اليمنيون يعلنون جاهزيتهم للاحتفال بميلاد الرحمة المهداة

الاحتفال نصرة لرسول الله ومفتاح النصر الاعظم لليمنيين ضد الطغاة والمستكبرين

يشهد اليمنيون اليوم حالة استنفار قصوى ابتهاجا وفرحا بميلاد النور الاعظم الرحمة المهداة للامة في كل مديريات ومحافظات الجمهورية منذ بداية شهر صفر وذلك لما يمثله هذا اليوم من اهمية جليلة وقدسية كبرى لدى قلوب اليمنيين.
البداية كانت مع وفاء الكبسي عضواللجنة التحضيرية للمولد النبوي والتي اوضحت ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هوهوية يمنية أصيلة اكتسبها اليمنيون من أجدادهم الأنصار وتوارثوها جيلا بعد جيل حبا وارتباطا وإعظاما واجلالا وفرحا وابتهاجا.
مبينة انه في هذا العام سيكون الاحتفال بهذه المناسبة غير كل الأعوام، لما لهذا اليوم من أهمية جليلة وقدسية كبرى لدى قلوب اليمنيين، ولهذا تم تدشين العديد من الفعاليات والموالد وفي كل مديريات الأمانة بل في كل بيت من بيوت اليمن تقريبا منذ بداية هذا الشهر شهر صفر ، وكأننا في حالة استنفار قصوى ابتهاجا وفرحا بميلاد النور ميلاد الرحمة المهداة للأمة والقيم والمبادئ التي أرساها فينا.
الثورة /أسماء البزاز

ما بعده ليس كما قبله وقالت الكبسي: ان الاحتفاء بالمولد النبوي يحمل دلالات ارتباطنا الكبير بالرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فاليمن كانت ولازالت السباقة عبر التاريخ إلى الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، ولن نتوقف عن احياء هذه المناسبة فبرغم العدوان الجائر الوحشي والحصار الخانق مازالت تتواصل الاستعدادات والموالد والاحتفالات بكل حفاوة وستستمر حتى الثاني عشر من شهر ربيع الأول يوم الاحتفالية الكبرى المهيبة التي سيخرج فيها الشعب اليمني كافة ككل عام ليعلن ولاءه وعهده لرسول الله بأننا على نهجه وسيرته العطرة سائرون .
ومضت بالقول : نحن نترقب هذا اليوم وننتظره بكل فرح وشوق وأمل ، لأننا نعلم أن ما بعد المولد النبوي الشريف ليس كما قبله ، نحن نترقب الفتح المبين والانتصار على هذا العدوان الرجيم ، فبنصرتنا لرسول الله سننتصر وسنهزم العدوان ونحن اثقون من ذلك أليس الصبح بقريب؟.
منقطع النظير
العلامة الحسين بن احمد السراجي يقول من جانبه : المجتمع اليمني حين ينطلق وبحماس منقطع النظير لإحياء ذكرى مولد النور الذي بدد جحافل الظلام فإنه ينطلق من استشعاره لعظمة نعمة الهداية المرتبطة بالنبي صلوات الله عليه وعلى آله .
واضاف : اليمنيون يستشعرون أن الاحتفال بميلاد النبي الأعظم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يعني الاحتفال ببشارة الإسلام ،يعني توحيد الله عز وجل والانعتاق من ربقة الجاهلية وطاغوتها الماحق (( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )) ولذا فالاحتفال بميلاد النبي الخاتم صلوات الله عليه وعلى آله يعني إحياء قيم الحق والعدالة والحرية والحقوق الإنسانية .
تجديد الولاء
موضحا ان اهتمام اليمنيين بهذه المناسبة وإعطاءها الزخم بكل الصور والفعاليات ليس سوى أقل القليل مما تستحقه وفي خضم الحرب العدوانية التي يشنها استكبار أمريكا وبريطانيا ونعالهما الاعرابية المتمثلة بالسعودية والإمارات على بلادنا، حيث يستشعر اليمنيون الأهمية القصوى للمناسبة حيث يجددون فيها تجديد الولاء للنبي الأكرم والسير على نهجه واتباع شريعته وفيها عقد العزم على المضي فيما جاء النبي صلوات الله عليه وعلى آله به من منافحة الطغيان وكبح جماح الاستكبار وإحياء روح الجهاد وترجمته في الواقع العملي .
