الوسيلة الحائطية .. أكثرثر من مجرد نشاط

الأنشطة المدرسية هي الطريق الأول صوب التميز، فمن خلالها يمكن اكتشاف مواهب الطلاب، وبالمداومة على القيام بها ترتقي مواهبهم وترتفع نسبة الذكاء لديهم.
الوسيلة المدرسية والمجلة الحائطية والزينة المعلقة على الجدار قد يراها الكثيرون على أنها منظر جميل وإيحاء إيجابي فقط.. ولكن في الحقيقة هي أكبر من ذلك بكثير فهي حصيلة تنمية عقلية ممنهجة ودليل ملموس على رحابة التفكير المبدع خاصة عندما يتكفل الطالب وزملاؤه بتلك الأعمال.. حول الأنشطة الحائطية وأهميتها بالنسبة للطلاب ودورها في تنمية ذكائهم وإظهار قدراتهم الإبداعية نتابع هذا التحقيق:
الأسرة / وائل علي

حينما سألت الطالب علي العزيزي – الصف التاسع- عما إذا كان قد شارك في تزيين فصله بفكرة، أجابني بـ”نعم” ودعاني للدخول إلى صفه الدراسي ومشاهدته.. لم أستطع رفض طلبه فتوجهت معه صوب فصله وأراني لوحات كانت رائعة بالفعل بعد ما بدأ يشرح لي ماذا تحمل كل لوحة من معلومات علمية ، وكيف أن معلمته اختارت موضوعاً يجسده على اللوحة وتلوينها ووضع بعض لمسات التزيين عليها.. كان شكل اللوحات جميلاً وظهر فيها إبداع الطلاب .
مواهب حاضرة
المعلمة تغريد عقلان العريقي -معلمة رياضيات ( علم وعلماء) تقول: بحكم أني رائدة صف فإني أدرك تماما اهمية تزيين الصف، فذلك يعكس نفسية الطلاب وحبهم للبقاء فيه حيث يقضي الطالب نصف يومه في المدرسة، لذا يجب أن يكون الصف نظيفا ومرتبا ويتميز بلوحات حائطية تعليمية إيجابية تزين جدران الصف وتظهر من خلاله ابداعات ومواهب وابتكارات الطلاب ..في المقابل يجب أن لا تكون هذه اللوحات ملفتة للانتباه حتى لا يتشتت ذهن الطالب ويضعف تركيزه اثناء شرح المعلم الدرس، ففي صفي مثلا قمت مع طلابي بتنويع الوسائل من لوحات ومجسمات ووسائل لبعض المعلومات التي يجب على الطالب ان يتعلمها الى جانب الرسومات وصور لشخصيات مع طلاب لإبراز مواهبهم ..واخترت اللون الأصفر فهو لون يزيد من الهمة ويدل على التعاون وكذلك اللون الأزرق الذي يجعل الطالب يشعر بالراحة والاطمئنان داخل الفصل ويحفزه على الإبداع والتفكير.
المعلمة صباح الجمرة- معلمة اللغة الإنجليزية- تحدثت بالقول: لابد من إشراك الطلاب في تزيين الصف وعمل اللوحات والمجلات الحائطية وإظهار مواهبهم، ففي كل صف دراسي لابد من وجود طالب موهوب يمتلك موهبة ما إما في الرسم أو الخط أو دمج الألوان أو اختيار زوايا التعليق للمجلة الحائطية.
وتزيد بالقول: هذا ما أنا مؤمنة به ولا يمكن للمعلم معرفة ذلك من دون عمل أنشطة داخل الصف.. ففي صفي مثلاً قام عدد من الطلاب بإحضار لوحات حائطية وتعليقها على جدران الصف، وبدوري قمت بالإشراف عليهم وإعطائهم ملاحظات بسيطة ومن هنا عرفت مواهب طلابي، واختار طلابي اسم (نجوم العلم) رمزا لنشاطهم الابداعي .
تعاون مشترك
أما المعلمة- صفاء دهيم- معلمة تربية إسلامية- فقد كان لصفها الدراسي وطلابها- في الصف التاسع- لمسات مميزة، حيت اختارت أن يكون لفصلها طابع خاص ولمسات تعبيرية، حيث رأت أن الثلج والبطريق الذي يتحمل الكثير من المشاق من أجل البقاء والعيش ويثابر لأجل هذا الأمر والوصول للغاية فكرة مناسبة من أجل ايصال هذه المعلومة لطلابها في تحمل مشاق أخذ العلم والحصول عليه فبدون المثابرة والاجتهاد والعمل المتواصل من قبل الطلاب لا يمكنهم تحقيق النجاح الذي يسعون إليه، وبالفعل استطاعت المعلمة صفاء إيصال الفكرة لطلابها ولإدارة المدرسة من خلال نشاطها في تزيين فصلها الدراسي.
