شتان بين الكفاح المسلَّح ضد المحتل البريطاني والخنوع للمحتل السعودي - الإماراتي

ثورة 14 أكتوبر استلهام لدروس مقارعة المحتل.. فهل يصحو أبناء المحافظات الجنوبية؟!

الحيدري: العدوان يسعى للاستيلاء على خيرات اليمن ومواردها
الأسدي: من يقودون واقع الانبطاح اليوم في بعض المحافظات الجنوبية هم أبناء مناضلي الكفاح المسلح بالأمس
العزي: الانسياق خلف الغازي والمحتل يقوده من يدَّعون الثقافة الوطنية والقومية وأدعياء الإرث النضالي للثوار
الرحبي: الجماعات الانفصالية المرتهنة لدول الاحتلال فضلت مصالحها الشخصية على مصلحة الوطن العظمى

 

عُرف عن أبناء الشعب اليمني منذ القدم أنهم لا يرضون بالاحتلال لبلادهم، بل قاموا بكفاح مسلح ضد كل المستعمرين والدفاع بكافة جهودهم الفدائية والمسلحة حتى قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر، والآن نحن نعيش احتلال الأمس ولكن بوجه آخر، نعيش احتلالاً جديداً بأعذار وهمية كي يتمكنوا من السيطرة على اليمن الواحد وممتلكاته والتفريق بين أبنائه شمالا وجنوبا، وهذا الاحتلال الأخير ليس إلا مكنون حقد دفين على تاريخ اليمن أرضاً وإنساناً، وشتان بين الكفاح المسلح ضد المحتل البريطاني وبين خنوع اليوم أمام المحتل الجديد الإماراتي – السعودي.

استطلاع/ رجاء عاطف

واقع الأمس غير واقع اليوم، وكفاح الأمس غير كفاح اليوم.. هكذا قال العميد الدكتور جمال الحيدري- رئيس شعبة الدراسات السياسية بمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، وأضاف:الكفاح المسلح ضد المحتل البريطاني أجبر المستعمر على الخروج من جنوب اليمن، حيث واصل الثوار كفاحهم عبر العمليات الفدائية والهجمات المسلحة ضد القوات البريطانية منذ عام 1963 – إلى عام 1967م بدعم وإسناد قوات شمالية حيث وقفوا جنبا إلى جنب لطرد المستعمر البريطاني وشكلوا ما يعرف بالحركة الوطنية اليمنية ،ومن خلال هذه الحركة قاموا بتوحيد الجبهة الداخلية ضد المستعمر وتضامنت كل القوى الوطنية للتصدي للمشروع البريطاني وطرده.. ويقول: إن خنوع اليوم أمام المحتل الإماراتي السعودي الذي دخل اليمن باستعمار جديد واحتلال جديد باسم الحماية كما يزعمون لتحقيق ما يسمى بإعادة حكومة الفار هادي المستقيلة بحجج وذرائع لا أساس لها من الصحة وبدأت السيطرة على بعض المحافظات والجزر اليمنية والغرض من هذه السيطرة ليست كما يدَّعون إعادة حكومة الفار هادي بل الغرض الحقيقي هو عداؤهم وحقدهم التاريخي على اليمن أرضا وإنسانا ونهب ثرواته وإشاعة الفرقة بين أبناء الوطن الواحد وزرع الكراهية والبغضاء والعنصرية بين أبناء المجتمع اليمني، والفرق بين الأمس واليوم في الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني هو توحيد الجبهة الداخلية في الشمال والجنوب لمقاومة المستعمر.

