وكيل محافظة حجة عادل شلي لـ”الثورة “: الصلح بين قبائل الجميمة وبني صوير انجاز تاريخي لثورة 21 سبتمبر

صناعة السلام الاجتماعي وانهاء الثارات والصراعات القبلية وتوحيد جهود ابناء اليمن لمواجهة الاخطار الخارجية والدفاع عن سيادة الوطن من خلال تصويب بنادقهم صوب عدو الشعب بدلا من تصويبها في صدور بعضهم البعض عنوان بارز تميزت به ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر حيث شهدت الخمسة الأعوام الماضية اتفاقيات صلح قبلية عديدة رعاها أنصار الله، أنهت قضايا ثأر مقيمة منذ عشرات السنين أودت بحياة آلاف المواطنين وعطلت النشاط الزراعي في كثير من الأراضي واثرت بشكل سلبي على تماسك النسيج الاجتماعي اليمني .
“الثورة” أجرت حواراً مع الباحث والاديب والشاعر والسياسي الاستاذ / عادل راجح شلي وكيل محافظة حجة لشؤون الاعلام ، تحدث فيه عن أهمية الصلح الذي تم الاعلان عنه قبل أيام بين قبايل الجميمة وقبائل صوير..
الثورة  / مجدي عقبة

بداية حدثنا عن أهمية الصلح من الناحية الجغرافية والتاريخية؟
– تكمن اهمية الصلح من الناحية الجغرافية والتاريخية في انه يقع في المنطقة الفاصلة والحد بين قبائل بني عرجله التي تنتمي لمحافظة عمران وداعي حاشد، وقبائل الجميمة التي تنتمي لمحافظة حجة وداعي حجور، والصلح بينهما يغيظ مرتزقة العدوان ويوحد الصفوف ويحشد الطاقات لمواجهة العدوان، ويفتح الطريق لإنهاء الصراعات والحروب القبلية بين ابناء القبائل المنتمية لداعي حجور وحاشد، ويوحد ابناء حجور وحاشد، وجهودهم وطاقاتهم نحو البناء والسلام والتنمية، ومواجهة العدو الحقيقي لكل ابناء اليمن.
وينقل طاقات المجتمع وإمكانياته لخدمة المجتمع بدلا من تبديدها على النزعات والحروب الداخلية، وينقل ابناء المجتمع من التشرذم الى الانقسام والتمترس خلف العصبيات الممقوتة للتوحد والتكامل والتناغم والتوجه نحو الغايات والاهداف الكبرى.
وتاريخيا اذا تحدثنا عن حاشد وحجور فإنها تشكل قوة هائلة ورافعة للبناء والسلام والامن والاستقرار والتنمية والبناء.
وقد عمد حكام الامس على اذكاء جذوة الصراع بين حاشد وحجور من جهة، واثارة الحروب بين قبائل حاشد فيما بينها البين، وقبائل حجور فيما بينها البين، على الرغم من ادعائه الحكم باسم حاشد، الا ان قبائل حاشد لم تسلم من سياسة اذكاء الصراعات القبلية، وتمزيق روابط القبيلة واعرافها وقيمها، رغم دعواهم الحكم باسم القبيلة لكن القبيلة اكثر المكونات بنار هذا الحكم.
مثلها مثل المؤسسة العسكرية التي كان يدعي النظام الحكم باسمها ولكنه مزقها شر ممزق، وقد رأينا حالة الانقسام وتعدد الولاءات داخل المؤسسة العسكرية، الامر الذي مكن المتربصين من العدوان على اليمن.
ولهذا يعتبر صلح العاشر من اكتوبر في صنعاء بين قبائل مديرية الجميمة وقبائل مديرية صوير صلحاً تاريخياً وإنجازاً كبيراً حيل دون بلوغه لعقود من الزمن، ولولا ثورة 21 سبتمبر 2014م لما تحقق أبداً.
لماذا لم يحظ الصلح بالتغطية الاعلامية الكافية؟
