المولد النبوي مناسبة جامعة تمثل أساساً مهماً للوحدة الاسلامية

 

نوال أحمد

ذكرى مولد رسولنا الأعظم؛ ونبينا الأكرم؛ ذكرى مولد خاتم النبيين وسيد المُرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين؛ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ والذي كان مولده مولداً للنور وإزاحة للظلام؛ قدوماً ميموناً وميلاداً مباركاً لأعظم وأطهر وأزكى إنسان في الوجود البشري؛ ومنذ أن خلق الله أبانا آدم إلى قيام الساعة.
إن من رحمة الله تعالى بعباده أن من على البشرية بأعظم وأسمى وأهدى قائد ومعلم على مر التاريخ ختم به النبوة وأتم به الرسالة؛ وأقام به الحُجة وأتم به النعمة، ذلك هو رسوله الأكرم؛ ونبينا الأعظم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
إن الله سبحانه وتعالى لعظمة هذا النبي الكريم فقد أرفق معه أعظم وأفضل وأهدى كتبه ألا وهو القرآن الكريم الذي تضَمّنت فيه كل التعليمات الإلهية والتوجيهات الربانية والحقائق المغيّبة؛ الذي باتباعه يتحقق للبشرية الفوز والفلاح؛ والهداية والصلاح؛ ويكون لها مصدر للهداية في مسيرة الحياة وتسمو به إلى سلّم الكمال الإيماني؛ لتصلح البشرية من خلاله واقعها وتتحمل مسؤولياتها وتنهض بدورها في الحياة ليتحقق لها الخير وتنتصر بهذا الكتاب للحق وتكشف به ضلال المضلين وتبطل به الباطل وتكشف زيف النفاق والمنافقين.
بمولد النور محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقدومه فقد انتقل الناس من واقع الجهل والكفر والفجور والأمية والضلال والظلم والظلام إلى واقع نور الإسلام والهداية، الواقع الذي يسوده الخير والحق والعدل والنور ومكارم الأخلاق .
حديثنا عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم هو الحديث عن الإسلام وعن الإيمان، وعلاقتنا برسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله هي علاقة إيمانية، علاقة محبة وإيمان وتعظيم وتوقير واهتداء واتباع واقتداء؛ علاقة لها أثر إيجابي في نفسية الإنسان المؤمن، فكلما زاد الإيمان في نفسه كلما زاد اهتداء وتأثراً برسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وسيكون مقتدياً ومتأسياً بهذا المعلم الهادي وسيكون هو القائد الأول في مسيرة حياته.
ونحن في يمن الإيمان والحكمة الشعب، اليماني الأصيل المرتبط برسول الله ارتباطاً قوياً ؛ فإننا نجعل من مناسبة المولد النبوي الشريف يوماً مجيداً رغم كل التحديات ؛فكما في كل عام وبكل حبٍ وإعزاز وشوق ولهفة وتقديس وإكرام اعتاد الشعب اليمني بكل طوائفه وفئاته أن يحتفلوا بهذه المناسبة العظيمة؛ ليجعلوا منها يوما تاريخياً ويوماً مجيداً عرفانا وشكرا منهم لله على هذه النعمة العظيمة نعمة الهداية وأيضاً إحتفاء بخاتم الأنبياء والرسل وتأكيدا للولاء ورداً لكيد الأعداء في نحورهم وتأكيداً على أن كل محاولات اليهود والنصارى والعملاء والمنافقين الذين أرادوا إبعادنا عن رسولنا وقرآننا وكل تضليلاتهم قد أفشلها اليمنيون بوعيهم وإيمانهم وتأكيداً على أن اليمنيين سيظلون متمسكين بنبيهم وبقرآنهم وأنهم مواصلون الدرب ومتبعون لهذا النهج مهما كانت التحديات ومهما كان حجم التآمر عليهم من قِبل الأعداء والمنافقين.
إن ذكرى مولد النور ورسول الهدى محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله هي مناسبة جامعة تمثِّل أساساً مُهماً للوحدة الإسلامية؛ ومن خلالها يستذكر الجميع أهمية الأسس التي تبني الأمة وتوحدها؛ وإحياء هذه المناسبة يعتبر محطة سنوية يكتسب منها الشعب اليمني الوعي؛ ويزيد من شحذ الهِمَم ويقتبس منها النور ويعزز من ارتباطه وولائه لرسول لله ورسالته؛ ولزيادة التعبئة المعنوية والجهادية ضد أعداء الله ورسوله وأعداء الحق والبشرية.

قد يعجبك ايضا