ما دِيْننا كُرْهٌ.. وريحُ تَطَرُفٍ

 

عباس الديلمي

في العام 2009 تقدمت إلى الرسول الخاتم ومتمم مكارم الأخلاق شاكياً بعض ما تتوجع منه أمته وها أنا اختار لكم شيئا مما ورد في تلك الشكوى، مغتنما مناسبة كريمة في ذكرى مولد من جاء للبشرية جمعاء

يا خَاتماً، يا رحَمةً، وصَفيُّ مَنْ أسْرى إليكَ بوحْيِه (جبريلا)
تَمّمت ما أخواك (موسى و(الميسحُ) تسلَّمَاهُ مكاِرماً وحُلولا
تاللهِ، نحنُ الحافِظْونَ لدِيْننِا المانِعُونَ عن الحِياضِ دَخِيلا
المُعْرضُونَ بحِلْمنا عن جَاهلٍ جعلَ الغُرابَ لماَ يُرومُ دَلِيلا
مُنْ سيَّسوا الدينَ الحنيفِ وليلُهمْ يَسْري على تلك الربوعِ فُصولا
لم يتركوا تَحْت الرواِسبِ فِتْنَةً تُلْقي عَصَاةً أو تَنَام قليلا
قَومٌ على دَرْبِ التَحجُّرِ يسحبونَ وراءهم جثثَ القرونِ الأولى
مُتَسلحينَ برُعْب سيفِ كهانةٍ تُلِغي عقولاً أو تضيفُ قتيلا
ما رتَّلوا القرآن إلاَّ حِيْلةً لبلوغِ ما راموا إليهِ وصُولا
وبسُنَّةٍ عبثوا وشوة زَيْفهُمْ دُرَر الحديثِ واتقنوا تضْلِيلا
كم حَّرفوا قولاً صريحاً وانْبَروا لِسِبابِ قوِم حرّفُوا (الأنجيلا)
ازْلاَمُ فِكرٍ من رُكامِ جَهالِة تأتي (على يَدِهِ البصائرُ حُوْلا)
باسم ( البراء) أو (الجهادِ) ترَاهمُ عِبئاً على كَتَفِ البلادِ ثقيلا
من بعد أنْ جَعلوا التقاتلَ منَهجاً وعلى الغواني أن تَجُرَّ ذِيوُلا “1”
شهواتُهم في مَغْنَمٍ أو سُلطة لا تعرفُ التحريمَ والتحليلا
من أجْلها جَعَلوا النُذورَ تَقَرباً أشلاءَ من نَزَلُوا بهمْ تنكيلا
ما دِيْننا كُرْهٌ.. وريحُ تَطَرُّفٍ تَذْرِي حَرائقَ أو تُقيِمُ عَويلا
أو نَهْجُنا عصبيةٌ وضغينة تَغْلِيْ وتَقْرَعُ للحروب طبولا
الدِينُ توَحِيدٌ ونورُ هدايةٍ بالحبِ تَغْمُرُ أنْفُساً وعُقولا
والْرَبُ مغفِرةٌ، وفيضُ سماحةٍ تَهْمِي، سلاماً، رحمةً، وفُضُولا

1 -إشارة إلى البيت القائل
“كُتبَ القتلُ، والقتال علينا وعلى الغانياتِ، جَرِ الْذِيولِ”

قد يعجبك ايضا