التكريم عندما لا يكون مبدأ !!

 

د. محمد النظاري

كل الأمور عندما تخضع لمبدأ واحد تكون نتائجها مرضية للجميع، كونهم ينظرون إليها بمنظار التساوي، حتى في حالة المساواة في الظلم يراها البعض عدالة..
التكريمات الرياضية تخضع كذلك لنفس المبدأ، ولهذا فإن الجميع قاموا بمقارنة تكريم منتخب التاشئين (الذي تأهل لنهائيات آسيا) ومنتخب الشباب (الذي تأهل لنهائيات آسيا) أيضاً.. إذاً كلاهما تأهل لنهائيات القارة، وحصدا نفس عدد النقاط، فلماذا تم الاهتمام بالناشئين وغُض الطرف عن الشباب ؟؟!!.
عندما تم تكريم الناشئين كُتب حينها عن “عسوب” التكريم المبالغ فيه، وغير المرتكز على قاعدة تكون هي المعيار الوحيد عند التكريم.. حينها لامني البعض، واعتبر أني أقلل من إنجاز الناشئين.
تحدثت حينها من باب التخصص الذي درسته وأدرسه في المجال الرياضي، بعيداً عن العاطفة اللحظية والنشوة التي تسود عند الإنجاز، ثم تتلاشى بعد ذلك.
ما حدث لمنتخب الشباب من تجاهل كبير هو نكسة لمنتخب تم تجاهله عن قصد مقارنة بمنتخب الناشئين، وهذا سيؤثر على مردود اللاعبين مستقبلا.
الاستقبال الكبير الذي حظي به الشباب في العاصمة صنعاء من السلطات وتكريم حسن زيد، والترتيب لتكريم المشاط لهم يدلل بأن صنعاء لا تفرَّق بين منتخب وآخر، وأن تكريمها ناتج عن أن هؤلاء شرفوا الجمهورية اليمنية.
عندما غادر منتخب الشباب متوجها للدوحة كتبت موضوعا (من هنا مر الشباب) وقصدت من خلاله حالة التجاهل التي وجدها المنتخب أثناء سفره، ولم تقم أي مدينة بتوديعه مثلما فعلوا مع الناشئين، وقلت حينها إن ذلك سيؤثر في نفسيات اللاعبين، وها هو ما تحدثت عنه وحذرت منه يحصل.
بعيداً عن العواطف والتكريم الارتجالي من أي جهة، ينبغي أن نكون مثل كل دول العالم، لدينا لائحة تحدد المستحقين للتكريم (من حيث المبالغ والشخصية التي تكرمهم) ليس فقط في كرة القدم، بل في كل الألعاب الرياضية.
قد تكون هناك لائحة تحدد التكريم، لكنها بالتاكيد غير مفعَّلة، والدليل حالة التوهان التي نعيشها كلما حقق منتخب نتيجة معينة، وعدم تفعيل اللائحة (في حالة وجودها) أشد إيلاما من عدم وجودها.
منتخب الشباب تأخر في الرياض قرابة الشهر (بعد نهاية التصفيات في قطر) ولم نسمع أنه أقام معسكراً تدريبياً أو انتظر ليكرم أو أو ….إلخ. النتيجة أن شهرا كاملا ضاع من عمر المنتخب، الذي كان الأجدر بالقائمين عليه تحضيره وإعداده للنهائيات.
الأغلبية ركزوا على نجوم منتخب الشباب، وما لا يعلمونه أنه عاد منقوصا من أهم نجومه.. إنه الاستاذ الكبير والفاضل والإعلامي المخضرم -المرحوم بإذن الله- عبدالله قائد – المنسق الإعلامي لمنتخب الشباب- الذي وافاه الأجل في أحد مشافي الدوحة بعد إجراء عملية قلب مفتوح، إثر إصابته بجلطة قلبية.
لو كنت مسؤولا عن المنتخب لحددت عودة المنتخب مع جثمان المرحوم، ليشاركوا في دفنه بمدينة عدن، كما شاركهم بنفسه لحظات فرحهم، ونقلها للعالم.
رحمك الله يا عم عبد الله وجعل الجنة مثواك، ومثلكم لا ينتظر إلا الجزاء الحسن من المولى عز وجل، ونسأل الله أن يشملك بما شمل به النبيين والشهداء والصالحين، وأن يلهمنا وأهلكم وكل محبيكم الصبر والسلوان..إنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضا