بُن اليمن ..ثمانية قرون من الريادة والتميز.. فهل يستعيد عافيته ؟

كوب القهوة اليمنية يباع بـ 16 دولاراً في الولايات المتحدة.. وخبراء يصفونه بـ “مشروب سماوي “

وزارتا الصناعة والزراعة تصدران قراراً بحظر استيراد البن وقشوره

الثورة /..
أصدرت وزارتا الصناعة، والتجارة والزراعة والري قراراً مشتركاً بحظر استيراد البن وقشوره وغلاته إلى اليمن.
تضمن القرار إبلاغ كافة الدوائر الجمركية في عموم الجمهورية بالتنفيذ ومنع إدخال أي شحنات من البن والقشر المستورد.
وشدد القرار على ضرورة الالتزام من كافة الأجهزة والجهات المعنية بتنفيذ القرار كل فيما يخصه.
ويأتي هذا القرار في إطار الجهود الحكومية لحماية الإنتاج المحلي من البن وقشوره وغلاته من المنافسة غير العادلة استناداً إلى قانون التجارة الخارجية رقم 16 لسنة 2007م وضمن حزمة من الإجراءات والبرامج التي تهدف إلى تشجيع التوسع في زراعة البن اليمني كأحد أهم المحاصيل النقدية وأشهر أنواع البن في العالم.
وعلى الرغم من تأخر القرار ، إلا أن مراقبين يرون فيه بداية الطريق الصحيح للاهتمام بأهم الثروات اليمنية التي جرى إهدارها خلال العقود الماضية.
وتنتشر زراعة البن اليمني في معظم المحافظات وأشهر مناطق زراعته هي : بني مطر , يافع , حراز , الحيمتين الداخلية والخارجية , برع , بني حماد , عمران….وغيرها, ويتكون من أشكال وأحجام مختلفة ومن عدة أسماء وأنواع وذلك نسبة إلى المناطق التي يزرع فيها , ومن أشهر أنواع البن اليمني : المطري , اليافعي , الحيمي , الحرازي أو الاسماعيلي , الاهجري المحويتي البرعي , الحمادي , الريمي , الوصابي ,الآنسي , العديني , الصبري والصعدي.
ويزرع في الوديان حيث المناخ الدافئ الرطب وفي السفوح والمدرجات الجبلية على ارتفاعات تتباين من 700 – 2400 متر فوق سطح البحر.
ومنذ 2009 تراجع إنتاج البن في اليمن من 17 ألفاً و300 طن إلى 15 ألفاً و200 طن، في حين تقلصت المساحات المزروعة من 33 ألفاً و500 هكتار إلى 27 ألف هكتار، بحسب بيانات لوزارة الزراعة والري وجمعية البن اليمني.
تعتمد آلاف الأسر اليمنية على محصول البن لتنمية دخولها , حيث يعمل في هذا المجال ما يقارب المليون شخص بدءا من زراعته وحتى تصديره , وبرغم كل العوائق التي تحيط بإنتاج وتجارة البن اليمني , إلا انه يمكن اعتباره السلعة الرئيسية التي تصدرها اليمن للعالم بعد النفط , ويتم تصدير البن اليمني حاليا إلى دول الخليج, والى اليابان والولايات المتحدة وكندا وروسيا وفرنسا وإيطاليا والد نمارك وألمانيا وتركيا والهند.
شهرة عالمية وأسواق واعدة
وفي تقرير بثته قناة “سي بي سي” الأمريكية في شاشتها ونشرته في موقعها على الإنترنت، استعرض معدوه مزايا عديدة تظهر جودة هذا المنتج في اليمن، ومذاقه الخاص ، وقالت :
يمتلك اليمن أقدم ثقافة لارتشاف القهوة في العالم، وأفضل أنواع البن في السوق العالمية.. إن أكثر من نصف القهوة التي تُستهلَك في الولايات المتحدة هي من النوع الممتاز، وقد زاد الاستهلاك أكثر من 40 % قبل ست سنوات، وباعت شركة “بلو باتل كافيه”، المتخصصة في تحميص البن، كوب القهوة اليمنية بسعر لم يسبق له مثيل 16 دولاراً لكل كوب قبل نفاد البن، ووصف الرئيس التنفيذي للشركة “جيمس فريمان” القهوة اليمنية بأنها “سماوية، مثل غناء الملائكة”.
ونقلت القناة تصريحات لخبراء أمريكيين أقسموا – وفقاً للقناة – بأن القهوة التي تم إعدادها من البن اليمني الذي جاء من ” أرض بعيدة المنال ” جيدة إلى آخر قطرة، وتستحق سعرا جيدا يليق بها.
وتم التدقيق على الحبوب المحمصة في مكان متخصص يقع في سان رافاييل بكاليفورنيا، وتبين أن لديها حالة استواء جيدة ونضج رائع، وفقا للقناة.
وعلَّقت بلاكستون (لم يذكر التقرير صفتها) عندما تذوقت قهوة البن اليمني بالقول: “هذا هو العلاج، وهذه هي العاطفة، وهذا هو التاريخ، وهذه هي الدراما، وهذه هي أفضل قهوة في العالم”.
البن اليمني تاريخياً
تشير الكثير من الدراسات إلى أن اليمنيين كانوا السباقين – قبل أكثر من ثمانية قرون – في زراعة شجرة البن واكتشاف حبوبه كمشروب له مذاق خاص , وإدخال البن كسلعة تجارية تم نقلها من مؤانى اليمن (وأشهرها ميناء المخا) إلى أطراف العالم.