ويرى انه ومن خلال المولد النبوي والفعاليات المصاحبة يوجه اليمانيون رسائل قوية للعالم مفادها ان النبي حاضر في نفوسنا .وجذوة الثورة لن تنطفئ ،وان اليمنيين أقوى مما مضى ،مستعدون لمواصلة حرب النفس الطويل ،واننا أمة لا تستسلم “تنتصر أو تنال الشهادة” وليبق للمناسبة عبقها اليماني الخالص المقاوم لإبراز الوجه المشرق للإسلام وقيمه وسلوكياته .
فضل الله
فيما استهلت رئيسة منظمة نساء ضد العدوان حديثها معنا بقوله تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُو خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
واضافت : هذا هو شعب الإيمان والحكمة هم من يستجيبوا لداعي الله بلهفة عاجلة أسرع من غيرهم من شعوب الامة الإسلامية, نرى تلك الفرحة جلية في كل سنة من احتفالات وفعاليات متعددة ابتهاجا وفرحا بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ويمتاز شعب اليمن، شعب الإيمان والرأفة بالتحضير والاستعداد لهذه المناسبة مناسبة ” ذكرى مولد رسول الله رسول الرحمة صلوات الله عليه وعلى آله” مع بداية كل شهر من شهر صفر المبشر بقدوم شهر ربيع الأول أملا في إشباع غريزة المحبة والوفاء لرسول الله لأن يوم 12من ربيع الأول وحده لا يكفي أن يحتفل به اليمنيون , إذ أن كل هذه الاستعدادات الشعبية هي البشرى بقدوم مناسبة ذكرى إحياء المولد النبوي .
مختلف التوجهات
وقالت : نشاهد الاستعدادات الشعبية تتكرر كل عام بنفس الوتيرة والهمة العالية لشعب اليمن جميعهم بمختلف توجهاتهم وافكارهم السياسة وحتى المذهبية تتحد جميعها في إحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بكل سرور وانسجام فرحا بقدوم ذكرى مولد رسول الله هذه الذكرى العزيزة والعطرة التي تزيد من الوحدة والألفة بين قلوب اليمنيين وتعزز مشاعر الثبات والصبر والصمود في مواجهة جميع التحديات والصعوبات على المستوى الشخصي وعلى المستوى المجتمعي والشعبي الذي فرضه الحصار والعدوان , إذ أن الحصار الاقتصادي وارتفاع اسعار السلع الغذائية يعيد إلى أذهان اليمنيين الحصار الذي تعرض له النبي واصحابه في شعب ابي طالب والذين واجهوه بكل إيمان وصبر وثبات وتوكل واعتماد على الله تعالى حتى جزاهم الله بعد ذلك الحصار والصبر بالنصر والفتح المبين .
واضافت قائلة : ان ذكرى المولد النبوي الشريف ترسخ معاني وقيم الصمود والصبر في سبيل الله لأن عاقبة الصبر الفتح المبين والفرح بنصر الله تعالى وهو خير الناصرين وهذا ما نحمد الله تعالى عليه بأن أوجد في وجدان قلوب اليمنيين المحبة والوفاء والقدوة الحسنة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله من يومنا هذا ومن ساعتنا هذه إلى يوم الدين انه كان بنا رحيما .
