الأمراض والأوبئة تفتك باليمنيين على مرأى ومسمع العالم

مناطق تهامة بيئة خصبة لانتشار الأوبئة في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة

معاناة مستمرة منذ خمسة أعوام وأمراض وأوبئة تفتك باليمنيين وبأطفالهم على مرأى ومسمع دول العالم والمنظمات الصحية العالمية التي تكتفي بإصدار التقارير عن الوضع الصحي الحرج ، وظهور الجوائح الوبائية التي تفتك بأبناء الشعب اليمني بين الحين والآخر دون التدخل الجاد لإنقاذ اليمنيين من هذه الأوبئة والأمراض.
هذه الأمراض والأوبئة ليست وليدة اللحظة فهي تعصف باليمنيين وتسلبهم أرواحهم موازة بما تفعله آلة الحرب التابعة للعدوان في اليمن من قتل لأبنائه وأطفاله منذ خمسة أعوام.
من جديد تفتك هذه الأمراض، والأوبئة وتعود للظهور فحمى الضنك والملاريا والدفتريا وغيرها من الأمراض مستمرة في حصد أرواح اليمنيين وخصوصاً في مناطق تهامة التي تمثل بيئة خصبة لانتشار هذه الأمراض والأوبئة.

الثورة  / محمد شرف الروحاني

حمى الضنك تجتاح ست محافظات يمنية والمتوكل يؤكد أن تباطؤ المنظمات ساهم في تفاقم الأوبئة