ومنذ القرن السادس عشر الميلادي سجلت اليمن حضورا متميزا على المستوى العالمي من خلال تجارة البن، واعتبر اليمنيون القدامى محصول البن من المحاصيل الزراعية الأساسية واعتمدوا عليه في دخلهم المعيشي حتى أصبحت اليمن ولفترات طويلة من أهم بلدان العالم إنتاجا له.
يسجل التاريخ أن البرتغاليين الذين غزوا الساحل الغربي من اليمن هم أول من تذوق قهوة البن اليمني، وذلك عندما رحب بهم شيخ “المخا” ودعاهم إلى مشروب دافئ أسود ينعش الجسم ويريح البال !
وكانت أول صفقه للبن في ميناء المخا (الذي جاء اسم “موكا” منه) هي تلك التي اشتراها الهولنديون في العام 1628, ثم استمروا في جلبه إلى مراكزهم في شمال غربي الهند وبلاد فارس ومن ثم إلى هولندا التي بدأ فيها بيع البن اليمني لأول مرة عام 1661م.
نجحت تجارة البن اليمني نجاحا باهرا بعد أن اكتشفت جودته العالية والمتميزة عن جميع أنواع البن في العالم , ولذا فقد زاد الطلب عليه واشتدت المنافسة عليه بين الشركات البريطانية والفرنسية والهولندية طوال خمسينات القرن السابع عشر , واستمرت المنافسة حتى القرن الثامن عشر عندما بلغ إنتاج البن ذروته عام 1720م، بعد أن أنشأ الهولنديون مصنعا للبن في المخا عام 1708م وبدأوا في تصديره.
ثم أنشأ الفرنسيون مصنعاً آخر في المخا في العام1709م، وفي تلك الحقبة من الزمن شهدت مؤانى المخا والحديدة واللحية حركة دائبة لتجار البن القادمين من الهند ومصر والجزيرة العربية للحصول على البن اليمني وبيعه في بلدانهم أو تصديره إلى دول العالم الأخرى , ووصلت أكياس البن المصدرة في ذلك الوقت إلى مؤانى عديدة مثل السويس وبورسودان واسطنبول وحتى اوديسا في روسيا.
بعد ثلاثة قرون من الازدهار طرأت على شجرة البن اليمني مع الأسف عوامل سلبية مؤسفة , حيث بدأ الانخفاض التدريجي لتجارة البن اليمني , وبدأت اليمن تفقد في القرن التاسع عشر العديد من أسواق البن العالمية , ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى نقل شجرة البن من اليمن إلى مناطق أخرى أخذت تنافس اليمن في إنتاج وتصدير البن منذ ذلك الحين , كما أن هناك عوامل سلبية محلية أثرت ولا تزال تؤثر على إنتاج وتصدير البن اليمني.
حقائق عن القهوة
القهوة قبل كل شيء ، عبارة يرددها الملايين حول العالم الذين لا يبدأون نشاطهم في الصباح من دون شرب كوب من القهوة، وفي الأول من أكتوبر من كلّ عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للقهوة، وهذه بعض الحقائق والمعلومات عن القهوة :
1. هي السلعة الثانية ضمن السلع الأكثر قيمة في البيع والشراء بعد النفط.
2. يستهلك العالم ما يقارب 2.25 مليار كوب من القهوة يومياً.
3. سكان نيويورك هم من أكثر سكان العالم شرباً للقهوة، إذ يتناول الفرد ما يقارب الـ 7 أكواب يومياً.
4. وفقاً للأبحاث، فإن القهوة تكون أكثر فاعلية إذا تناولناها ما بين الساعة 9 و11.
5. القهوة ليس لها طعم! لها رائحة فقط وهي تساهم في جريان اللعاب.
6. تناول كوب من القهوة يومياً يحسن بصورة ملحوظة تدفق الدم.
7. بحسب الأبحاث العلمية، القهوة قد تخفف من عوارض آلام الرأس Migraine أو حتى تزيلها إذا تم شربها عند ظهور أول عوارض الألم.
8. شرب القهوة الغنية بالمواد المضادة للتأكسد قد يساعد البشرة على محاربة تأثيرات الشمس السلبية كما ويساهم في تجنب التجاعيد المبكرة.
9. يحتوي كوب من القهوة سريعة التحضير على أقل من سعرتين حراريتين.
10. تظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يشربون القهوة يظهرون راحة نفسية واهتماماً أكبر تجاه عملهم، فالكافيين الموجود في القهوة يعيد مستوى التنبه ويحفزه، كما يحسّن الأداء الذي نحتاجه في العمل.
11. توصلت العديد من الدراسات إلى أنه من الممكن أن تستخدم القهوة وقوداً للسيارة، لأنها تحتوي على مواد حيوية تمكَّنها من ذلك، وإذا تم العمل على القهوة بشكل تصنيعي يمكن أن تصبح بديلاً للوقود المستخدم اليوم.
12. تحدّ القهوة من الإصابة بالسكري، فهي تؤخر الإصابة بهذا المرض إن كان الشخص معرضاً للإصابة به.
13. لم تثبت أي دراسة مسؤولية القهوة عن زيادة الوزن، بل على العكس، تعمل على تسريع عملية الأيض وزيادة حرق السعرات الحرارية.

قد يعجبك ايضا