اما المعلمة آسيا عوض المشرقي- معلمة رياضيات- فوضعت أمام أعين طلابها هدفاً وسعت لترسيخه لديهم ..فهم يقضون معظم وقتهم بين أربعة جدران مع معلمين لكافة المواد ولهذا فهي ترى أنه من الضروري ان يكون هذا الفصل الدراسي مهيئاً كلياً ومتناسباً مع نفسية الطلاب.. وأضافت: أولاً شرحت لهم أن الحياة ومصاعبها عبارة عن ألوان منها ألوان تجلب السعادة وألوان تجلب الحزن مثل ألوان قوس قزح تماماً، والتعليم فيه لحظات نجاح ولحظات فشل وعلى الطالب ألاَّ يحبط أو يتراجع عن تحقيق النجاح إذا فشل، فالفشل بداية النجاح .
أما المعلمة أسماء الشبامي – مشرفه في مدارس صناع الحياة – فأكدت بدورها ضرورة مشاركة كافة الطلاب والمعلمين في إعداد اللوحة أو المجلة أو الوسيلة الحائطية، فالمعلم يلعب دورا بارزا في اكتشاف وإظهار مواهب طلابه.. وتقول: أنا كمشرفة ادرك تماما هذه الأهمية وأحاول جاهدة نقلها للطلاب والمعلمين بدرجة اساسية.
أهمية بارزة
وبدوره حدثنا الأستاذ صدام محمد الحربي- مسؤول الأنشطة والإعلام في مدارس صناع الحياة الرائدة -بقوله: الانشطة المدرسية لها دور هام وبارز في صقل مهارات الطالب وتنميتها ، إذ تعتبر المدرسة بالنسبة له كمصنع يصقل فيه ابداعه بتميز ودافعية، وحماس لأنه سيكون حتما بين زملائه الطلاب الذين يعملون بروح الجماعة في ابراز أنشطتهم المختلفة داخل الصف وخارجه، والأنشطة المدرسية تعتبر من المواد التي لابد أن يكون للطالب نصيب منها مثل أيّ مادة دراسية أخرى لأنها تعتبر تربية للنفوس وتنمية للعقل.. ويضيف الحربي قائلا: لابد من المزج بين التعليم والنشاط والتعليم النظري والعملي، فالنشاط يعتبر عنصراً أساسياً لاستيعاب الطلاب الدرس ويعتبر أسلوباً حديثاً لتحفيز وترغيب الطلاب للذهاب الى المدرسة والبقاء في الصف الدراسي أكثر وقت ممكن والاستمتاع بالدروس وحب التعلم ..وبدورنا نرجو من وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة أن يعطوا أهمية خاصة بالأنشطة المدرسية لأهمية الدور الذي تلعبه داخل المدارس الحكومية والخاصة .
تنمية المواهب
تؤكد الاستاذة إلهام الكميم – أخصائية اجتماعية في مدرسة ابن خلدون -أن مثل هذه الأنشطة تساعد الطلاب في الإبداع سواء داخل فصولهم من خلال مشاركتهم الفاعلة بتزيينها أو حتى في الخارج، وهذا الإبداع والنشاط من شأنه أن يخلق ارتياحا نفسيا لدى الطالب بالإضافة إلى تنمية المواهب وخلق روح التعاون بين الطلاب لتحقيق المزيد من الإبداع.
روح الجماعة
يرى علماء النفس التربوي أن للأنشطة المدرسية الأثر الإيجابي الملموس لتحقيق العديد من الفوائد التي أثبتتها الدراسات العلمية الحديثة كمساعدة الطلاب في العودة للمدرسة وتعديل بعض سلوكياتهم السلبية وكذلك تحقيق الأنشطة المدرسية والأهداف التربوية داخل المدرسة كالشعور بالانتماء للجماعة وإظهار روح التنافس المنظم والشريف بين الجماعات المدرسية وتحقيق الاستقرار النفسي والقدرة على إظهار المواهب الكامنة لدى الطالب التي قد لا يدركها إلا من خلال النشاط الذي يقوم به بالتعاون مع زملائه ومعلميه داخل الصف الدراسي من خلال المشاركة في تصميم الوسيلة أو المجلة الحائطية أو تزيين الفصل بأشكال يحبها هو وأصدقاؤه وغيرها من الأنشطة التي تنمي وتطور مهارات الطالب وتحقق له الاستقرار النفسي والقدرة على إظهار المواهب الكامنة لدى الطالب والتي لا يدركها إلا من خلال النشاط الذي يقوم به بالتعاون مع زملائه ومعلميه داخل الصف الدراسي من خلال المشاركة في تصميم الوسيلة أو المجلة الحائطية أو تزيين الفصل بأشكال يحبها هو وأصدقاؤه، والتي تنمي وتطور مهارات الطالب وتحقق له الاستقرار النفسي.