القيادة الشبابية والرياضية .. والفكر القيادي للرسول الأعظم

 

جابر يحيى البواب

السبت 9 نوفمبر 2019م الموافق 12 ربيع الأول 1441هـ نحتفل ويحتفل العالم العربي والإسلامي بمولد الرسول الأعظم خاتم الأنبياء والمرسلين مُحمّد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمَناف بن قُصي بن كِلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النّضْر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدركَة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن مَعد بن عدنان صلى الله عليه وسلم.
أعتقد أن أعظم احتفال بسيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الاقتداء به والسير على نهجه، ومن علامات محبة الله عز وجل متابعة حبيب الله عليه الصلاة والسلام في أخلاقه وأفعاله وأوامره القيادية وسننه الدينية ..وسأورد هنا بعض صفاته القيادية التي ينبغي بل يجب أن نتحلى بها و يتحلى بها كل قيادي في مؤسسات الدولة، وأخص بالذكر قيادات وزارة الشباب والرياضة والهيئات التابعة لها.
تتمحور تعريفات العلوم الإنسانية للقيادة حول فكرة “التأثير في الناس وتوجيههم لإنجاز الهدف”، وهو تعريف لا يتناقض مع التعريف الذي يمكن استيحاؤه من القرآن الكريم، ولكنه يختلف في كيفية التأثير والتوجيه وطبيعة الأهداف ونوعيتها؛ التأثير ميزة تفرد بها الرسول صلى الله عليه وسلم ونجح من خلالها في قيادة الأمة الإسلامية إلى ما فيه خيرها وصلاحها في الدنيا والآخرة بما توفر في شخصه من الصفات القيادية، والشمائل والأخلاق الكريمة التي أهلته لأن يكون مثالاً ونموذجاً كاملاً في القيادة الحكيمة الناجحة القادرة على السير بالأمة لتحقيق الأهداف والغايات التي جاءت من أجلها رسالة الإسلام.
ليس من الصعب أن تقترب القيادة الحديثة والقياديون من النهج القيادي للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وأن يمتلكوا التأثير الايجابي الذي يحقق الأهداف والتوجيهات التي تخدم الأمة وتحقق الأمن والأمان للشعوب وتوفر المستوى المعيشي والسعادة للرعية، وذلك إذا اتصفوا بالصفات القيادية التي اتصف بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي منها: العفو والتسامح ،فقد كان صلى الله عليه وسلم قائداً متسامحاً يعفو عن المسيئين ويلتمس لهم الأعذار، ومن المواقف التي دلت على هذا الخلق الكريم موقفه مع الصحابي حاطب ابن أبي بلتعة الذي سرَّب أخبار المسلمين ونقلها إلى الكفار، فقد عفا عنه النبي عليه الصلاة والسلام بعد الاستماع إلى حُجَّته بسبب أنّه كان أحد الذين شهدوا بدراً ولعل الله يغفر له بسبب ذلك..
التأليف بين القلوب وإزالة الشحناء والبغضاء والعصبية من النفوس، أول أمرٍ قام به الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قدم إلى المدينة حيث آخى بين المهاجرين والأنصار في حدث المؤاخاة الشهير الذي جعل مجتمع المدينة لحمةً واحدة.
التشاور مع المسلمين ،إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتشاور مع المسلمين، ويستمع إلى آرائهم، ومن ذلك أخذه بمشورة سلمان الفارسي رضي الله عنه يوم الأحزاب حينما أشار عليه بحفر الخندق..
لين الجانب وسماحة الخلق :كان عليه الصلاة والسلام رفيقاً بالمسلمين لا يكلفهم ما لا يطيقون من الأعمال، قائداً رحيماً ودوداً بعيداً عن الغلظة والشدة التي تنفر الناس من القائد.
القدرة على فهم شخصيات من يقودهم: كان النبي عليه الصلاة والسلام قائداً حكيماً يعلم معادن الرجال وقدراتهم، وحينما أتاه أبو ذر يطلب الإمارة اعتذر عن ذلك بقوله: (يا أبا ذرٍّ! إنك ضعيفٌ وإنها أمانةٌ، وإنها يومَ القيامةِ خزيٌ وندامةٌ).
القيادة الإسلامية قيادة لا تعرف الاستبدادَ أو الفوضى، فالقائد المسلم ينطلق من مبادئ الإسلام الراسخة، ومن العقيدة التي يؤمن بها، مُعتمدًا على مبدأ الشورى مع أتباعه في اتخاذ القرارات بكل موضوعية وعدل وتَجرد، يحدوه في ذلك مَرضاة الله ورسوله..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (سيد القوم خادمهم)، وهذا يعني أن الذي يتولى قيادة الجماعة هو مَن يقوم بخدمتهم، والسَّهر عليهم، والسير بهم نحو تحقيق أهدافهم، ومن أهم خصائص القيادة الإسلامية: ولاء القائد وأتباعه لله، أن يكون فهم القائد لأهداف العمل ومصلحة المؤسسة أو الوزارة في ضوء الأهداف الإسلامية الكبرى، الالتزام بالشريعة والسلوك الإسلامي، تعهده بالأمانة الموكلة إليه من الله سبحانه وتعالى وبما يترتب عليها من مسؤولية عظيمة؛ لذا يأمر الله عبادَه من القادة أن يؤدُّوا واجبَهم نحوه سبحانه وتعالى من خلال ممارسة العدل والرأفة تُجاه المرؤوسين؛ حيث يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) صدق الله العظيم سورة الحج: الآية 41.

قد يعجبك ايضا