مشاريع امريكا في الشرق الأوسط

زيد البعوة

 

سياسة الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المبدأ سواء في الشرق الأوسط أو في العالم بشكل عام قائمة على الهيمنة والاطماع والسيطرة بما يحقق مصالحها الشاملة على المستوى الاقتصادي والعسكري والسياسي والأمني وغير ذلك في مختلف المجالات وهكذا هي إدارة البيت الأبيض كما عهدناها منذ عقود سواء يحكمها الجمهوريون أو الديمقراطيون لا يختلف الأمر لأن المشاريع مرسومة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي الذي بدوره محكوم من قبل الصهاينة وما على النظام- من أي حزب كان – إلا ان يمضي الى تنفيذ المشاريع المخطط لها من قبل الموساد والصهاينة الذين يتجهون في سياستهم الى توسيع دائرة النفوذ الأمريكي والاسرائيلي في العالم وبما يحمي الكيان الصهيوني الغاصب الذي يحتل فلسطين وذلك على حساب مظلومية الشعوب العربية والإسلامية.
لا يعني هذا ان امريكا تملك القدرة على فعل ما تريد أو ان لديها القدرة على الوصول الى ما تطمح اليه لأن هناك الكثير من دول العالم تتعارض مع سياسة امريكا ومع توجهاتها وترفض الهيمنة الأمريكية لكن للأسف الشديد في الشرق الأوسط خصوصاً في دول الخليج العربي هناك من يعمل جاهداً على خدمة امريكا اكثر مما تحلم به ويمنحها المال وينفذ مشاريعها كما هو الحال بالنسبة للنظامين السعودي والإماراتي وغيرهما مثل النظام البحريني الذين وصل بهم الحال الى ان جعلوا من ثروات شعوبهم ومن دماء ابناء الأمة ثمناً يدفعونه لأمريكا مقابل بقائهم على عرش التسلط الوهمي الذي يخضع للسيطرة المباشرة من قبل أمريكا.
بناء قواعد عسكرية برية وجوية وارسال قوات عسكرية تحت حجج واهية ومحاولة السيطرة على المياه الإقليمية ونهب للثروات وسعي للسيطرة على المواقع الجغرافية الاستراتيجية وسيطرة على القرار السياسي والسيادي لمختلف الدول العربية والاسلامية واطماع استعمارية ونشر الفتن وصناعة فوضى أمنية ومشاكل بين مختلف الاطياف والاحزاب والمكونات، كل هذا واكثر هي مشاريع شيطانية تنفذها امريكا في الشرق الأوسط سعياً منها لتوسيع نفوذها في المنطقة والعالم وتأمين الكيان الصهيوني الغاصب حتى يبقى جاثماً على صدر هذه الأمة، فهم يدركون ان غرق العرب والمسلمين في مشاكل وصراعات سوف يؤمن الاستقرار للصهاينة.
لقد كشفت الاحداث والمتغيرات خلال هذه السنوات ان السياسة الأمريكية تتجه بشكل كبير الى تعزيز نفوذها وهيمنتها على الشعوب العربية والاسلامية بعد ان احكمت قبضتها على معظم الانظمة وقد لا حظ الجميع كيف وصل الحال بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التبجح امام العالم والسخرية من الانبطاح الذي وصل اليه آل سعود وعيال زايد وآل خليفة في البحرين حتى صاروا يدفعون المليارات لأمريكا مقابل هيمنتها وهذا شيء مؤسف لم يحصل من قبل وهو الذي منح امريكا الرغبة والطموح لتنفيذ مخططات ومشاريع استعمارية شاملة في مختلف المجالات اهمها ما يسمى بصفقة القرن التي تهدف الى صناعة شرق اوسط جديد يضمن استقرار اسرائيل وهيمنة امريكا ويمنحها التحكم المباشر والدائم في مصير هذه الأمة.
وعندما نرى ان امريكا التي تتزعم العدوان على اليمن وتبني القواعد في العراق وتخوض حرباً مباشرة في سوريا وتعمل على ارسال عدد كبير من قواتها وجنودها الى السعودية علينا ان ندرك جيداً اننا في موقع يحتم علينا ان نتحرك ونعمل للحد من التوسع الأمريكي لأننا المستهدفون حكومات وانظمة وشعوباً واحزاباً وطوائف، الجميع مستهدف، امريكا لا تستثني احداً لأن لديها اهدافاً ومطامع استعمارية وهي تستغل أي ثغرة للنفاذ من خلالها ولا يوجد هناك أي مشروع يتصدى للتوسع الأمريكي سوى مشروع المقاومة والجهاد والوعي والثقافة القرآنية تحت قيادة اهل البيت عليهم السلام وحينها سنتمكن من هزيمة وافشال مشاريع امريكا.

قد يعجبك ايضا