مستقبل اليمن والتدخلات الخارجية

محمد صالح حاتم
اليمنيون يقاتلون تحالف العدوان السعوامريكي منذ ما يقارب خمسة اعوام ،يقدمون قوافل من الشهداء وانهاراً من الدماء ،من أجل الحرية والكرامة والاستقلال والسيادة.
وبعد كل هذه التصحيات وهذه الانتصارات العظيمة التي حققها أبطال جيشنا الميامين ولجانه الشعبية الأشاوس، وما ابتكرته العقول اليمنية وصنعته الأيادي اليمنية المباركة التي استطاعت أن تنتج وتصنع انواعاً جديدة ومطورة من الصواريخ البالستية بعيدة المدى وانواعاً من وحدات الطيران المسير التي تمكنت من اختراق الأجواء السعودية والإماراتية واستهدفت عدة اهداف في العمق السعودي والإماراتي، وبعد أن فشل تحالف العدوان في تحقيق اهداف عدوانه ،وبدأ يبحث عن مخرج من المستنقع اليمني الذي ورط نفسه فيه، يأتي من يريد أن يجعل نفسه وصيا ًعلى اليمن ،ويسعى لرسم مستقبل اليمن وكأن اليمن إمارة من إماراته أو محافظة تتبع مملكته هذا هو حال مملكة بني سعود التي تسعى لرسم السياسة في اليمن وتحدد من هم الذين يحق لهم أن يكون لهم دور في مستقبل اليمن، وهي بهذا تريد أن تكون راعية للسلام في اليمن وليست عدواً أو طرفاً خارجياً قام بشن ّحرب وحصار على اليمن، وهذا ما صرح به وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مشاركته في مؤتمر “الحوار المتوسطي “في روما يوم الجمعة، حيث قال (إن الحل ّفي اليمن سياسي ّوأن لكل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون دوراً في مستقبل اليمن) حد زعمه .
وأمام هذا التصريح المردود على قائله، الذي تعود الشعب اليمني أن يسمع نعيقه هو وامثاله مثل الغربان منذ بداية العدوان ولن يثني ذلك اليمنيين عن مواصلة الجهاد والنضال وأن على بني سعود واسيادهم الأمريكان أن يعلموا أن اليمن بعد كل هذه التضحيات لن تقبل الشروط والإملاءات الخارجية عليها، وانها لم تعد حديقة خلفية للمملكة أو قاعدة عسكرية لأمريكا، وان قرارها السياسي بيد أبنائها وليس بيد السفير أو الملحق السعواماريكي، وأن الحل في اليمن إذا اراد تحالف العدوان والعالم لن يكون عسكريا ًوهذا باعترافهم بعد فشلهم عسكريا ،ًوأن الحل ّسياسي بعد وقف الحرب ورفع الحصار وفتح المطارات، وأن يد السلام ممدودة من صنعاء منذ بداية العدوان لمن أراد السلام الشامل والمشرف الذي يحفظ لليمن استقلاله وسيادته ووحدة ترابه بدون تدخلات خارجية في شأنه الداخلي، هنا سيكون السلام وما دونه فليس إلَّا كذباً ومضيعة للوقت.
اما مستقبل اليمن فمن يرسمه ويحدده هم اليمنيون وليس غيرهم، من خلال جلوس جميع الفرقاء السياسيين اليمنيين دون استثناء في حوار جاد تحت مظلة الوحدة اليمنية وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والشخصية، وتقديم التنازلات لصالح اليمن، ونبذ الطائفية والمناطقية والمذهبية وطي صفحة الماضي بكل آلامه ومآسيه ،دون فرض شروط مسبقة من أحد ،ودون تدخلات خارجية، او تحديد مسارات الحوار من الخارج.
وأن اليمنيين هم من سيحددون مسارات الحوار وشكل الدولة ونظام الحكم وهم من سيختارون الرئيس والوزراء ولا يقبلون أي تدخلات خارجية، وهم من سيبنون جيشهم ونوعه ونوع سلاحه ،وهم من سيحمون حدودهم وسواحلهم وجزرهم ويستخرجون ثرواتهم ويستغلونها في بناء ونهضة دولتهم .
وان على مملكة بني سعود أن تعلم إذا أرادت السلام في اليمن وقبل حوار اليمنيين أنفسهم بأنه يجب أن يكون هناك حوار يمني سعودي يقوم على احترام الجوار والتعاون الأخوي المشترك، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من البلدين، وعدم دعم أي معارض أو سياسي في كلا البلدين وكذا إلغاء اللجنة الخاصة السعودية وقطع جميع المرتبات التي تقدمها السعودية لعملائها من الوزراء والمشائخ والعسكريين اليمنيين واعتبار من يستلمون مرتبات خونة يجب محاكمتهم، وأن على السعودية والإمارات والمجتمع الدولي أن يتركوا اليمنيين وشأنهم وإذا أرادوا مساعدتهم فعليهم إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتعويض المدنيين من الشهداء والجرحى الذين سقطوا جراء الحرب والعدوان السعودي الامريكي.
وفي الأخير لا تبني الأوطان إلَّا بسواعد ابنائها ولا تنهض الشعوب إلَّا بقيادة حكمائها المخلصين الوطنيين الشرفاء، الذين يحافظون على سيادة أوطانهم واستقلالها ولا يسمحون لأحد بالتدخل في شؤونها.
وعاش اليمن حرا ًابيا ً،والخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا