التيارات التكفيرية استغلت المرأة لخدمة اجندتها التي تفخخ المجتمع بالعنف والطائفية

المرأة اليمنية.. ناقل مهم للثقافة ومؤثر مهم في المجتمع

 

المرأة في بلادنا دفعت منذ الازل أثمانا باهظة لوصايا السعودية وافكارها الإرهابية

هناك تفاوت في وضع المرأة الاجتماعي من مجتمع لآخر ومن تيار فكري لآخر فالمرأة في نظر الكثير من التيارات الفكرية هي عاكس مهم لنظرياتها وفلسفاتها باعتبار المرأة ناقلاً مهماً للثقافة الاجتماعية ومؤثر اساسي في المجتمع.
الأسرة/ خاص

وقد شهدت العقود الماضية تزايدا كبيراً في استغلال المرأة والأفكار التي عفا عليها الزمان عادت لتطفو على السطح من جديد مؤخرا بسبب الترويج لها وإظهارها على أنها أفكار نابعة من الإسلام رغم أنها بعيدة كل البعد عن تعاليم ووصايا الإسلام.
فالإسلام أعطى المرأة جميع حقوقها التي كانت محرومة منها وكرمها عن ما كانت تعانيه في الجاهليّة من وأدٍ وحرمانٍ وكرهٍ ونسيان ومنحها حقوقاً تعادل حقوق الرجل فأعطاها مكانة لم يمنحها لها أي قانون بشري آخر حيث أوكل إليها أمور التربية فالتربية هي الحجر الأساس لبناء النواة الاجتماعية “الأسرة “فمن صلاح الأسرة وأفرادها تولد البذور الأولى لصلاح المجتمع وتتقاسم التربية والتعليم والثقة بالنفس وتميز الشخصية في تشكيل الفرد الناجح فمن المرأة تتولد كل القيم والمبادئ
وكرّم الإسلام المرأة ورفع من قيمتها وأعلى من شأنها عندما أزال كل رواسب الجاهلية عنها وحرم وأد البنات وحرمان المرأة من حقوقها الشرعية وجعلها شريكة للرجل في كل ميادين الحياة بدءاً من الجهاد في سبيل الله وحتى الحقوق المدنية والإنسانية المرأة العربية بطبيعتها العاطفية تتأثر بالظروف المختلفة التي يعيشها المجتمع فما تلقاه من تربية في المجتمع الذكوري المتسلط ونظرة بعض المجتمعات لها بالدونية خلق لدى البعض من النساء لمحاولات تغيير هذه النظرة والمشاركة في أي عمل اجتماعي أو سياسي بشأنه ان يعيد اليها الثقة وتشعر بأنها إنسانة مؤثرة في المجتمع فاستغلت بعض التيارات هذه المرأة وقاموا باستدراجها وجعلها احدى اداتهم.
استقطاب النساء
عملت الجماعات الإرهابية على استقطاب النساء وإقناعها بمعتقداتها وافكارها وجعلت منها مشاركة عمليات انتحارية أو عمليات استخباراتية وفي مهام أخرى تقدم فيها لعناصر المجموعة خدمات جنسية اتخذت تسميات مختلفة.
هذه التيارات الارهابية لجأت لاستخدم المرأة في عملياتها بعد أن تم التضييق عليها وعلى نشاطاتها فجعلت من المرأة اداة لتنفيذ مخططاتها بحكم ان المرأة لن تجذب الانتباه فالعنف والتطرف والترويج للكراهية هي صفات بعيدة عن طبيعة المرأة .
العدوان السعودي
ان العدوان السعودي على اليمن ليس بجديد بل هو عدوان تاريخي استهدف المرأة اليمنية واستهدف كل شرائح المجتمع بدءاً من زمن الثورة الجمهورية في أوائل الستينيات وحتى إعادة الوحدة بعد ثلاثة عقود. هيمنة السعودية على الحكومات المتعاقبة، أثرت في المجتمع اليمني بصورةٍ مباشرة، مخلفةً البلد الغني بتاريخه وبموارده الطبيعية، في فقرٍ مدقع أثّر مباشرةً في أوضاعه الاجتماعية والثقافية وبرغم أن هذا الواقع طال اليمنيين بأسرهم إلا أن المرأة في اليمن دفعت أثماناً باهظة لوصاية السعودية و«غزوها» المجتمع الجار وقد أثبتت التقارير الكثيرة التي تطرقت إلى دور العنصر النسائي في خدمة الجماعات المتطرفة أن الأرضية العقلية والنفسية كانت جاهزة وملائمة للتلقي والقبول.