منهج وأثر
اما الكاتب منير الشامي فذهب إلى القول: يمثل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم العلم الأول للأمة والقدوة المثلى والنور الأزلي الذي لا يأفل عنها ولا يغيب ، امر الله تعالى أمته بالاقتداء به واقتفاء أثره والسير على دربه، والتمسك بنهجه وهديه، والتحلي بأخلاقه العظيمة، وتجسيدها في التعامل مع الناس كما كان يتعامل معهم مسلمين وغير مسلمين، اصحاباً كانوا أو أعداء، والالتزام بتأدية العبادات على النحو الذي كان يؤديها صلوات الله عليه وعلى آله ومصداق ذلك هو قوله تعالى ( ولكم في رسول الله إسوة حسنة ) والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يتحقق إلا بمعرفتنا الكاملة وإلمامنا الشامل بكل تفاصيل حياة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله صغيرها وكبيرها من ولادته وحتى لحاقه بربه ومتى ما تحققت معرفتنا الكاملة بشخصية رسولنا الكريم ، نشأته وحياته، سيرته وهديه، دعوته وجهاده ،علمه وبيانه، أخلاقه وسماته، فحينئذ يكون الاقتداء به فرضا واجبا علينا والسير على نهجه أمرا لازما، لأنه لا يمكن أن نقتدي به ونحن جاهلون بتفاصيل حياته ونشأته وبعثته ودعوته وحركته وكل ما يتعلق بتفاصيل حياته صغيرها وكبيرها والتزامنا بالاقتداء يجعل رسولنا الأعظم صلى الله عليه وعلى آله حاضرا في اعماقنا وكأنه مقيم بيننا يأمرنا فنطيعه، ويدعونا فنجيبه، ويهدينا فنستنير بهديه، ويستنصرنا فننصره، ويتحرك فنتبع حركته على دروب الهدى والإيمان، والصلاح والتقوى ، فتقوى الأمة، ويعظُم الحق، فيُزهق الباطل وتعلو كلمة الله.
نقطة فاصلة
وقال الشامي : بداية هذه المعرفة ومنطلقها هو ذكرى ولادته فقد قالوا إن الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة “بدعة” ولماذا؟ لأن حادثة ولادته الشريفة نقطة فاصلة في تاريخ البشرية بين حقبتين زمنيتين من حياة البشر على سطح الأرض، فما قبل ولادته صلوات الله عليه وعلى آله يختلف اختلافاً جذرياً عما بعدها بأمور شتى، ففي لحظة ولادته تغيرت سنن وتبدلت نواميس كونية، احتفالا بشروق نور الله الذي أنار السموات والأرض ، فكانت لحظة ولادته هي اللحظة التي احتفل فيها كل من في السموات والأرض بقدوم حبيب الله وحلول رحمته ومشكاة نوره، وخاتم رسله واشرفهم وأكرمهم، وأعلاهم منزلة، وارفعهم قدرا في الدنيا والآخرة، وهذا ما لا يريد الشيطان واتباعه أن يعرفه الناس، لأن معرفة ذلك تولد الحب في قلوب المسلمين لرسولهم وتخلق القداسة والتعظيم لشخصيته الشريفة في نفوسهم، وتعظيم لأعظم شعائر الله (النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله ) التي امر الله عباده بتعظيمها لأن ذلك يورث التقوى في قلوبهم، والاعتصام بالله، والتمسك بالثقلين، وهوما لا يرضى به الشيطان وجنوده لعباد الله، وما يستحيل أن يسكتوا عنه، باعتبار ذلك هو الخطوة الأولى نحو معاداتهم والنجاة من الوقوع في حبائلهم.
مستطردا : هذا السبب فالله سبحانه وتعالى قد أكمل حجته علينا وأنزل في كتابه أمرا لنا يأمرنا بالاحتفال الدائم بفضل الله علينا وبرحمته، بسائر أيامنا فقال جل من قائل (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) ومعلوم أن فضل الله الأعظم علينا هو النوران النور المرسل والنور المنزل عليه وهو القرآن الكريم بدليل قوله تعالى في سورة الجمعة الآية (٤) — (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وذلك هو اسم اشارة إلى ما ذكر قبل هذه الآية وما ذكر قبلها هو النبي الأمي والكتاب الذي يتلو على قومه آيات الله ويعلمهم الكتاب والحكمة.

قد يعجبك ايضا