أسرى الحرب بين المحسنين وقِرَدَة العدوان

منير اسماعيل الشامي
اكثر من 2000 أسير وقعوا بيدي الجيش واللجان الشعبية بعملية نصر من الله بمحور نجران.
رأينا مشاهد استقبال افراد الجيش لهم بكل تقدير واحترام يستقبلونهم وأول عبارة يقولونها لهم « لا تخافوا أنتم بين إخوانكم ، نحن إخوة وأنتم في وجيهنا» فيهدئون من روعهم ويطمنون نفوسهم وينفسون كربتهم ويسرون قلوبهم.
عبارات اختزلت الإنسانية كلها بكل معانيها والقيم بكل سموها في نفوس أبطالنا المجاهدين وكأن الرحمة لم تخلق إلا في قلوبهم، والإحسان مقصور فيهم دون كل البشر.
رأينا مشاهد أخرى وطائرات الإجرام تحوم فوق الأسرى، ورأينا لهفة المجاهدين على أولئك الأسرى وخوفهم عليهم وسمعناهم يحذرون الأسرى ويحثونهم ليسرعوا بحركتهم لينجوا من غارات الطغاة الذين ارتموا تحت اقدامهم، الذين ارسلوا طائرات الموت لمكافأتهم بحمم من نيران قنابلهم، ردا للجميل في الدفاع عن حدود مملكتهم وذلك بتصفيتهم بأبشع طريقة ، وأشد نكالا.
رأينا مشاهد أيضا في هذه العملية وفيما سبقها، والمجاهدين يستقبلون الجرحى من اسرى المرتزقة فيطببون جراجهم ويمزقون ملابسهم ليضمدوا نزيف أولئك الجرحى.
ومشاهد أخرى رأينا المجاهدين يقدمون الأسرى من المرتزقة على أنفسهم بالماء والعصائر والطعام.
وآلاف الأسرى من السابقين من المرتزقة الذين وقعوا بيد الجيش واللجان الشعبية، من مختلف أطياف المرتزقة، ومن جنسيات مختلفة طيلة سنوات العدوان حظيوا بكل الرعاية والإكرام وكأنهم نزلوا ضيوفا عليهم ولم يقعوا أسرى.
وهكذا هي عادة أبطالنا في معاملة الأسرى وهكذا ستظل لأن كل حركاتهم وسكناتهم محكومة بثقافة القرآن وهدي النبي العدنان ونهج عترته نجوم الأمان.
رأينا أيضا ورأى العالم من أقصاه إلى أقصاه جهود قيادتنا منذُ الأشهر الأولى للعدوان تطالب قيادة العدوان وتناشد المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر لتحرير أسرى الطرفين وتبادر بتحرير اسراهم دون أي شروط وتعلن استعدادها لحل ملف الأسرى باعتباره ملفا إنسانيا ولكن للأسف رفضت قوى العدوان أي تجاوب، بل وخلقت العقبات امام ما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم بهذا الخصوص.
وفي مقابل كل هذا السمو الإنساني والتخلق القرآني والإحسان النبوي الذي جسدته قيادتنا الحكيمة وابطالنا المجاهدين ماذا رأينا من قوى العدوان تجاه اسرانا من الجيش واللجان الشعبية؟
للأسف لم نر من قوى العدوان ومرتزقته إلا ارتكاب أبشع الجرائم وأشنعها رأينا جرائم تقشعر منها الأبدان ويندى لها جبين الإنسانية في حق اسرانا.
رأيناهم يصفون جرحانا حيث وقعوا، ورأيناهم يوثقون جرائم ذبحهم وسحلهم وخلس جلودهم.، ورأيناهم يحرقون أسرانا، ورأيناهم يعدمونهم ورأيناهم يقذفون بجثثهم من أعالي الحبال الشاهقة ، ورأيناهم يدفنونهم أحياء، ورأيناهم يسومونهم اشد أنواع العذاب في كل مكان كان لهم الغلبة فيه على اسير او أكثر وهكذا هي جرائمهم من بداية العدوان وحتى الجريمة الأخيرة التي ارتكبها مرتزقة الإصلاح في حق ثلاثة من ابطالنا الأسرى في معتقلاتهم بمارب
ثلاثة أسرى ومئات الأسرى غيرهم يتعرضون لأشد أنواع التعذيب في معتقلات الإصلاح بمارب الذين فاقوا في وحشيتهم كل وحوش الأرض ودوابها لم يردعهم دين ينتسبون إليه، ولا أخلاق إنسانية ينتمون إليها، بل جسدوا قوانين القرود، وانتهجوا اعرافها وتطبعوا بطبائعها
فالقرود هي التي لا تقبل قردا أتى من خارج مجموعتها، وأي قرد ينضم إليها فإنها لا تقبله بينها ولا تطرده وتخرجه من قطيعها، لينصرف ويعيش أبدا
بل تحتجزه وتجتمع عليه القرود ثم يذيقونه أشد العذاب وينكلون به أقسى تنكيل فلا يسلم من جسمه قدر درهم، ويستمرون في تعذيبه حتى يموت، ولا يتركونه بعد موته بل يمزقون جسده ويقطعونه إلى وصلات ويرمون بها في كل اتجاه.
وهذا هو ما جسده مرتزقة الإصلاح في تعاملهم مع الأسرى من جيشنا ومع المختطفين المدنيين من نقاطهم ومع كل من وقع في ايديهم من الحجاج والمعتمرين والمسافرين، فهم قرود القرود وأقبح دواب الأرض.
فحسبنا الله ونعم الوكيل.

قد يعجبك ايضا