وتقول الناشطة فاطمة الصايغ في كثير من الأحيان تم استخدام المرأة للترويج للفكر الإرهابي في محيطها وبين أقاربها وأهلها وزميلاتها في العمل بين الأهل والأقارب والجيران وزميلات العمل، وإذا كانت امرأة ناشطة على الانترنت فيتم توجيهها لتبث فكر الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي وتستخدم خبرتها واطلاعها في الدعاية لأفكار منظميها.
أيضا ساهمت المرأة المنتمية إلى هذه الجماعات في تقديم خدمة كبرى هي جمع الأموال واستغلال سذاجة بعض النساء وحبهن لأعمال الخير خاصة إذا كانت الأموال ستقدم إلى يتيم أو أرملة أو صاحب ضائقة مالية كما توهم المنتمية تلك النسوة.
ذلك لأن أغلب المجندات في الجماعات الإرهابية نشأن في بيئة سلفية تكفيرية وتم توظيفهن تحت التهديد وغسيل الدماغ والكثيرات منهن زوجات لعناصر في التنظيم بتشجيع من الأب أو الأخ المتعاطف مع الفكر التكفيري.
وتتجلى خطورة هذا الاستغلال للمرأة على المجتمع من واقع أهمية دور المرأة فيه وحجم تأثيرها الكبير كأم ومعدة أجيال، وخطورة زج المرأة إلى هذه الجماعات تكمن في دورها في جذب الرجال إلى الانضمام إلى تلك الجماعات فوجود المرأة يعد بمثابة الحاضنة لذلك الفكر بحكم تأثرها السريع وقوة غريزة الأنوثة في التأثير على الرجال.
استغلال المرأة
وبينما عملت الكثير من المجتمعات الإسلامية على إصدار التشريعات التي تحمي حقوق المرأة وتساعد على تمكينها ودمجها في المجتمع دمجا كاملا عملت بعض التيارات الفكرية المتشددة على استغلال المرأة وتطويعها لخدمة أغراض أيديولوجية وسياسية وفكرية ضيقة.
حوادث كثيرة حدثت مؤخرا كانت مرتكبتها امرأة، الأمر الذي يثير الاهتمام ويدعو لدراسة الأسباب التي تدعو المرأة إلى الانخراط في مثل هذه الأفعال العنيفة التي تحتاج إلى قوة جسدية أحيانا وتركيز كبير قد لا يؤتي المرأة في مثل تلك الظروف.
هناك مجتمعات لم تعرف العنف من قبل وظهر فيها مؤخرا من يمارس هذه الأفعال ويدعو لها فالزج بالمرأة في مثل هذه المواقف التي تستجلب الدهشة تدعونا لدراسة الأسباب النفسية والمجتمعية والفكرية التي تدفع بالمرأة إلى المشاركة في مثل هذه الأفعال والأسباب كثيرة ومتعددة وقد يكون منها الظلم الذي تحسه المرأة من جراء حرمانها من حقوقها لقرون طويلة.
فإحساس المرأة بأن المشاركة في مثل هذه الأفعال يعيد لها ثقتها ويجعلها تحس بأنها تستطيع التأثير على الأحداث من حولها الأمر الذي يجعل منها لاعباً مؤثراً. ولكن قد يكون أهم الأسباب هو اقتناع المرأة بأن ما تفعله يدخلها الجنة بوصفه واجبا يكافئ عليه الدين.
هذا السبب بالتحديد هو ما دفع مئات من النساء المسلمات إلى المشاركة في أفكار التيارات الدينية المتشددة والمتطرفة إما “كمجاهدة في سبيل الله” كانتحارية ومنفذة لجرائم قتل وتدمير وإرهاب
أمام هذا الابتزاز والاستغلال الفكري لا يسع المجتمعات المسلمة إلا التوعية أولاً بخطر تلك التيارات المتشددة ثم تقديم كافة أشكال الدعم للمرأة عن طريق إشراكها ودمجها في الحياة العامة لحماية المرأة من الوقوع في شراك هذه التيارات الفكرية المتشددة.

قد يعجبك ايضا