وزيرة حقوق الإنسان تدعو المنظمات الدولية للتحرك وتصف الوضع بالخطير

مناطق تهامة أكثر المناطق التي تمثل بيئة خصبة لانتشار الأوبئة حيث تجتاح حالياً حمى الضنك والملاريا مديرية الجراحي بمحافظة الحديدة ما زاد من معاناة أبنائها خاصة في ظل تصعيد العدوان وتداعياته التي تسببت في تدهور الوضع الصحي وانعدام الأدوية حيث كشف تقرير صادر عن مكتب الصحة في مديرية الجراحي أن أكثر من” 53 ” مواطنا توفوا خلال ثلاثة أسابيع فقط من شهري أكتوبر الماضي ونوفمبر الجاري، جراء تفشي حمى الضنك والملاريا في المديرية
وبحسب التقرير، فقد تجاوز عدد المصابين بحمى الضنك خلال المدة ذاتها ” 2122 ” شخصا، بينما أصيب “2961 ” بالملاريا.
معاناة مديرية الجراحي بالحديدة تزامنت مع معاناة أخرى في مديريات محافظة حجة حيث سجلت الفحوصات إصابة أكثر من خمسة آلاف و114 مواطنا بالمرض ووفاة ثلاثة مواطنين خلال الجائحة الأخيرة .. وفي منتصف شهر أكتوبر الماضي أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تسجيل ” 900 ” حالة مشتبه إصابتها بحمى الضنك في المستشفى التابع لها في مديرية عبس بمحافظة حجة.
وقالت المنظمة على موقعها الرسمي في “تويتر”، إن عدد الحالات المشتبه إصابتها بحمى الضنك ارتفع خلال شهر ونصف، إلى 900 حالة من بينها تسجيل أكثر من 200 حالة سُجِّلت في قسم الطوارئ خلال أسبوع واحد فقط .
وأشارت المنظمة إلى أن محدودية توفُّر مرافق الرعاية الصحية الأساسية في المنطقة، بعد استهداف الطيران السعودي لمستشفى عبس في أغسطس 2018م التي تشرف عليه المنظمة تسبب في ارتفاع عدد حالات حمى الضنك، وشكّل ضغطاً إضافياً على قسم الطوارئ في مستشفى عبس، الذي يستقبل من قبل ما معدله 5 آلاف مريض شهرياً.
وفي ذات السياق قال مصدر طبي في جهاز الترصد الوبائي بمكتب الصحة في محافظة تعز إنّ فيروس حمى الضنك انتشر مؤخرا بشكل مخيف جدا وسط مدينة تعز، وخصوصا الثلاث المديريات (القاهرة والمظفر وصالة)، لافتاً إلى أن هناك انتشارا أيضاً للمرض في مديريات ريف محافظة تعز، بعد أن كان انتشار الفيروس محصورا خلال السنوات الماضية في مناطق محددة داخل مدينة تعز.
الوضع يزداد سوءا
في منتصف الأسبوع الماضي أعلن وزير الصحة والسكان الدكتور طه المتوكل حالة الطوارئ الوبائية الداخلية لحمى الضنك والملاريا في الحديدة ، وصعدة ، و إب ، و حجة ، و المحويت ، و تعز ، وأجزاء من محافظة ريمة .
وأوضح وزير الصحة عن مصدر انتشار وبائي الملاريا وحمى الضنك وان معظم الأمراض والأوبئة تنتقل من المناطق الواقعة تحت الاحتلال”.. وكشف عن تسجيل 116 ألفاً و 522 حالة إصابة مؤكدة بالملاريا و” 500 ” ألف حالة اشتباه، ونحو 23 ألف حالة إصابة بحمى الضنك”.
وأوضح أن “حالات الوفيات المؤكدة بسبب حمى الضنك 11 حالة، و51 حالة بلاغ عن وفاة .. مشيراً إلى أن تباطؤ المنظمات الدولية خاصة في ظل ما يعانيه الوطن من عدوان وحصار ساهم بشكل كبير في تفاقم هذه الأوبئة .
وأوضح وزير الصحة أن الوضع الصحي كل عام يزداد سوءاً عما كان عليه سابقاً رغم الجهود الكبيرة والتحرك الميداني المستمر للوزارة والدعم المقدم من الشركاء في المنظمات وإن كان لا يرتقي إلى حجم الكارثة ولم يلبِ الاحتياج المرصود .
وأشار إلى ضرورة الاستفادة مما حصل بمديرية الجراحي بسبب تأخر الرفع بالمعلومات، ما أدى لتفاقم الوضع الوبائي بالمديرية وتأخر الاستجابة .
بدورها دعت وزيرة حقوق الإنسان علياء فيصل عبد اللطيف، المنظمات الدولية إلى القيام بواجبها الإنساني للحد من انتشار وباء حمى الضنك في محافظتي الحديدة وتعز وتفادي كارثة صحية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وقالت إن وصول حمى الضنك إلى مناطق بمحافظة تعز ، بعد أن استفحلت بمديرية الجراحي وبعض مناطق محافظة الحديدة، يعد “أمراً خطيراً” .. مشيرة إلى أن تفشي الوباء يأتي في ظل وجود منظمات دولية تعمل في جانب الحماية الصحية.. متسائلة عن الدور الذي يعتبر من أبرز وأهم واجبات المنظمات العاملة في اليمن ضمن مجال الإغاثة الصحية.
وأوضحت أن ما يحصل من تردٍ للأوضاع الصحية يضعنا جميعاً أمام مسؤولية كبيرة تتعلق بحياة الناس الأبرياء الذين لو توفرت لهم الحماية الصحية اللازمة لما تعرضوا للموت”.
