرة تختلف حسب المادة الدراسية التي تتم مذاكرتها فلكل مادة أسلوب دراسة معين وفعال مثل الرياضيات والاحصاء والمنطق .
يجب التحضير المسبق بشكل يومي وأخذ حصة الدروس المقررة في المدرسة وقراءة الأمثلة الموجودة في المنهج ومحاولة تغيير قيم المتغيرات في المسائل الحسابية لمحاولة حلها مرة أخرى ولا يجب الاستمرار في مذاكرة أيّ مادة أكثر من ساعة بدون أخذ قسط من الراحة ولمدة لا تقل عن عشر دقائق كما يجب التنبه الى عدم السهر لساعات متأخرة من الليل في اليوم الذي يسبق الامتحان، بل يجب أخذ قسط كاف من الراحة وعدم المراجعة قبل الامتحانات بساعات قريبة فهي تلخبط المعلومات لدى الطالب.

قد يعجبك ايضا