إقامة مشروع استعماري
وتابع الحيدري حديثه: سعى المحتل الإماراتي السعودي إلى تفكيك الجبهة الداخلية وتمزيق النسيج الاجتماعي ما أدى إلى إضعاف الجبهة الداخلية وانقسامهما مستغلين الظروف والاختلالات الأمنية والانقسام السياسي في اليمن بدعم من العملاء والمرتزقة في الداخل من ذوي المشاريع الضيقة الذين يسعون إلى تمزيق وحدة الوطن والعودة به إلى الماضي خدمة لأعداء اليمن وتنفيذا لأجندات خارجية إقليمية وعالمية.. العدوان يسعى لإقامة مشروع استعماري جديد للاستيلاء على خيرات اليمن ومواردها، ويتضح هذا من خلال تركيز عدوان التحالف على فصل الجنوب عن الشمال و تقسيم اليمن بين السعودية والامارات وتقسيم الثروات النفطية في مارب والجوف وشبوة بالتساوي وكذلك السيطرة على الموانئ والجزر اليمنية منها ميناء عدن وميناء المخا ومضيق باب المندب وغيرها من الموانئ والسواحل، ومن أجل ذلك سفكوا دماء اليمنيين مستخدمين كل أنواع الأسلحة المحرمة وجلبوا مختلف الجيوش العربية والأجنبية، لقتل مجتمع مسلم وهدم كل مقومات الحياة، وأشار الحيدري إلى وجود فرق كبير بين الكفاح المسلح بالأمس الذي تم فيه آنذاك توحيد الصف والقتال جنبا إلى جنب حتى قامت ثورة 14 أكتوبر وطرد المستعمر، أما اليوم وللأسف الشديد قام مرتزقة فنادق الرياض ومرتزقة الداخل بجلب المستعمر وسمحوا له بقتل أبناء جلدتهم وبتعاون دولي وإقليمي وما يحز في النفس أن نجد من يصفق لهم ويشجعهم ويساعدهم على قتل وتدمير الشعب اليمني مقابل حفنة من الدولارات.