الدفتريا تعود من جديد
لم تكن حمى الضنك والملاريا وحدها من تفتك باليمنيين فوباء الدفتيريا عاود الفتك بأطفال اليمن من جديد، في ظل العدوان والحصار، الذي تسبب في نقص وانعدام الكثير من الأدوية، حيث يستقبل مستشفى السبعين في العاصمة صنعاء من 6 – 7 حالات أسبوعياً، من مختلف المحافظات وأكدت نائب مدير قسم وباء الدفتيريا في مستشفى السبعين الأسبوع الماضي أن خمسة أطفال مصابين بالدفتريا توفوا بالمستشفى خلال الأسابيع الماضية ويحاول الطاقم الطبي إنقاذ عشرات المصابين في ظل شحة الإمكانيات الناتجة عن نقص العلاجات اللازمة .
وأوضحت أن الأدوية واللقاحات الطبية المتعلقة بالوباء غير كافية لتلبية الاحتياج المطلوب، وأن بعض الأدوية متوفرة بنسبة قليلة، وهو ما يفاقم من انتشار جرثومة الوباء .. وكشفت بأن الوباء عاود الانتشار بقوة خلال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر كون هذه الأشهر حاضنة للوباء نتيجة تغير المناخ من الحار والدافئ إلى البرودة.
وأكدت بأن قسم الدفتيريا في مستشفى السبعين استقبل خلال أسبوع 6 حالات من بينها خمس حالات من محافظة صعده التي يفتك الوباء بالأطفال فيها منذ أكثر من عامين .
وكانت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أعلنت في 28 أكتوبر الماضي أنها سجلت” 257 ” حالة وفاة و”541 ” حالة يشتبه إصابتها بالدفتيريا خلال 26 شهرا في اليمن.
انتشار مرض الدفتريا يتزامن مع عودة انتشار وباء الكوليرا ففي نهاية شهر أكتوبر الماضي كشفت منظمة الصحة العالمية، عن وفاة 913 حالة بوباء الكوليرا في اليمن، منذ مطلع العام 2019 حتى نهاية سبتمبر.
وقالت المنظمة الأممية، في تقرير لها، إنها رصدت 696 ألفا و537 حالة يشتبه إصابتها بوباء الكوليرا في اليمن، مع تسجيل 913 حالة وفاة بالوباء، منذ بداية العام الجاري وحتى 29 سبتمبر/ أيلول الماضي”.
وذكرت أن “الأطفال دون سن الخامسة يشكلون 25.5 بالمائة، من إجمالي الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا .. وأشارت إلى أن ” 305 مديريات من أصل 333 مديرية في اليمن، تم الإبلاغ عن وجود الوباء فيها”.
ولفتت إلى أن” هناك زيادة متوقعة في الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا، في بعض المحافظات بسبب الأمطار الغزيرة مثل الحديدة ولحج ، وإب وذمار إضافة إلى العاصمة صنعاء .
أمراض سوء التغذية
وبحسب بيانات برنامج الأغذية العالمي فإنّ أكثر من مليونَي طفل يمني يعانون سوء التغذية، فيما يقضي طفل واحد في كلّ 10 دقائق لأسباب يمكن تجنّبها، بما في ذلك سوء التغذية
كذلك نصف وفيات الأطفال دون الخامسة في اليمن تعود إلى سوء التغذية. ويؤكد البرنامج أنّ نصف أطفال اليمن يعانون ” التقزم “بسبب سوء التغذية الذي يؤثّر على نموّ الطفل.. إلى جانب ذلك، ووفقاً لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019 التي أعدتها الأمم المتحدة فإنّ إجمالي عدد الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات المحتاجين إلى مكملات غذائية طبية بلغ 5.97 مليون حالة بتكلفة تصل إلى 320 مليون دولار أمريكي.

ورثة الفقيه يناشدون رئيس مجلس القضاء الأعلى والنائب العام

يناشد ورثة المواطنة نعمة غالب صالح الفقيه عنهم بالوكالة لطف محمد المحمودي رئيس مجلس القضاء الأعلى والنائب العام ووزير الداخلية سرعة البت في قضيتهم المنظورة أمام القضاء حيث وقد تقدموا بعدد من الشكاوى إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية مع خالهم صالح غالب الفقيه الذي رفض الرد على حكم الاستئناف المقدم من ورثة نعمة غالب الفقيه.
حيث المذكورين قد تقدموا بشكوى إلى النائب العام الذي وجه إلى نيابة مديرية الحشا بمحافظة الضالع بالتحقيق مع المذكور الذي رفض المثول أمام الجهات المعنية .
والقضية في المحكمة العليا والملفات محجوزة محافظة الضالع ولم يتم الرفع بها إلى المحكمة العليا.
ونحن بدورنا في “قضايا وناس” نطرح موضوع الشكوى على رئيس مجلس القضاء الأعلى والنائب العام ووزير الداخلية للنظر في موضوع الشكوى واتخاذ الإجراءات بحسب ما يرونه ووفق النظام والقانون.

قد يعجبك ايضا