نادي العاصمة ورياضة الآباء والأجداد

 

د. جابر يحيى البواب

بسم الله الرحمن الرحيم “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ” 14 آل عمران.
لم تتوقف أنواع الرياضات عند حد معين أو عند نوع من أنواع الرياضة فمصطلح الرياضة يخفي وراءه الكثير من الألعاب التي أصبحت عالمية رغم بداياتها البسيطة، ومع كثرة الاهتمام بالخيول ظهر نوع آخر من أنواع الرياضة ألا وهي رياضة الفروسية التي تعتمد بشكل أساسي على الخيول وهي من أقدم أنواع الرياضات التي عرفها الإنسان في جميع أنحاء العالم وبذلك أصبحت رياضة الفروسية تتألف من أنواع مختلفة منها سباق التحمل وقفز الحواجز والتقاط الأوتاد.
يمنح ركوب الخيل للجسم العديد من الفوائد على المستوى الجسدي، ومن أبرزها وأهمها “دعم عضلات الجسم وتقويتها، بحيث يمنع تعرضها للتقلصات والتشنجات المختلفة، ويساعد الجسم على جعل ردة فعله تجاه الأمور أسرع وأفضل، وزيادة حركة مفاصل الجسم المختلفة، ودعم القلب وتقويته، كما أنها تعزز وتحسن من عمل الأوعية الدموية المختلفة في الجسم، تحفز عمل حواس الجسم بشكل متكامل، وتحسن من الإدراك وتحديداً البصري فيما يتعلق بالفضاء؛ وتطور من قدرة الإنسان على تحمل المسؤولية والانضباط وتحمّل الصبر؛ تزيد من ثقة الإنسان بنفسه؛ وتحفز من قدرة أعضاء الجسم الداخلية على العمل، كما أنّ لها فوائد تتعلق بالجسد من الناحية العقلية من خلال تطوير المهارات العقلية والإدراك والقدرة على التحكم بزمام الأمور؛ وزيادة عدد السعرات الحرارية المستهلكة.
تربية الخيول من المهام الصعبة التي يعشقها ويهواها البعض، الذين يقع على عاتقهم أمر الاهتمام بعملية التغذية، وتوفير الغذاء للخيول كونها لا تستطيع توفيره بنفسها طالما وهي بحوزتهم وتختلف احتياجات الخيل الغذائية حسب العوامل التالية “وزن الحصان وعمره؛ نوع العمل الذي يقوم به؛ الحالة التي عليها الفرس من حيث الحمل وإنتاج اللبن، نظراً لأن معدة الخيل صغيرة الحجم عكس باقي الحيوانات المجترة، لذا فإن احتياجاته من المواد المالئة الحشائش والدريس “الدريس يابس القضب أو البرسيم” تكون قليلة نسبياً، ويفضل تغذيته على كميات صغيرة في كل مرة ولكن على فترات متتابعة من 2- 3 مرات يومياً، وبصورة منتظمة، وأحياناً تصل لأربع مرات يومياً وفي حال قيام الخيل بعمل شاق يتطلب كمية ذلك كبيرة من الغذاء، واحتياجات الحصان الناضج من البروتين أقل من المُهر النامي، والذي يحتاج إلى البروتين لبناء الأنسجة، ونفس الحال للفرسة الحامل أو المرضعة فإنها تحتاج إلى البروتين والعناصر المعدنية أكثر من الفرس الجافة.
نظام التدريب والتغذية اللازمة للخيول المتواجدة في اليمن تسير بانتظام خصوصا في الجهات التي تمتلك مصدر تمويل مناسب للخيول، وأيضا لدى بعض ملاك الخيول باليمن، لكن في إحدى الجهات التي تمارس رياضة الفروسية “نادي العاصمة للفروسية” على أساس ومناهج رياضية مميزة وترقى إلى المستوى المتعارف عليه في عالم رياضة الفروسية تعاني من نقص كبير جدا في تغذية الخيول والحصول على العناية الصحية المناسبة لخيولها، رغم الاستمرارية في العطاء وتقديم الخدمات الرياضية في رياضة الآباء والأجداد لكل مرتادي نادي العاصمة للفروسية، إلا أن هذا النادي المدني الوحيد في اليمن بالكاد يستطيع القائمون عليه توفير العناية الصحية والتغذية المناسبة للخيول.
وزارة الشباب والرياضة تعمل جاهدة على توفير ما هو معتمد لهذا النادي لكن الظروف التي تمر بها اليمن من عدوان وحصار لا تسمح لقيادة قطاع الرياضة وصندوق رعاية النشء الإيفاء بالتزاماتها تجاه الاتحاد والنادي لدرجة أنه تم تقليص المعتمد السابق إلى ما يقارب الثمن مما كان يصرف، لذا فإننا نتطلع إلى رجال المال والأعمال ومحبي رياضة الفروسية الالتفات إلى خيول نادي العاصمة ومنحها القدر المناسب من التغذية والعناية التي تسمح للقائمين عليها بالمحافظة عليها واستمرار تقديم الخدمات الرياضية لهذه الرياضة العريقة التي حث ديننا الإسلامي على ممارسة الركوب وأكد على أن الخير والنعيم من نصيب من يعتنون بها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَلِرَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ وَيُعِدُّهَا لَهُ، فَلَا تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرًا، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ، مَا أَكَلَتْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا أَجْرًا، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهْرٍ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ، – حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا – وَلَوْ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِهَا، وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا، وَبَذَخًا وَرِيَاءَ النَّاسِ، فَذَاكَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ).

قد يعجبك ايضا