نثق بثورة للتحرر
فيما يرى علي الأسدي- مستشار أمين العاصمة صنعاء أن هناك مفارقات عجيبة بين واقع الكفاح المسلح للمناضلين لنيل الحرية والاستقلال وطرد المستعمر البريطاني وبين واقع الانبطاح والتبعية للغازي المستعمر الجديد اليوم، وتابع: من يقودون واقع الانبطاح اليوم في بعض المحافظات الجنوبية بعضهم للأسف الشديد أبناء مناضلي الكفاح المسلح بالأمس مثل شلال شايع وآخرين، وقال: المستعمر اليوم هو المستعمر بالأمس، لكنه اليوم بأقنعة عربية، وانكشف هذا القناع وأبناء شعبنا اليمني في المحافظات الجنوبية والشرقية يخوضون معارك الاستقلال والسيادة ضد الوجود السعودي في المهرة، وأبناء محافظة سقطرى ينتفضون في وجه المحتل الاماراتي، وأخيراً نحن نثق بأبناء عدن وأبين ولحج والضالع الشرفاء الأحرار وأنهم ومهما تمادى المحتل الإماراتي وتوسع وسيطر نثق بأنهم سيثورون ضد الخونة والعملاء ويلحقوا بأبناء المهرة للتحرر من الوجود الاجنبي .
طاعة عمياء للغازي
ومن جانبه يقول عبدالغني العزي – رئيس التيار الوطني الحر للسلم والمصالحة الوطنية: عندما ينظر الحليم نظرة ثاقبة يستحضر فيها التاريخ ويشخِّص بها الواقع فإنه لاشك ينتابه الحزن من جهة والفخر من جهة أخرى، الحزن على ما آل إليه حال البعض من أبناء الوطن وانسياقهم إلى تأييد دول الغزو والاحتلال لوطنهم وحرصهم الشديد على إرضاء الغازي بدون أي تحفظات بل في طاعة عمياء لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، ويضيف: إن هذا الانسياق الغبي خلف الغازي والمحتل يقوده بكل أسف بعض ممن يدَّعون الثقافة الوطنية والقومية والتحرر وأدعياء الإرث النضالي للثوار الأبطال الذين ارتوت الأرض بدمائهم الطاهرة وهم يكافحون ضد المستعمر البريطاني، أما من الجهة الأخرى فيشعر الإنسان اليمني الحر البطل بأنه يعيش مرحلة الاستقلال الحقيقي بعيداً عن التبعية لأي كان ومهما كان، وهو يدرك أن هذا الهدف لابد له من ضريبة وثمن بحجم الأهداف التي يسعي إليها الإنسان اليمني، وهذا ما جعله يستسهل كل التضحيات التي قدمها خلال الخمس السنوات من العدوان ومستعد لتقديمها خلال الأعوام القادمة مهما كانت هذه التضحيات.
الارتهان والتبعية
وقال العزي: المقارنة بين دور الآباء والأجداد النضالي، وبين ما هو حاصل اليوم ليس لها أي وجه صحيح، لأن ما ورثه الشعب اليمني من البطولة والتضحية والفداء ومقارعة الاستعمار هو الممتد والباقي وهو ما سجل صفحاته التاريخ الناصع وهو ما يسجله اليوم أيضا، أما العمالة والارتزاق وخيانة الأوطان وبيع القيم الوطنية والدينية والإسهام في قتل الأبرياء من أبناء الوطن فهي انحدار لا يحتاج إلى جهود تبذل ولا إلى صبر وتحمل وكل ما يحتاج إليه هذا المسار هو الارتهان والتبعية والانسلاخ عن كل ما يرتبط بالوطن، وهؤلاء الذين يسلكون هذا المنحدر لن يكون لهم في صفحات التاريخ سوى اللعنات والخزي والعار يتلطخون به في حياتهم وبعد موتهم حتى أن اقرب الناس إليهم لن يكون فخورا بذكرهم بقدر ما سيكون ذكرهم وصمة عار.
أخطاء مورست من السلطة
الفرق كبير بين واقع الكفاح المسلَّح ضد أعتى حكم استعماري دام 129 عاماً، هذا ما تحدث به الدكتور علي الرحبي- مساعد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للشؤون السياسية والمعنوية- حين قال: مناضلو ثورة اكتوبر المجيدة قرأوا وفهموا تاريخ اليمن النضالي ضد الأحباش والرومان والبرتغال والكفاح ضد الحكم التركي، وحين كيف استطاع اليمنيون الانتصار على تلك القوى الاستعمارية، كما كان لثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن ضد الحكم الملكي وثورة 23 يوليو في مصر الكنانة الدور الكبير في دعم وقيام ثورة أكتوبر ضد المحتل الانجليزي فمنذ عقد الخمسينيات وبداية الستينيات تمرس الشعب على أساليب النضال الوطني وخاض مختلف طرق النضال السلمي من أجل تحرره الوطني من الاستعمار البريطاني، وكانت حركة القوميين العرب من التنظيمات التي تبنت أسلوب الكفاح المسلح طريقا لتحرير الوطن والتي انطلقت من جبال ردفان الأبية بقيادة راجح لبوزة.. مضيفا: إن خنوع بعض الجماعات في جنوب الوطن للمحتل الإماراتي والسعودي ناتج عن أخطاء مورست بعد حرب الانفصال 1994م من قبل السلطة آنذاك باستيلاء قيادات الدولة على أراض بالكيلو مترات في الجنوب ما انعكس سلبا على بعض إخواننا في الجنوب ووصفهم إخوانهم من أبناء الشمال بالمحتلين نتيجة التدخل السعودي والاماراتي في شؤون اليمن والدعم الذي قُدَّم للانفصاليين عام 1994م ونتيجة لضعف المناهج الدراسية التي غَّيبت روح الولاء الوطني وتاريخ وجغرافية اليمن الواحد، هذا بالإضافة إلى من يدعون إلى التخلي عن اسم اليمن الجنوبي بالمصطلح الإنجليزي الجنوب العربي أشك في أصولهم ودمائهم اليمنية تلك الجماعات الانفصالية المرتهنة لدول الاحتلال السعوإماراتي الذين فضَّلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن العظمى، وبعض قيادات تلك الجماعات الانتقامية تم اسرهم رهائن في دول الاحتلال ولا يملكون القرار حتى لأنفسهم، فمن الاجحاف أن يسلِّم أبناء اليمن الاحرار في جنوب اليمن سيادة الدولة لهؤلاء المرتزقة والعملاء.

قد يعجبك ايضا