دماء الشهداء في ميزان وزارة الشباب والرياضة

 

حسن الوريث

قبل حوالي سنتين ونصف أقرت وزارة الشباب والرياضة منع المنتخبات والفرق اليمنية من إقامة أي معسكرات أو مباريات مع منتخبات دول العدوان وتفاءلنا خيراً على اعتبار أن المشاركة لأي منتخب أو فريق يمني في الدول التي تعتدي على اليمن يعتبر خيانة لدماء الشهداء ولليمن الذي يتعرض لأبشع عدوان وحصار ونحن بالمقابل نسمح لرياضيينا بأن يقدموا خدمة كبيرة لهذه الدول من خلال استغلال وجودهم على أراضيها لتقول للعالم إنها من يحتضن الشباب اليمني وتدعمهم وترعاهم وتقيم لهم المعسكرات الرياضية بل وتسمح لمنتخباتها بمقابلة الفرق اليمنية في تناقض كامل بما تقوم به من قتل وتدمير واحتلال لليمن.
هل سمعتم يوماً بأن دولة معتدى عليها من قبل دولة أخرى تقوم بنفس العمل الذي تقوم به دولتنا به بالسماح لرياضييها بالذهاب إلى دولة العدوان؟ بالتأكيد لا .. فليس هناك أي دولة قامت بنفس العمل مثلنا ولا يمكن القبول بأي مبررات تسوقها وزارة الشباب والرياضة وأي جهة سمحت لمنتخباتنا بالمشاركة في السعودية والإمارات والبحرين وهي الدول التي تقود عدواناً على الشعب اليمني وتحتل بلدنا ونحن نكافئها بإرسال لاعبينا إليها لاستثمار وجودهم ومشاركاتهم في الدعاية لنفسها بالبراءة من العدوان وهذا ما يحصل ولعل لقاءات مسؤولي دول تحالف العدوان بمنتخباتنا وإعلانهم عن تقديم مساعدات ودعم للاعبين يدخل في نفس الإطار الذي نتحدث عنه فهم يقدمون أنفسهم كداعمين وليسوا معتدين ونحن من يسهل لهم ذلك.
سبق وأن قلنا إن إقامة المعسكر والمباريات في البلد الذي يقود العدوان على اليمن خيانة للوطن الذي يتعرض لعدوان همجي سافر وخيانة لدماء الشهداء الذين يسقطون يومياً جراء العدوان، كما قلنا إنه يجب إيقاف هذا المعسكر والاكتفاء بإقامته في اليمن والمشاركة في البطولة مباشرة وتحدثنا عن عدم جدوى إقامة المعسكر في دولة العدوان حتى لو كنا سنفوز بكأس العالم أو كأس آسيا لكن كان الرد من الوزارة أن هذا الكلام غير منطقي وأننا نتهم الوزارة بالخيانة إلى غير ذلك من الكلام الذي نسمعه دوماً في حق كل من يحاول أن يقدم نصيحة أو رأياً من أجل المصلحة العامة وبالخصوص في هذا الموضوع الذي يتعلق بالتفريط بكرامة الوطن.
بالتأكيد إن علينا الوقوف بجدية أمام هذه القضية ومحاسبة كل من سمح للمنتخبات والفرق اليمنية بالذهاب إلى دول العدوان وإقامة المعسكرات والمباريات هناك ولا تصدقوا أن الموضوع رياضة فحسب وإلا فعليكم أن تسمحوا لمنتخباتنا باللعب في إسرائيل أو مقابلة فرق إسرائيلية في أي بطولة رياضية على اعتبار أنها رياضة لكن الأمر ليس كذلك فالأمر يتعلق بالوطن ودماء اليمنيين التي يزهقها هذا العدوان يومياً ويتعلق بدول تعتدي علينا وتقتلنا وتحتل أراضينا ونحن ندعمها بمنتخباتنا الرياضية لتظهر أمام العالم بأنها الحمل الوديع وليس القاتل المجرم الذي أمعن في القتل والتدمير.
ختاماً.. نحن نثق في قيادتنا بأنها لن تترك الأمر يمر هكذا مرور الكرام، فكل من يسهل استغلال دول العدوان لرياضيينا ومنتخباتنا يجب أن تتم محاسبته احتراماً لدماء الشهداء واحتراما لأرض اليمن الغالية ولدماء الشهداء الطاهرة وأبطاله في مختلف جبهات الدفاع عن الوطن ولنضالات أبناء الشعب اليمني العظيم الصابر أمام جبروت وطغيان العدوان الهمجي الذي يستهدف اليمن أرضا وإنسانا وبنيته التحتية بما في ذلك تدميره للبنية التحتية للرياضة اليمنية.. فهل بعد ذلك ستستمر عملية السماح لمنتخباتنا بالمشاركة في دول العدوان أم أنها ستتوقف احتراماً وتقديراً لدماء الشهداء؟.

قد يعجبك ايضا