– تم الصلح والمساعي الرامية لتحقيقه في ظروف استثنائية ودواعي امنية ولم يعلم الرأي العام به إلا بعد اعلان وسائل الاعلام عنه ولكنه حظي باهتمام خاص من القيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط الذي كلف وزير الدولة نبيه ابو نشطان لرئاسة لجنة الوساطة ومحافظي عمران وحجة والكتلة البرلمانية في المحافظتين وكبار المشائخ من المحافظتين، وأبرز مشائخ ابناء القبيلتين المتنازعتين وأولياء الدم، ولا بد ان تتم اللقاءات والاجتماعات بسرية تامة لدواعٍ امنية ولهذا تم التعتيم على كافة المساعي والجهود حتى تم الانتهاء من الصلح واعلانه.
ما سبب عدم التفاعل معه بما يتوافق وحجم الانجاز الكبير..؟
– اضافة الى ما سبق لا زال البعض غير مصدق أن الصلح قد تحقق خاصة بعد أن ظل لعقود مستعصي عن الحل، والبعض يتغافل عن عظمة هذا الانجاز، ويغض طرفه حتى لا يفسد علاقته بحكام الأمس، لأن الإشادة بالصلح ومن قاموا بإنجازه يعني الاساءة بالمقابل لمن ساهموا في توسيعه وتغذية اسباب استمرار جذوته مشتعلة طوال عقود، وهناك من حجبته الخصومة للمستضعفين في الارض الذين لهم الفضل الاكبر في تحقيق هذا الانجاز عن رؤية محاسنهم، ولكن في المجمل يأتي دور وسائل الاعلام تاليا لدور لجنة الوساطة.
لمن يعود الفضل الأول في تحقيق هذا الصلح التاريخي؟
– كل من سعى في انجازه صاحب فضل بدءاً من عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي ورئيس لجنة الوساطة وزير الدولة نبيه ابو نشطان واعضاء اللجنة ومحافظي عمران وحجة واعضاء مجلس النواب والمشائخ وطرفي النزاع في المديريتين فكل طرف في هذه المنظومة والسلسلة المرتبطة قام بدور كبير ولو توانى وتقاعس اي طرف عن دوره لحال ذلك دون اكتمال هذه السلسلة المترابطة من الجهود، ولما كللت بالنجاح وعقد الصلح.
الجنود المجهولون في هذا الانجاز التاريخي كثيرون وعلى رأسهم مشائخ طرفي النزاع في مديريتي الجميمة وصوير، وعلى رأسهم ال دهشوش في الجميمة وكل مشائخ الجميمة، وال الخارف وآل ابو حلفه في مديرية صوير.
لو طلب منك أن تهدي هذا الإنجاز التاريخي فلمن تهديه؟
– سأهديه باسم الاطفال من ابناء الضحايا والارامل والجرحى والمعاقين لقائد مسيرة الثورة الذي لم تشغله اعباء مواجهة العدوان عن بلسمة الجراح ومداواة الاوجاع وتطهير القلوب من ادران الفرقة والنزاع، الذي حرص على رعاية الصلح ومتابعة اعمال لجنة الوساطة خطوة بخطوة فله كل الشكر والتقدير.
لماذا لم يتم تسمية الصلح باسم المكان الذي عقد فيه كما هو متعارف عليه؟
– ربما في زحمة العمل نسي من قاموا بكتابة بنود الصلح ذلك، ولهذا ازكي مقترحك بتسميته صلح العاشر من اكتوبر بصنعاء، هذا اليوم المشهود الذي سيحتفل به ابناء الجميمة وصوير لأنه يوم حقن الدماء، ويوم خروجهم من ضيق متارس الثأر والتربص الى سعة الحلم وآفاق المستقبل الرحبة.
رسالة أخيرة توجهها عبر صحيفة الثورة؟
– أتمنى على لجنة الوساطة استكمال حل النزاعات بين محافظتي حجة وعمران، وقبائل حاشد وحجور، وإنهاء كافة النزاعات بين قبائل عمران فيما بينها البين وقبائل حجة، حتى يصبح شهر اكتوبر شهر السلام والامن والاستقرار على قبائل حاشد وحجور ومحافظتي حجة وعمران.

قد يعجبك ايضا